بعد مرور أكثر من 40 عاماً على بداية الهجوم العسكري لصدام حسين على إيران، تُعدّ ذكريات النساء اللواتي كان لهنّ أدوار بطرق مختلفة في الدفاع عن الثورة الإسلامية والجمهورية الإسلامية خلال ثماني سنوات من «الدفاع المقدس» من أجمل المرويات والمذكرات عن تلك المرحلة. ومذكرات أمهات الشهداء من جملة هذه المذكرات التي تروي أمومتهن مع الثبات والصبر وكفاح أمهات الشهداء أيضاً.

كتاب «ابكي وحدكِ» هو من جملة هذه الآثار التي تتناول قصة والدة شهيد مجهولة صارت نموذجاً يحتذى بعد الحرب. هذا العمل هو مذكرات عن حياة أشرف السادات منتظري، والدة الشهيد محمد معماريان، التي نشرتها دار «حماسه ياران» للنشر. سعى هذا العمل، الذي كتبته أكرم إسلامي، أن يرسم صورة قصيرة لكن ذات مغزى عن حياة المرأة التي ترعرعت في أجواء الثورة الإسلامية وصارت مؤثرة.

جزء من مذكرات «ابكي وحدكِ» اختصّ للنضالات الثورية للسيدة أشرف السادات منتظري في مدن مثل قم وطهران. في هذا الجزء من الكتاب، نرى لمحة عامة عن صورة المرأة، وهي مثال عن نساء في الخمسينيات والستينيات من القرن الثالث عشر الهجري الشمسي (السبعينيات والثمانينيات في القرن التاسع عشر الميلادي)، وهن النساء اللواتي أدّين دوراً لا يمكن إنكاره في انتصار الثورة الإسلامية. من هذا الجزء وبعده، يشهد المخاطب التحوّل الروحي لشخصية الكتاب. تحوّل حدث في أجواء الثورة الإسلامية وبسبب وجود الإمام (قده) كما جرى مع جزء كبير من المجتمع الإيراني في ذلك الوقت.

الجزء الآخر من الكتاب، وهو أيضاً مركز ثقل العمل، مخصص لذكريات الراوية أثناء «الدفاع المقدس» واستشهاد ابنها الشهيد محمد معماريان. ذكريات «ابكي وحدكِ» لا تنتهي هنا. فالكاتبة تُظهر صورة أخرى للمرأة بالمستوى نفسه في الثورة الإسلامية، إذ تواصل نشاطها الاجتماعي بعد الحرب أيضاً، وتسعى في إطار مجموعات خيرية إلى ألّا يبهت دورها الذي أدته قبل الثورة وأثناء الحرب، ومواصلة نشاطها البنّاء.