كاتب: مازن حمدان المالكي

مع حلول الزيارة الأربعينية للإمام الحسين (ع) و انطلاق المسيرات المليونية من جميع أنحاء العالم نحو كربلاء المقدسة، يستنفر العراق كل طاقاته في خدمة زوار الأربعين، سواءً كانوا منطلقين من الداخل أو الخارج ويرافق هذا الإستنفار انطلاق الحملات الإعلامية التي تواكب المسير وتهدف إلى نقل الصورة الناصعة لهذا الماراثون المليوني والذي يزداد طردياً كل سنة كما نلاحظ ذلك من خلال الإحصائيات.
كما أنّ المراجع العظماء في العراق يحلّلون بأنّ هذه المسيرة المليونية التي أوصلت صوتها إلى العالم أجمع؛ تُفسِّر كون شعار الإمام المهدي الموعود (عليه السلام) في إقناع العالم بدولته المباركة هو ”يا لثارات الحسين“.

فزيارة الأربعين التي وصل أعداد المشاركين فيها خلال الأعوام الماضية إلى أكثر من عشرين مليون من محبي أهل البيت من العراق ومن مختلف أنحاء العالم، وخاصة من جمهورية إيران الإسلامية؛ هذه الزيارة مصداقٌ حقيقي يضخّ كل الزخم والعنفوان في اللّحمة التي تربط الشعبين العراقي والايراني، وتحول دون أن تمتد يد العابثين إلى العلاقة الأخوية بين إيران والعراق 
هذا فضلاً عن أنها أعطت الدرس الكبير حول عالمية الشعوب الإسلامية والمتوحدة على الأساس العقائدي وليس بناء على الخطوط الجغرافية، فالبلاد تصبح أرضاً واحدة تتوجه نحو مركز النور، ومحط القداسة على الأرض، ضريح سيد الشهداء (عليه السلام). 

هذه الزيارة أصبحت اليوم مستهدفة ، ولا يخفى أنه توجد تحديات نستطيع أن نصفها بأنها خاوية تهدف إلى الزعزعة والتفرقة خصوصا بين الشعبين الايراني والعراقي الذين تجمعهم مشتركات كثيرة ومن اهمها حب اهل البيت عليهم السلام التي تذوب في ظلها كل محاولات الاعداء الذين يعملون جاهدين على التفرقة بين الشعبين وضرب المشتركات بينهم ففي مقابل كل هذه الحملات يلاقي الزوار الايرانيون ترحيبا كبيرا من قبل اخوانهم في العراق، ما يعكس بالفعل ، العلاقة الطبيعية بين الجانبين ويعمل العراقيين جاهدين على إبداء أقصى درجات الاهتمام و الترحيب بالزوار الايرانيين ، وهو يعكس من جانب طبيعة كرم و ضيافة الشعب العراقي ، و من جانب آخر يعكس مستوى العلاقة الطيبة بين العراقيين والايرانيين.
وهذا ما أكّد عليه سماحة السيد علي الخامنئي في نص تغريدة نشرت على الصفحة التابعة لموقع سماحته بتاريخ 6 اكنوبر 2019: "إيران والعراق شعبان ترتبط أجسادهما وقلوبهما وأرواحهما بالإيمان بالله وبالمحبّة لأهل البيت وللحسين بن علي؛ وسوف يزداد هذا الارتباط وثاقة يوماً بعد يوم. يسعى الأعداء للتفرقة، لكنهم عجزوا ولن يكون لمؤامرتهم أثر. "#الحسين_يجمعنا" .

ومن جميل ما يلاحظ في أيام خدمة الزائرين بالأربعين، طريقة خدمة المواكب الإيرانية للزائرين، وكيف أنهم يقومون بالخدمة على طريقة أهل العراق، وينادون على الزائرين بنبرة أصواتهم، فهذا يؤكد على أن روح الخدمة "ليست طريقة شعب بعينه إنما هي طريقة أمة بأكملها". 
فضلاً عن أنه يدل على أن ايران، حكومة وشعباً، تعتبر الأقرب للعراق والعراقيين، لا سيّما بعد سقوط نظام حزب البعث ورئيسه الطاغية المقبور صدام، إذ لم يبادر أي بلد عربي أو أجنبي إلى دعم العراق ومساندته والوقوف إلى جانبه في كل المجالات مثلما فعلت إيران ونشاهد خلال الزيارة الأربعينية مواكب الخدمة الإيرانية ومواكب الدعم اللوجستي الى جانب إخوتهم العراقيين إضافة إلى الدعم الإعلامي الكبير من خلال اتحاد الاذاعات والتلفزيونات الإسلامية الذي يعمل جنباً إلى جنب مع اتحاد الاذاعات والتلفزيونات العراقية في التعاون لنقل الصورة الناصعة للزيارة المليونية لقبلة الاحرار عليه السلام .

 

*إنَّ الآراء الواردة في هذا المقال، لا تعبّر بالضّرورة عن رأي موقع arabic.khamenei.ir