بسم الله الرحمن الرحيم
أيتها الأمة الإسلامية ، لقد بلغت الأحداث الكارثية فـي العراق الآن حداً جعل كل مسلم أو صاحب عواطف إنسانية يعيش حالة جد ضاغطة من المصاب و القلق .
قتل الأطفال و النساء و المدنيين بالآلاف ، و إعدام الجرحى، و إلقاء القبض على الأبرياء ، و هدم المنازل و المساجد و دور العبادة ، وانتهاك حُرم العوائل مما حدث بمقاييس مذهلة فـي الفلوجة يسلب العيون النوم و القلوب الراحة . و من بعد الفلوجة يجري الحديث الآن عن تكرار الفاجعة فـي الموصل و سامراء و بعقوبة و مدن أخرى . و لا يبرر المحتلون كل هذه الجرائم إلاّ بذريعة أن ثمة إرهابيين بين جموع الناس .
هل وجود عدد من الإرهابيين بين الناس ـ إذا صح هذا الزعم المشبوه أساساً ـ يعد إذناً لقتل الأبرياء و ترك الجرحى دون علاج و الأطفال بلا ماء أو طعام ؟!
كيف يستسيغ الذين يعدون إلغاء حكم الإعدام بحق المجرمين من مفاخرهم ، أن يتفرجوا بدم بارد على إعدامات الأبرياء الجماعية ؟
لمَ تتقبل الدول الإسلامية و العربية أن تلعب دور المتفرج غير المكترث ؟ نداء يا للمسلمين يسمع اليوم من أفواه العوائل العراقية و الشعب العراقي . أفلا يملي هذا واجباً على الحكومات و الشعوب أن يرفعوا صوت الاعتراض على الأقل حيال هذا الظلم الكبير الذي يمارسه المستكبرون الحربيون ضد مجموعة من المسلمين المظلومين ؟ إننـي أتوقع من الأمة الإسلامية فـي أية بقعة من العالم ، و خصوصاً الحكومات و المحافل و النخب المسلمة و العربية أن ينهضوا بواجبهم فـي هذه الفترة المصيرية للأمة الإسلامية .
و لا حول و لا قوة إلاّ بالله .
السيد علي الخامنئي
الخامس من شوال 1425 ـ المصادف للثامن و العشرين من آبان 1383