وخلال اللقاء وصف قائد الثورة الإسلامية الجيل الشاب صاحب القدرات الكبيرة والنشيط والمليء بالدوافع بأنّه نعمة كبيرة ورأسمال قيّم لإيران ثمّ أشار سماحته إلى استمرار عداء أمريكا العميق تجاه الشعب الإيراني منذ انقلاب 28 مرداد (19 آب 1953) وحتى اليوم، ثمّ شدّد سماحته قائلاً: طبعاً فإنّ أمريكا المستذئبة باتت أضعف من السابق لكنّها غدت أوقح وأكثر وحشيّة وفي المقابل بادرت الجمهورية الإسلامية في إيران بدفاعها المقتدر ومنعها للتفاوض المرفق بالأدلّة إلى سدّ طريق الاختراق وعودة أمريكا مجدّداً إلى هذا البلد. 
واعتبر الإمام الخامنئي أنّ انقلاب عام 1953 شكّل نقطة بداية عداء الشيطان الأكبر الواضح للشعب الإيراني وتابع سماحته قائلاً: لم يرأف الأمريكيون في ذلك الانقلاب حتّى بحكومة مصدّق التي كانت قد وثقت بهم وبعد إسقاطهم الحكومة الوطنيّة جاؤوا بحكومة تابعة، وفاسدة ودكتاتوريّة وبهذا الأسلوب مارسوا أعظم أنواع العداء بحقّ الشعب الإيراني.
ثمّ تابع قائد الثورة الإسلامية قائلاً: لقد تلقّت في واقع الأمر الحكومة التي أُسقطت بواسطة الانقلاب جزاء وثوقها بالشيطان الأكبر وسيطر الأمريكيّون بواسطة النظام البهلوي على القوات المسلّحة، والنفط، والسياسة، والثقافة، والاقتصاد وكافة مجالات البلاد.
ثمّ أشار الإمام الخامنئي إلى أنّ البعض ومن بينهم الأمريكيّين يعملون على تحريف التاريخ، وربط بدء عداء أمريكا لإيران بالسيطرة على وكر التجسس (السفارة الأمريكية في طهران) وأردف سماحته قائلاً: الأمريكيّون ومنذ بدء علاقتهم مع إيران كانوا يمارسون بشكل مبطّن العداء للشعب الإيراني من خلال المشاريع الوديّة في الظاهر وانكشف هذا العداء في انقلاب 28 مرداد وشكّلت هذه المرحلة نقطة البداية لعداء أمريكا العلني تجاه إيران.
واعتبر قائد الثورة الإسلامية أنّ انقلاب 19 أغسطس عام 1953 دفع باتجاه تحلّي الشعب الإيراني بالمزيد من الوعي وتابع سماحته قائلاً: بعد عشرة أعوام أي في العام 1963 عندما انطلق النّضال الإسلامي والشعبي، صرّح الإمام الخميني الذي كان يدرك الموقف الحقيقي والقلبي للناس بهذه الحقيقة بأنّه لا يوجد اليوم في عقول الشعب الإيراني شخص منبوذ أكثر من رئيس الولايات المتحدة الأمريكيّة
.
ثمّ تطرّق الإمام الخامنئي إلى استذكار الضغوط والاضطرابات التي كانت تسود إيران خلال مرحلة الحكم الدكتاتوري والتابع لأمريكا وأضاف سماحته قائلاً: لقد كانت الثورة الإسلاميةة ضدّ أمريكا وذلك النظام التابع في الأساس وقد أزال عموم الناس بقيادة الإمام الخميني الحكم الملكيّ الفاسد والتابع وأسّسوا الجمهوريّة الإسلاميّة.
وذكّر قائد الثورة الإسلاميّة ببعض ممارسات الأمريكيّين منذ انتصار الثورة الإسلامية ومن ضمنها التهديد، والانقلاب، والحظر، وتحريض القوميّات، والمطالبة بالتقسيم، والمطالبة بإثارة الفوضى، والحصار الاقتصادي، والتغلغل وغيرها من الأساليب الأخرى، ثمّ شدّد سماحته قائلاً: لقد بادروا بكلّ ما لديهم من إمكانيّات ومعلومات إلى حياكة المؤامرات ضدّ المؤسسات المنبثقة عن الثورة وخاصّة أساس الجمهورية الإسلاميّة وقمنا نحن في المقابل طبعاً بفعل كلّ ما أمكننا فعله ونجحنا في العديد من الأحيان حشر الخصم في الزاوية.
ورأى الإمام الخامنئي أنّ "سدّ الطريق أمام معاودة الأمريكيّين اختراقهم السياسي وسيطرتهم على إيران" هو أهمّ ردّ للجمهوريّة الإسلامية على المؤامرات التي يحيكها حكام واشنطن وأكّد سماحته قائلاً: المنع المتكرّر للتفاوض مع أمريكا هو أحد الوسائل المهمّة لإغلاق الطريق أمام دخولهم إلى إيران العزيزة. هذا الأسلوب العقلائي يغلق طريق الاختراق أمام اختراق الأمريكيّين ويبرز العظمة الحقيقيّة لإيران واقتدارها أمام الجميع حول العالم ويُسقط القناع عن العظمة المزيّفة للطرف المقابل في العالم.

ثمّ أشار قائد الثورة الإسلامية إلى تكبّر أمريكا ونزعتها الاستكباريّة وتابع سماحته قائلاً: يمنّ الأمريكيّون على قادة الدول تفاوضهم معهم، بيد أنّهم يصرّون على مدى أعوام على التفاوض مع المسؤولين الإيرانيّين لكنّ الجمهورية الإسلاميّة ترفض ذلك وهذا الأمر يصعب كثيراً على أعداء الشعب الإيراني أن يتقبّلوه لأنّه يثبت للجميع حول العالم وجود حكومة ترفض قوّة أمريكا الغاصبة ودكتاتوريّتها الدوليّة ولا تنصاع لمنطق الإجبار والقوّة.
ورأى الإمام الخامنئي أنّ التفاوص مع أمريكا لا يؤدّي إلى أيّ نتيجة وأكّد سماحته قائلاً: البعض الذين يعتبرون أنّ التفاوض مع أمريكا حلّال للمشاكل واقعون في الخطأ مئة بالمئة ولن تكون هناك أيّ ثمرة للتفاوض مع الأمريكيّين، لأنّه من الحتمي والمتيقّن أنّهم لن يمنحونا أيّ  تنازل وإنّ الطرف المقابل يعتبر جلوس المسؤولين الإيرانيّين على طاولة التفاوض بمثابة إركاع الجمهوريّة الإسلاميّة ويهدف من إصراره على التفاوض إلى القول للعالم بأنّ الضغوط القصوى والحظر نفعت أخيراً وها هم الإيرانيّون قد ركعوا.
وأضاف قائد الثورة الإسلامية: لو أنّ المسؤولين الإيرانيّين كانوا سُذّجاً وذهبوا للتفاوض، لما تقلّصت الضغوط والحظر، بل كان الطريق سيُشرّع أمام الطرح الرّسمي لتوقّعات الأمريكيّين والقضايا الجديدة التي ينوون فرضها.
ثمّ أشار الإمام الخامنئي إلى مساعي أمريكا العقيمة من أجل حذف قوّة إيران الدفاعيّة الصاروخيّة أو الحدّ منها، وأردف سماحته قائلاً: نملك اليوم يملك بفضل الله وهمّة شباب وطننا صواريخ دقيقة بمدى ٢٠٠٠ كيلومتر يُمكن لها أن تصيب أيّ هدف بمدى خطأ يبلغ متراً واحداً فقط. لو أننا شاركنا في المفاوضات، كان الأمريكيّون كثيرو التوقّع سيطرحون قضيّة الصواريخ وسيقولون على سبيل المثال بوجوب أن لا يتعدّى مدى صواريخ إيران ١٥٠ كيلومتراً وفي حال وافق مسؤولونا على ذلك كانت البلاد ستقع في المأزق ولو رفضوا ذلك فسوف تُعاد نفس الكرّة مرة أخرى.

ثمّ اعتبر قائد الثورة الإسلامية مثل المفاوضات عديمة النتيجة لكوبا وكوريا الشمالية مع أمريكا ملهمة للعِبر وتابع قائلاً: كان المسؤولون الأمريكيّون والكوريّون الشماليّون يتبادلون التعبير عن مشاعر الودّ إلا أن الأمريكيّين في نهاية الأمر وحسب أسلوبهم في التفاوض لم يقلّصوا الحظر قيد أنملوا ولم يقدّموا أيّة تنازلات.
ثمّ لفت الإمام الخامنئي إلى إصرار الحكومة الفرنسيّة على التوسّط وعلّق سماحته قائلاً: لقد كان الرّئيس الفرنسي قد اعتبر أن لقاء واحداً مع ترامب سيحلّ كلّ مشاكل إيران وهنا ينبغي القول أن هذا الشخص إما أن يكون بسيطاً للغاية أو أنّه حليف للأمريكيّين.
وتابع قائد الثورة الإسلامية قائلاً: مؤخراً رغم أنني كنت أعلم بعدم إمكانيّة حدوث ذلك، إلّا أنني ومن أجل الاختبار واتّضاح الأمر للجميع، قلت أنّه رغم وجود الخطأ الذي ارتكبه الأمريكيّون بخروجهم من الاتفاق النووي، فإنّهم بإمكانهم العودة إلى مجموعة 5+1 في حال رفعوا الحظر، رغم أنني كنت أعلم أنهم سيرفضون وهذا ما حصل.

ثمّ سلّط الإمام الخامنئي الضوء على قضيّة عدم وجود أيّ حدود لمطالب وتوقعات أمريكا من إيران وأوضح سماحته قائلاً: هم يقولون حالياً بأن لا تنشطوا في المنطقة، ولا تدعموا جبهة المقاومة، ولا تتواجدوا في بعض الدول وأوقفوا تطوير منظومتكم الدفاعية وتصنيع الصواريخ وبعد تلبية هذه المطالب سيطلبون أن تتخلى عن قوانيننا وحدودنا الدينيّة وأن لا نشدّد على قضيّة الحجاب الإسلامي، لذلك لا يوجد حدّ لمطالب أمريكا.
وأشار قائد الثورة الإسلامية إلى مساعي الأمريكيين لإعادة إيران إلى مرحلة ما قبل انتصار الثورة الإسلامية وشدّد سماحته قائلاً: الثورة الإسلامية أقوى من هذا الحدّ ولن تسمح إرادة الجمهورية الإسلامية الحديديّة وعزمها الراسخ أبداً بأن تعود أمريكا إلى إيران بواسطة خدع كهذه.