تحدث قائد الثورة الإسلامية، الإمام الخامنئي، عن الانتخابات الرئاسية في جمهورية إيران الإسلامية، قائلاً إن «الأعداء يستخدمون كل إمكاناتهم من أجل جعل الانتخابات سبباً لكسر الناس»، مضيفاً أن هناك «في الداخل، عن علم أو غير علم، من يواصلون كلام مريدي السوء، لكنني أتمنى أن تكون هذه الانتخابات بلطف من الله وبهمة الشعب مصدرَ ماءٍ للوجه وعزةٍ للوطن».

وخلال اتصال بالفيديو صباح اليوم (الخميس) مع نواب الدورة الحادية عشرة لـ«مجلس الشورى الإسلامي» الحاضرين في صالة المجلس، تكلّم الإمام الخامنئي حول إعلان «مجلس صيانة الدستور» أسماءَ المرشحين المحرزين الأهلية، وقال: «مجلس صيانة الدستور الموقر فعل ما يجب عليه عمله وما يراه لازماً، وفقاً لواجبه، وحدّد المرشحين.... أجد من اللازم أن أشكر كل أولئك الذين دخلوا ميدان الترشح للانتخابات الرئاسية»، متابعاً: «يقيناً كثيرون من هؤلاء دخلوا الميدان بدافع الشعور بالمسؤولية وخدمة الوطن». واستدرك سماحته: «لا يعني أنّ بعض الأشخاص لم يحرزوا الأهلية أنهم غير مؤهلين، وإنما أنّ مجلس صيانة الدستور بالنظر إلى التقارير وإمكاناته ومعرفته لم يتمكن من تشخيص أهليته رغم أنه قد يكون صاحب مؤهلات عالية».
وفي إشارة إلى بعض الاعتراضات على قرار «مجلس صيانة الدستور»، قال: «بالطبع دوافع هذه الاعتراضات مختلفة، فبعضها تُطرح بدافع حرقة القلب وبسبب القلق على قلة المشاركة، وبعضها الآخر لأن المرشح المعني لهم لم يحرز الأهلية»، مستدركاً: «لا يمكن الإشكال عليهم، لكن بعضهم يخالفون مبدأ ’مجلس صيانة الدستور‘، ويريدون عبر المواضيع في الفضاء المجازي والمطبوعات استغلال هذه الفرصة للانتقام من ’مجلس صيانة الدستور‘».

بشأن المشاركة في انتخابات 28 خرداد (18/6/2021)، قال الإمام الخامنئي: «يبحث الناس عن شخص لديه إدارة قوية وإرادة قوية وفعالية عالية لحل مشكلات البلاد، فهم لا يهتمون بما يملك هذا الشخص من عنوان أو إلى أي جناح ينتمي... قد يكون هذا مهماً للمجموعات السياسية لكنه ليس كذلك لدى العامة»، لافتاً إلى أن «المهمّ أنْ يقنع المرشحون الناس بأنهم يعرفون مشكلات المجتمع، وأن يكونوا مديرين ومدّبرين وصادقين، ولديهم القدرة على إدارة البلاد».

وعن بعض وجهات النظر التي مفادها أنه يتعيّن على المرشحين إعلان آرائهم بشأن السياسة الخارجية في المناظرات، أكّد قائد الثورة الإسلامية أنها «ليست جزءاً من مشكلات الناس»، لأن قضية الناس هي "بطالة الشباب، ومعيشة الطبقات الضعيفة، ومافيا الاستيراد" التي تكسر ظهر الإنتاج وتخيّب آمال الشباب المبتكرين وذوي الدوافع، وتسبب التعاسة للمزارعين الكادحين»، مبيناً أن القضايا السياسية والثقافية ذات أهمية، «لكن الآن القضية الآنية والرئيسية هي الاقتصاد، فعلى المرشحين تقديم برامجهم وحلولهم للمشكلات الاقتصادية إلى الناس وإقناعهم بأن لديهم القدرة على حل هذه المشكلات».

في جانب آخر من حديثه، أشار الإمام الخامنئي إلى معارضة الأعداء للانتخابات منذ بداية انتصار الثورة الإسلاميّة، وقال: «في هذه السنوات الـ42، كان الأعداء يقولون في الأجندة الدعائية قبل الانتخابات إن الناس لن يشاركوا، وبعد المشاركة في الانتخابات يقولون إن الانتخابات مُهندسة، وبخصوص الشخص المُنتخب رئيساً للجمهوريّة، يقولون أيضاً إنه لا يملك سلطة!».
ورأى سماحته أن هذه هي الأجندة الدعائيّة الحالية للعدو، وأضاف: «هم يحاولون إقناع الناس بأن الانتخابات وانتخاب الرئيس لا جدوى منهما، وللأسف بعض من في الداخل يرددون هذه الكلمات أيضاً وينظّرون لها».
في توصياته للمرشحين، حذّر قائد الثورة الإسلامية من تحويل الانتخابات إلى «ساحة لصراع السلطة والتصرفات المهينة» على غرار ما هو رائج في أمريكا وبعض الدول الأوروبية مما أراق ماء وجههم. وقال: «في الماضي أيضاً، في المناظرات والبرامج الانتخابية، كلّما استُخدمت مثل هذه الأساليب الهدّامة وأطلقت التهم وجرى تخويف الناس من الشخص المنافس، تضرّرت البلاد».
ولذلك، أكد أن «ميدان الانتخابات ميدان سباق في الخدمة والتسابق في الخيرات، فيجب تجنب نشر الكراهية وإطلاق الاتهامات».
في هذا السياق، قال إن «مراعاة الأخلاق الإسلامية في المناظرات والمقابلات ستؤدي إلى فيضها في المجتمع واقتداء الناس بها». كذلك، تحدث سماحته عن قبول نتائج الانتخابات بالقول: «لا يجب أن نقبل الانتخابات و(مبدأ) الجمهورية ما دامتا في مصلحتنا ثم إذا جاءتا في مصلحة شخص آخر نقول لا نقبلهما! للأسف، بقي لدينا تجربة مرّة لهذه القضية في تاريخ الانتخابات عام 2009».
وفي نهاية حديثه، خاطب قائد الثورة الإسلامية عموم الناس قائلاً: «الانتخابات تجري في يوم واحد، لكن أثرها يمتد إلى سنوات... خلال المشاركة في الانتخابات التي تخصكم، اطلبوا العون من الله على التصويت لمن يستحق هذه المسؤولية».