لقد سمعتم وسمع كل العالم بأن المتغطرسين واللصوص الأمريكيين كشفوا النقاب مؤخراً عن مشروع أسموه "صفقة القرن". هم يمنون النفس بأنه ربما يتحقق باختيار اسم رنّان له. في رأيي هذا العمل الذي قاموا به ويريدون تحقيقه هو أحمق أولاً، وهو دليل على الخبث ثانياً وثالثاً هو يعود عليهم بالضرر منذ بدايته. 

لماذا هو عمل أحمق؟ لأن هذا المشروع لن يحقق شيئاً وسوف يموت قبل موت ترامب. بناء عليه جاؤوا لأجل مشروع غير قابل للتحقق وعقدوا اجتماعات واستثمروا ودعوا هذا وذاك وأثاروا ضجة إعلامية وكشفوا النقاب عنه. هذا عمل أحمق.

ثانياً هو دليل على خبث ومكر الأمريكيين. طبعاً هذا الأمر معروف عن الصهاينة ولا خلاف عليه، لكن الأمريكيين بعملهم هذا قد بيّنوا كم هم خبثاء وماكرون. لماذا؟ لأنهم أبرموا صفقة مع الفريق الثاني الذي يتمثل بهؤلاء الصهاينة في حين أن موضوع الصفقة لا يخصهم. عقدوا صفقة بشأن أمر يخص الفلسطينيين وجرى بينهم تسلم وتسليم. أليس هذا خبثاً؟ أليس هذا مكراً؟ فلسطين ملك للفلسطينيين. من أنتم حتى تتخذوا قرارات تتعلق بفلسطين حتى يصبح بيت المقدس هكذا أو المكان الفلاني هكذا أو أن يكون مركز الحكم في فلسطين في ذلك المكان؟ ما علاقتكم بالأمر؟ من أنتم؟ فلسطين ملك للفلسطينيين، الفلسطينيون وحدهم فقط يتخذون القرارات التي تتعلق بفلسطين وهذا ما سأتحدث عنه الآن. يتمثل السبيل الوحيد لحل مشكلة فلسطين بذلك المشروع الذي اقترحناه منذ عدة سنوات وسأتحدث عنه اليوم أيضاً. إذاً، أن يأتي الآخرون، أن تأتي الولايات المتحدة لتتخذ القرارات حول أملاك وأرض وبلد وبيت الأخرين، فهذا دليل على احتيال وخبث وسوء الأشخاص الذين يقدمون على هذا العمل.

ذكرنا أيضاً أن هذا العمل عاد بالضرر عليهم منذ البداية، لماذا؟ لأن كل مساعي أنظمة الاستكبار كانت وما زالت قائمة على جعل اسم وذكرى فلسطين طيّ النسيان وحذفها من الذاكرة. لكن ما فعلوه جاء بنتيجة عكسيةّ وأعاد الحياة لقضية فلسطين؟. كل العالم اليوم يتحدث عن مظلومية الشعب الفلسطيني وأنّ الحق معهم ويدين الولايات المتحدة. هنا لا يجب التركيز على أربعة رؤساء خائنين من العرب الذين ذهبوا إلى هناك وصفّقوا للأمريكيين. هؤلاء لا قيمة ولا أهلية لهم ولاحيثية لهم بين شعوبهم. لذلك هذا العمل سوف ينتهي بالضرر عليهم. أصبحت فلسطين أكثر حياةً الآن وأصبح وازداد حضور المؤسسات الفلسطينية في العالم وبات اسم فلسطين يذكر أكثر على الألسن وأصبحت مظلوميتها جليّة. إذاً هكذا هو الوضع المترافق مع هذا المشروع. سيبذلون جهوداً للدفع قدماً بهذا المشروع ولتحقيق ذلك يعتمدون على السلاح والمال فيغرون البعض بالرشوة ويهددون البعض الآخر بالسلاح. هذا هو نهجهم العملي.
~الإمام الخامنئي ٢٠٢٠/٠٢/٠٥