وخلال اللقاء صرّح الإمام الخامنئي بأنّ الحمقى من الدرجة الأولى قد اصطفّوا في صفّ واحد ويتفوّهون بشكل مستمرّ ببعض الأمور حول إيران والشعب الإيراني ونظام الجمهورية الإسلاميّة والانتخابات.، ثمّ علّق سماحته قائلاً: يتحدّثون هكذا حول بعض الأمور، وجزء من هذه التصريحات هدفها التأثير في الانتخابات؛ يسعون للتأثير في الانتخابات بكافّة الوسائل؛ ولإحباط الناس وجعلهم ييأسون من صناديق الاقتراع.
ثمّ اعتبر قائد الثورة الإسلامية أنّ جانباً من هذا الأمر هو نتيجة لارتباك الأمريكيّين بعد استشهاد الشهيد العزيز [الفريق قاسم سليماني] والجريمة التي ارتكبوها في مطار بغداد ثمّ أردف سماحته قائلاً: لقد ارتبك الرّئيس الأمريكي نفسه ومن حوله بالمعنى الحقيقي للكلمة وأدركوا أنّهم أقدموا على عمل غير مدروس؛ فباتوا عرضة للهجوم في العالم والهجوم الشّديد في الدّاخل الأمريكي أيضاً بحيث وجّهوا إليهم الكلام قائلين بأن أيّ حماقة ارتكبتم؟ ولم يلقوا سوى نتيجة معاكسة لإرادتهم.
ثمّ تابع الإمام الخامنئي قائلاً: أراد الأمريكيون القضاء على شهيدنا العزيز الذي كان له تأثيره الكبير في المنقطة حتى يتسنى لهم السيطرة عليها، لكن الأمر جرى عكس ذلك تماماً.
وأشار قائد الثورة الإسلامية إلى المسيرات الحاشدة التي شهدها العراق قبل بضعة أسابيع قائلاً: إن المسيرات العظيمة للشعب العراقي في بغداد یوم الجمعة قبل عدة أسابيع وتحركات الشعب السوري والتطورات المتصلة بحلب إضافة إلى غيرها من التطورات المتصلة بالمنطقة، تتعارض كلياً مع ما يريده الأمريكيون. وما الهراء الذي بدر من الأمريكيين مؤخراً إلّا نتيجة للارتباك الذي يواجهونه .
ثمّ لفت الإمام الخامنئي إلى أنّ الأمريكيّين يجمّلون ظاهرهم عبر إضفاء هالة من الهيبة والعظمة بغية خداع الآخرين و إخافة البعض في العالم ثمّ علّق سماحته قائلاً: لقد دوّنت ملاحظة هنا تعليقاً على هذا الأمر: كتبتُ؛ كما أن هيبة وعظمة سفينة التايتنيك الشهيرة لم تمنعا غرقها، فإن هيبة وعظمة أمريكا لن تمنعا غرقها وسوف تغرق.
ثمّ صرّح قائد الثورة الإسلامية بأنّ الجمهورية الإسلامية تعارض هيمنة الظلم والطغيان والاستكبار وهذه الأمور متجسّدة في أمريكا لكنّها غير محصورة بها، وأردف سماحته قائلاً: طبعاً أمريكا تقف على قمّة الطغيان والاستكبار، وهي تُدار في الواقع بأيدي الصّهاينة -لا الحكومة الصهيونية؛ بيد الأثرياء وأصحاب الشركات الصّهيونيّة-.
وأردف سماحته قائلاً: سوف نعارض أيّ دولة أخرى تكون لديها هذه السلوكيّات فالأمر على هذا النّحو؛ نحن لا نعارض أيّ شعبٍ كشعب ولا نعارض أيّ عرق؛ نحن نعارض الاستكبار، والظلم والطغيان على القيم الإنسانيّة والإلهيّة، وأمريكا اليوم تجسّد كلّ هذه الأمور؛ فهي مظهر الظلم والاستكبار، وهذا ما يجعلها منبوذة حول العالم.
ثمّ أشار الإمام الخامنئي إلى أنّ أمريكا تستعرض اليوم قواها الماديّة أمام هذا وذاك وعلّق سماحته قائلاً: لدى الولايات المتحدة اليوم عشرات القواعد العسكرية في مختلف الدول المحيطة بنا، لكن هذه القواعد ليست مجدية لهم. فهي لن تعود بالنفع لا على الولايات المتحدة ولا على أولئك التعساء الذين ينفقون أموالهم ويعقدون الأمل على أن تكون مجدية إذا ما حصلت مشكلة يوماً ما.
وحول حادثة استشهاد الفريق الحاج قاسم سليماني قال قائد الثورة الإسلاميّة: لقد كانت خسارة مريرة للغاية؛ كان هذا الشهيد مميّزاً، وكان عزيزاً جدّاً، ومفيداً جدّاً وكان يجعل الإنسان ينحني إجلالاً له. عندما ننظر إلى هذه الحادثة نلاحظ -كما في سائر الحوادث الإلهيّة- أنّ اللطف غلب على القهر.
وتحدّث الإمام الخامنئي حول شخصيّة الشهيد قائلاً: يقول الله عزّوجل في القرآن عن لسان المسلمين: {هَلْ تَرَبَّصُونَ بِنَا إِلَّا إِحْدَى الْحُسْنَيَيْنِ}؛ ما هما هذين الحسنين، أحدهما النّصر والآخر هو الشهادة. لقد بلغ الشهيد سليماني كلا الحُسنين؛ فانتصر -خلال الأعوام الأخيرة، الشهيد سليماني هو المنتصر في الميدان، والمغلوب في ميدان الصراع هي أمريكا وأتباعها؛ والأمر كذلك في كلّ المنطقة- واستشهد أيضاً؛ أي أنّ الله عزّوجل وهب هذا الشهيد العزيز "كِلتا الحُسنيَين".
وتحدّث قائد الثورة الإسلامية حول الشعب الإيراني قائلاً: لكنّ الشعب الإيراني أثبت عظمته، واستعرض اتّحاده، وكشف عن دوافعه وأظهر مشاركته؛ فما حدث في طهران وتبريز ومشهد والأهواز وكرمان وقم كان عظيماً جدّاً. قلّما يحصل أن يشارك عشرات الملايين من الناس في مختلف المدن في تشييع جثمان أحد الشهداء؛ لقد تجلّت عظمة الشّعب الإيراني، وتجلّى تعظيم الشّعب الإيراني وبصيرته؛ هذا أيضاً كان من البركات الإلهيّة.
ولفت الإمام الخامنئي إلى أنّ العديد من الشعوب متضامنة مع إيران وتابع سماحته قائلاً: في إحدى الدّول الأجنبيّة -التي لا أرغب في تسميتها لسبب معيّن- تمّ عقد ألف مجلس عن روح الشهيد سليماني؛ ألف مجلس! هكذا كان التضامن في الدول؛ في بعض البلدان الأوروبيّة، وأيضاً في البلدان البعيدة، في البلدان الافريقيّة. لقد سمعنا بهذه الأمور بشكل تدريجي ولا زلنا نسمع أخباراً تأتي من هنا وهناك [تُظهر] أنّه دفع الشعوب لتتضامن معنا وقرّب القلوب منّا؛ هذه نعمة جدّ عظيمة؛ وهذا هو العمق الاستراتيجي للثورة الإسلامية والنظام الإسلامي.
وأضاف سماحته قائلاً: إذاً لقد انتصرنا في هذه القضيّة؛ لقد جعل الله في قضيّة ظاهرها مريرٌ إلى هذا الحدّ -فقد حرمونا شهيدنا العزيز وهذا أمرٌ في غاية المرارة- باطناً من هذا النّوع محفوفٌ كلّه بالانتصارات.
كما اعتبر قائد الثورة الإسلامية أنّ الانتخابات محبطة للكثير من النوايا المشؤومة التي يُكنّها الأمريكيّون في أذهانهم والصهاينة في قلوبهم ضدّ البلد وتابع سماحته قائلاً: إن هذه الانتخابات هي بمثابة هجوم مضاد لكيد ومكر أعداء إيران؛ وهي نموذج للمشاركة في اللحظة المناسبة. والله عزّوجل يبارك في المشاركة التي تكون في اللحظة المناسبة؛ كما بارك في مشاركة أهالي مدينة تبريز في 18 شباط عام 1978، وهنا أيضاً سوف تكون المشاركة عند صناديق الاقتراع مدعاة للبركة بفضل الله.
وأردف سماحته في هذا المضمار قائلاً: قد يكون عملنا ذا تأثيرٍ منتج للتغيّرات إذا أنجزناه بالصورة المطلوبة وهذا العمل ذا قدرة على التأثير وإحداث تغيّرات في البلد.
ولفت الإمام الخامنئي إلى أنّ سماحته تحدّث مراراً حول ضرورة أن تزداد إيران قوّة وأضاف سماحته قائلاً: سوف يُحبط العدوّ إذا ازدادت إيران قوّة، وسوف تُخمد مؤامرات العدوّ في مهدها ولن تؤول إلى أيّ نتيجة؛ هذه هي نتيجة رفع مستوى القوّة.
وأضاف سماحته قائلاً: إحدى مصاديق رفع مستوى القوّة هي أن يكون لدينا مجلس [شورى] قويّ؛ مجلس يكون قادراً أمام كلّ مؤامرات العدوّ أن يوجّه الحكومات إلى النقطة المرجوّة ويصون البلاد من خلال وضع القوانين الضروريّة؛ حسناً، بقدر ما تكون مشاركة الناس عند صناديق الاقتراع أكبر سيكون المجلس ذا قوّة أكبر.