بسم الله الرحمن الرحيم

إنه لعمل جد مناسب أن نبحث عن الوجوه النزيهة و البارزة بين مختلف قوميات بلادنا و نعرّفها. و إنه لظلم كبير أن يوافق المرء على أن تبقى شخصيات مضحية ممتازة أبدت عن نفسها خصالاً مميزة منسية مغفولاً عنها، و أن يجري تجاهل تضحياتها و جهادها. كما أوضح الأعزاء فإن البختياريين و اللريين عموماً - و هم متواجدون و يعيشون في مناطق واسعة من البلاد - من أفضل و أوفى القوميات الإيرانية. طبعاً من مميزات بلادنا تنوّع القوميات فيها. و الحمد لله على أن الجميع هم على هذه الشاكلة، أي إن المرء حينما ينظر يجد أن القوميات الإيرانية المتعددة تعيش حالة تضامن و تلاحم و ارتباط و اتصال و توادد بالمعنى الحقيقي للكلمة. و قد كان هذا هو الحال على مرّ التاريخ، و هذا هو الحال في زماننا أيضاً و على أتمّ نحو و الحمد لله. لكل قوم خصوصياتهم طبعاً، و قد عرفنا البختياريين و اللريين بالصدق و الإخلاص و الشجاعة و الغيرة.
لقد كانوا على طول الزمن ملتزمين بشدة و مصرّين على العقائد الإسلامية و العقائد المذهبية و معتقدات التشيع، و هذا هو أيضاً الحال المستشعر في زماننا، و قد شهدناه. كم يحترمون السادة، و كم يحترمون آل الرسول، و كم يحترمون رجال الدين على نحو الإطلاق. و قد قالوا (1) إن الشخصيات العلمية هناك لم تشتهر، لكنني عندما زرت قبل سنوات مدينة «شهر كرد»، و كما أتخطر، تعرّفنا هناك على بعض رجال الدين اللريين و خصوصاً البختياريين، و قد ذكروا أسماء بعض الشخصيات، بيد أن مظلومية هؤلاء القوم هي أنه حتى شخصياتهم من رجال الدين ليست مشهورة، و يجب بالتالي البحث عن هؤلاء. و الآن و أنتم تعملون و الحمد لله في هذا السياق من المناسب أن تواصلوا العمل و تبحثوا بحق لتجدوا الشخصيات، و لكن كما هي على حالها، بمعنى أنه يجب التدقيق و الحذر من صناعة الشخصيات. و كما تفضلت حضرتكم (3) و أشرتم صحيح جداً أن خوانين البختياريين لم يكونوا كلهم على شاكلة واحدة، نعم، قدموا إلى إصفهان و جرت تلك الأعمال الكبرى، لكنهم لم يكونوا كلهم على شكل واحد. الميزة الأهم لعليمردان خان لم تكن مشاركته في حرب البختياريين في الثورة الدستورية - كان في ذلك الحين شاباً في الثامنة عشرة أو العشرين من عمره - إنما كان فعله الأهم كفاحه ضد رضا خان، بحيث اعتقل بعد ذلك ثم أعدم على يد رضا خان. و ثبت و قاوم. طبعاً أشار السيد رضائي إلى أن والدته - بي بي - كانت مناهضة للبريطانيين، و هذا يدل بحق كيف أن تربية الأمّ تصوغ شخصية الابن. أي إن هذه الأم استطاعت تنشئة هذا الولد بحيث يكون شخصية ممتازة. تكريم مكانة شخصية مثل عليمردان خان و والدته ممن ناضلوا و كافحوا ضد الاستبداد و رضا خان و الدولة البهلوية، عملية حسنة و مناسبة. و يجب إيضاح توجّهات هؤلاء. راية «لا إله إلّا الله» التي ذكرتموها، اعتقد أنها شيء مهم ليتضح أنهم كانوا أناساً يكافحون و يقاتلون من منطلق العقائد الدينية و المشاعر النابعة من العقيدة الدينية و المؤيّدة بالعقائد الدينية.
نتمنى أن يوفقكم الله، و دققوا في التمييز بين الذين خاضوا كفاحاً حقيقياً بصدق و إخلاص و في سبيل الله و ما يمكن تسميته جهاداً و بين الذين كانت لهم أغراض أخرى. على كل حال نتمنى أن يحشر الله الماضين الخدومين الأعزاء الذين كانوا في كل أنحاء بلادنا مع أوليائه و يرفع من درجاتهم و يغفر ذنوبهم، و يوفقكم لتستطيعوا إن شاء الله تعويض حالات التأخر السابقة، و لتستطيعوا إن شاء الله تعريف العلماء الكبار و الشخصيات البارزة بين هذه المجاميع. نعم.. كان في منطقة بروجرد و مناطق لرستان شخصيات مبرزة و كبيرة من اللريين، و سنشهد هذا أيضاً بين البختياريين إن شاء الله. وفقكم الله و أيّدكم.
و السّلام عليكم و رحمة الله و بركاته.‌

الهوامش:
1 - إمام جمعة مدينة «مسجد سليمان».
2 - بتاريخ 15/07/1371 هـ ش [ 06/10/1992 م ] .
3 - م س .
4 - السيد محسن رضائي.