بسم الله الرحمن الرحيم
أبارك هذه الولادة السعيدة والعيد الكبير من الصميم لكل الأعزاء الحاضرين وأشكر من الصميم جميع الإخوة الذين بذلوا الجهود لإقامة هذه الجلسة والذين قدّموا برامجهم خصوصاً الأصدقاء الذين تفضلوا بالمجيء من أماكن بعيدة، وكذلك الإخوة الذين أعدوا هذا النشيد الجميل ولحنّوه وأنشدوه.
يجب أن نعرف قدر هذا التواصل القلبي والأواصر المعنوية. إنها رصيد إيماننا، وجوهرة قيمة تشكل هويتنا الإنسانية والإسلامية. لنـزيد يوماً بعد يوم من محبتنا لأهل بيت الرسول الأطهار المعصومين، لا سيما فاطمة الزهراء سلام الله عليها، ونقترب منهم بطاعة الله.
الشعر الذي أنشده أخونا لم يكن له مضمون صحيح أن نقول لأننا شيعة ومحبون فلن يعاقبنا الله تعالى حتى لو ارتكبنا ذنباً. كلا، ليس الأمر كذلك: »من أطاع الله فهو لنا ولي«. وليّهم يجب أن يطيع الله، لأنهم تبوّأوا هذا المقام والمرتبة بطاعة الله. امتحانهم حصل قبل الوجود وقبل مجيئهم إلى هذه الدنيا: »امتحنكِ الله قبل أن يخلقك فوجدك لمن امتحنك صابرة«. النظام الإلهي ليس بلا حساب أو كتاب. في رواية أن الرسول الأكرم يقول لفاطمة الزهراء سلام الله عليها بما لها من مقام ومرتبة: »يا فاطمة إنني لن أغني عنك من الله شيئاً«. أي إن قرابتك لي لن تنفعك عند الله. ألم يكن بين أبناء الرسل والأئمة أشخاص لا صلة لهم بالله ولم يستطيعوا الانتفاع من تلك الجواهر النيّرة والقيم المعنوية؟ ما رفع أولياء الدين إلى قمة الشرف الإنساني من شخص النبي الأكرم وأمير المؤمنين وسائر أفراد هذا البيت الطاهر - وهم نماذج لا نظير لها ولا شبيه في عالم الوجود - وإلى غيرهم كانت طاعتهم وعبوديتهم لله. لذلك حينما تريدون أن تذكروا في تشهدكم أثناء الصلاة اسم رسول الله وتكرّموه، تقولون: »وأشهد أن محمداً عبده«..تذكرون العبودية أولاً، ثم تقولون: »ورسوله«. العبودية أعلى من الرسالة. إنها أساس القضية وجوهرها. وعلينا أنا وأنتم أيضاً السير في هذه الجادة. طبعاً، هذه القمم رفيعة جداً. إذا استطعنا أن نلمحها بأنظارنا فينبغي لناأن نشكر الله شكراً جزيلاً على ذلك؛ ناهيك عن أن نصل إليها. لكن علينا أن نسير، فهذا هو الطريق. علينا طيّ هذه السفوح بقدر استطاعتنا وقدراتنا. فإذا كان ذلك انتفعنا بمقدار استيعابنا وقابليتنا.
نتمنى أن يزيد الله تعالى من بركاته عليكم إيها الأعزاء يوماً بعد يوم. ونتمنى يشمل هذه الجلسة ومدراءها ومؤسسيها وأنتم أيها الأعزاء بنظرات وألطاف ورضا الصديقة الطاهرة سلام الله عليها، وأن ينظر لمحبتكم ومودتكم وحرارة عشقكم لها بعين اللطف والمحبة. وأن يعرِّفنا مقام هؤلاء العظماء ومراتبهم السامقة أكثر فأكثر باستمرار. وأن يجعل القلب المقدس للإمام المهدي (أرواحنا فداه) والذي تعطّر المجلس باسمه والحمد لله حانياً علينا، وأن يشملنا بألطاف ذلك الإمام الجليل ودعائه.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.