23/07/2014 م
بسم الله الرحمن الرحيم
و الحمد لله ربّ العالمين، و الصلاة و السلام على سيدنا محمد و آله الطاهرين.
نشكر الله تعالى على أن شهد بلدنا في هذا المقطع من الزمن جماعة من الشباب المؤمنين المتدينين المتحمسين المتحفزين و أصحاب المنطق و الفكر في المجالات الأساسية للبلاد. لقد كانت جلستنا لهذا اليوم جلسة جيدة جداً. و لهذه الجلسة قسمان: القسم الأول يتعلق بتفاصيل كلمات الأعزاء التي ألقوها هنا. و قد ذكرت آراء و أفكار جيدة و مفيدة. قد أوافق أنا بعض هذه الآراء و قد لا أوافق بعضها. قضية المضامين جانب من جوانب المسألة. لكن الجانب الذي أعتقد أنه مهم و جدير بالتقدير و الثناء هو روح التوثب و الحيوية و المطالبة لدى مجموعة الطلبة الجامعيين، و التي عبّرت عن نفسها في كلمات هذا العدد المعدود المحدود من الطلبة الذين ألقوا كلماتهم هنا. هذه حالة مهمة. قد تكون بعض المطالبات المطروحة هنا غير منطقية، و قد يكون بعضها مما لا يمكن تنفيذه و تحقيقه، و ربما كان بعضه غير مقبول، و لكن نفس روح المطالبة و التحفز للمطالبة و التفكير و طرح الاقتراحات و النقد حالة إيجابية منشودة. طبعاً في كل الأمور ينبغي مراعاة الأخلاق و الدين و الحدود الشرعية. كما ينبغي تجنّب عدم الإنصاف و تحاشي التكلم و القول بغير علم. هذه قيم محفوظة في محلها، و المهم هو أن يكون طلبتنا الجامعيون مطالبين و متحفزين و نشيطين و متواجدين في الساحة و مشرفين على قضايا البلاد. و أنا في الوقت الحاضر أرى أن هذه الحالة متوفرة و الحمد لله.
طيّب، لنخصص بعض الدقائق للتعليق على جانب من المطاليب التي ذكرها الأعزاء. النقطة الأولى هي ما ذكرناه، فقد ارتحت للروح التي يحملها شبابنا الجامعيون - و غالبهم كان من ممثلي التنظيمات الطلابية - و أشكر الله على أن المرء يشعر أن هؤلاء ممتلئون بالحيوية و الآراء و الدوافع و المطاليب، و أتمنى أن لا تفارقكم هذه الروح إن شاء الله، و تبقى عندكم إلى أن تصبحوا أنتم أنفسكم مسؤولين عن الأمور، ففي المستقبل على كل حال ستكونوا أنتم المسؤولين عن الأمور و مدراء البلاد. ستبقى فيكم إن شاء الله هذه الروح و النظرة النقدية و المطالبة إلى جانب الشعور بالمسؤولية و الواجب. فإذا كان هذا كان في ذلك نجاة البلاد.
ذكر الأعزاء عدة آراء اعتقد أنها مهمة و جديرة بالاهتمام. تكررت في كلمات عدة أعزاء قضية «النظر إلى العلم من دون الاهتمام إلى فائدة العلم للبلاد» و هي فكرة صائبة تماماً و قد ذكرناها بدورنا عدة مرات و مرات. العمل و السعي العلمي في البلاد و الجامعات و المراكز البحثية الإيرانية اليوم ظاهرة حية و ناجحة و جديرة بالتقدير، و لكن على الجميع أن يتنبهوا إلى أن العلم هو مقدمة العمل، و العلم النافع عبارة عن العلم الذي ينفع البلاد في معالجة مشكلاتها. مجرد أن تنشر بحوثنا في مواقع الـ آي أس آي (1) و ما إلى ذلك، أو حتى أن تتحول إلى مراجع، فهذه مكانة علمية، لكنها ليست الهدف النهائي، إنما ينبغي أن يكون العمل العلمي منصبّاً على احتياجات البلد. هذا ما ذكره الأعزاء و أؤكد أنا عليه. و مسؤولو التعليم العالي و المدراء الكبار في هذا القطاع موجودن هنا و سيأخذوا هذه النقطة بنظر الاعتبار إن شاء الله.
نقطة أخرى وردت في كلمات الأعزاء و هي نقطة صحيحة و أريد التشديد عليها هي التواصل بين أساليب الإدارة الاقتصادية و ثقافة المجتمع. القول «إننا طرحنا في عقد السبعينات [التسعينيات من القرن العشرين للميلاد] قضية الغزو الثقافي، و الحال أن الهجمات التي كنا نواجهها كانت هجمات اقتصادية» قول صحيح، و نحن لا نرفضه، لكن النظرة إلى الثقافة باعتبارها قضية أصيلة و حيوية يجب أن تحظى باهتمام الجميع على كافة المستويات. و في ذلك الحين أيضاً كانت هنالك اعتراضات على أساليب الإدارة الاقتصادية، بيد أن المهم في ذلك الحين و المهم في هذا الوقت أيضاً هو النظرة للتوجّهات الثقافية. طبعاً نحن نوافق الرأي بأن أساليب الإدارة الاقتصادية لها تأثيراتها على الثقافة، كما أن العكس صادق أيضاً.
و قضية أخرى طرحت بشكل هامشي و اعتقد أنها ليست هامشية بل قضية مهمة، هي قضية زواج الشباب. كنا نتوقع أن تبدوا مثل ردود الفعل هذه (2). زواج الشباب قضية مهمة. الذي أخشاه هو أن يكون للنظرة غير المكترثة لقضية الزواج - و هي نظرة موجودة في الوقت الحاضر بدرجات مختلفة للأسف - تبعات صعبة على البلاد في المستقبل. طيّب، طرحتم الآن قضية الخدمة العسكرية، و اعتقد أن الخدمة العسكرية ليست بمشكلة، و يمكن التفكير في موضوعها أيضاً و العمل بشأنها. ليس علاج مشكلة الخدمة العسكرية كعقبة في طريق الزواج أن نقلل من مدة الخدمة العسكرية، إنما يمكن اللجوء إلى أساليب أخرى، بيد أن هذا أحد الشؤون. ينبغي تبديل الاندفاع للزواج إلى خطوات عملية، بمعنى أنه ينبغي تحقق الزواج. حين يقول الله تعالى: « اِن يكونوا فُقَرآءَ يغنِهِمُ اللهُ مِن فَضلِه» (3) فهذا وعد إلهي، و يجب علينا أن نثق بهذا الوعد الإلهي كما نثق بسائر الوعود الإلهية. لم يؤد الزواج و تكوين العائلة و لن يؤدي إلى تعرض أوضاع الأفراد المعيشية للعسر و الشدة. أي إن أحداً لا يتعرض للشدة في معيشته بسبب الزواج، بل قد يتسبب الزواج في الانفراج و السعة.
الأجواء الطلابية الجامعية أجواء جيدة و مناسبة للتمهيد للزواج. اعتقد أنه يجب أن يفكر الشباب أنفسهم و أولياء أمورهم و عوائلهم و المسؤولون المعنيون في الجامعات في موضوع زواج الشباب و يتخذوا قراراتهم. تعالوا لا نسمح بارتفاع سن الزواج، و قد ارتفع اليوم للأسف خصوصاً بالنسبة للفتيات. هناك تصورات و تقاليد خاطئة بخصوص الزواج تعيقه و تعرقله و تحول دون شياع زواج الشباب. يجب نقض هذه التقاليد عملياً. أنتم شباب و لديكم مطاليبكم و اندفاعكم و حيويتكم و تقترحون نقض الكثير من هذه العادات و التقاليد، و اعتقد أنكم يجب أن تنقضوا هذه التقاليد الخاطئة في خصوص الزواج أيضاً. هذه بدورها من المسائل و الأمور التي أجد من اللازم التأكيد عليها. طبعاً في الماضي كان من الشائع بالنسبة للزواج أن يعمل بعض الأفراد الخيّرين و المتدينين فيتوسطوا و يجدوا الفتيات المناسبات و الفتيان المناسبين و يعرّفوا بعضهم على بعض، فتتم حالات الزواج. يجب أن تحصل هذه الأعمال. ينبغي حقاً أن تنطلق حركة في المجتمع في هذا الخصوص.
نقطة أخرى وردت في كلمات بعض الأعزاء و كانت أيضاً في الأسئلة التي طرحها الطلبة الجامعيون عليّ - حيث تم طرح سؤال على الطلبة الجامعيين بأنه لو كنتم في هذه الجلسة و تحدثتم فماذا كنتم ستقولون، و وصلت الإجابات، و حملوا إلينا كتاباً بها من مائة صفحة أو أكثر تضم آراء الطلبة الجامعيين، و وجدنا أن هذا السؤال مطروح فيها - (4) فحواها كيف يجب أن تتطابق المواقف السياسية للطلبة الجامعيين أو التنظيمات الجامعية مع آراء القيادة؟ و قد طرح هذا السؤال هنا أيضاً بنحو من الأنحاء. اعتقد أن هذا السؤال غير مقبول كثيراً، إذ ليس الأمر بحيث يجب أن تكون كل المواقف التي يتخذها كل واحد من أبناء الشعب - بما في ذلك الطلبة الجامعيون و هم من الشرائح الطليعية - مستقاة من الآراء التي تطرحها القيادة أو مستنسخة عنها، لا، إنكم كأفراد مسلمين و متدينين و أصحاب فكر يجب أن تنظروا و تشعروا بواجباتكم و تكون لكم تحليلاتكم - و سوف أتحدث عن هذا الجانب - بشأن الأفراد و بخصوص التيارات و السياسات و الحكومات، و تكون لكم مواقفكم و تصوراتكم تجاه الأمور. ليس الأمر بحيث يجب أن تنتظروا لتروا ما الموقف الذي تتخذه القيادة حول الشخص الفلاني و حول التحرك الفلاني و بخصوص العمل الفلاني أو السياسة الفلانية لتتخذوا أنتم أيضاً مواقفكم على هذا الأساس، لا، هذه الطريقة سوف تعيق الأمور.
للقيادة واجباتها، و إذا أعانها الله تعالى و وفّقها فسوف تعمل بواجباتها. و أنتم لكم واجباتكم، فانظروا إلى الساحة و اتخذوا قراراتكم، و ليكن المعيار الوحيد هو التقوى. لتكن التقوى هي المعيار. معنى التقوى عدم الوقوع في أسر هوى النفس في التحيّز لهذا الجانب أو معارضة ذلك الجانب، و في النقد أو الثناء. راعوا هذا الشيء، فإذا راعيتموه سيكون النقد جيداً و سيكون التحيز و الثناء جيداً لشخص أو لحكومة أو لتيار سياسي، أو لحدث سياسي. لا إشكال في الأمر أبداً. و طبعاً إذا جرى إبداء رأي من قبلي حول موضوع معين فإن الذين يحسنون الظن و يقبلون هذا الرأي، فقد يكون هذا الرأي أيضاً من العوامل ذات الدور في تشخيصهم، بيد أن هذا لا يعني سقوط واجبات الأفراد في اتخاذ المواقف و إبداء الآراء، لا، لينظر كل شخص إلى الأمور و ينهض بواجباته. و ذكرت أن المعيار يجب أن يكون التقوى، أي من دون تحيز لهوى النفس. إذا انتقدنا أو تحيّزنا أو ناصرنا أو أيّدنا تحركاً أو سياسة أو رفضناها، ليكن ذلك بحق نابعاً عن الشعور بالمسؤولية و الواجب و بدون تدخل الأغراض و النزوات النفسية. هذه أيضاً نقطة.
و قال أحد الأعزاء إن النوم فارق عيون الطلبة الجامعيين. هذا شيء جيد جداً. حقاً إنه إذا كان القلق يجعل الطلبة الجامعيين حساسين مهمومين إلى هذه الدرجة، طبعاً نتمنى أن تناموا في الوقت المناسب و لمدد كاملة! تعبير «خطف النوم من العيون» تعبير جيد، إذا كان هذا هو الحال حقاً فإننا نرتاح كثيراً. حالة القلق و الهمّ تجاه الأحداث من شأنها أن تراقبوا الأمور بأعين مفتّحة.
أما ما سجّلته لأذكره فيتوزّع إلى جانبين أو ثلاثة جوانب، و سأذكر كل جانب بنحو يتناسب مع الوقت. أولاً نحن نعتبر الطلبة الجامعيين من الشرائح التي تستعرض الضمير الحي للشعب و البلاد، و هذه هي حقيقة الأمر. إذا كان للطلبة الجامعيين في مجتمعٍ ما توجهٌ معينٌ و تحرك و إرادة فهذا مؤشر على الميول العامة في ذلك المجتمع. و هكذا هو الحال في كل مكان من العالم. الطلبة الجامعيون هم في الواقع من المجاميع و الشرائح التي يدل وضعها على الضمير الحي للشعب و توجّهات الشعب، لذلك على الطلبة الجامعيين أن يتعاملوا مع الأمور بكثير من الوعي، و عليهم أن يعرفوا وضعهم و وضع المناخ المحيط بهم، و التهديدات و الفرص و الأعداء. طبعاً لا نتوقع من الطلبة الجامعيين أن ينشغلوا عن دراستهم و بحوثهم و أعمالهم المتنوّعة و يخوضوا في الأعمال السياسية فقط، لا، ليس هذا هو القصد، بل نتوقع أن ينظروا للأمور بأعين مفتحة و نظرات واضحة و شعور بالواجب و تحفز و اندفاع. هذا هو توقعنا من الطلبة الجامعيين.
بعض الأمور و القضايا التي أمامنا اليوم تتعلق بالأجواء المحيطة بنا، أي قضايا المنطقة. ليست قضايا المنطقة منفصلة عن قضايا البلاد. و من قضايا الساعة المهمة و الأساسية قضية فلسطين و غزة. قضايا غزة و المصائب التي تنزل اليوم بأهالي غزة - و مثل هذه الأعمال لها سوابقها - يجب أن تعالج و تدرس من ناحيتين: إحدى الناحيتين هي أن هذه الأعمال تدل على حقيقة الكيان الصهيوني، فهذا هو الكيان الصهيوني. و هذا حسب رأيي هو الجانب الأقل أهمية في القضية. الكيان الصهيوني كيان قرّر منذ ولادته غير الشرعية أن ينتهج العنف العلني، و هو لا ينكر عنفه. انتهجوا نهج القبضة الحديدية، و هم يذكرون هذا في كل مكان، و يفخرون به، و هذه هي سياستهم. منذ سنة 1948 م حيث ظهر هذا الكيان الزائف بصورة رسمية و إلى اليوم، هكذا كان الكيان الصهيوني طوال 66 عاماً. طبعاً قبل أن يعرف هذا الكيان رسمياً و قبل أن يفرضه المستعمرون على العالم و المنطقة، ارتكب الصهاينة الكثير من الجرائم في فلسطين، لكنهم على مدى هذه الأعوام الـ 66 فعلوا كل ما استطاعوا كنظام سياسي، و مارسوا كل عنف يخطر على الأذهان و يمكن لدولة أن تمارسه ضد الناس، و هم لا يتحرّجون من هذا أبداً. هذه هي حقيقة الكيان الصهيوني. و لا علاج له سوى زوال هذا الكيان. و زوال الكيان الصهيوني لا يعني أبداً ارتكاب مذابح ضد اليهود في تلك المنطقة، فالمنطق الذي طرحه الإمام الخميني الجليل «إسرائيل يجب أن تزول من الوجود» (5) هو منطق إنساني، و قد عرضنا آليته العملية على العالم، و لم يستطع أحد تسجيل مؤاخذة منطقية على هذه الآلية.
قلنا ليجروا استفتاء لأهالي هذه المنطقة التي يعيشون فيها و ينتمون إليها، و تكون نتيجة الاستفتاء النظام الذي يحكم هذه المنطقة، أي يختار أهاليها نظامهم الحاكم. هذا هو معنى زوال الكيان الصهيوني، و هذه هي آليته. إنها عملية يستوعبها المنطقة السائد في العالم اليوم و يفهمها و يتقبلها، و هي عملية ممكنة. بل إننا حددنا حتى شكلها في ما يرتبط بمنظمة الأمم المتحدة و بعض الأوساط الدولية، و أعلنا ذلك، و قد نوقشت المسألة. أي إن هذا الكيان الوحشي الشبيه بالذئاب الذي ينتهج سياسة القبضة الحديدية، و يتعامل مع الناس بقسوة و عنف، و لا يهمه إطلاقاً قتل الناس و الأطفال و الهجوم على المناطق و تدميرها، بل و لا ينكر ذلك، ليس له من علاج سوى أن يزول و يمحى. و إذا حلّ ذلك اليوم إن شاء الله و زال هذا الكيان فنعمّا ذلك، و لكن طالما كان هذا الكيان قائماً و لم يمح بعد فما هو العلاج؟ العلاج هو المقاومة الحاسمة و المسلحة ضد هذا الكيان. يجب أن يبدي الفلسطينيون يد اقتدارهم في مواجهة الكيان الصهيوني. لا يخال أحد أنه لو لم تكن صواريخ غزة لتنازل الكيان الصهيوني، لا. انظروا ما الذي يفعلونه في الضفة الغربية؟ لا صواريخ في الضفة الغربية و لا أسلحة و لا بنادق، و السلاح الوحيد و الأدوات الوحيدة بيد الناس هناك هي الحجارة، فانظروا ما الذي يفعله الكيان الصهيوني هناك. إنه يخرّب بيوت الناس ما استطاع إلى ذلك سبيلاً، و يخرّب مزارعهم، و يفسد حياتهم و يهدمها، و يذلهم و يهينهم. و إذا اقتضت الضرورة قطع عنهم الماء و قطع عنهم الكهرباء. لم يستطيعوا الصبر على شخص مثل ياسر عرفات الذي تماشى كل ذلك التماشي مع الصهاينة، فحاصروه و أهانوه و دسّوا له السمّ و قتلوه.
ليس الأمر بحيث لو لم نظهر يد الاقتدار مقابل الصهاينة فإنهم سيرحمون أحداً أو يقيمون وزناً و اعتباراً لأحد أو يراعون حقوق أحد، أبداً، العلاج الوحيد إلى ما قبل زوال هذا الكيان هو أن يستطيع الفلسطينيون التعامل معه باقتدار. إذا تعاملوا معه باقتدار فمن المحتمل أن يتنازل الطرف المقابل، و هو هذا الكيان العنيف الذئبي. و هو الآن يسعى لوقف إطلاق النار بكل ما له من قوة، و معنى ذلك أنه بات بائساً مسكيناً. إنه يقتل البشر و يقتل الأطفال و يمارس قسوة خارج حدود المعقول البشري، لكنه في الوقت نفسه عاجز، أي إنه وقع في محذور و ورطة صعبة، لذلك يسعى إلى وقف إطلاق النار. لذلك أعتقد، و هذه هي عقيدتنا، بأن الضفة الغربية أيضاً يجب أن تتسلح شأنها شأن غزة. لا بد من يد القدرة. هذا هو الفعل الذي يجب أن يقوم به الذين يحبّون مصير فلسطين. هناك أيضاً يجب أن يتسلح الناس. الشيء الوحيد الذي يمكنه أن يقلل من محنة الفلسطينيين هو أن تكون لهم يد اقتدارهم و أن يستطيعوا استعراض هذا الاقتدار، و إلّا فالتعامل الليّن و المطيع و الاستسلامي لن تكون فيه أية منافع للفلسطينيين، و لن يقلل شيئاً من عنف هذا الموجود العنيف الخبيث الذئبي.
طبعاً من واجب الناس في العالم أن يقدّموا الدعم السياسي أيضاً. هذا مما لا شك فيه أبداً. و تشاهدون اليوم أن هناك في البلدان الإسلامية و حتى في البلدان غير الإسلامية تحركات شعبية بهذا الاتجاه. و سوف يرى العالم في يوم القدس إن شاء الله طوفان الشعب الإيراني. سوف يثبت و يعرض الشعب الإيراني في يوم القدس إن شاء الله مدى تصاعد محفزاته و دوافعه تجاه فلسطين. و قد أراد البعض بشعار «لا غزة و لا لبنان» أن يثبتوا عكس ذلك. لا، الشعب الإيراني يؤمن بالدفاع عن المظلوم، «كونوا للظالم خصماً و للمظلوم عوناً» (6). هذه هي إرادة الشعب الإيراني التي سوف تُستعرض إن شاء الله. هذه رؤية و منظار لقضية غزة، و لكن ما أعتقد أنه أهم من هذه النظرة، و هو أن نتنبّه إلى أن العالم الإستكباري و على رأسه أمريكا يدعمون اليوم هذه الممارسات المفجعة و هذه الجرائم و هذا العنف الذي لا يقبل الوصف و يدافعون عنه. اعتقد أن هذه نظرة أعمق للقضية، و هي مهمة و يجب التشديد عليها. القوى السلطوية الغربية في الوقت الحاضر - أي عدة حكومات كبيرة و ثرية و قوية في الغرب و على رأسها أمريكا، و من خلفها بريطانيا الخبيثة - تقف بقوة للدفاع عن هذا الكيان الغاصب الظالم القاسي. هذه قضية على جانب كبير من الأهمية. إنهم يدعمون بصراحة. يدعمون ماذا؟ يدعمون ارتكاب هذه الفجائع و الويلات التي لا يقبل أي إنسان منصف و طبيعي الحياد مقابل كل هذه الجرائم.
منطقة صغيرة و شبر من الأرض اسمه غزة تنقضّ عليه كل هذه الطائرات و الصواريخ و القوات البرية و الدبابات، و تمطر أهاليه بكل هذا الوابل من النيران، إنه لشيء عجيب حقاً. أن يقتل كل هؤلاء الأطفال، و تتهدم كل هذه المنازل و الدور، و تؤول حياة الناس في بيوتهم إلى هذا القدر من المرارة و العذاب و الألم، ثم يأتي المبجّلون و يدعمون هذه الممارسات و يدافعون عنها.. بأيّ منطق يحصل هذا؟ بالمنطق الساخر للسيد رئيس جمهورية أمريكا الذي يقول إن إسرائيل من حقها الدفاع عن أمنها! طيّب، ألا يحق للفلسطينيين الدفاع عن أمنهم؟ أن تهدد حكومة من أجل ما تسميه أمنها، حياة الناس الذين تحاصرهم بظلم، و لا يملكون لذلك رد فعل، أن تهدّدهم بهذه الصورة، هل هذا منطق مقبول؟ هل يقبل بهذا شخص؟ كيف سيحكم التاريخ مقابل هذا المنطق؟ المسؤولون في هذه البلدان المستكبرة لا يفهمون ما الذي يفعلونه بحمايتهم و دعمهم هذا بماء وجوههم و سمعة بلدانهم و أنظمتهم في التاريخ! يقفون بكل وقاحة و يقولون إننا ندعم إسرائيل، و لا يشيرون أبداً لما يحدث في هذه المنطقة، و أية فجائع ترتكب على يد هذا العنصر المخرّب الخطير.
هذا يدل على أن منطق الليبرالية الديمقراطية - هذا المنطق و النظام الفكري الذي تدار البلدان الغربية في الوقت الحاضر على أساسه - لا يتمتع حتى بأدنى مستوى من القيمة الأخلاقية. لا توجد فيه أية قيمة أخلاقية، و لا يوجد فيه شعور بالإنسانية. و الواقع أنهم يعملون على فضح أنفسهم، إنهم يفضحون أنفسهم أمام الأنظار الحاكمة لشعوب العالم اليوم و في غد التاريخ. علينا أن نحتفظ بهذا كتجربة مهمة لنا و نعرف حقيقة أمريكا. هذه هي أمريكا و هذا هو النظام الليبرالي الديمقراطي. هذا شيء سوف يؤثر في أعمالنا و أحكامنا و تقييماتنا و تعاملنا، و يجب أن يؤثر. الجبهة التي تقف اليوم بوجه نظام الجمهورية الإسلامية، و التي تخلق الکثیر من التحديات للجمهورية الإسلامية في مختلف القضايا، و أعني بها حكومة الولايات المتحدة الأمريكية و أتباعها، هي هذه، و هذا هو واقعهم و حقيقتهم: لا يشعرون بأية حساسية تجاه تقتيل البشر و ذبح الناس العزّل، و يدافعون عن الظالم و مرتكب هذه الجرائم المفجعة الكبرى - كما يحصل اليوم في غزة - و يدعمونه و يحمونه. يجب أن يكون هذا معياراً بالنسبة لنا. بمعنى أن شعب إيران و أجهزتنا المفكرة و طلبتنا الجامعيين و مثقفينا يجب أن لا ينسوا هذا. هذه هي أمريكا. هذا هو نظام القوة الغربي و أساسه الفكري أي الليبرالية الديمقراطية. هذه هي الجبهة التي تقف اليوم مقابل النظام الإسلامي.
أقل ساسة العالم اهتماماً بحقوق الإنسان اليوم هم هؤلاء الذين يتولون إدارة هذه البلدان المعدودة. لا يؤمنون إطلاقاً بالإنسان و حقوق الإنسان و الإنسانية. تصرفاتهم في غزة و ما شابهها من الأحداث تثبت ذلك. إنهم لا يؤمنون أبداً لا بحقوق الإنسان و لا بحرمة الإنسان و لا بكرامة الإنسان، و لا برأي الشعوب و إراداتهم، لا يؤمنون بأيّ شيء. الشيء الوحيد الذي يؤمنون به هو المال و القوة، و لا يوجد عندهم أي منطق آخر. و كل ما تلوكه الألسن حول قضايا الحرية و حقوق الإنسان و ما إلى ذلك هو برأيي استهزاء بالحرية و سخرية من حقوق الإنسان.
طيّب إننا لا نقول هذا الآن من باب النصيحة لأمريكا و رئيس جمهورية أمريكا و الساسة الأمريكان، و هذا شيء واضح، إنما نقوله لأنفسنا كي نفهم في تحليلاتنا و أحكامنا و تقييماتنا و في أدائنا من هم الطرف الآخر، و من هم الذين يقفون أمامنا، و ماذا يضمرون في أعماق أفكارهم. علينا أن نحدد موقفنا. المهم هو أن يكون لنا تحليلنا الصحيح لسلوك الغرب الراهن. مواجهتهم للجمهورية الإسلامية الإيرانية و للثورة الإسلامية و للحركة و الصحوة الإسلامية جانب من سياساتهم العامة. و السياسة العامة لنظام الهيمنة هي استعباد الشعوب و السيطرة على مصائر الشعوب من دون أيّ اكتراث لمصالح الشعوب و إرادات أبناء الشعوب. هذه هي السياسة العامة للاستكبار. يجب التنبّه إلى هذا الشيء. الشعارات المناهضة لأمريكا و الشعارات المناهضة للغرب و الشعارات المناهضة للاستكبار في بلادنا تأتي كلها في ضوء هذه الحقيقة. هناك البعض بمجرد أن يسمعوا شعارات مناهضة للغرب و لأمريكا يجب أن لا يتصوروا أن هناك عملية نابعة من التعصب أو من دون منطق و تفكير تجري و تحصل. لا، هذه النظرة المناهضة للغرب و لأمريكا في الثورة الإسلامية تستند إلى تجربة صحيحة و نظرة عقلانية و حسابات صحيحة. لقد قلت يومها هنا لمجموعة المسؤولين التنفيذيين و مدراء البلاد (7) إن الهدف الأصلي للعدو هو أن يوجد خللاً في أجهزة حساباتنا. عندما تختل أجهزة الحسابات ستحصل نتائج خاطئة من معلومات صحيحة، بمعنى أنه حتى التجارب لن تعود مفيدة. عندما لا تعمل أجهزة الحسابات بصورة صحيحة و جيدة و لا تكون الحسابات صحيحة فإن التجارب هي الأخرى لن تعود مفيدة نافعة.
طيّب، انظروا كيف كان تعامل الغربيين و رجال الحضارة الغربية الحالية في بلادنا على مدى المائة عام أو الثمانين أو التسعين عاماً الأخيرة. نحمل كل هذه التجارب حول الضربات و الأضرار التي وجّهها الغرب لنا. هناك البعض في البلاد - مثقفون تغريبيون و منبهرون بالغرب و والهون بالغرب - تنتصب هذه التجارب أمام أعينهم، لكنهم لا ينتفعون منها و لا يستلهمون منها الدروس. لقد شاهدوا أن الغربيين جاءوا برضا خان إلى الحكم في هذا البلد، و قامت دكتاتورية رضا خان العجيبة الغريبة في هذا البلد بواسطة الإنجليز - سلطوا على البلاد شخصاً متغطرساً بلا منطق و غير آبه لأصالة البلاد و ذاتياتها - و بعد ذلك، في عقد العشرينيات [الأربعينيات من القرن العشرين للميلاد] جاءت نفس هذه القوى و احتلت إيران، بل اقتسمت إيران فيما بينها بمعنى من المعاني في حقيقة الأمر، و نهبوا النفط، و فرضوا معاهدات ظالمة على هذا البلد، و دبّروا هم أنفسهم إنقلاب الثامن و العشرين من مرداد [19 آب 1953 م] و أسقطوا حكومة وطنية - كانت نابعة من أصوات الشعب على كل حال رغم كل ما فيها من عيوب - و قضوا عليها، و هم الذين حرّفوا نهضة تأميم النفط، و أعادوا هيمنتهم على المصادر الطبيعية و المادية في إيران. و هم الذين كرّسوا دكتاتورية محمد رضا بهلوي على هذا البلد لفترة طويلة و دعموها بكل ما أوتوا من قوة، و نهبوا ثرواتنا المادية و المعنوية طوال أكثر من ثلاثين عاماً من حكم محمد رضا بهلوي على هذا البلد، و أذاقوا هذا الشعب الويلات و المرارات، و أبقوه تحت نير الفقر و الجهل، و أطلقوا الفساد العام في كل أركان البلد، و قضوا على ثقافة البلد و دين الشعب و على كل ما استطاعوا، و قد حصل هذا بدعم و إسناد من هذه الحكومات الغربية. و مارسوا العرقلة و الإيذاء بكل ما استطاعوا مقابل ثورة الشعب الإيراني و حركته العظيمة، و دعموا صدام حسين و دافعوا عنه - مع أنهم لم يكونوا يرتاحون لصدام، و لكن لأن صداماً وقف بوجه الجمهورية الإسلامية بادروا إلى مساعدته بكل ما استطاعوا - و نفس هؤلاء الغربيين و نفس بريطانيا و أمريكا و فرنسا أعطوه القنابل الكيمياوية و وضعوا تحت تصرفه إمكانيات و معدات عسكرية متنوعة. هذه بالتالي تجاربنا. لكن المستنير التغريبي، و لأن أجهزة حساباته مختلة، لا يستفيد من هذه التجارب و لا ينتفع منها شيئاً و لا يستنتج منها النتائج الصحيحة.
من أهم الخدمات التي قدمتها الثورة الإسلامية إحياء العقلانية الصحيحة في البلاد. أن تأتوا أنتم الشباب الجامعيين و تحللوا قضايا المنطقة و تبصروا الأمور بنظرة ثاقبة و تشيروا إلى العدو و تحللوا أحداث المنطقة و تقفوا هكذا فهذا دليل على الحياة العقلانية في البلد. هذا ما أعطته الثورة لنا. يروم البعض اليوم العودة إلى الوضع السابق. هذه التيارات التغريبية - التيارات التي تعشق الغرب و تستهين بالشعب و تمتهن الأشياء الأصيلة الوطنية، و تحتقر الثقافة و الهوية الوطنية لصالح المهيمنين الغربيين - يحلو لها أن يعود أولئك ثانية و يحددوا المؤشرات و المعايير لأمور البلاد و ثقافتها و توجهاتها. هؤلاء المجموعة الذين يعملون اليوم ضد الجمهورية الإسلامية في خارج البلاد تحت راية أعداء الشعب الإيراني الألدّاء، هم أنفسهم يريدون عودة سيادة تلك الغفلة - غفلة الحسابات - و تلك الإغواءات الشيطانية تجاه العقلانية، و التي سادت لفترة من الفترات في هذا البلد. يجب الوقوف بوجه هؤلاء. المسيرة مسيرة صحيحة و عقلانية.
ما أقوله للطلبة الجامعيين على وجه الخصوص هو أنني أوصي الطلبة الجامعيين الأعزاء بأن يزيدوا من مطالعاتهم في مجال القضايا الدينية و في مختلف القضايا السياسية إلى جانب العمل العلمي. حاولوا أن تعزّزوا من قدرة التحليل لديكم. طبعاً أنا اليوم حينما أنظر لكلمات الطلبة الجامعيين ألاحظ نقاطاً جيدة و ممتازة. أي إن الأمر جدير حقاً بالشكر و الارتياح، و لكن اعملوا في هذا المجال أكثر فأكثر ما استطعتم. و لم تسنح لنا الفرصة اليوم لمناقشة قضايا البلاد المختلفة - و سيبقى هذا للقاءات أخرى مع الطلبة الجامعيين أو الشرائح الأخرى إن شاء الله - لكن على الطالب الجامعي أن يزوّد الناس بالتحليلات في ما يخص قضايا البلاد المتنوعة و القضايا الاجتماعية و الشؤون الاقتصادية و الأمور السياسية. أي إن الناس يجب أن يستطيعوا الاستفادة من تحليلات الطلبة الجامعيين. هكذا يجب أن تكون قدرة التحليل عند الطلبة الجامعيين. و هذا الشيء يعتمد على المطالعة و القراءة، فيجب أن تطالعوا. ينبغي أن لا تكون نظرة الطالب الجامعي نظرة عاطفية صرفة، و ينبغي أن لا تكون معلوماتكم و معطياتكم الذهنية مجرد معلومات جرائد. فكّروا في الأمور و طالعوا و ابحثوا. الكثير من هذه الأمور التي أشار لها الأعزاء هنا أمور ينبغي أن يجري البتّ فيها في اجتماعات الطلبة الجامعيين و البحوث و النقاشات الطلابية الحرة. و قد سجّلت أن «كراسي التفكير الحر» التي طرحنا فكرتها و التي تستدعي النقاشات الحرة بين الطلبة الجامعيين في المناخات الجامعية، يمكن أن تحدد الموقف من الكثير من القضايا التي طرحها الأعزاء هنا و توضّحها و تبتّ فيها. يجب أن يستطيعوا التوصّل إلى الجوانب الإيجابية و السلبية لكل قضية في النقاشات و الحوارات بين الطلبة الجامعيين.
النقطة الأخرى التي أذكرها هي أن التنافس بين الخطابات في البيئة الجامعية شيء جيد، إذا كان مصحوباً بتحمّل الرأي الآخر. ينبغي أن لا يتعجّب الإنسان من وجود الآخر المخالف، كما ينبغي أن لا يغضب منه، و لا يخاف منه. ليست أيّ من هذه الحالات الثلاث بمقبولة إزاء المخالف. إذا تعجب الإنسان من وجود المخالف فمعنى ذلك أنه متفاؤل و حسن الظن بنفسه كثيراً، لذلك يستغرب من أن يخالفه أحد. لا غرابة في الأمر. لكل إنسان و لكل فكرة و لكل اتجاه و تيار جماعة يخالفونه. و ليس الأمر بحيث نقول إن أولئك المخالفين على خطأ، لا، هناك نقاط ضعف، و نقاط الضعف هذه هي التي تجعل البعض مخالفين. إذن ينبغي أن لا يثير وجود المخالف استغرابنا و تعجّبنا. كما يجب أن لا يثير غضبنا فنغضب لأنه يخالفنا، لا، المخالفة يمكن تفهّمها و تقبّلها. كذلك يجب أن لا نخاف المخالفة، فالخوف من وجود المخالف دليل على أن الإنسان غير واثق من متانة مواقفه. لا، إن لدينا منطقاً، و نقوّي أسس هذا المنطق و نعززها و نخوض ساحة التنافس بين الخطابات و نناقش. هكذا ينبغي أن تكون روح الطالب الجامعي. إذن، المناخات الجامعية سوف تواصل عملها و نشاطاتها بنفس هذه الفاعلية و الحيوية المشهودة فيها اليوم و الحمد لله، و سوف يتحمّل البعض البعض الآخر، و يتحاورون و يتناقشون و يعزّزون ركائزهم و أسسهم، و ليجعلوا التقوى أساس الأمور في المجال العملي، و في المجال الفكر ليكن المعيار الحدود و التخوم الإسلامية و معرفة العدو و معرفة أساليبه العدوانية التي يستخدمها ضدنا.
نتمنى أن يوفقكم الله تعالى جميعاً، و يحفظكم من أجل التقدم نحو أهداف الثورة الإسلامية، و يبقيكم، و يزيد من توفيقكم يوماً بعد يوم، و أن تستطيعوا أيها الشباب رسم مستقبل لثورتكم و بلدكم إن شاء الله.
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.

الهوامش:
1 - مؤسسة المعلومات العلمية ISI .
2 - إبداء الطلبة الجامعيين ارتياحهم و فرحهم.
3 - سورة النور، شطر من الآية 32 .
4 - كان موقع KHAMENEI.IR قد طلب من زوّاره أن يجيبوا عن السؤال: «ما هي أهم النقاط التي كنت ستذكرها لقائد الثورة الإسلامية لو أتيحت لك فرصة التحدث في لقاء الطلبة الجامعيين بسماحته؟» و جرى تقديم الإجابات المستلمة للإمام الخامنئي على شكل كتاب.
5 - صحيفة الإمام، ج 15 ، ص 130 .
6 - نهج البلاغة، الكتاب رقم 47 .
7 - كلمته في لقائه بمدراء الدولة بتاريخ السابع من تموز 2014 م .