فيما يلي الترجمة العربية لنص هذا النداء الذي قرأه صباح يوم السبت 28/05/2016 م حجة الإسلام والمسلمين محمدي گلپايگاني رئيس مكتب سماحة القائد في مراسم افتتاح أعمال الدورة العاشرة لمجلس الشورى الإسلامي:

بسم الله الرحمن الرحيم

أباركُ للشعب العظيم في إيران الإسلامية، و لكم أيها المنتخبون و المتقبّلون للمسؤوليات الكبيرة، بدء الدورة العاشرة لمجلس الشورى الإسلامي في شهر شعبان المبارك، و هو شهر المعنوية و الخشوع و شهر الأعياد الدينية الكبيرة، ، و أشكر جميع أبناء الشعب العزيز الذي عمل، بملحمة الانتخابات، على استمرار عجلة التشريع الدائمة، و أضاف حلقة أخرى لهذه السلسلة الحيوية. هذا كله نابع من التوفيق الإلهي و علامة على لطف الذات الإلهية المقدسة و رحمتها التي جعلت يد القدرة الفذة مدداً للشعب و البلاد و النظام الإسلامي. القلب و اللسان عاجزان عن شكر هذه النعمة.
لقد كرّر شعب إيران بمشاركته القصوى في الانتخابات المهمة الخاصة بالمجلس التشريعي، كرّر مرة أخرى بيعته العريقة لنظام الجمهورية الإسلامية، و ردّ بهذا اللسان البليغ على من أرادوا له السوء. الوفاء القيّم للشعب يدعو مسؤولي النظام في القطاعات المختلفة للشعور بالمسؤولية و شكر النعمة. ذمّتنا نحن المسؤولين الآن مثقلة أكثر من الماضي.
قسم النواب - الذي سيؤدونه في اليوم الأول من أيام عملهم، و هو قسم شرعي ملزم - يبين العناوين الأساسية لواجبات النيابة في المجلس. بوسعكم أيها الإخوة و الأخوات المحترمون أن تحققوا بالحكمة و العقلانية و الإخلاص و الورع هذه الواجبات خلال عملكم القانوني، و هو في الغالب التشريع و الإشراف، و تكونوا مرفوعي الرؤوس أمام الله و الناس. و في مثل هذه الحالة ستحافظون على مجلس الشورى الإسلامي في منزلته الخاصة، أي بأن يكون «على رأس أمور البلاد».
الظروف الطوفانية في المنطقة و العالم و المغامرات الدولية لطلاب الهيمنة و أتباعهم، وضعت إيران الإسلامية في أوضاع أعقد من الماضي. اقتدار البلاد لمواجهة هذه الظروف يستدعي الوعي و اليقظة و العزيمة الراسخة و الإمساك بزمام المبادرة من قبل كل المسؤولين. واجبكم الثوري و القانوني أيها النواب المحترمون هو أن تجعلوا من المجلس خندقاً منيعاً أمام أحابيل الاستكبار و سحره و إغراءاته و جشعه الوقح، و سنداً مشرقاً يتوكّأ عليه الشعب المؤمن الثوري.
تحقيق الاقتصاد المقاوم بكل لوازمه القطعية، و كذلك السعي الدؤوب لتنمية و تعميق الثقافة الإسلامية، مهمات تمتاز حالياً بالأولوية الفورية. و هناك أولويات مهمة أخرى في قطاعات متنوعة تتعلق بالاقتدار الوطني و تعزيز الأمن و صيانة البلاد، و هي تضمن استقرار العدالة الاجتماعية و استقلال البلاد و تقدمها. معرفة الأولويات من جملة واجبات النواب و هي متاحة لأذهانهم الواعية.
أوصي النواب المحترمين بالتوكل على الله القادر و حسن الظن بوعوده، و الاستقامة على الصراط الإلهي المستقيم، و أحذرهم من الانشغال بالزوائد الفئوية، و من تغليب الدوافع الشخصية على المصالح العامة.
أرى لزاماً أن أتقدم بالشكر و التقدير الصميمي لنواب المجلس التاسع المحترمين، و رئيسه الدؤوب الخدوم، و كل الهيئة الرئاسية، و كذلك لكل العاملين في إقامة انتخابات المجلس العاشر.
أحيّي ذكرى الإمام الخميني العظيم الراحل، و الشهداء و المضحين في هذا السبيل، و أقدّم السلام و الإجلال لسيدنا ولي الله الأعظم المهدي المنتظر (أرواحنا فداه)، و أسأل الله تعالى التوفيق لكم جميعاً.
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.

السيد علي الخامنئي
7 خرداد 1395

27 أيار /مايو 2016