تحدث القائد العام للقوات المسلحة، الإمام الخامنئي، عن القضايا التي أُثيرت بشأن العودة إلى الاتفاق النووي، وقال: «إنْ كانوا يريدون أن تعود إيران إلى التزاماتها في الاتفاق النووي، فعلى أمريكا رفع الحظر كله فعلياً»، مضيفاً: «عندما نتفحّص ذلك ونرى هل رفعوه جيداً أم لا، حينئذ نعود إلى التزامات الاتفاق». وخلال لقاء مع ضباط وقادة القوات الجوية والدفاع الجوي في جيش الجمهورية الإسلامية في إيران صباح اليوم (الأحد)، قال الإمام الخامنئي إنه في ما يتعلق بمسألة الحظر «لا أحد في الجمهورية الإسلامية يعير اهتماماً للثرثارين سواء في أوروبا أو أمريكا»، مستدركاً «إنْ أردنا التحدث بمنطقية، فإن أمريكا والدول الأوروبية الثلاث التي انتهكت جميع التزامات الاتفاق النووي ليس لها الحق في فرض شروط، لأن هؤلاء لم يفوا بأيّ من التزاماتهم».

وأشار سماحته إلى استمرار الأمريكيين في الخطأ في حساباتهم تجاه إيران وأنهم لا يزالون «يفتقرون إلى الفهم الصحيح للشعب الإيراني»، لافتاً إلى أحد الأمثلة على هذا الخطأ وهو فتنة عام 2009 «عندما خُيّل إلى الرئيس الأمريكي الديمقراطي (باراك أوباما) أنّ الأمر محسوم، فدعم الفتنة رسمياً». هنا رأى قائد الثورة الإسلامية أن «الحظر غير المسبوق الذي يهدف إلى الإطاحة بإيران هو مثال آخر على سوء الحسابات الأمريكية»، وقال: «أحد هؤلاء الحمقى من الدرجة الأولى (جون بولتون) قال قبل عامين إننا سنحتفل برأس 2019 في طهران. الآن ذهب هذا الشخص إلى مزبلة التاريخ كما رُكِل رئيسه (دونالد ترامب) من البيت الأبيض وبطريقة مذلّة، لكن الجمهورية الإسلامية في إيران واقفة مرفوعة الرأس بفضل من الله».

وبشأن من لديهم «تقديرات غير واقعية حول قدرات أمريكا وبعض القوى الأخرى»، لفت الإمام الخامنئي نظر هؤلاء إلى القضايا الأخيرة في الولايات المتحدة، قائلاً: «الأحداث الأمريكية الفاضحة ليست مسائل بسيطة، ولا ينبغي حصرها في إطار الأفول لرئيس سيّئ، بل هي أفولٌ لماء الوجه وللقوة وللنظام الاجتماعي الأمريكي». في هذا الإطار، استند سماحته إلى الأقوال المنسوبة إلى أصحاب الرأي السياسي الأمريكيين البارزين، خاصة أنهم «أنفسهم يقولون إنّ نظام أمريكا الاجتماعي مهترئ من داخله، بل هناك من يتحدث عن مرحلة ما بعد أمريكا».
واستخلص قائد الثورة الإسلامية أنه «لو حدثت مثل هذه القضايا الأمريكية في نقطة أخرى من العالم، وبالأخص الدول التي لأمريكا مشكلات معها، لم يكونوا ليتركوهم... ولأنّ الإمبراطورية الإخبارية (وسائل الإعلام) في أيديهم، يسعون إلى إظهار الأمر على أنه انتهى، مع أنّ القضية لم تنتهِ، وإنما لها تبعات». هنا ربط الإمام الخامنئي «الارتباك والذعر لدى الأنظمة التابعة لأمريكا في المنطقة، وبالأخص الكيان الصهيوني، وترّهاتهم الأخيرة»، بـ«خوفهم وقلقهم من أفول أمريكا في البيئة الدولية والبيئة الداخلية».
في شأن آخر، رأى سماحته أن «حضور الناس في مختلف ساحات الثورة، وتقوية القوى المسلحة، من أهم عوامل صناعة القوة»، مبدياً تقديره للمناورات الأخيرة للقوات المسلحة. وقال: «هذه المناورات العظيمة والرائعة في ظروف الحظر هي تعزيز للأمن الوطني على يد أبناء الوطن في القوات المسلحة كما أنها مبعث على الفخر». أيضاً رأى أن «ما يلزم لصناعة القوة في القوات المسلحة إضافة إلى تقوية المعدات هو حفظ المعنويات والارتقاء بها والإيمان والقوة المعنوية»، وتابع: «الخطأ الأكبر لبعض دول المنطقة أنهم يطلبون أمنهم الوطني من الأجانب، وهم رغم صرف مليارات الدولارات، أُذلوا وأُهينوا... في اللحظات الحرجة، لم يتم تأمينهم، كما رأينا في أحداث السنوات الماضية في مصر وتونس، أو مصير محمد رضا بهلوي» قبل ذلك.