بسم الله الرحمن الرحیم
ستکون زراعة الأشجار إن شاء الله، سواء فی هذا الیوم و هذه الأیام المعروفة بأیام زراعة الأشجار أو فی باقی الأیام التی یمکن زراعة الأشجار فیها، سبب برکة و عمران للبلاد. و حقیقة القضیة هی أن النباتات و الأشجار بالنسبة لکل بلد و لکل جماعة بشریة سبب برکة، لذلک أوصی شرعنا الإسلامی المقدس و أحادیثنا بالأشجار و المحافظة علیها و الحیلولة دون قطعها. هذه توصیة إسلامیة. و الناس جمیعهم فی الوقت الحاضر مهتمّون بهذه القضیة، و ربما أمکن القول إن الناس و المجتمعات البشریة کانت مهتمّة بقضیة الأشجار دوماً.
و لکن یجب أن أوجّه عتاباً لمجموعة المسؤولین عن قضیة الأشجار و غرس الأشجار و الغابات و ما شاکل، و هو أننا هنا نغرس الأشجار واحدة واحدة، لکن الأشجار تقطع بالمئات و الآلآف فی الأماکن التی یجب أن لا تقطع. هذا إشکال کبیر قائم. هذا بالإضافة إلی إحالة المعمورات و المساحات الخضراء فی أطراف المدن الکبری خطأ و غصباً لأشخاص أرادوا إساءة استغلال الأرض و لا زالوا یستغلونها، و تبدّلت المساحات الخضراء إلی إسمنت و حدید و ما إلی ذلک - و هذه مصیبة للمدن - و تعرّضت و تتعرّض مجموعة الغابات فی البلاد لتهدیدات و أخطار جادة، فیجب الحیلولة دون ذلک بکل جدّ. و هذا من واجب الحکومة و مجلس الشوری الإسلامی و واجب البلدیات، و واجب السلطة القضائیة أیضاً. کل واحدة من هذه المؤسسات یجب أن تحول بشکل من الأشکال دون تفاقم هذه الممارسات الخاطئة الموجودة للأسف فی بلادنا حالیاً.
تلزمنا قوانین للحفاظ عل الغابات و حمایتها، و مکان هذه القوانین خالٍ، و نحتاج إلی إراة قویة و عزیمة راسخة للحؤول دون الاستیلاء علی الأراضی المحیطة بالمدن الکبری، حیث یستولی علیها أشخاص و یبدّلونها إلی أبنیة و عمارات عالیة. هذه العملیة فضلاً عن إیجادها لمشکلات متنوعة للبشر، فإن أول خطأ فیها هو قضاؤها علی البیئة الخضراء المحیطة بالمدن و علی الهواء الذی تحتاجه المدن للتنفّس. قد تبذلون الجهود فی المدن و تزرعون الغرسات فی البیوت واحدة واحدة، و لکن أین هذا من أن تکون المدینة محاطة ببیئة خضراء؟ هذا رغم أنه أنجزت أعمال جیدة، حیث زرعت غابات أحیاناً فی أطراف المدن، و هذا بدوره ما لا یجب إنکاره، و لکن ینبغی حمایة الثروة الأصلیة للبلاد و هی المناطق الخضراء المحیطة بالمدن، و الحدائق داخل المدن، و خصوصاً الغابات. منظمة البیئة، و الأجهزة الحکومیة المعنیة، و المسؤولون و نواب مجلس الشوری الإسلامی، و المسؤولون فی السلطة القضائیة، و البلدیات فی ما یخصّ المدن و حدودها، من واجبهم فی کل أنحاء البلاد متابعة هذه الأمور. إننا نکرّر هذه القضیة دائماً، و لکن لا نزال نجد أنه لم یجر إنجاز عمل صحیح! یجب أن یعقد الکل هممهم إن شاء الله لتحقیق هذا الشیء الذی یتفق الجمیع علی صحّته و ضرورته.
موفقین إن شاء الله.. فی أمان الله یا سادة.