رأيي هو أنّ النساء كانت لديهنّ نجاحات عديدة في المجالات الاجتماعية والسياسيّة بعد انتصار الثورة الإسلامية؛ بحيث يمكن إطلاق اسم التحرّك والنّهضة الفريدة من نوعها على ما جنته النساء وما حصل عليه المجتمع النسائي في إيران، وهذا لا يعني أن نرغب في أن نقول أنّنا كانت لدينا نساء بعد انتصار الثّورة الإسلامية لم يكن لهنّ نظير في تاريخ النساء الإيرانيّات. أساس كلامنا لا يدور حول امرأة أو عدّة نساء  أو حول مجموعة أو شريحة من النساء المتعلّمات وذوات الفكر النّير والنساء المتعلّمات في الجامعات، بل إنّ الحديث يدور حول مجتمع النساء. نحن عندما ننظر إلى السيّدة الإيرانية بشكل عام وكمجموعة فسوف نلاحظ أنّنا نستطيع أن ندّعي أن النشاط السياسي بين النساء في تلك الفترة كان محدوداً للغاية وكان النشاط الاجتماعي محدوداً أيضاً وفي هذا البين كانت هناك سيّدات متعلّمات وكان ذلك محصوراً بفئة معيّنة من النساء. بينما نرى أنّ النشاط الاجتماعي والسياسي بين النساء اليوم يزاوله ملايين الإيرانيين المتعلّمين وذوي المستويات العلميّة العالية أو المتوسّطة وغير المتعلّمين أيضاً من نساء شابات ومتوسّطات في العمر وعجزة وفتيات، النساء الطهرانيّات ونساء تلك القرية البعيدة في كرمان على سبيل المثال.

~الإمام الخامنئي ١٩٨٥/٣/٤

 

دور النساء ليس مما يمكن احتسابه بالحسابات العاديّة. إنني أُقرّ وأعترف أنّ أوّل من أدرك هذا الدّور هو سماحة إمامنا(الإمام الخميني) عظيم الشّأن ـ  وهذا شأنه شأن الكثير من الأمور الأخرى التي أدركها هو أوّلاً، في حين لم يدركها أيّ منّا ـ مثلما أدرك الإمام دور الشعب. فقد أدرك الإمام تأثير حضور الشعب في الساحة، في وقت لم يدرك ذلك أحدٌ غيره. كان بعض الأكابر يقولون لنا بتعابير تثير الاشمئزاز: أتظنّون أنّه يمكن القيام بعمل كبير بهذا الشعب؟! و كانوا يتكلّمون باستهانة و كأن من يشيرون إليه ليس إنساناً أصلاً! أمّا الإمام فلم يكن كذلك؛ حيث أنّه عرف الشعب وأدرك قدره، وعرف وكشف عمّا لديه من قدرات، وانتدبه للحضور إلى الساحة. وقد أثّر كلام الإمام لأنه كان صادقاً؛ ولأن كلامه كان يخرج من قلبه الطاهر النقي النيّر. ولذلك نزل الجميع إلى الساحة. فيوم انطلقت الدعوة لتشكيل اللجان الثورية، انخرط الناس من جميع الشرائح الشعبية للعمل فيها؛ حيث انخرط فيها الطالب الجامعي، والأستاذ، وطالب العلوم الدينية، وعلماء الطراز الاوّل، والنّاس العاديون من عموم أبناء الشعب، وأصبحوا كلّهم أعضاء في اللجان الثورية. وبعدما اندلعت الحرب توجّه الجميع بأمر الإمام إلى ساحات الحرب. وحين أمر الإمام في أواخر عمره بالتوجّه نحو البناء والاعمار، وهو ما سُمّي بمشروع الاكتفاء الذاتي، توجّه النّاس كلّهم إلى ميادين البناء والإعمار. ولا زالت هذه الحالات مستمرّة إلى يومنا هذا. وفي رأيي أنّ كل ما نحققه اليوم من تقدّم، فإن الفضل فيه يعود إلى ما رسمه الإمام؛ فهو قد رمى بقصب السبق هذا رمية بعيدة بحيث ينبغي لمثلي وأمثالي أن نعدو وراءه إلى ما شاء الله. وقد تحرّك هذا الشعب، ولا زال يتداوله من جيلٍ إلى جيل.

وهكذا كان موقف الإمام أيضاً من قضية المرأة. فقد أدرك سماحته دورها، وإلا فقد كان هناك من كبار العلماء من كانت لنا وإياهم مشادات ومجاذبات في هل تشارك النساء أصلاً في المسيرات أم لا يشاركن! إذ كانوا يقولون أن النساء لا تشارك في المسيرات. وأمّا الركن الحصين الذي كان يستند إليه المرء وهو مطمئن البال لكي يستطيع الوقوف في مقابل مثل هذه الآراء التي كانت تصدر من مراكز مهمّة، فهو رأي الإمام وفكر الإمام وعزم الإمام. رحمة الله إلى أبد الآبدين على هذا الرجل الكبير.

~الإمام الخامنئي ٢٠١٢/١/٤

 

السيّدة الإيرانية المعاصرة هي امرأة، ولديها نفس المشاعر والغرائز، لكنّ الفساد لا يصدر عنها، ولا تتحوّل إلى وسيلة للفساد، بل تصبح وسيلة للصلاح.  وتنصح النساء والرجال المسلمين. وتشارك في ساحات الثورة، ليست راهبة لكنّها أطهر من الرّاهبات، هي طيّبة وطاهرة. ليست جنديّة في ساحة الحرب لكنّها شجاعة بقدر الجنود في سوح النّزال. لم يوجب الله عليها الجهاد في ساحات النّزال لكنّ تجرّع جسدها وروحها الآلام في سبيل الله بقدر أي مجاهد. وتشارك في كافة الساحات الاجتماعيّة التي أثبت فيها الشعب الإيراني نفسه. لا يوجد أيّ مكان يخلو منها وإنّ كلّ مكانٍ يخلو منها،
يخلو من تلك العظمة المعنوية. فلتفترضنَ أنّ النساء لم يشاركنَ في مسيراتنا، ولم تكن المرأة حاضرة في صلاة الجمعة، أنظروا ما الذي كان سيحدث، كم هو قدر هذه العظمة التي جلبتها هذه الأمهات، وهذه الأخوات، وهؤلاء النسوة الشابات المتجاهلات للدنيا والمنغمسات في الله والجهاد، هؤلاء يمنحنَ العظمة والجلال لمحراب العبادة في صلاة الجمعة. هذه نماذج للسيّدة الإيرانية، وهي جوانبكنّ المجهولة بحيث أنّني لست أعلم كم تعرفنَ أنفسكنّ قيمة أنفسكنّ. السيّدة الإيرانية هي على هذا النّحو اليوم وقد صنعت الثورة الإسلامية منّا هذه الشخصيات. لقد غيّرتنا الثّورة. لقد حوّلتنا الثّورة الإسلامية نحن النحاس إلى ذهب وإلا فنحن لم نولد في زمن الثورة الإسلامية، ولم نذهب إلى مدرسة بعيدة عن أنماط التربية الاستعمارية والثقافة الاستعمارية، لكنّ الثورة كذلك، خاصيّة الثورة هي هذه، تغيّر ماهيّة الإنسان. فلقد تغيّرنا نحن الذين تعلّقنا بالثورة، والبعض لم يتغيّروا، فهم لا يرغبون بالثّورة. الحقيقة هي هذه، فنسائم الثورة لم تلفح وجوههم في واقع الأمر. هم أشبه برجل حضر بين ضجيج المسبّحين في ليلة قدر على سبيل المثال، يبحث عن صديقه بين الجموع لكنّه ليس معها، الجميع منسجمون لكنّه في مكان آخر. البعض كانوا على هذا النّحو في الثّورة، ولا فرق بين رجلٍ وامرأة، كلاهما يوجد نماذج لهما. لعلّ نماذج الرّجال أكثر بقليل ونماذج النساء أقل، لكنّ السيّدة الإيرانية هي تلك التي استجابت لنداء الثورة الإسلامية وفهمتها وسعت لانتصارها وهي التي حافظت على الرّجل وأرشدته، هذه هي السيّدة الإيرانيّة.

~الإمام الخامنئي ١٩٨٥/١/٢٧