بسم الله الرحمن الرحیم
الحمد لله ربّ العالمین، و الصلاة و السلام علی سیّدنا و نبیّنا أبی القاسم المصطفی محمّد، و علی آله الأطیبین الأطهرین المنتجبین الهداة المهدیین المعصومین، سیّما بقیة الله فی الأرضین.
السلام علیکم و رحمة الله و برکاته.
وفقکم الله تعالی جمیعاً و منّ علیکم بالصبر. حدث الزلزال فی هذه المنطقة أوجع قلوب الجمیع، فالکل فی مصیبة و مأتم. نسأل الله تعالی لأصحاب المصاب الصبر و السلوان. و نسأله تعالی أن یمنّ علی أهالی آذربیجان الأعزاء بالتوفیق. و أقولها لکم جمیعاً إن هذا الحدث یمکن أن یکون منطلق قفزة إلی الأمام بالنسبة لکم. بصبرکم و استقامتکم و مساعیکم و تعاونکم و تعاطفکم و تعاضدکم ستستطیعون إن شاء الله أن تصنعوا من هذا الحدث منطلق قفزة لکم.
طبعاً تقع علی عاتق المسؤولین واجبات کبری. و قد تمّ لحد الآن إنجاز أعمال جیدة. و الأعمال الأصلیة تأتی بعد الآن، فهناک إعادة البناء و تقویة الأبنیة التی ستغیّر إن شاء الله وجه هذه المنطقة بعد الزلزال الذی ضربها. نسأل الله تعالی أن یوفق المسؤولین لهذا، و تعاونوا أنتم أیضاً علی هذا الشیء. لیتعاون کل واحد من أبناء الشعب مع المسؤولین. و الناس فی کل أنحاء البلاد کما علمت و ظننت و شاهدت متعاطفون معکم و یشاطرونکم المصاب. لیس الأمر أن منطقة من البلاد أصابتها مصیبة و الآخرون غیر مبالین لها، لا، الکل یشعرون بالتعاطف و الحزن المشترک. شعبنا و الحمد لله شعب متلاحم متحد، و هو قویّ بسبب هذا الاتحاد. هذه القوة التی لإیران الإسلامیة الیوم جزء کبیر منها یعود لهذا الاتحاد و الاتفاق الموجود بین مختلف شرائح الشعب أین ما کانوا.
هدفی من هذه الزیارة هو بالدرجة الأولی إبداء التعاطف و العزاء لأهالی هذه المنطقة الأعزاء - منطقة أهر، و ورزقان، و هریس، و القری و المناطق المحیطة بهذه المدن الثلاث - التعاطف و العزاء لأناس فقدوا أحبّتهم و أعزاءهم و أبناءهم. إننا نشاطر هؤلاء أحزانهم و آلامهم. و نطلب من الله تعالی لهم الصبر و السلوان. هذا هو هدفنا الأول. و الغایة الثانیة هی الاطلاع عن کثب علی الأعمال التی تمّ إنجازها. سألت بعض المنکوبین بالزلزال فقالوا إن الخدمات التی تمّ تقدیمها لحد الآن کانت جیدة. و یجب أن تستمر هذه الخدمات إن شاء الله. و بالطبع فإن نوع الخدمات سیختلف، إذ ثمة بعد الآن أعمال أصلیة و ثقیلة نتمنی أن یستطیع المسؤولون بتوفیق من الله أن ینهضوا بهذه الواجبات. أستودعکم الله جمیعاً.
و السّلام عليكم و رحمة اللّه و بركاته‌.