مراسل الإذاعة و التلفزيون: السلام عليكم.. صباح الخير سماحة السيد.
الإمام السيد علي الخامنئي: السلام عليكم و رحمة الله.
مراسل الإذاعة و التلفزيون: الملحمة السياسية التي قصدها سماحتكم قد بدأت. ما هو توقّعكم من الشعب و القائمين على الانتخابات من أجل تحقيق هذه الملحمة بصورة كاملة؟
الإمام السيد علي الخامنئي: بسم الله الرحمن الرحيم. نحمد الله سبحانه و تعالى على أن وفّقنا و شعبنا العزيز للمشاركة مرة أخرى في عمل و خطوة لها تأثيرها في مصير البلاد. كما أشرتم فإن هذه بحقّ ملحمة، و سوف يثبت الشعب الإيراني اليوم إن شاء الله أن سيصنع ملحمة بالمعنى الحقيقي للكلمة. توقّعي من شعبنا العزيز هو أن يشارك الجميع، و أوصي بالحضور و المشاركة المبكرة، فلا يؤخروا مشاركتهم، إذ في التأخير آفات. أي أنْ يحضروا في بداية الصباح و في النصف الأول من النهار، و لا يدعوا الوقت يمرّ و يفوت.
لقد منحتُ صوتي لواحد و ثلاثين شخصاً في انتخابات المجالس البلدية. و أنا طبعاً أعرف بعض هؤلاء السادة عن قرب، لكنني اعتمدت على هذه القوائم التي يقترحونها و ينشرونها. أخذنا إحدى هذه القوائم و وثقنا بهم و كتبنا باقي أسماء الأشخاص الذين لم نكن نعرفهم. نتمنى أن يبارك الله و يستطيعوا أن ينهضوا بواجباتهم في طهران على نحو جيد، و أن يتمّ في كل المدن و القرى إن شاء الله انتخاب عناصر مؤمنة متدّينة و كفوءة و راغبة في العمل.
و بالنسبة لرئاسة الجمهورية بدا لي أن انتخب أحد هؤلاء السادة الموجودين، فانتخبته. و لم أقل لأحدٍ لحد الآن من هو.. حتى المقربون إليّ - عائلتي و أبنائي - غير مطلعين من هو الشخص الذي صوّتُّ له. من واجب الناس أن يحققوا و يبحثوا، و يفترض أنهم حققوا لحد الآن و اختاروا الشخص الذي يريدون أن ينتخبوه. نتمنى أن يبارك الله في انتخاب الناس، و أن يتحقق إن شاء الله الخير لهذا البلد و لهذا الشعب و ما يبعث على سعادة الناس و رفاههم المادي و المعنوي. المهم هو أن يشارك الجميع.
و لديّ توصيتي للسادة المحترمين المسؤولين عن صناديق الاقتراع و المسؤولين عن فرز الأصوات و ما إلى ذلك من الأعمال.. لديّ توصيتي لهؤلاء الأعزاء و هي أن يعلموا أن أصوات الناس أمانة في أيديهم، و هذه الأمانة هي حق الناس. أي إن صيانة الأمانة في هذه القضية هي حق الناس. و كما تعلمون يجب على الإنسان أن يراعي حق الناس أكثر، و تحمّل أعباء حقوق الناس أصعب من تحمّل أعباء حقوق الله. لذا يجب أن يدققوا في هذه المسألة كثيراً.
و على شعبنا أن يشارك بشوق و تحفّز، و ليعلموا أن مصير البلاد في أيديهم، و سعادة الشعب رهن انتخابهم.. رهن انتخابهم للفرد المناسب اللائق، و رهن مشاركتهم أساساً في الانتخابات. المشاركة في الانتخابات نفسها مؤثرة في سعادة البلاد. لذا ترون أن معارضي شعب إيران و أعداءه يحاولون منذ فترة من الزمن أن يفعلوا ما يبثّ اليأس في نفوس الناس و يجعلهم سيّئي الظن و متشائمين أو كسالى أو غير مهتمّين، فلا يحضرون عند صناديق الاقتراع. و قد تجاوز أمر هذه العراقيل أطوار الصحافة و وسائل الإعلام و وكالات الأنباء إلى ساسة جبهة الأعداء أنفسهم، فراح أعداء الشعب الإيراني من السياسيين يتدخّلون مباشرة. الشخصيات السياسية الغربية المعروفة من التابعين لجبهة الأعداء ترونهم يعملون و ينشطون ضد مشاركة الشعب في الانتخابات. و قد سمعنا مؤخراً أن شخصاً من مجلس الأمن القومي الأمريكي قال إننا لا نقبل هذه الانتخابات الإيرانية.. إلى الجحيم إن كنتم لا تقبلون! لو تقرّر أن ينتظر شعب إيران ما تقبلونه و ما ترغبون فيه و يعمل على أساسه لكان من الخاسرين المخدوعين. الشعب الإيراني ينظر و يرى ما الذي يحتاج إليه هو، و ما هي مصلحته فيسير في ذلك الاتجاه. نأمل أن يبارك الله تعالى في هذا اليوم للشعب الإيراني، و أن يعين أذهان الشعب و قلوبهم ليحصل ما يليق بهم و ما يتطابق و مكانة الشعب الإيراني إن شاء الله.
مراسل الإذاعة و التلفزيون: اسمح لي أن أبارك بالنيابة عن كل زملائي في وسيلة الإعلام الوطنية [مؤسسة الإذاعة و التلفزيون] و خصوصاً زملائي في راديو إيران، الأعياد الشعبانية لسماحتكم و لكل أبناء وطننا الأعزاء الغيارى. هذه المرة أيضاً و كما في المرّات السابقة حضرت سماحتكم في اللحظات الأولى - أي في تمام الساعة الثامنة - عند صندوق الاقتراع. و تفسيري لذلك هو أنكم تريدون إيصال رسالة لأبناء وطننا من خلال حضوركم المبكّر هذا عند صندوق الاقتراع.. نسمع من لسانكم مباشرة.
الإمام الخامنئي: موفقين إن شاء الله. ذكرتُ أن الرسالة هي أن يشاركوا، و يشاركوا في الوقت المناسب، و أن يعرفوا قدر هذه الفرصة. و أنا أيضاً أبارك هذه الأعياد الشريفة لكم جميعاَ أنتم الحاضرين هنا، و لكل الشعب الإيراني. موفقين إن شاء الله.