لماذا ينبغي علينا أن ندعم فلسطين بعد مرور ٤١ سنة؟ ما هو منطق هذا الدّعم في أبعاده المتنوّعة؟
أنا أعتقد أنّ الإجابة على هذا السّؤال متاحة ضمن المستويات الثلاثة، الأمنيّة والايديولوجية والسياسيّة. على المستوى الأمني، فإنّ الأمن مقولة مترابطة في البداية. أي أنّنا عندما نفقد الأمن الإقليمي، لا نستطيع توفير أعلى مستويات الأمن الوطني لبلدنا. وهذان أمران مترابطان بشكل كامل. علينا أن لا ننسى أنّه قبل ٧١ عام تمّ زرع غدّة الكيان الصهيوني الخبيثة في جزء من منطقتنا وفي أجواء من أراضي فلسطين التاريخيّة. عندما فرضت بريطانيا العظمى إسرائيل على الأراضي الفلسطينيّة بعد إنهائها استعمارها وزرعت هذه الغدّة السرطانيّة والكيان اللاشرعي في هذه المنطقة، كانت ترمي إلى زعزعة أمن واستقرار هذه المنطقة. لا شكّ في أنّه ما لم تزل هذه الغدّة السرطانيّة من منطقتنا، سيكون أيّ انعدام للاستقرار في المنطقة قادراً على ترك تأثير في أمن الجمهورية الإسلامية في إيران الوطني. من هذا المنظار لا يمكنكم تجاهل ما يجري في منطقة غرب آسيا بحيث يتمّ التلاعب بأمن كلّ المنطقة. 
على المستوى الأيديولوجي أيضاً، القدس قبلة المسلمين الأولى والمسجد الأقصى ينطوي على قداسة خاصّة بالنسبة للمسلمين حول العالم. كما تعلمون، المسجد الأقصى هو النقطة التي عرج منها الرّسول الأكرم (صلى الله عليه وآله وسلّم) ولقضيّة المسجد الأقصى جذورٌ في القرآن الكريم. ومن هذا المنظار فإنّ الوصول إلى القدس التي هي عاصمة فلسطين الأبدية لطالما كان مهمّاً لجميع المسلمين. وصهينة وتهويد القدس والمساعي التي يبذلها الصهاينة تتعارض بشكل كامل مع الرؤية القرآنيّة، القيميّة والعقائديّة. 
وكما تعلمون، من وجهة نظر الفلسطينيّين كان أوّل قسم تحرّر خلال المحادثات الدبلوماسيّة المتعارف عليها والمرتبطة بفلسطين وباسم فلسطين، السفارة الإسرائيليّة في طهران، التي تمّ تسليمها لفلسطين قبل ٤١ عام ورفرف فوقها العلم الفلسطينيّ، ثمّ بعد سنوات شهدنا تحرير غزّة داخل الأراضي الفلسطينيّة. لذلك فإنّ هذا المنهج السياسيّ مهمّ للجمهورية الإسلاميّة وللشعب الإيراني أيضاً، وهو يصرّح بدعم الشعب المظلوم الذي شُرّد وسُلب منازله وحياته. هذا الحدث نادر الحدوث طوال التاريخ وعلى مدى القرون الأخيرة، فلم يحدث أن شُرّد شعبٌ من وطنه بهذا الأسلوب دون أن تُضمن له أيّ حقوق. وضمن الإطار العام، فإنّ الأمن في المنطقة يُرسى عندما لا تكون هذه الغدّة الصهيونيّة السرطانيّة، وأمننا الوطنيّ يشهد أحسن حالاته عندما يكون أمن المنطقة في أفضل حالاته.

ما هو حال هذه الغدّة السرطانيّة اليوم؟ وأين نقع نحن مقارنة مع هذا اللاعب الإقليمي الخطير؟
ادّعاء الصهاينة خلال الأعوام الأخيرة كان أنّهم نجحوا في المستويات الأمنيّة، والاقتصاديّة المميزة وفي تكديس القوّة. فيما يخصّ الحديث حول المستوى الأمني، لقد صمدت المقاومة أمام الكيان الصهيوني وجشعه واعتدائه. الكيان اللقيط الذي كان يسعى للتوسّع من النيل إلى الفرات، بات اليوم محاصراً داخل مستوطناته وأراضيه المحتلّة وجدرانه المسلّحة. أي أنّهم لم يفشلوا فقط في توسّعهم، بل إنّهم سُجنوا أيضاً ببركة المقاومة ولا تشكّوا أبداً أنّ المقاومة سوف تهدم هذا السّجن فوق رؤوسهم في الخطوة اللاحقة. لقد بات الأمن الصهيوني هشّاً اليوم لدرجة أنّهم رغم ادّعاءاتهم بشأن القبّة الحديديّة عجزوا عن إيقاف الطيارات الورقيّة الناريّة التابعة للأطفال الفلسطينيّين. فالأطفال الفلسطينيّون استطاعوا أيضاً التلاعب بهذا الأمن لدرجة أنّهم وسّطوا مصر من أجل أن تجري اتّفاقاً مع الفلسطينيّين يوقف هذه الطيارات الورقيّة. أو مسيرات العودة، أي العودة إلى البيوت، الشعار الذي أطلقه الفلسطينيّون قبل أكثر من عام وهم يطلقون المسيرات يوم الجمعة. حسناً، هذه تحرّكات رمزيّة ذات تأثيرٍ كبير. هذا هو حال أمنهم. 
أمّا فيما يخصّ اقتصاد هذا الكيان، فالمال فرّار، عندما يكون بلداً مزيّفاً فاقداً للاستقرار والشرعيّة والأمن بشكل خاصّ، فإنّ ذلك سيؤدّي إلى عدم تدفّق الأموال والاستثمارات إليه. لذلك فإنّ المساعدات اللامحدودة التي تقدّمها أمريكا ومعها اللوبي الصهيوني، أدّت إلى بقاء هذا الكيان واقفاً على قدميه إلى حدّ معيّن. وفي مجال الديموقراطيّة والشفافيّة أيضاً، رئيس حكومة الكيان الصهيوني المزيّف وزوجته من أكثر الناس فساداً على مدى تاريخ الكيان الصهيوني. لقد باتوا هشّين من ناحية الشفافيّة والديموقراطيّة لدرجة أنّهم ما عادوا قادرين على جرّ رئيس السارقين لديهم إلى طاولة المحاكمة. من جهة أخرى، هؤلاء ليسوا قادرين على تأسيس حكومة ائتلافيّة بسهولة. الأوضاع داخل الكيان المحتلّ للقدس مبعثرة بشكل كبير. لقد أجروا الانتخابات ثلاث مرّات على الأقل، هذا في الجانب السياسي، لكنّهم لم يقدروا لحدّ الآن على الوصول إلى أوضاع الاستقرار. لذلك هم ينهارون من الدّاخل.

بعد استشهاد الحاج قاسم سليماني قال قائد الثورة الإسلامية أنّه كان السبب في تعضيد ساعد المقاومة وجعل المقاومة تملك اليد العليا في الساحات الجهاديّة. كما أشار سماحته إلى بعض التطوّرات التي كان السبب في حدوثها. نرجو أن تتفضّلوا علينا إن أمكن بالحديث حول التطوّرات التي سجّلها الحاج قاسم سليماني في غزّة والأحداث التي كان له يد فيها في ساحة المقاومة.
بداية فإنّ اللواء قاسم سليماني العزيز ورفاقه من المجاهدين أسّسوا لحدث مهمّ في العمل المقاوم وضمن قوّة القدس التابعة لحرس الثورة الإسلاميّة أيضاً. لقد استطاع بصفته قائداً جديراً وقويّاً بدعمه القويّ للمقاومة وبالخطط المعقّدة التي وضعتها الجمهوريّة الإسلامية وفي ظلّ إرشادات قائد الثورة الإسلاميّة قلب المعادلة الموجودة في المنطقة والتي كانت تسير باتجاه خدمة مصالح الكيان الصهيوني. لقد نُفّذت المعادلة التي تضرّ بالكيان الصهيوني وتخدم مصالح محور المقاومة، وأمن المنطقة وأمن الجمهورية الإسلامية في إيران وحلفائها في المنطقة.
ثانياً، لقد كان اللواء قاسم سليماني وفريقه وقوات المقاومة داخل الأراضي المحتلّة متغلغلين في الكيان الصهيوني بحيث أنّهم وصلوا إلى غرف قادة الكيان الصهيوني الكبار، ولا تظنّوا أنّ نفوذهم قد تقلّص بعد استشهاد اللواء سليماني. أي أنّ الذين جاؤوا وحلّوا مكانه وسائر الأفراد في المقاومة ممّن يملكون هواجس حقيقيّة تجاه أمن المنطقة وأمن الجمهوريّة الإسلاميّة في إيران واستقرار العالم الإسلامي يتابعون هذه الأمور. لذلك، عندما يُقال بأنّ الكيان الصهيوني يشارف على الاضمحلال من الداخل، فهذا بسبب إمكانات الجمهوريّة الإسلاميّة ونفوذها، وهذه ليست خدعة سياسيّة. لهذا الموضوع تفاصيل أخرى وقد يقرّر المسؤولون المعنيّون طرح هذه القضيّةة في زمانٍ آخر. 
لكن أهمّ حدث وقع في حياة اللواء سليماني كان تغيير معادلة القوّة لصالح المقاومة والإضرار بمصالح الكيان الصهيوني، وبعد استشهاد الحاج قاسم فإنّ الجمهوريّة الإسلاميّة أثبتت بالخطوة الأولى لعمليّة الانتقام لدماء اللواء قاسم سليماني وجود انتقام كبيرٍ في المستقبل. وقائد الثورة الإسلاميّة أيضاً قد أعلن أنّ الانتقام لدماء الحاج قاسم سليماني سوف يكون باندحار القوات الأمريكيّة من المنطقة، وهذا ما سوف يتحقق حتماً. قصف قاعدة عين الأسد الاستراتيجيّة والمهمّة في العراق كان ردّاً قويّاً لأنّه تمّ بعد إعلام رئيس الوزراء العراقي قبل عدّة ساعات واستعداد وتأهّب الأمريكيّين، إلا أنّ الأمريكيّين عجزوا عن حرف صاروخ باليستي واحدٍ أيضاً، فما بالكم بقدرتهم على تدميره. 
أولى بركات دماء هذا الشهيد كانت أنّ عمليات القصف الصاروخي التي شكّلت القسم الأوّل من الانتقام لدمائه تمّت بنفس القوّة التي تمّ تغيير المعادلة ضدّ الكيان الصهيوني بواسطتها وقلبها لصالح المقاومة، وباتت هذه المعادلة تضرّ بالمصالح الأمريكيّة ذات القوة العظمى وادعاءاتها العالميّة.

إحدى المواضيع المهمّة بشأن فلسطين هي موضوع تقديم الحلّ النهائي لقضيّة فلسطين من قبل الجمهوريّة الإسلاميّة في إيران. وهذا الموضوع هو إبداع الجمهوريّة الإسلامية وشخص الإمام الخامنئي في عرض حلّ مختلف وبديع. نرجو أن تتفضّلوا علينا بشرح هذا الأمر.
بداية، يراوغ الصهاينة كثيراً بشأن مصطلح الحلّ النهائي ويسعون لأن يتحدّثوا حول الأمر بهذا النّحو بأن يربطوه بقضيّة هتلر، والحرب العالميّة الثانية وما حدث لليهود. نحن لا نعرف فعلاً مدى دقّة رواية الصهاينة. لاحظوا، نحن نتحدث عن صهاينة قدموا قبل 71 عاماً وأخرجوا النساء والأطفال والكهول والشباب من بيوتهم ومناطق عيشهم وشرّدوهم ويقصفونهم بشكل مستمرّ. لقد فعلوا بما يشبه فعلاً رمي هذا الشّعب في البحر. لكن عندما يروون أحداث القضيّة يصفون أبناء هؤلاء المشرّدين الذين يدافعون اليوم تحت عنوان المقاومة عن شرفهم وأرضهم ومعتقداتهم ويحاربون لأجل استعادتها بالإرهابيّين. هذه هي الرواية التي يرويها الصهاينة. روايتهم إذاً لهذه الكلمات والعبارات يجب أن لا تحظى أبداً باهتمامنا.
منذ أكثر من عقدين يستخدم الإمام الخامنئي مصطلحات في خطاباته يسعى من خلالها لأن يعبّر ويقول للعالم كلّه أنّنا نعلي الصّوت في دعمنا للمقاومة ولا نخجل أبداً من التصريح بذلك وسوف نمارس أي دعم يكون ضروريّاً لهم، وفي حرب الثلاث وثلاثين يوماً، وحرب الإثنين وعشرين يوماً وسائر الحروب الأخرى أعلنّا ذلك باعتزاز وسوف نواصل هذا المسار، لكن في الوقت عينه، تملك الجمهورية الإسلامية في إيران مسار حلّ سياسيّ للقضايا كلّها. لقد كان لدينا في قضيّة سوريا اقتراح حلّ سياسي من 4 مواد في قدّمناه في الأسابيع الأولى للأزمة وقد تمّ إقرار هذا الحلّ في النهاية تحت عنوان قرار أممي في مجلس الأمن الدولي، لكن متى كان ذلك؟ عندما يأس الجميع من قدرتهم على إسقاط النظام السياسي في سوريا بواسطة الحرب الإرهابيّة. لدى الجمهوريّة الإسلاميّة حلٌّ سياسي أيضاً لقضيّة فلسطين وقد سُجّل في الأمم المتحدة ولا شكّ في أنّ الدكتور ظريف تطرّق لهذا الموضوع في تصريحاته. 
ينبغي الإشارة إليها هي أننا عندما نتحدّث حول سبيل الحلّ النهائي نعتقد أن الشعب الفلسطيني من يهود ومسيحيّين ومسلمين يجب أن يقرّروا بشأن مصيرهم. حقّ تحديد المصير حقٌّ معترف به في الحقوق الدولية وفي منشور الأمم المتّحدة. عندما انتهى الاستعمار البريطاني، لم يكن ينبغي لبريطانيا أن تهجّر حفنة من الصهاينة لكي يسكنوا في أراضي فلسطين التاريخيّة. بل كان ينبغي أن يقيموا استفتاء لكي يقرّر الشعب الفلسطيني ما يرغب في القيام به بعد حقبة الاستعمار وكيف يريدون إدارة بلدهم. لقد قامت بريطانيا بهذا الأمر في ذلك الزمان بعد تخطيط مسبق وبخبث.
خلاصة كلام الجمهوريّة الإسلاميّة في إيران هي أنّه يجب أوّلاً العمل على إعادة المهجّرين إلى أراضيهم. لكن عكس ما ورد في مشروع "صفقة القرن" يدّعي السيد ترامب بأنّه لا ينبغي لأيّ أحد من المهجّرين العودة إلى فلسطين بل على منظّمة التعاون الإسلامي أن تقوم خلال عشر سنوات بما يشجّع البلدان الإسلامية على استقطابهم. لكنّ الجمهورية الإسلاميّة في إيران تقول أنّه ينبغي تطبيق هذا الأمر وأن يعود المهجّرون إلى أراضيهم وأن يبقى هذا الحقّ محفوظاً. ثانياً، عندما نقول أنّ الحلّ النهائي هو إجراء استفتاء عام. لا نقول بضرورة إجراء استفتاء عام بين المسلمين، بل نطالب بأن يشار جميع أهالي فلسطين الأصليّين من مسلمين ومسيحيّن ويهود، وهذا ما تمّت الإشارة إليه في اقتراحنا بشكل صريح وفي الأمم المتّحدة.
أساس هذا الأمر هي التصريحات التي أطلقها قائد الثورة الإسلاميّة. الحقيقة هي أنّنا كنا نحمل مسؤوليّة على عاتقنا بطرح هذا الاقتراح، وقد عقدنا جلسات مختلفة مع مختلف أقسام النظام واستخرجنا أدقّ محتوى لهذا المشروع من تصريحات قائد الثورة الإسلامية. رغم كلّ النقاشات الحقوقيّة، والسياسيّة والدوليّة توصّلنا إلى هذه النتيجة بأنّ تصريحات سماحته دقيقة لدرجة أنّنا لا نستطيع أن نضيف عليها نقطة جديدة. لقد شملت نظرته كلّ جوانب قضيّة فلسطين. 
لكن لماذا يجب إجراء استفتاء؟ بداية من أجل تعيين مصير الأديان الثلاثة وثانياً من أجل اختيار نظام الحكم. عندما يتمّ تحديد نظام الحكم المنتخب من قبل الشعب الفلسطيني من يهود ومسيحيّين ومسلمين، فيجب إضافة لهذه المسؤوليات أن تقوم الحكومات بعمل خاصّ آخر أيضاً وهو تحديد مصير الضيوف غير المرغوب بهم الذين احتلّوا الأراضي الفلسطينيّة، وعليهم اتّخاذ القرار بهذا الشأن. عندما يتحدّث قائد الثورة الإسلاميّة عن الحلّ النهائي، لا يتحدّث عن مشروع مكتوب على الغيوم، بل هو مشروع عمليّ إلى حدّ كبير. وقد ورد في هذا الاقتراح الذي سجّلته الجمهوريّة الإسلامية في إيران، عندما يحين موعد تطبيق هذا الاقتراح ينبغي أن يتمّ إحصاء عدد الفلسطينيّين داخل فلسطين والمخيّمات، لأنّه ليس من الواضح عدد الفلسطينيّين في الداخل والخارج. 
ويجب أيضاً أن يتمّ تأسيس لجنة تتكفّل بعمليّات الإحصاء تكون مؤلّفة من النواب الفلسطينيّين الحقيقيّين ومن ممثّلي الأمم المتحدة، وأن تتمّ عمليّات الإحصاء ضمن آليّة مناسبة. ولكي يُنجز هذا المشروع هناك حاجة إلى صندوق دعمٍ دولي. وعلى البلدان الإسلاميّة وغيرها أن تساعد في هذا الصّدد. لكنّ وجه الاختلاف هو أنّنا نعتقد أنّ الصهاينة أسروا اليهود داخل الأراضي المحتلّة أيضاً وأنّ يهود فلسطين الأصليّين يعانون اليوم من سياسات حفنة من الصهاينة المعتدين. 

خلال الأعوام الواحدة والأربعين الماضية تمّ مراراً إقرار قوانين تدعم فلسطين والقدس في مجلس الشورى الإسلامي، لكن لم تكن لدينا أبداً مجموعة قوانين ترمي إلى التصدّي لممارسات الكيان الصهيوني العدائيّة ضدّ الأمن والسلام. وقد تمّ هذا على مشارف يوم القدس هذا العام حيث تمّ إقرار قانون مؤلّف من 16 مادّة. وقانون المواد الـ16 يفتح المجال أمام الحكومة وكافّة أركان النظام للتصدّي لتهديدات الكيان الصهيوني. على سبيل المثال فيما يخصّ التصدّي لقرار ترامب الارتجالي بإعلان القدس عاصمة لإسرائيل ونقل السفارة الأمريكيّة إلى هناك، أعلنّا استناداً إلى قراراتنا أنّ القدس عاصمة فلسطين الأبديّة وأنّ الجمهوريّة الإسلاميّة سوف تواصل نشاطها في سفارتها وقنصليّتها الافتراضية من أجل تسهيل المعاملات القنصلية للمواطنين الفلسطينيّين. 
لقد كانت واحدة من الأحداث المهمّة التي وقعت على مشارف يوم القدس العالمي إقرار قانون من أجل التصدّي للكيان الصهيوني في مجلس الشورى الإسلامي. حبّذا لو تشرحون لنا أبعاد هذا الأمر.
وفي الوقت ذاته كلّف الحكومة ووزارة الخارجيّة بطرح اقتراح إجراء الاستفتاء في فلسطين كمادّة قانونيّة لكي يتسنّى لها بشكل عملي. لدينا مواد قانونيّة متعددة تأخذ بعين الاعتبار توفير أقصى حدود الأمن الوطني لبلدنا. والخطوات التي يتّخذها الكيان الصهيوني ضدّ أمننا الوطني، تمّ اتخاذ خطوات تتصدّى لها في مشروع القانون هذا. ومن منظار آخر النقطة والقيمة المهمّة في هذا القانون هي أنّ الأمريكيّين والصهاينة يخلقون أجواء من أجل أن تتحول علاقات دول عربيّة كالسعوديّة، والبحرين والإمارات و... مع الكيان الصهيوني إلى علاقات عاديّة، والجمهوريّة الإسلامية تعلن بصوت عالٍ أنّنا سوف نتصدّى لممارسات الكيان الصهيوني العدائية ونحن نتصدّى لها بهذا الفكر والاعتقاد.