وخلال هذا اللقاء المتلفز أشاد قائد الثورة الإسلامية بالتقارير المميّزة التي عُرضت في الجلسة، ووجّه سماحته الشّكر لجهود المسؤولين والقيّمين على مكافحة فيروس كورونا المتواصلة في الليل والنهار ولله عزّوجل على التوفيق العظيم الذي أولاه للشعب والمسؤولين.

ثمّ بيّن الإمام الخامنئي مختلف جوانب التوفيق الذي أصاب الشعب والمسؤولين خلال الأشهر الماضية قائلاً: لقد أنجزت بالفعل أعمالٌ عظيمة تستحقّ الثناء في مجال العلاج وأنواع الخدمات الطبيّة، والوقاية، والفحوصات، والسلامة البيئيّة والمراكز العامّة. 

كما اعتبر سماحته أنّ إنتاج المستلزمات ومختلف أنواع التجهيزات في مختلف الأجهزة ومن بينها الشركات علميّة المحور إضافة لجهود النّاس في مجال إنتاج وتصنيع المستلزمات الصحيّة يمثّل أيضاً أحد المشاهد المشرّفة. 

ثمّ وصف قائد الثورة الإسلاميّة تقديم الخدمات الرفاهية ومشاركة الشعب، التعبئة، القوات المسلّحة وكافّة الأجهزة في هذا المجال باالحركة الإيمانيّة المذهلة من حيث الشموليّة والتنوع في الخدمات وأردف سماحته قائلاً: هذه الحركة العظيمة وهذه المشاركة الشعبيّة في الساحات لم تكن لتظهر لولا انعقاد المشيئة الإلهيّة وتدخّل يد القوّة الإلهيّة.

ثمّ أشار الإمام الخامنئي في كلمته إلى "مشاركة القوى المتطوّعة في النّهوض بالأعمال الصعبة والخطيرة" قائلاً: لقد وجّهنا الشّكر مراراً للممرّضين، الأطبّاء والكادر الطبّي - الصحّي ويجدر بنا هنا أيضاً أن نشكر القوى الشابّة المتطوّعة والتعبويّة وطلّاب الحوزات الذين شاركوا في ساحات فيروس كورونا الصعبة والخطيرة كالتغسيل والتكفين والدّفن؛ وتحمّلوا مسؤوليّة هذا العمل الصّعب.

كما اعتبر قائد الثورة الإسلاميّة أنّ الجهود العلميّة والبحثيّة المبذولة من أجل التعرّف على هذا الفيروس والعثور على لقاح ودواء يناسبه تشكّل بعداً آخر من مفاخر الإيرانيّين وأعرب سماحته عن أمله بأن يتمكّن شباب هذا البلد في أسرع وقت ممكن من تسطير المفاخر في هذا المجال.

ووصف الإمام الخامنئي مناورة المساعدات الإيمانيّة بأنّها ساحة من ساحات تجلّي مظاهر الثقافة الإسلاميّة والثوريّة، ثمّ أردف سماحته قائلاً: لقد أعاد هذا العمل إلى البلاد مرّة أخرى أجواء وروائح تقديم الخدمات والمساندة الطيّبة في مرحلة الحرب المفروضة.

ثمّ أشاد قائد الثورة الإسلاميّة بسلوكيات وتصرّفات الشعب الرصينة والتي تنمّ عن الصّب قائلاً: وقوع مثل هذه الأحداث عادة ما يتسبب بخلق قلق بشأن مصاريف العيش وقد يؤدي -كما شاهدنا في بعض الدول- إلى الهجوم على المحلّات التجاريّة وبروز تصرّفات معيّنة لكنّ مثل هذه التصرّفات لم تُلاحظ في إيران العزيزة أبداً وقد تألّق الشّعب فعلاً في هذا المجال بصبرهم ورصانتهم.

ولفت الإمام الخامنئي إلى أنّ الأشهر الأخيرة كانت فترة الحجر المنزلي العام وتابع سماحته قائلاً: لقد تجلّى دور ومكانة العائلة خلال هذه المرحلة في الثقافة الإسلامية-الإيرانيّة أكثر من السابق بينما كان الحجر المنزلي العامّ غير محمول وغير مستوعب بهذا الشّكل في البلدان التي تفتقد فيها العائلة إلى ركائز ومعانٍ صحيحة.

وفي معرضٍ آخر من كلمته تطرّق قائد الثورة الإسلامية للحديث حول انهزام الغرب في اختبار مكافحة كورونا العالمي وأضاف سماحته قائلاً: يعمل الغرب والمنحازون له على عدم انكشاف هذه الهزيمة لكن من الضروري أن تتمّ دراسة وتبيين جوانب هذا العجز لأنّ اتخاذ القرارات المصيرية الخاصّة بالشعوب يرتبط بهذا الوعي وهذه المعارف.

ثمّ لفت سماحته إلى "انهزام القدرات الغربيّة الإداريّة" قائلاً: لقد تفشّى الكورونا في أمريكا وأوروبا وبعض الدول الأخرى في وقت متأخّر وإنّ إحصاءات المصابين والمتوفّين المرتفعة في أمريكا وبعض الدول الأوروبيّة ومشاكل الناس المتعددة في هذه الدول كالبطالة، تثبت نقاط العجز هذه.

كما اعتبر الإمام الخامنئي أنّ "فلسفة الغرب الاجتماعيّة" منيت أيضاً بالهزيمة  أمام فيروس كورونا وأوضح سماحته قائلاً: إنّ روح ومضمون فلسفة الغرب الاجتماعيّة مبنيّة على المال والأمور الماديّة وهذا هو السبب في تخلّيهم عن الكهول، والمرضى ومن لا يملكون المال وأصحاب الحاجات الخاصّة؛ لأنّ هذه الفئات لا تملك القدرة على إنتاج الأموال والماديات. لذلك فقد فقد العديد من المسنّين أرواحهم في مآوي العجزة وهذه الأمور توضح انهزام فلسفة الغرب الاجتماعيّة. 
ومن النقاط الأخرى التي تحدّث عنها قائد الثورة الإسلامية كانت "انهزام الغرب في ساحة الأخلاق العامّة" حيث أوضح سماحته مختلف جوانب عجز الغربيّين في هذا الخصوص. كما أشار الإمام الخامنئي إلى بعض الحالات كالهجوم على المحال التجاريّة وبعض التحدّيات الأخرى قائلاً: الغربيّون تلقّوا الهزيمة رغم كلّ ادعاءاتهم في هذا الصدد وينبغي أن يتمّ شرح هذه الحقائق للرأي العام.

ثمّ تطرّق الإمام الخامنئي في آخر مقطع من كلمته إلى الحديث حول قضيّة إقامة مراسم الدعاء، الصلاة والعبادات في المساجد والأماكن المقدّسة قائلاً: ليس لديّ أيّ اقتراح في هذا الخصوص بل أتبع رأي وتشخيص الخبراء في الهيئة الوطنيّة لمكافحة فيروس كورونا، لكن ينبغي الالتفات إلى أنّ التوسّل والعبادات -خاصّة في شهر رمضان وليالي القدر- من حاجات النّاس الأساسيّة والحتميّة وتصبح حاجة النّاس أكبر في القضايا المهمّة للارتباط بالباري عزّوجل وطبعاً فإنّني أعتقد بأنّه لو فرضت شروط متشدّدة في هذا المجال أيضاً فسوف يتقيّد بها المؤمنون وأهالي المساجد. كما أكّد قائد الثورة الإسلامية على الالتزام بآراء الهيئة الوطنيّة لمكافحة كورونا قائلاً: كما قلت، أنا أعتبر أنّ رأي الخبراء في الهيئة الوطنيّة لمكافحة كورونا نافذ لكن ينبغي أن يتمّ إيلاء هذه الدراسات إلى من يدركون حقيقة وأهميّة التوسّل والدعاء، وحينها سوف نلتزم بكلّ ما يقرّرونه.

ووجّه الإمام الخامنئي الشّكر في ختام كلمته إلى رئيس الجمهورية وأعضاء الهيئة الوطنيّة لمكافحة كورونا قائلاً: أسأل الله أن يعينكم لكي تنهوا هذا العمل بأحسن وجه وتسجّلوا نجاحاً تاريخيّا خالداً ضمن مفاخر الشّعب الإيراني وتعملوا أيضاً على هامش هذه المشكلة على حلّ سائر المشاكل المتنوّعة كالمشكلات الماليّة باتّخاذ التدابير اللازمة.

قبل إلقاء قائد الثورة الإسلامية كلمته ألقى رئيس الجمهورية الشيخ حسن روحاني كلمة تحدّث فيها حول فعاليات الهيئة الوطنية لمكافحة فيروس كورونا ولجانها الثمانية خلال الأيام الثمانين الماضية.