هذه الحسابات حسابات خاطئة، أي إنّ حسابات أمريكا حسابات خاطئة. وقد كان لأمريكا في السابق، وفي الأعوام الماضية، وفي هذه الأربعين عاماً مثل هذه الحسابات، ولم يخرجوا منها بنتيجة، وتضرّروا وخسروا ولم يستطيعوا توجيه الضربات التي يريدون إلى الجمهورية الإسلامية. والوضع الآن أيضاً على هذا النحو. في هذه المرّة أيضاً سوف ينهزمون حتماً، وهذا ممّا لا شك فيه، بيد أنّ ذلك الحقد والبغض الذي يكنّونه ضدّ إيران الإسلامية قد أعماهم أي إنّه أفسد حساباتهم فلا يستطيعون حساب الأمور بشكل صحيح. لقد أعمتهم أحقادهم وضغائنهم هذه حقاً، وإلّا يوجد في أمريكا نفسها الكثير من الأشخاص يعارضون هذا الأسلوب من التعامل الخبيث المتوحّش ضدّ إيران والجماعات الإسلامية وجماعات المقاومة، لكنّ أيديهم قصيرة، ونحن نرى مقالاتهم وأقوالهم وأعمالهم ونقرأها ونعلم ما يقولون، لكنّ هؤلاء [الموجودين على رأس السلطة] لا يفهمون، المسؤولون الحاليون في أمريكا لا يدركون ولا يفهمون حقاً. 

وأقولها هنا: لا ينبغي لأحد أن يخاف من الهيبة الظاهرية لأمريكا، أيّ أحد، فهذا خطأ حقّاً. يشعر المرء أن البعض يتراجعون ويرتعبون من هذه الهيبة الظاهرية والصخب والضجيج وما إلى ذلك، من الخطأ الخوف من هذه الهيبة الظاهرية، فالقوى الكبرى تمرّر أمورها بهذه الطريقة، بالضجيج. وقوّتهم الحقيقية ليست بقدر الضجيج الذي يثيرونه، بل هو أقلّ بكثير، لكنّهم يثيرون الرعب والضجيج، ويهدّدون، ويخيفون هذا وذاك. فلا ينبغي لأحد أن يخاف، لا منهم، ولا من ثروات أشباه قارون في الخليج الفارسي. فأشباه قارون هؤلاء الذين يحيطون بنا لا يستطيعون ارتكاب أيّ حماقة. لقد أنفقوا إلى الآن المليارات ضدّنا في المجالات المختلفة ولم يحقّقوا أيّ نتيجة، أي إنّ أيديهم، حقّاً، قصيرة وغير طائلة. لقد كانت أمريكا في العام 1357 ه.ش [1979 م] وهو عام انتصار ثورتنا الإسلامية العظيمة أقوى منها الآن بكثير. لقد كان جيمي كارتر رئيس جمهورية أمريكا في ذلك الحين أعقل من هذا الشخص الذي يتولّى الرئاسة الآن وأكثر قوة وقدرة، وهذا أقلّ قوّة ـ سواءً من الناحية الماليّة أو السياسيّة ـ وأقلّ عقلاً. وقد كان له في داخل إيران مأمور مسيطر على كلّ الأمور؛ فمحمّد رضا بهلوي كان مأمورهم وموظّفهم، يعمل لحسابهم، وإلى جانبهم، وقد كانت جميع أمور البلاد هنا في يده؛ كان لهم هذا [كلّه]. ومع ذلك استطاع الشعب الأعزل أن يهزم أمريكا. قد تقولون «إن تلك كانت ثورة»، الآن أيضاً هناك ثورة، وعدد الشباب المتحمّسين الثوريّين الآن أيضاً لا يقلّ عنهم يوم انتصرت الثورة، وفكرهم الثوري أكثر عمقاً أيضاً، هكذا هو الواقع. وأنتم تشاهدون نماذج ذلك في الأحداث المتنوعة التي تحدث في البلاد، في احتفالات ذكرى الثورة مثلاً. اليوم تعبّر تلك الحركة الثورية والحماس الثوري عن نفسه أينما يلزم. وعليه فلا تخيفن هيبة أمريكا أحداً. 
~الإمام الخامنئي ٢٠١٩/٥/١٤