ويشير السيّد نصرالله في هذا القسم من الحوار إلى فتوى الإمام الخامنئي القائلة بحرمة التعرّض بأي إساءة لشخصيّات أهل السنّة ثمّ يفصّل سماحته دور قائد الثورة الإسلامية في إحباط مؤامرات بثّ الفرقة بين الشّيعة والسنّة على مستوى المنطقة والعالم الإسلامي ويضيف قائلاً: أنا أستطيع أن أقول بكل وضوح أن خطاب سماحة السيد القائد في سنندج وبعد ذلك الجواب الخطّي على الاستفتاء حول ما قام به هؤلاء فقأ عين الفتنة ووضع سدّاً كبيراً جدّاً أمام هؤلاء المفتنين سواء كانوا من السنّة أو من الشيعة. 

وحول المستقبل الذي ينتظر النظام الحاكم في السعوديّة قال الأمين العام لحزب الله: النظام في السعودية نظام شاخ، أصبح كهلاً وكبيراً. هذا النظام قد يكون في مراحله الأخيرة لأسباب طبيعيّة، الظلم خلال مئة عام، ونهب أموال الشعب خلال مئة عام، والفساد المستشري في هذا النظام وفي هذه الدولة، وقمع الحريّات وأسباب كثيرة أخرى من قبيل استئثار العائلة المسماة بالعائلة المالكة أو الحاكمة، ولكن الذي عجّل وسيُعجّل في نهاية هذا النظام الأسود في الحقيقة هو أداء المسؤولين الحاليّين والفعليّين، ويختلف عن أداء المسؤولين السابقين من حيث الشكل وطريقة العمل. مثلاً ذهاب محمد بن سلمان إلى إعلان الحرب على اليمن وما تفعله السعودية في اليمن من مجازر مهولة ومن عدوان كبير، هذا الأمر سيترك آثاراً على مستقبل النظام السعودي. السنن الإلهية والسنن التاريخية وطبيعة الأمور تقول أنّ هؤلاء لا يمكن أن يستمرّوا طويلاً.

ويواصل السيّد نصرالله في هذا الشّأن قائلاً: لأوّل مرّة نحن نسمع طنين شعار الموت لآل سعود في أكثر من بلد عربي. لأول مرة نسمع قوى سياسية وشعبية وحكومات تأخذ موقف معلن من آل سعود بسبب جرائمهم وتدخلاتهم في العالم العربي. البحرين، واليمن، والعراق، وأفغانستان، وباكستان والآن في ليبيا هناك حرب في مدينة طرابلس، أحد الفريقين في الحد الأدنى يقول أن السعودية والإمارات تتآمران لتدمير طرابلس وتدمير ليبيا. اليوم في الكثير من البلدان العربية والإسلامية هناك شخصيات وهناك علماء وهناك أحزاب وحركات وحكومات منزعجة جدّاً وترفض سلوك حكام السعودية.

ثمّ يؤكّد حجّة الإسلام والمسلمين السيد حسن نصرالله على أنّ نجاح جبهة المقاومة في لبنان، والعراق، وفلسطين واليمن مرهون بحضور الناس في الساحات ويشدّد سماحته قائلاً: في العراق، الذي استطاع أن يقف في وجه داعش هو الشعب العراقي والحشد الشعبي بعد فتوى المرجعية ودعم سماحة السيد القائد والجمهورية الإسلامية في ايران، ولولا الموقف الشعبي المساند للحشد الشعبي وللجيش العراقي وللمرجعية لم يكن ممكناً الوقوف في وجه مخاطر داعش. وهكذا في كل الساحات، إذاً موضوع الشعب هو مسألة أساسيّة، والآن الذي استطاع في الحقيقة، العامل الأساسي الذي استطاع أن يبقي القضيّة الفلسطينيّة حيّة حتى اليوم، بعد عشرات السنين من التآمر والتواطؤ، والذي استطاع أن يجعل المؤامرات الأمريكية خلال أكثر من مرحلة تسقط وتنهار هو المواقف الشعبية في المنطقة وليس مواقف الدول والحكومات. 

ثمّ يستذكر الأمين العام لحزب الله خاطرة حول الأيام الأولى لتأسيس المقاومة الشعبية في العراق ضدّ داعش ويقول سماحته: بدأت بدايات مقاومة داعش. بعدها بأيام جاء الحاج قاسم إلى لبنان والتقى بي وطلب أن نرسل ما يقارب ١٢٠ شخصاً من حزب الله كقادة عمليات. قال لي أنا لا أحتاج إلى مقاتلين، هناك الكثير من المقاتلين في العراق، لكن نحن نحتاج إلى قادة عمليات في المناطق، ونحن قمنا بإرسال عدد كبير من الإخوة، وفُتِحت الحدود بين إيران والعراق، مخازن السلاح في المناطق الحدودية -حتى لا ينتظروا أن تأتي [الأسلحة] من طهران ومن الأماكن البعيدة- بدأوا بإدخال السلاح والذخائر وتسليح الجيش العراقي والحشد الشعبي العراقي، وبدأت المواجهات.

ويضيف السيد نصرالله قائلاً: سارعت الجمهورية الإسلامية وكان لها موقفها الحاسم في مساعدة العراق ورفض سيطرة داعش والوضوح في الذهاب إلى المواجهة للقتال بدون أي تردد وتقديم المساعدة، خيرة القادة في الحرس جاؤوا إلى العراق ليساعدوا العراقيّين، وإمكانات إيران كلها فُتحت أمام العراقيّين، والكل يعرف أيضاً أن سماحة السيد القائد كان موقفه أنه لا يوجد لديه خطوط حمراء تمنع الجمهورية الإسلامية من تقديم أي شكل من أشكال المساعدة للشعب العراقي والقوات العراقية لإلحاق الهزيمة بداعش.