الكاتب: جعفر نورالدين 

ها هو يعطي آخر ما تبقى له من ذخيرته إلى صديقه، ويناوله سلاحه. الكمين الأفغاني يحاصرهم من جميع الجهات، اللاسلكي الذي بحوزته تعيقه قمم الجبال المحيطة بهم فلا يقدرون على طلب النجدة، يركض ويقفز بين الصخور كالليث الهصور، الرصاص والقذائف المعادية تحاصره مرة أخرى، يصل إلى طرف الشيار، ينجح بالتواصل مع غرفة العمليات لإخطارهم بإرسال الدعم الجوي لهم كي ينجو بحياتهم، نعم هو كان يعلم بأنه لن يعود حياً، لكنه كقائد للمجموعة المتسللة إلى العمق الأفغاني، جلّ ما كان يهمّه هو حياة رفاقه من الضفادع البشرية-لواء النخبة في الجيش الأميركي NAVY SEAL TEAM6--. في النهاية ومع مرور لحظاته الأخيرة تتراءى له صورة عروسه التي تنتظره في الديار، ويُقتل راكعاً، لكنه لا يسقط على الأرض.

ما يمكن تصديقه من كل هذا المشهد هو أن الأفغان مقاتلون شرسون أكفّاء وبقيّة ما رأينا كان سيناريو جيّد بين يدي مخرج سينمائي ماهر. هل هذه هي الحقيقة؟ وهل يحتاج المنتصر إلى هذا الكمّ الدعائي؟

حول العالم، القواعد الأميركية التي ثبت فيها الجيش الأميركي ولم يتقهقر منها منسحباً، هي تلك البلدان التي استضافته، وتربطها مع وزارة الخارجية الأميركية اتفاقات ومواثيق، غليظة. ليس على الكرة الأرضية بلداً دخله الجيش الأميركي محتلّاً، وبقي فيه، هاتوا لي بلداً واحداً؟

ثابتة في التاريخ، ولا أراها جديرة بالنقاش حتى، هي القاعدة التي تقول بأن المحتل لا يدوم بسلاحه على الأرض التي دخلها عنوةً، كل محتلّ إلى زوال. ومن ينوي استعمار شعوب العالم قاطبة، لا بدّ أن يعي هذه القاعدة، مهما بلغت عنجهيّته وكبره، وأن يجد طريقة للتملّص منها. ولکن، في الوقت عينه التواجد العسكري هو أسرع الطرق وأضمنها للهيمنة، فماذا نفعل؟

ما يجيب عن كل تلك الأسئلة، هو تزويد الوعي الجماهيري، بما يُكسبني القوة دون الحاجة إلى استخدامها، وأن أكون محتلّاً مقبولاً، والذي يكمن بدوره ضمن وسائل تواصلية عديدة الأشكال والنوع، منها وأهمها: الأفلام الهوليوودية.

أن يصل سكان محلّيون إلى قناعة قتال المحتلّ أو الدخيل هو ليس بالأمر الهيّن، على الرغم من بداهة الأمر ووضوحه، حالة الإرغام واللوذ بالفرار من القتل هي أولى ردات الفعل، وهذا هو مفهوم الغلبة، وحالة المقاومة هي تفاعلية تراكمية تبدأ برفض الظلم واعتداءات الدخلاء.

لهذا نسمع من الكهول بأن الجيش الإسرائيلي إبّان اجتياح جنوب لبنان كان يوزّع السكاكر على الأطفال في جبشيت، وكانوا يجلسونهم في جحورهم ويلاطفونهم. هذه السلوكيات من شأنها أن تضلّل الرأي العام المُستَنبط عن المحتل أو الدخيل وأن توجد نقاشاً بين المحليين عن ردة الفعل اللازمة تجاه الوافدين غير المرحّب بهم. التضليل وسيلة سريعة عالية الفعالية تُستخدم في الدفاع السلبي، فهي إن لم تضمن الحيادية، على الأقل تُكسب محدثيها، الوقت، وتسحب من بين أيدي الخصم زمام المبادرة.

 إذاً التواجد المسلّح ضروري، الاستعمار هو غاية لا غنى عنها، تجنّب ردة فعل المقاومة مطلوب، يجب البقاء بأقل مقدار من الاستنزاف والحدّ الأقل للخسائر. وعليه يجب أن يكون الجندي المحتلّ مُهاباً، وفي نفس الوقت محبوباً.

 العملية برمّتها فكرية، يجب الوصول لأفكار الناس والتلاعب بالرأي العام، يجب أن أخاطبهم، وكيف أخاطبهم وأنا كيان محتّل على أراضيهم؟ كيف بالإمكان أن يكون خطابي ممتعاً يستسيغونه بل ويتناولونه بغرض التسلية والترفيه في سهراتهم؟ أيضاً الجواب مرة أخرى هو الفيلم الهوليوودي.

 أول من استفاق على أن المجال السينمائي هو مجال يُستثمر فيه بغرض الدعاية السياسية هم السوفييت، عندما قام لينين بتأميم السنيما عام 1919 واعتبارها مؤسسة منتجة تابعة للدولة، بغرض توجيهها لمخاطبة دول الإتحاد "الحديثة" حيث عبّر بـ ـ «من بين كل الفنون، السينما هي الفن الأهم بالنسبة لنا». وتابع طريقه ستالين حيث أرسل عام 1938 في إثر المخرج سيرغي آيزنشتاين –وهو من المبدعين الأوائل في تطوير فنون المونتاج السينمائي- كي يخرج فيلم "ألكسندر نيفسكي" البطل الروسي الذي يهزم الغزاة التوتونيين.

في المرتبة اللاحقة كان النظام النازي الذي قاد حملات الدعاية السياسية الخاصة بهم، إبّان الحرب العالمية الثانية وما قبلها، وزير الإعلام والدعاية الصحافي جوزيف غوبلز، ودون الغوص في الكثير من الشواهد التي باتت معروفة، استطاع كلا النظامين إرساء الكثير من أفكارهم عبر صناعة الأفلام.

 من بعد الحرب العالمية الثانية، ومع بدء تصاعد الهيمنة الأميركية على صعيد العالم وتكوين النظام العالمي الجديد، لحقهم تطوير الصناعة الهوليوودية، فقد استقطبوا من القارة الأوروبية، وهي منبع إنتاج الفنون الحديثة في عصرنا هذا، ومن حول العالم، عبر مهرجاناتهم النافذة، المخرجين الأقوى، الذين بالإمكان الاستفادة من مهاراتهم لقاء أجور طائلة خيالية لا يمكن اكتسابها ضمن أي سوق سينمائي حول العالم، غير هوليوود. الأفلام الأكبر تمويلاً، والأكثر إثارة وشهرة ودعاية، هي بلا شك الأفلام التي تقف وراء تمويلها مجموعة البنتاغون، والتي تتمحور قصصها عن إنجازات وبطولات الأجهزة الأمنية على اختلافها بدءاً من الأمن القومي مروراً بالحرس الرئاسي وصولاً إلى المخابرات المركزية والمارينر الأميركي، وغيرهم. فنرى ثلاثية "جيسون بورن" عنصر الإستخبارات المنتفض على مؤسسته والذي ينقلب عليها بعد فقدانه للذاكرة، ورحلة عودته لاكتشاف ذاته وتطهيرها، يتبعه تطهير الفاسدين من المؤسسة والدلالة على المخلصين العاملين الباقين في الوكالة الإستخبارية- التي صارت سيئة السمعة ويعرفها العالم كمافيا لصالح الشركات متعددة الجنسيات-، فإذاً يخرج "ديفيد" الإسم الحقيقي لجيسون بورن بطلاً لا يمكنك كمشاهد إلا أن تناصره وتناصر قضيته، وهو البطل الخارق الذي لا تراه ينام أو يأكل أو يشرب طوال الأجزاء الثلاثة، سوى في الجزء الأول خلال لقطة عابرة، حيث يكبو في سيارته أثناء رحلته من سويسرا إلى فرنسا، ولم يكرّروها في الجزءين اللاحقين.

ينتهي الفيلم وتسأل نفسك: هل كنت حقاً مناصراً لهذه الشخصية؟ والجواب هو: نعم! فـ"ديفيد" كان يلعب دور المخلّص الطالب للعدالة، ومن منّا لا يتعلّق بهذه القيمة قلباً وروحاً؟ هوليوود تسجّل هدفاً جديداً، لكن من يتابع ويعرف، يعلم جيداً أنه هدف ملغى، إذ أن المهاجم ركل الكرة متسللاً، وما هو في الواقع مغایر کلياً، وأيضاً لسنا في هذا المقال بصدد إثبات حقيقة أن وكالة المخابرات المركزية هي ذراع أميركية إرهابية متوحشة أخرى.

في فيلم "الجوال الوحيد"، عندما تقف المجموعة الكومندوس التابعة للبحرية الأميركية أمام معضلة التعامل مع الأسرى الأفغان، هل نقتلهم؟ هل نربطهم حول الأشجار ونتركهم لمصيرهم المجهول؟ هل نطلق سراحهم؟ طبعاً تكون النتيجة بأن "أخلاقنا لا تسمح لنا بممارسة السلوكيات المتطرفة والإرهابية، ونحن مختلفون عن الإرهابيين من العالم الثالث، أجل، ونحن الأمريكيون نجول حول العالم لتحقيق السلام والحرية و..."، يا للسخرية، وللمفارقة، فإن في هذا الجدال الذي يدور بين الجنود الأربعة بين مؤيد ومعارض، يفوز فيه من يثير مسألة معرفة الإعلام بقصة قتل الأسرى إن قتلوهم. لقد حاول الكاتب أن يكون موضوعياً وواقعياً، ولقد نجح، لكنه دون أن يلتفت إلى فضح الأخلاقيات التي تحكمهم. الجنود يخافون من وصول أخبار إجرامهم للإعلام، وكلنا وصلتنا صورهم الفوتوغرافية من سجن أبوغريب، هؤلاء لا تحكمهم الأخلاق والقيم الإنسانية بتاتاً. هنا كانت هووليوود تدسّ السمّ لنفسها دون أن تشعر، مساكين هم كم أصبحوا تائهين، لا يعلمون إلى ما يحتكمون.

هل ما ورد فيما سبق من المقال كان كافياً؟ أعتقد ذلك، على الرغم من توافر المئات من الأمثلة الأخرى التي تُثبت وجهة النظر المطروحة أعلاه وهي تقديم العنصر الأميركي بصورة المحقّ والمنتصر للمظلومين، هو من يكابد التعب من أجل تحقيق السلم العالمي بينما يغفو الجميع عن التصفيق له وهو نزيه أصلاً عن التصفيق له لكثرة إخلاصه، ونعم، الكثير من الترهات المشابهة.

والألطف خارج هذا السياق المطروح حتى الآن، هو توجّه هوليوود لتضليل المجتمع الأميركي نفسه، خزّان الجيوش الأميركية وأجهزته الأمنية، فهناك عقد كثيرة يجب تذليلها أمام من يريد أن يخدم وطنه بالالتحاق بالخدمة الجندية، فـ«أنا» كمواطن أميركي لا يمكنني أن ألتحق بصفوف المارينز عند تقديمهم كمغتصبين للنساء كما في فيتنام وكوريا والعراق، هذا أمر مرفوض، والمجال الأقوى لتبرير طهارة هذه المؤسسات لا تكون في الإعلام أو الصحافة المطبوعة فهذه وسائل جافة موضوعية قلما يكون بالإمكان إثارة العواطف في مجالها، وهي تتوجه نحو النخب الذين يصعب التحكم بهم وبآرائهم، فتكون الوجهة الأمثل هي صناعة الأفلام بصيغها الحماسية والرومانسية والقيمية الزائفة ونجعل من الجمهور مخاطَباً طيّعاً يُدين فيه جزءً من المؤسسة وفشل أخلاقيتها وينحني إجلالاً أمام الرموز المتبقية التي تنتمي لنفس المؤسسة، فيختلط الحابل بالنابل ونتعاطى مع المسألة بواقعية وموضوعية قائلين بأنه "ليس هناك من لا يخطئ عليها " وهذه الأمور واردة الحدوث كما في فيلمCasualties of War (1989) وJustice Denied (I) (2013) وغيرها من الأفلام الكثيرة.  

هذا في الشقّ الدفاعي والمبرر للأخطاء التي يرتكبها هؤلاء، لكن هناك أيضاً أزمة قيمية يواجهها القيّمون على تسويق مفهوم الجيش الأميركي الشريف والمخلّص، وهي المنظومة القيمية أو العقيدة القتالية التي على أساسها يجب قيام المؤسسة العسكرية والأمنية، ويمكنكم القول إذا ما تابعتم الأفلام الكاملة التي تروي قصصهم، بأنهم لم يجدوا سبباً واحداً مقنعاً لخوض كل تلك الحروب التي خاضوها سوى فكرة واحدة، وهي متكررة في كل تلك الأفلام، وترددها الشخصيات على الدوام حينما يصل الحوار بينهم متسائلين عما يفعلونه في الكويت والعراق وأفغانستان إلخ، هناك دائماً من يقول بينهم: أنت تحارب لأجل أخيك الذي بجانبك. أقولها ومن بعد تمحيص ومتابعة عشرات الأفلام الهوليوودية المصنوعة لغرض الدعاية للمارينز على سبيل المثال، هذا أقصى ما استطاعوا تبريره لأنفسهم وجمهورهم، بأن كل واحد فيهم خرج إلى أرض أجنبية حاملاً سلاحه قاتلاً لنساء وأطفال عزّل، دون وضوح أية رؤية أو هدف، سوى أنه يقتل كي يبقى زميله في العسكرية على قيد الحياة، أنا فعلاً أقف حائراً أمام هذه الكذبة، هل يتوقعون من جمهورهم أن يصدقها؟ لأن أسهل الإشكاليات المطروحة أمام هذا المسوّغ، وببساطة، هي: بإمكانك أنت وزميلك عدم المشاركة في أية حرب خارج بلدكم وبالتالي لن تكونا مضطرّين لحماية بعضكما البعض ضد أي أحد. ابقيا في وطنكما وستبقيان على قيد الحياة. وللمفارقة فإنهم غالباً ما يقولون أننا ندافع عن أرضنا في أميركا ضد هجمات المخلوقات الفضائية. إنه أمر مضحك. حاولوا تبرير خروجهم للقتال خارج أراضيهم بعد أحداث 11 أيلول، وقاموا بتجريم كل المسلمين وكل العرب، أين المنطق من كل هذا؟

وبهذه الفعاليّة التي تكلمنا عنها، تدخلت هوليوود لتكون لواءً أو فيلقاً محارباً إلى جانب قوات الجيش الأميركي، فهي تقوم بتلميع صورته، وإعلاء شأنه، وتعزيز هيبته. ويكون ذلك بتقديم بطل الفيلم، الذي يلعب دور جندي في قوة خاصة أو محامي ضمن الجسم القضائي العسكري أو جنرالاً يخدم تحت إمرته مئات الجنود، كمثال أعلى للإنسانية، وهذا التضليل والافتراء لا يدل سوى على ضعفهم وحاجتهم الماسة إلى تقديم النموذج بصورة دعائية مخترعة وليست واقعية. الجندي الأميركي الذي ينشأ في الولايات المتحدة الأميركية هو أضعف من أن يكون نموذجاً لأي قيم تدّعيها حكومتها، فاقد الشيء لا يعطيه، وحكومته أساساً هي ليست سوى مدّعية مفترية حينما تتحدث عن السلام والحرية والديمقراطية. وهنا تحديداً يأتي دور المنظمة السينمائية الهائلة التي موّلتها مشاريع البنتاغون في الكثير من الأفلام، فإذا تم استقبالهم في البداية في أي بلد فهذا رهن بالصورة الدعائية التي يقدمونها عن أنفسهم، لكن من المحال أن تدوم هذه الحالة أمام ما يراه المحليّون من سوء معاملة ووحشية وإجرام ناجمة عن أداء الجندي الأميركي المحتلّ أينما حلّ. هم وديعون مسالمون إذا كنت خاضعاً ذليلاً لهم، لكن إن فكّرت أن ترفع وجهك في مقابلهم فإنهم سوف يكشفون فوراً أقنعتهم المزيفة وسوف تشهد حقيقتهم الإرهابية.

ولو كانت الصورة للجيش الهوليوودي الذي قدموه لنا صحيحة، ولو كان هناك رامبو واحد بين جنودهم، لما كنا سنشهد خروجهم من بيروت، ولا أفغانستان، ولا العراق، كانوا حتماً سيبقون ويتمددون، ولخالطونا رغم فظاظتهم رغماً عنا. هم يمتلكون التكنولوجيا والخبرات العسكرية والأمنية المتفوقة، لكنهم يفتقرون إلى الشجاعة والروح القتالية اللازمة لأي جنديّ في أي معركة، وإلا كيف لهم أن يُهزموا أمام حركات مقاومة متواضعة التجهيز والعدّة؟ الجيش الأميركي بأفراده ليس سوى وهم، والأفلام لا تُنتج سوى الوهم.

ختاماً أذكر الآية الشريفة التي تصف علاقة الفرعون بقومه حيث تقول: «فَاسْتَخَفَّ قَوْمَهُ فَأَطَاعُوهُ» (الزخرف، 54)، هناك علاقة وطيدة بين استغفال الشخص وتطويعه ليصبح خاتماً في إصبعك، وهذا ما تحاول هوليوود فعله كل يوم، إنهم يستغبون مشاهديهم على الدوام، إنهم يستخفون بنا في كل فيلم يصنعونه، ومحال أن يَرى فيلماً، يتحدث عنهم، الضوء إن لم يكن مطابقاً لمعاييرهم وهم لديهم جيشهم الخاص من المخرجين والكتّاب الذين كرّسوا أنفسهم خدمة لهذه القضية الزائفة أمثال بيتر بيرغ، باتريك روبنسون، بول غرينغراس، وكلينت ايستوود وغيرهم. ناهيك عن اعتمادهم لتجميع التاريخ الشفهي للجنود الأميركيين والإستفادة من هذه المادة لتأليف قصص هي في الواقع مسخ عن الحقيقة يُستفاد من مصداقيتها لتمرير ما يريدون.

"هؤلاء الأفغان لا يشاهدون التلفاز ولا يعرفون شيئاً عن أفلام رامبو وجيمس بوند ولهذا فهم لا يخافوننا، انهم لا يرون فينا سوى دخلاء محتلّين ويجب أن يخرجونا مهما كلفهم الأمر لهذا كل اسلحتنا وحروبنا النفسية ضدهم لا تجدي نفعاً. " هذا ما قاله مايكل هاستينجز في كتابه The Operators: The Wild and Terrifying Inside Story of America's War in Afghanistan. تسقط كل منظومة هوليوود حينما نقرر بكل بساطة ألا نتفاعل معها، وأن نلقاها بشيء من الوعي والبصيرة، وهي تبقى وسيلة دعائية يمكن دحضها بعشرات الإشكاليات دون أن يستطيعوا الإجابة عليها، علينا أن نستمر بفضحها وتبيان حقيقتها كما يدعونا دوماً سماحة الولي القائد السيد علي الحسيني الخامنئي كما عاد ليكرّر مؤخراً أهمية التبيان في مقابل هذا الكم الضخم من التزييف والافتراء. ومقابل مئة فيلم يخترعون حقيقته الممسوخة يمكننا وبفيلم واحد يحكي قصة من قصصنا في مواجهتهم، أن نري العالم أجمع أحقية قضية مواجهة الولايات المتحدة الأميركية وقتالها بشتّى الوسائل، أهمها الوسيلة الإعلامية والإعلانية التي ما فتئوا يحاولون مهاجمتنا عبرها، «بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ» (الأنبياء، 18) هذه هي خلاصة المواجهة، وطالما بقينا ملتصقين بالحق، إنّا منتصرون.

*إنَّ الآراء الواردة في هذا المقال، لا تعبّر بالضّرورة عن رأي موقع arabic.khamenei.ir