لا ينبغي أبداً ربط المشاريع الداخليّة بدعم الغرب وإيكالها إليه، لأنّ الفشل سيكون نصيبها حتماً، وستلقى الضربات بلا شكّ. لقد فشلتم أينما علّقتم الآمال على دعم الغرب؛ وأينما امتشقتم القامات وانطلقتم دون الاتّكال على الغرب، حقّقتم النّجاح.
في المفاوضات الأخيرة تمسّك الأمريكيّون بموقفهم العنيد ولم يتقدّموا إلى الأمام خطوةً واحدة. يقدّمون الوعود بأنّنا سنرفع الحظر، لم ولن يرفعوه .... لقد نكثوا الاتّفاق مرّة دون تكبّد أيّ ثمن على الإطلاق، نكثوا الاتفاق وعندما نطالبهم الآن بأن عليكم تقديم الضمانات بأنّكم لن تنكثوه، يجيبون بأنّنا لن نقدّم أيّ ضمانة.
يجب أن يستفيد الآخرون من تجاربكم .... هذه التجربة عبارة عن عدم الوثوق بالغرب؛ الكلام الذي قلته مراراً في كلامي معكم ومع النّاس. يجب أن يستفيد من يأتون في المستقبل من هذه التجربة. لقد اتّضح في هذه الحكومة أنّ الوثوق بالغرب لا يُجدي نفعاً؛ ولا يساعدنا في شيء، وأينما قدروا يوجّهون الضّربات؛ والمكان الذي لا يوجّهون إليه الضّربات هو المكان الذي يعجزون فيه عن ذلك.
الغربيّون والأمريكيّون يتصرّفون بمنتهى الغدر والخُبث، ولا يتورّعون أبداً عن نكث ما وعدوا به. لقد نكثوا الاتفاق مرّة دون تحمّل أيّ أثمان. والآن عندما نطالبهم بأن عليكم تقديم الضمانات بأنّكم لن تنكثوه، يجيبون بأنّنا لن نقدّم أيّ ضمانة بأنّنا لن ننكثه؛ هذا ما يقولونه الآن بصراحة لأصدقائنا ودبلوماسيّينا. هكذا هم هؤلاء.