السياق الفردي للحج يتعلق بكل واحد من الحجاج. كل واحد من الحجاج في هذا المقطع الزمني - فترة الحج والعمرة - عليه أن يتوجه إلى الله تعالى ويرتبط به ويستغفره ويتزود لنفسه. في الآيات الكريمة المتعلقة بالحج: «وَ تَزَوَّدوا فَاِنَّ خَيرَ الزّادِ التَّقوى». هناك توصية بالتقوى. كل واحد من الحجاج المحترمين الذين تكتب لهم هذه النعمة الكبيرة يجب أن يفكر بملء أوعيته بالزاد - وَاَنِاستَغفِروا رَبَّكم -، ليستغفروا، ولينيبوا، وليدعوا، وليطلبوا من الله تعالى، وليعاهدوا الله تعالى على مستقبلهم وحياتهم وأفعالهم ونشاطاتهم. هذا عن الجانب الفردي. في هذا السياق الفردي للحج، على كل حاج أن يقرّب نفسه إلى الله بهذا الفعل وهذا السفر، وعليه أن يطهّر باطنه، ويتزوّد لباقي عمره، ففي هذا السفر وفي هذه الأعمال وفي هذه الأيام ينبوع البركات والمعنوية للفرد. وعلى الحجاج أن يعرفوا قدرها. ثمة أشياء لا يمكن تحقيقها للفرد إلّا في هذا السفر: مشاهدة الكعبة عبادة، والطواف حول الكعبة عبادة، والصلاة في المسجد الحرام عبادة، وزيارة قبر النبي الأكرم (ص) عبادة، وعرفات ساحة لمناجاة الله، والمشعر مساحة للتوجّه إلى الربّ، وكذلك منى. على الحاج أن ينتفع من كل واحد من هذه الأعمال لتطهير باطنه، ولرفعة درجاته، وللتزوّد لكلّ عمره. هذا عن الجانب الفردي من الحج.