بسم الله الرحمن الرحيم (1)

حول المرحوم الشيخ مشكيني (رضوان الله عليه)، و كما تفضلتم، من الجدير أن يجري تكريم مكانته. الشيخ مشكيني (رحمة الله عليه) - و قد كنت أعتقد بهذا في زمن حياته و لا أزال على اعتقادي - كان إنساناً فذاً لا بديل له. أي إننا للحق و الإنصاف ليس لدينا شخص آخر بين كبار رجال الدين يتسم بهذه الجامعية و الخصوصيات المتنوّعة. كان بحق رجلاً منقطع النظير و لا بديل له.
و قد سجّل تواجده في الساحة لسنوات طويلة. فقد التحق بساحة الكفاح منذ سنة 41 [1962 م]. و قد رويت أنا مراراً هذه العبارة عن المرحوم الشيخ الحائري (رضوان الله عليه) و التي ذكرها الشيخ الحائري بنفسه لي - في سنوات 41 أو 42 [1962 - 1963 م] - و قد كان يتحدث مع المرحوم السيد الگلپايگاني، فقال المرحوم السيد الگلپايگاني إن لي حقاً في عنق هذه الحوزة طيلة أربعين عاماً - و هذا هو الحق و الصحيح - و يروي الشيخ الحائري فيقول إنني قلت إن الحاج الميرزا علي مشكيني أيضاً له حق في عنق هذه الحوزة طيلة عشرين عاماً. كان هذا في سنة 42 [1963 م]. هكذا يمكن للمرء أن يدرك أهمية شخصية الشيخ المشكيني، بحيث أن شخصاً مثل المرحوم الحاج الشيخ مرتضى حائري - بمرتبته و مقامه العلمي و خصوصاً بسمعته في الحوزة، و قد كان للمرحوم الحاج الشيخ مرتضى سمعة و مكانة كبيرة في الحوزة، و كان ثقلاً كبيراً في الحوزة من كل النواحي - يقول مثل هذا عن الشيخ مشكيني.
على كل حال من المناسب أن تنشر أعماله، و هذا التفسير - و لم أكن أعلم أن هذا التفسير الصادر هو بقلم الشيخ مشكيني، و قد أبدى حضرة الشيخ أستادي (2) الآن استعداده لبذل الجهود اللازمة لإتمامه - سيكون نتاجاً جيداً كما هو متوقع. هكذا كان ذوق الشيخ مشكيني.. كان إنساناً حسن الذوق جداً. إنه بالإضافة إلى الجوانب العلمية و الأخلاقية و السياسية و التقوية و ما إلى ذلك، كان حسن الذوق جداً. نتمنى أن يمدّ الله يد عونه و يؤيّدكم، و يتم هذا المشروع - كلا الأمرين - على أفضل وجه إن شاء الله.

الهوامش:
1 - أقيم مؤتمر تكريم مكانة الشيخ علي مشكيني من قبل مؤسسة دار الحديث العلمية الثقافية بتاريخ 15/05/2014 م.
2 - آية الله الشيخ رضا أستادي (رئيس مؤتمر تكريم مكانة آية الله الشيخ مشكيني).