الخطبة الأولی
بسم الله الرحمن الرحیم
الحمد لله ربّ العالمین، نحمده و نستعینه و نؤمن به و نستغفره، و نصلّی و نسلّم علی حبیبه و نجیبه و خیرته من خلقه و حافظ سرّه و مبلّغ رسالاته، بشیر رحمته و نذیر نقمته، سیدنا و نبیّنا أبی القاسم المصطفی محمّد و علی آله الأطیبین الأطهرین المنتجبین، سیّما بقیّة الله فی الأرضین.
أوصی کل الإخوة و الأخوات المصلین الأعزاء و نفسی بتقوی الله، و هی خیر ثمرات و نتائج هذا الشهر المبارک. حلّ شهر رمضان المبارک مرة أخری بکل برکاته و جمالیاته المعنویة. کان رسول الإسلام الأعظم (ص) یعدّ الناس قبل حلول شهر رمضان للدخول فی هذه الساحة الخطیرة السامیة الزاخرة بالخیرات و البرکات.. «قد أقبل علیکم شهر الله بالبرکة و الرحمة». فی خطبة یوم الجمعة الأخیرة من شهر شعبان، حسب بعض الروایات، قال الرسول الأکرم (ص) قوله هذا و نبّه الناس لقرب حلول شهر رمضان. لو أردنا تعریف شهر رمضان بجملة واحدة لوجب القول إنه شهر الفرص. ثمة الکثیر من الفرص أمامنا أنا و أنتم فی هذا الشهر. لو استطعنا الاستفادة بصورة صحیحة من هذه الفرص لتوفّر لدینا رصید عظیم و قیّم جداً. و لأوضّح هذه الفکرة بعض الشیء، و لتکن الخطبة الأولی حول هذه المسائل ذات الصلة بشهر رمضان و فرصه المنقطعة النظیر.
فی هذه الخطبة التی أشرنا إلیها، یقول الرسول الأکرم (ص): «شهر دعیتم فیه إلی ضیافة الله».. و هذه عبارة جدیرة بالتأمل و التدبّر.. إنه دعوة لضیافة إلهیة. لیس ثمة إجبار و إکراه علی أن ینتفع الجمیع من هذه الضیافة، لا، إنما جعل ذلک فریضة، لکننا أحرار فی أن ننتفع من هذه الضیافة أو لا ننتفع. البعض لا تتوفر لهم الفرصة أبداً للاهتمام بهذه الدعوة و الانتفاع من هذه الضیافة. غفلتهم و انهماکهم فی الأعمال المادیة و الدنیا المادیة بالشکل الذی لا یفهمون معه حلول شهر رمضان و انقضائه. کأن یدعوا شخصاً لضیافة جد عظیمة و مفعمة بالخیرات و البرکات و لا یجد الفرصة للمشارکة فیها، فیغفل حتی عن النظر فی بطاقة الدعوة. هؤلاء لا ینتفعون شیئاً من هذه الضیافة. و البعض یدرکون وجود هذه الضیافة لکنهم لا یذهبون لها و لا یشارکون فیها. هؤلاء هم الذین لم یتلطف بهم الله تعالی و لم یوفقهم لصیام هذا الشهر، فهم لا یصومونه، و من دون عذر. أو تلاوة القرآن الکریم أو قراءة أدعیة شهر رمضان. البعض لا یلبّون هذه الدعوة و لا یشارکون فی هذه الضیافة و لا یأتون لها.. هؤلاء حسابهم و وضعهم معلوم. و هناک کثیرون من المسلمین من أمثالنا یشارکون فی هذه الضیافة، بید أن نصیبهم من هذه الضیافة لیس بمقدار واحد لکل واحد منهم. فبعضهم ینال و ینتفع أکثر من هذه الفرصة.
الریاضة التی فی هذا الشهر - ریاضة الصیام و تحمّل الجوع - ربما کانت أکبر مکتسبات هذه الضیافة الإلهیة. البرکات المکنونة للإنسان فی الصیام کبیرة و عظیمة من الناحیة المعنویة و من حیث إشاعة النور فی قلب الإنسان إلی درجة ربما أمکن القول معها إن الصیام أعظم برکات هذا الشهر. البعض یصومون، فهم إذن یشارکون فی هذه الضیافة و ینتفعون منها. و لکن بالإضافة إلی الصیام - و هی الریاضة المعنویة فی هذا الشهر - فهم یتعلمون من القرآن الکریم أقصی ما یمکن تعلمه.. تلاوة القرآن بتدبّر. تلاوة القرآن و الأنس به و تلقی کلام الله و الاستماع له فی اللیالی و منتصف اللیالی، و فی حال الصیام و ما یورثه الصیام من النور فی قلب الصائم، هذا الأنس بالقرآن الکریم فی هذه الحالة له طعم و معنی مختلفان. الشیء الذی یتعلمه الإنسان من القرآن الکریم فی مثل هذه التلاوة لا یمکنه أن یحصل علیه فی الأحوال العادیة المألوفة. هؤلاء یتمتعون بهذه الفائدة أیضاً. بالإضافة إلی ذلک فإنهم ینتفعون من التحدث مع الله تعالی و مخاطبته و مناجاته و فتح قلوبهم لربّهم و إذاعة أسرارهم له. و هذا ما یتجسّد فی الأدعیة. دعاء أبی حمزة الثمالی و الأدعیة الیومیة، و أدعیة اللیالی و الأسحار، هذه کلها محاورة و کلام مع الله، و طلب من الله، و تقریب للقلب من ساحة العزة الإلهیة. هذه بدورها فائدة أخری ینتفعونها من شهر رمضان. و بالتالی فهم ینتفعون من کل فوائد و خیرات هذه الضیافة.
و قبل کل هذا و ربما فوق کل هذا ترک المعاصی و الذنوب. فهم لا یرتکبون المعاصی فی هذا الشهر. فی الروایة الواردة حول خطبة الرسول الأعظم (ص) هذه، یسأل الإمام علی بن أبی طالب (علیه الصلاة و السلام) الرسول الأعظم (صلوات الله و سلامه علیه و آله): أیّ الأعمال أفضل فی هذا الشهر؟ فیجیب الرسول (ص): «الورع عن محارم الله». اجتناب الذنوب و ما حرّمه الله مقدّم علی الأعمال الإیجابیة. ترک المعاصی حیلولة دون تلوّث الروح و القلب. و هؤلاء الذین نتحدث عنهم یتجنّبون المعاصی أیضاً. إذن، فهناک الصیام، و هناک تلاوة القرآن، و هناک الدعاء و ذکر الله، و هناک البُعد عن المعاصی. هذه المنظومة تقرّب الإنسان من حیث الأخلاق و السلوک من الحالة التی یریدها الإسلام. حین تحصل هذه المجموعة من الأعمال یخلو قلب الإنسان من الأحقاد، و تُبعث فیه روحُ التضحیة و الإیثار، و تصبح مساعدة المحرومین و الفقراء سهلة علیه، و یسهل علیه أیضاً الصفح و التجاوز لصالح الآخرین و بما یضرّه فی الأمور المادیة. لذلک تلاحظون أن الجرائم تقل فی شهر رمضان، و تکثر فیه الخیرات، و تزداد فیه المحبّة بین الناس. و هذه کلها ببرکة هذه الضیافة الإلهیة.
البعض ینتفعون هکذا من شهر رمضان المبارک، و البعض لا ینتفعون بهذا الشکل، فقد ینتفعون من شیء و یحرمون أنفسهم من شیء آخر. یجب أن ینصبّ جهد الإنسان المسلم فی هذا الشهر علی الانتفاع إلی أقصی حدّ من هذه الضیافة الإلهیة، و ینال الرحمة و المغفرة الإلهیة، و أنا أؤکد علی الاستغفار، الاستغفار من الذنوب و الخطایا و المزالق، و من المعاصی سواء کانت صغیرة أو کبیرة. من المهم جداً أن نطهّر قلوبنا فی هذا الشهر من الأدران و الأقذار، و ننقّی أنفسنا و نغسلها من الشوائب و التلوث، و هذا ممکن بالاستغفار. لذا ورد فی الکثیر من الروایات أن أفضل الأدعیة أو علی رأس الأدعیة هو الاستغفار.. طلب المغفرة من الله. و ثمة استغفار لجمیع البشر. حتی الرسول الأکرم (ص) و هو أرقی البشر کان یستغفر. و استغفارنا نحن و أمثالنا استغفار من نوع من الذنوب هی هذه الذنوب العادیة الدارجة و المیول الحیوانیة فی دواخلنا، و هذه المعاصی الظاهریة الواضحة. لکن استغفار البعض لیس من مثل هذه الذنوب، فالبعض لا یقترفون حتی «ترک الأولی»، لکنهم مع ذلک یستغفرون، و هذا استغفار من القصور الذاتی و الطبیعی للإنسان حیال عظمة الذات الإلهیة المقدسة.. استغفار من عدم المعرفة الکاملة، و هو استغفار الأولیاء و العظماء.
علینا الاستغفار من ذنوبنا. الفائدة الکبری للاستغفار هی أنه یخرجنا عن الغفلة عن أنفسنا. أحیاناً نقع فی أخطاء بخصوص أنفسنا. و حین نفکّر بالاستغفار تتجسّد أمامنا ذنوبنا و خطایانا و لامبالاتنا و اتباعنا لأهوائنا النفسیة و تجاوزنا للحدود و ظلمنا لأنفسنا و ظلمنا للآخرین، و نتذکّر ما فعلنا، و عندئذ لا نصاب بالغرور و النخوة و الغفلة عن أنفسنا. هذه هی فائدة الاستغفار. ثم إن الله تعالی وعد الإنسان الذی یستغفر، أی الذی یطلب المغفرة و الصفح من الله سبحانه طلباً حقیقیاً و یکون نادماً علی ذنبه بالقول: «لوجد الله توّاباً رحیماً».. الله سبحانه یقبل التوبة من عباده. هذا الاستغفار عودة إلی الله و إعراض عن الذنوب و الخطایا، و الله تعالی یقبله إن کان استغفاراً حقیقیاً.
تنبّهوا إلی إنه لا فائدة من أن یقول الإنسان بلسانه: استغفر الله، استغفر الله، استغفر الله، و یکون باله و ذهنه فی مکان آخر. فهذا لیس باستغفار. الاستغفار دعاء و طلب. یجب أن یطلب الإنسان من الله حقاً أن یغفر له و یصفح عنه: ارتکبت هذا الذنب فارحمنی و اصفح عن ذنبی یا ربّ. مثل هذا الاستغفار عن کل واحد من الذنوب یستجلب بلا ریب غفران الله، و قد فتح الله تعالی هذا الباب.
طبعاً الاعتراف بالذنوب أمام الآخرین عملیة ممنوعة فی الإسلام. ما یوجد فی بعض الأدیان من ذهاب الناس إلی المعابد و یجلوسهم أمام رجل الدین أو القسیس و اعترافهم بذنوبهم، مثل هذا الشیء ممنوع و غیر موجود فی الإسلام. الإسلام یمنع هتک حجاب النفس و إذاعة أسرار الذات و ذکر الذنوب التی ارتکبها الإنسان أمام الآخرین، فهذه الممارسات لا فائدة منها أبداً. فی بعض الأدیان الخیالیة و الظنیة و المحرّفة یذکرون أن القسیس یغفر الذنب.. لا.. فی الإسلام، الله فقط هو الذی یغفر الذنب. حتی الرسول لا یستطیع أن یغفر الذنب. یقول عزّ و جلّ فی الآیة الشریفة: «و لو أنهم إذ ظلموا أنفسهم جاءوک فاستغفروا الله و استغفر لهم الرسول لوجد الله توّاباً رحیماً». حین یرتکبون ذنباً و یظلمون أنفسهم، إذا جاءوک و أنت رسول الله، و طلبوا المغفرة و الصفح من الله تعالی، و طلبت أنت أیضاً الغفران لهم من الله، فإن الله یقبل توبتهم. أی إن الرسول الأکرم (ص) یطلب لهم المغفرة من الله، و لا یستطیع هو نفسه أن یغفر ذنوبهم. الله تعالی وحده هو الذی یغفر الذنوب. هذا هو الاستغفار و له مکانة مهمة حقاً. یجب عدم الغفلة عن الاستغفار فی هذا الشهر، خصوصاً فی الأسحار و اللیالی. اقرأوا الأدعیة الخاصة بشهر رمضان بتدقیق و تعمّق فی معانیها.
لحسن الحظ مجتمعنا مجتمع معنویات و الدعاء و التوجّه إلی الله و التوسّل به و الابتهال إلیه حالات شائعة و محبوبة بین أبناء مجتمعنا. قلوب شبابنا الطاهرة المنوّرة میّالة إلی ذکر الله، و هذه کلها فرص ثمینة. و شهر رمضان فرصة إلهیة منحت لنا، فانتفعوا من هذا الشهر المبارک و من هذه الفرصة الکبیرة، و قرّبوا الأفئدة إلی الله و عرّفوها علی الله بالاستغفار، و طهّروا القلوب و الأرواح. ناجوا الله بما تریدون. التواصل المعنوی لشعبنا مع الله تعالی أنجز أعمالاً و مهمات کبیرة، و شهر رمضان فرصة ممتازة لهذه العملیة، فاستثمروا هذه الفرصة.
نسأل الله تعالی أن یمدّ لنا جمیعاً ید العون لنستطیع فی شهر رمضان هذا تغلیب جانباً الملائکی علی جانبنا الحیوانی. لدینا جانب ملائکی و جانب حیوانی. أهواء النفس تغلّب الجانب المادی علی الجانب الملائکی. نتمنی أن نستطیع فی شهر رمضان هذا تغلیب النزعة الروحیة النورانیة علی الجانب المادی، و أن نحتفظ بهذه الحالة کذخر و رصید، و ننتفع من شهر رمضان کتمرین ینفعنا طوال العام إن شاء الله.
بسم‌ اللَّه ‌الرّحمن‌ الرّحيم‌
و العصر. إنّ الإنسان لفى خسر. إلّا الّذين آمنوا و عملوا الصّالحات‌ و تواصوا بالحقّ و تواصوا بالصّبر.

الخطبة الثانیة
بسم الله الرحمن الرحیم
الحمد لله ربّ العالمین، و الصلاة و السلام علی سیّدنا و نبیّنا أبی القاسم المصطفی محمّد، و علی آله الأطیبین الأطهرین المنتجبین، سیّما علیّ أمیر المؤمنین، و سیدة نساء العالمین، و الحسن و الحسین سیدی شباب أهل الجنة، و علیّ بن الحسین، و محمد بن علیّ، و جعفر بن محمد، و موسی بن جعفر، و علیّ بن موسی، و محمد بن علیّ، و علیّ بن محمد، و الحسن بن علیّ، و الخلف القائم المهدیّ، حججک علی عبادک و أمنائک فی بلادک، و صلّ علی أئمة المسلمین و حماة المستضعفین و هداة المؤمنین، و استغفر الله لی و لکم.
الشیء الأول الذی أذکره فی هذه الخطبة هو تحیة للذکری الطیبة للمرحوم آیة الله طالقانی (رضوان الله تعالی علیه)، و الذی أقیمت صلاة الجمعة العظیمة فی طهران لأول مرة بأمر إمامنا الخمینی الجلیل بإمامته. کان هذا المرحوم عالماً مجاهداً صابراً ورعاً طاهراً. و قد خرج من الامتحان ناجحاً مرفوع الرأس، سواء فی فترة الکفاح و النضال أو بعد انتصار الثورة الإسلامیة. و قد کان أداء المرحوم آیة الله طالقانی جیداً فی المعادلات المعقدة الصعبة جداً فی المجالات السیاسیة و الأمنیة بعد الثورة. و تحوّلت صلاة الجمعة إلی مؤسسة مبارکة، سواء فی طهران أو فی باقی مدن البلاد. شیئاً فشیئاً تحوّلت صلاة الجمعة فی المدن الصغیرة و الأصغر فی کل أرجاء البلد الإسلامی إلی قطب و مرکز للمعنویة و المقاومة. و هذا هو معنی «الصلاة العبادیة - السیاسیة».. و هی عبارة یبدو أن إمامنا الخمینی الجلیل أطلقها فی ذلک الحین. فصلاة الجمعة قطب عبادی و مرکز للتوعیة المعنویة و السیاسیة، و هذا الوعی من شأنه الحؤول دون انزلاق الشعب و انحرافه و خضوعه. معظم هذه الهزائم التی تشاهدون الشعوب تُمنی بها علی المسرح السیاسی فی العالم ناجمة عن عدم الوعی الذی یتحوّل فی مواقع معینة إلی ضربات شدیدة یتلقاها الشعب. و الوعی یحصّن الشعب ضد الضربات، و یُعدّه للمقاومة. و بالتالی فصلاة الجمعة معقل للمعنویة و المقاومة فی نفس الوقت. لیعلم کل واحد من أبناء الشعب قدر هذه الصلاة، و خصوصاً شبابنا الأعزاء، و کذلک السادة أئمة الجمعة المحترمون فی کل أنحاء البلاد، هم أیضاً یجب أن یعرفوا قدر هذه الصلاة، فهذا منبر لا نظیر له. اعملوا ما من شأنه أن تشدّ جاذبیة صلاة الجمعة الشباب و القلوب الطاهرة المشتاقة إلیها، فیزداد حماس و رونق هذا القطب یوماً بعد یوم.
نقطة أخری أذکرها و أجعلها مقدمة للفکرة الأصلیة التی أروم ذکرها، هی مسألة أسبوع الدفاع المقدس الذی نستقبله علی الأبواب. الحرب التی شنّت ضد الجمهوریة الإسلامیة فی سنة 1359 [1980 م]، مع أنها شنّت من قبل صدام البائس المَخزیّ، و لکن کان خلف هذه القضیة مشروع دولی استکباری یرمی إلی إسقاط النهضة و الثورة الإسلامیة. حلل المحللون الغربیون و أدرکوا، و صحیح ما أدرکوا، بأنّ هذه الثورة لم تکن مجرد إسقاط لنظام عمیل فی إیران، و إخراج لهذا البلد العظیم الزاخر بالخیرات و البرکات من تحت سیطرة الاستکبار، إنما سیکون هذا التحرک ملهماً و یهزّ العالم الإسلامی و یدعو الشعوب إلی التفکیر. و هذا ما حصل: بدأت فلسطین تفکر، و راحت بلدان شمال أفریقیا تفکر، و انطلقت فی کل العالم الإسلامی حرکة و نهضة تبحث عن الهویة الإسلامیة، و هی نهضة تتسع و تنمو لحد الآن. لإنهم أدرکوا أن هذا البلد قطب یلهم العالم الإسلامی عزموا علی القضاء علی الجمهوریة الإسلامیة بأی شکل من الأشکال. لذلک مع أن المنطقة منطقة خطیرة و نفطیة، و الغربیون یهتمون لقضیة النفط و الخلیج الفارسی اهتماماً کبیراً، و أمن هذه المنطقة حیویّ بالنسبة لهم، و لکن مع ذلک نزلوا إلی الساحة و زادوا من قوة صدام و عاضدوه، بل شجعوه علی البدء بهذه الحرب، و لأنه کان جاهلاً و عنیداً و متعطشاً للسلطة توهّم أنه سیُنهی القضیة فی بضعة أیام أو بضعة أسابیع، و یعود بقوة إلی حیث کان. و هکذا دخلوا الحرب و فرضوا طوال ثمانیة أعوام ضغوطاً شاملة علی إیران الإسلامیة عن طریق الحرب التی شارکت فیها کل القوی العالمیة الکبری. و صبرت إیران، و هذا الأمر علی جانب کبیر من الأهمیة. الاتحاد السوفیتی السابق فرض ضغوطه عن هذا الطریق علی إیران، و أمریکا مارست ضغوطها، حلف الناتو و الأوربیون مارسوا ضغوطهم أیضاً، و الرجعیّون فی المنطقة ضغطوا علی إیران عن هذا الطریق بشتی الأسالیب و الممارسات. واحد من هذه الضغوط کان کافیاً لإسقاط أیة ثورة أو أیة حکومة، لکن مجموع هذه الضغوط لم تعجز عن إسقاط الجمهوریة الإسلامیة و حسب، بل زادت الشعب الإیرانی قوة و وعیاً، و رسّخت عزیمته و إرادته أکثر، و أخذت الجمهوریة الإسلامیة یوماً بعد یوم نحو مزید من القوة الإسلامیة و الإلهیة. الصمود و المقاومة فی ساحة الدفاع یترک مثل هذه الآثار.
و تمّ توجیه ضربات کثیرة للجبهة المقابلة. أی إن صداماً و النظام البعثی تلقّی هنا الضربة القویة الأصلیة. و فکّرت أمریکا أن بوسعها تطویق هذا النظام و تقلیم أظافره، أی إنها وجدته نظاماً خاویاً لا یعتمد علی شعبه. هم أدرکوا هذا الشیء. و الواقع أن الشعب الإیرانی و نظام الجمهوریة الإسلامیة هو الذی وجّه الضربة الأصلیة لهذا المعتدی، إلی أن انتهی به الأمر إلی ما تلاحظونه. لکن الجمهوریة الإسلامیة ازدادت قوة یوماً بعد یوم. و قد تسمعون ما یتحدّثون عنه من حظر و عقوبات و ما إلی ذلک. و قد کانت هناک أنواع من الحظر أسوء بکثیر من هذه إبّان فترة الحرب. و فی ظروف الحظر استطعنا إیصال قواتنا المسلحة، التی لم تکن تمتلک أی شیء، إلی ما وصلت إلیه الیوم، و هی الیوم فی المراتب الأولی فی المنطقة من حیث القدرات العسکریة. القدرات و الإمکانیات التی وصلت لها الجمهوریة الإسلامیة بقوّتها و إبداعاتها و ابتکاراتها و تدفّقها الداخلی، أذهلت الأنظار و أدهشت العیون. و الإنجازات المتنوّعة فی المجالات العلمیة و التقنیة و غیر ذلک واضحة جداً و مشهودة، و من الأمثلة علی ذلک الطاقة النوویة. هذا کله تحقق للشعب الإیرانی فی فترات الحظر و الضغوط. أی إن الحظر لم یعجز عن التأثیر فحسب، بل کانت له آثار عکسیة، فدفع الطاقات و القوی الداخلیة للتفکیر و التحرّک و العمل و الإنتاج.
و کلامی الأصلی الذی أروم قوله الیوم فی جملات قصیرة هو أن قمع الثورة و فرض الهزیمة علیها - و هو مشروع استکباری - انهزم فی هذه المنطقة، و جاءت النتائج معکوسة، فکانت الهزیمة من نصیب من هاجموا الثورة حتی لو کانوا بحجم حکومة کبیرة و قویّة مثل الحکومة الأمریکیة. راحت أمریکا تقترب من الهزیمة و الاندحار یوماً بعد یوم. و ها نحن نلاحظ الیوم علامات الهزیمة واضحة فی سیاسات أمریکا فی المنطقة. هذه المسائل عناوین مهمة لشعبنا و شبابنا و محللینا السیاسیین، و لا بدّ من الوقوف عندها و التدبّر فیها بعمق. إنها قضیة المواجهة بین قوی شعبیة تعتمد علی المعنویة مع قوی مادیة تعتمد علی القوة و التهدید، و هی قضیة مهمة جداً و جدیدة ینبغی الاهتمام بها فی علوم الاجتماع و علوم النفس من قبل الشعوب و علماء النفس و الاجتماع، لکنها لم تحظ لحد الآن بما تستحقه من اهتمام. شعب مثل الشعب الإیرانی لا یمتلک قنبلة نوویة، و لم یُمنح الفرصة العلمیة طوال الأعوام المائة الماضیة لیسیر فی رکب السائرین فی قافلة العلم، و تأخرّ فی أحیان و مواقع کثیرة، و هو لا یضاهی تلک البلدان من حیث الثروات، و مع ذلک استطاع هذا البلد و هذا الشعب فرض التراجع و الهزیمة فی أهمّ المیادین و الساحات علی مؤامرات بلدان قویّة و مالکة للسلاح و التقنیة و الثروة المادیة و الإمکانات الإعلامیة. ما هو سبب ذلک؟ هذا شیء جدیر بالتأمّل و التدقیق. هذا شیء یجدر بعلماء العلوم السیاسیة و الاجتماعیة تحلیله و دراسته، لیروا ما هو دور المعنویات و کیف تعبّر عن نفسها، کما حصل فی إیران. لذا فإن النظر لهذه الساحة نظر زاخر بالعبر و الدروس. الساحة ساحة انهزام القوة الاستکباریة الأمریکیة. لا نرید إطلاق ادعاءات واهیة، لا، فهذه أمور واضحة، و هم أنفسهم یعترفون بها.
تذرّع الأمریکان بحادثة العشرین من شهریور أو الحادی عشر من سبتمبر التی وقعت قبل أربعة أو خمسة أعوام من أجل أن یمرّروا مطامعهم فی الشرق الأوسط. هدفهم الأصلی هو أن یستطیعوا إیجاد شرق أوسط بمحوریة المصالح الإسرائیلیة. و حسب تعبیرنا یومذاک: شرق أوسط عاصمته إسرائیل. هذا ما کانوا یهدفون إلیه. و الهجوم علی العراق و احتلاله کان جزءاً من مخططات هذا المشروع. العراق أحد أثری بلدان هذه المنطقة و البلدان العربیة. و هو بلد یعیش شعبه الیوم للأسف مثل هذا الفقر المؤلم. أراد الأمریکان الإمساک بهذا البلد فی قبضتهم - و لم یکن صدام وافیاً بالغرض و لم یکن بالإمکان تخمینه و إدراجه فی الحسابات - و الإتیان بحکومة فی ذلک البلد ظاهرها الدیمقراطیة و الشعبیة، و لکنها فی قبضتهم. کانت هذه من الخطوات المهمة لإیجاد شرق أوسط جدید بمحوریة إسرائیل. و مثل هذا الشرق الأوسط سیستطیع محاصرة إیران الإسلامیة. هذا کان هدفهم. و لکم أن تلاحظوا الآن أجزاء هذه الخطة جزءاً جزءاً. لقد فشلت هذه الخطة فی فلسطین. فلسطین التی کانت نقطة أصلیة و محوریة فشلت فیها هذه الخطة. لماذا؟ لأن حماس شکلت بفضل أصوات الجماهیر حکومة تولّت الأمور فی فلسطین، و حماس هی أکبر و أهم خلیة للمقاومة مقابل إسرائیل. و هل ثمة صفعة أقوی من هذا لأمریکا و إسرائیل؟ منذ أن تکوّنت هذه الحکومة ما انفکوا یمارسون العرقلة ضدها لیُقصوها عن الساحة، لکنهم لم یستطیعوا ذلک لحد الآن. و للأسف فقد استعانوا ببعض الفلسطینیین أنفسهم من أجل ترکیع الحکومة الشعبیة المنتخبة فی فلسطین. لکنهم لم یستطیعوا ذلک لحد الآن، و لن یستطیعوه بعد الآن أیضاً. هذا عن فلسطین.
و الکیان الصهیونی نفسه - و قد کان الهدف تقویته - تلقی الضربات و تلقی الأمریکان الصفعات أیضاً. کیف تلقوا الصفعات؟ فی صیف العام الماضی دخلت قواتهم العسکریة المتشدّقة بالکثیر من الادعاءات - الجیش الإسرائیلی الذی یزعمون إنه أقوی جیش فی المنطقة - بکل عددها و عُدّتها الحرب فی لبنان، و لم یدخلوا الحرب ضد بلد معین أو ضد حکومة، و إنما مع قوة منظمة تتألف من عدة آلاف من قوات حزب الله و المقاومة الإسلامیة. استمرت هذه الحرب ثلاثة و ثلاثین یوماً، و هذا ما لا سابقة له فی هذه المنطقة. الحروب التی کانت بین إسرائیل و العرب لم تتجاوز کل واحدة منها الأیام المعدودة، کأن تکون أسبوعاً أو أسبوعین علی الأکثر. و استمرت هذه الحرب ثلاثة و ثلاثین یوماً، و انتهت بهزیمة أکیدة و فاضحة للجیش الإسرائیلی. فمن کان یتصوّر ذلک؟ لم یکن الأمریکان یتصورون ذلک، لکنه حصل. و هذه صفعة.. کانوا یقصدون نزع سلاح حزب الله، لکن حزب الله لم ینزع سلاحه أبداً، و لیس هذا و حسب، بل ازداد قوة و اقتداراً بحیث استطاع هزیمة الجیش الإسرائیلی بعد ما کان یعتبره البعض أسطورة لا تُهزم.
إذن، هم انهزموا بخصوص الحکومة الفلسطینیة، و هُزموا بخصوص الحکومة الصهیونیة الزائفة، و انهزموا فی قطع مساعدات الشباب اللبنانی الرشید عن إخوتهم فی فلسطین، و انهزموا فی العراق أیضاً. جاءوا إلی العراق و فتحوه بدایة بالاحتلال العسکری. کانت هذه الخطوة الأولی و الجزء السهل من القضیة. و قد مضت الآن علی احتلال العراق من قبل الأمریکان و حلفائهم أربعة أعوام. و الکل فی العالم الیوم یحکمون بأن أمریکا انهزمت فی العراق. کل المحللین فی العالم الیوم یعلمون أن أمریکا تبحث متخبطة عن طریق لتخرج من العراق حافظة ماء واجهها. الکل یعلم أن أمریکا وصلت فی العراق إلی طریق مسدود. کان هدف الأمریکان تولیة حکومة عمیلة لهم زمام الأمور فی العراق. و الحکومة التی انتخبها الشعب العراقی و ولّاها زمام الأمور حکومة تفصلها مسافات بعیدة عن الأهداف الأمریکیة، و قد قاوموا و صمدوا بوجه الأمریکان. فهم لیسوا عملاء للأمریکان و لا مستسلمین لهم. حاول الأمریکان کثیراً عسی أن یستطیعوا إسقاط الحکومة الشعبیة المنتخبة و تولیة حکومتهم زمام الأمور، لکنهم أخفقوا، و لم یستطیعوا ذلک لحد الآن. و إذا حافظ الشعب العراقی إن شاء الله علی یقظته و وعیه فلن یستطیعوا بعد ذلک أیضاً.
و فی ما یتعلق بإضعاف الجمهوریة الإسلامیة و محاصرتها جاءت الأمور معکوسة أیضاً. بهمم الشعب الإیرانی و بتوفیق من الله و بحوله و قوّته راح الشعب الإیرانی یرتقی سلّم الرفعة و السموّ درجة درجة و یصعد إلی الأعالی. إننا الیوم من حیث المکانة السیاسیة أعلی مما کنا علیه قبل أربعة أو خمسة أعوام عندما بدأ الأمریکان هذا الهدف. إننا الیوم أفضل من حیث القدرات العلمیة و المصادر المالیة. و شعبنا أکثر تقدماً من حیث الحیویة و النشاط و الجاهزیة الروحیة. شعبنا الیوم أفضل من الماضی من حیث سیادة القیم الثوریة و رکائز الإمام الخمینی الجلیل. کل ما حاولوه طوال هذه الأعوام الأربعة أو الخمسة جاءت نتائجه معکوسة، و ازداد الشعب الإیرانی حیویة و یقظة و نشاطاً و حضوراً فی الساحة، و ما من قضیة یری المرء أن الشعب الإیرانی یبدی عن نفسه فیها لامبالاة، و الحال أن الظرف یستدعی اهتمامه و تواجده. الثمار التی جناها الأمریکان هی: هزیمة کاملة فی الأهداف التی یرمون إلیها. أضف إلی ذلک أن الأمریکان الیوم معرضون للسؤال و الاستفهام من قبل الأمة الإسلامیة. أمریکا حالیاً مدانة لدی الرأی العام فی الأمة الإسلامیة. تسمعون عن هذه الاستبیانات المتنوعة فی أنحاء شتی من العالم الإسلامی، کلها تدلّ علی کراهیة أمریکا و إدانتها. فصورتهم سلبیة لدی الرأی العام الإسلامی.
إننی اعتقد عقیدة راسخة بأنه سیأتی الیوم الذی یقف فیه رئیس جمهوریة أمریکا الحالی و المسؤولون الأمریکان فی محکمة دولیة عادلة و یحاکموا علی الفجائع التی ارتکبوها فی العراق. الأمریکان یجب أن یتحمّلوا مسؤولیة عدم خروجهم من العراق و إنهاء احتلاله. یجب أن یجیبوا عن السؤال: لماذا عمّت أمواج الإرهاب و انعدام الأمن فی العراق بهذه الصورة. الأمریکان هم الذین جلبوا الإرهاب إلی العراق و فرضوه علیه. یجب أن یتحمّلوا مسؤولیة وجود خمسین بالمائة من العاطلین عن العمل فی هذا البلد الثریّ، و لماذا تنعدم الخدمات العامة فی هذا البلد؟ الناس یعیشون مشکلات انعدام الطاقة الکهربائیة، و مشکلات الوقود، و مشکلات المیاه الصالحة للشرب، مدارسهم مهدّمة، و جامعاتهم مهدّمة، لم تبنَ مدارس، و مستشفیاتهم خارج حیّز الانتفاع و الفائدة. الناس بحاجة لمستشفیات.. أیة مستشفی بناها الأمریکان؟ أیة مستشفی أمدّوها بالتجهیزات الطبیة؟ أیة جامعة بنوها أو عمّروها؟ أیّ طریق مدّوه و بلّطوه؟ أیة خطوط أنابیب مدّوها؟ أیة میاه صالحة للشرب أوصلوها؟ هذه أسئلة بحاجة لإجابات، و یجب أن یتحمّل الأمریکان مسؤولیاتهم بخصوصها، و لا یمکنهم الفرار من تحمّل مسؤولیاتهم فیها. الیوم قد یتعاملون لبضعة أیام ببرود و عدم اکتراث حیال هذه الأمور و القضایا، لکن الأمر لن یبقی هکذا دوماً، و سوف تطالهم المسؤولیة، کما طالت الکثیرین. لیسوا قلائل الأقویاء الذین طالتهم المسؤولیة و المساءلة. فقد طالت ذات یوم هتلر، و طالت صداماً، و طالت بعض الرؤساء الأوربیین. الشعوب تعارض هذه الأسالیب و الشعب الأمریکی أیضاً یعارضها. و الشعب البریطانی أیضاً یعارض تواجد البریطانیین فی العراق و البصرة. و الشعبان الإسبانی و الإیطالی أیضاً، و قد ساعدت حکومتاهما أمریکا فی حربها علی العراق، أسقطا هاتین الحکومتین، و جاءت حکومات أخری فی کلا البلدین. شعوب العالم یسؤوها هذا الوضع. و ما سوف تکون له عاقبة الأمور هو إرادة الشعوب. استعراضات الأقویاء عضلاتهم لن تطول کثیراً. لقد هُزمت أمریکا. فی هذه الحرکة التی اطلقوها منذ سنوات فی هذه المنطقة، و کان هدفهم الشرق الأوسط، و نعتقد أن هدفهم النهائی و الغائی هو الجمهوریة الإسلامیة، لم یستطیعوا الحصول علی الشرق الأوسط، و لم یتمکنوا من إضعاف الجمهوریة الإسلامیة. و هذا هو وضعهم فی العراق.
الأمریکان یعانون من مشکلات، و لا أهمیة لما یقولونه من تسویق لمشکلاتهم و تشدّقاتهم الإعلامیة. لا أهمیة لما یتهمون به إیران أو بلداناً أخری. تقاریرهم هم أنفسهم تشیر إلی ضعفهم و تورّطهم و غرقهم فی المستنقع. الممثلون السیاسیون و العسکریون الأمریکان الذین ذهبوا للعراق رفعوا تقریر للکونغرس الأمریکی حول الحرب فی العراق، و الشیء الذی استطاعوا ذکره کمکسب هو قولهم إن العراق التحق بسوق الأسلحة الأمریکیة. تبّاً لکم! استولوا علی بلد، و سحقوا شعبه هکذا، و قضوا علی مصالحه، و کذبوا علی شعبهم بخصوص نوایا زحفهم إلی هناک و نرید فعل کذا و کذا، و النتیجة الآن هی أن الأسلحة الأمریکیة ممکنة البیع فی العراق! هذا دلیل علی منتهی الضعف و التأخّر، و علی أنهم أخفقوا إخفاقاً حقیقیاً.
أیها الإخوة و الأخوات الأعزاء.. أیها الشعب الإیرانی الکبیر.. اعرفوا قدر أنفسکم، و اعرفوا قدر هذا الدرب الذی تسیرون فیه.. اعرفوا قدر هذا الصراط المستقیم الذی حباکم العزة و الاقتدار، و أذلّ و صغّر عدوکم فی مقابلکم. هذا الدرب درب الله و دعوة أنبیاء الله و طریق سیادة الإسلام.
لدینا الکثیر من القضایا الداخلیة فی بلادنا یمکن البحث و النقاش حولها، و لکن لا متّسع من الوقت. الشیء الوحید الذی أقوله هو أن یتحلی شعبنا بالوعی و الیقظة. لقد استطعتم بفضل هذه الیقظة و الوعی إنجاز الکثیر من الأشیاء و الأمور، و تقدمتم فی الکثیر من المیادین و فتحتموها، و حققتم نجاحات کبیرة، و سوف تستطیعون أیضاً فی ظل هذا الوعی و الیقظة فتح مزید من القمم و إخراج أنفسکم من حالات النقص و التعرّض للضرر. اعملوا ما من شأنه أن لا یتجرّأ أحد علی تهدید الشعب الإیرانی.
أمامنا یوم القدس فی الجمعة الأخیرة من الشهر، و من المحتمل أن یتقدّم أسبوعاً فی شهر رمضان لهذه السنة، و ذلک من أجل أن تستطیع کل البلدان الإسلامیة المشارکة فیه. و مسؤولیة ذلک تقع علی عاتق المسؤولین الذین یدبّرون هذه الأمور. تذکّروا جمعة القدس و لا تنسوها. سنستطیع کلنا إن شاء الله الانتفاع من فرص هذا الشهر إلی أقصی الحدود.
بسم‌ اللَّه ‌الرّحمن ‌الرّحيم‌
إذا جاء نصر اللَّه و الفتح. و رأيت النّاس يدخلون فى دين ‌اللَّه أفواجاً. فسبّح بحمد ربّك و استغفره إنّه كان توّاباً.