كل شبرٍ من أرض فلسطين قطعةٌ من بلاد المسلمين

إنّ أهل الفِكْر والقلم والفنّ والأشخاص الذين لديهم جميعاً أدنى علاقة بالإعلام – في كلّ أقطار العالم – لا بد أن يشعروا بواجبهم تجاه هذه القضية ويؤدّوه. بعد الحرب العالميّة الثانية، صنع اليهود في أنحاء العالم كافة مئات الأفلام وربما الآلاف ليبرِزُوا أنّهم كانوا مظلومين وأنّ من كان مقابلهم ظالم، بغضّ النظر أكان ما في تلك الأعمال صادقاً أم لا. للأسف، لا بدّ أن نعترف أنّ أهل الفكر عندنا والأشخاصَ القادرين على أداء تلك المهمات مقصّرون. يجب أن نبرز القضية الفلسطينية بحقيقتها كما هي على مستوى العالم، ومن أجل هذا العمل ينبغي استثمار الطاقات وبذل الجهد والعمل. هذه هي النقطة التي قد غفلنا عنها.

بالنسبة إلى القضية الفلسطينية إنّ الهدف هو استنقاذ فلسطين، ما يعني محو «دولة إسرائيل»، ولا فرق عندنا بين الأراضي المحتلة قبل عام 1967 وبعده، إذ إنّ كل شبرٍ من أرض فلسطين هو قطعةٌ من بلاد المسلمين، وإنّ كل حاكميّةٍ غير حاكميّة الشعب الفلسطيني وحاكمية المسلمين على أرض فلسطين هي حاكميّة غاصبة، وهذا الكلام هو عينُ ما قاله الإمام (الخميني) الراحل العظيم: «يجب أن تُمحَى إسرائيل». وبالنسبة إلى يهود فلسطين، فإنْ قبلوا الحكومة الإسلامية، يمكنهم أن يعيشوا هناك. إنّ موضع بحثنا ليس عن معاداة اليهوديّة، وإنما القضيّة تدور حول غصب بلاد المسلمين. لو لم يكن رؤساء المسلمين وزعماؤهم منقادين إلى تأثير القوى العالميّة، لكان بإمكانهم أنّ يفعلوا هذا الأمر، ولكنهم – للأسف – لم يفعلوا.

04/12/1990

عرض حقائق القضية الفلسطينية بصورة معاكسة

إنّ المؤامرة الكبرى هي في عرضهم حقائقَ القضية الفلسطينية بصورة معاكسة. فذلك الشخص الذي يتحرك للدفاع عن بيته وحقه وأرضه ووطنه يُقدم في صحف الاستكبار العالمي ووسائل إعلامه المرتبطة بالصهيونية أنه إرهابي! المصيبة الكبرى أن هذه الجرائم والمصائب تُرتكب بحق هذا الشعب بتأييد وقبول من هذا العالم «المتحضر». إن هذا العالم - وفق الاصطلاح - «المتحضر»، الذي يدعي الدفاع عن حقوق الإنسان، يقف إلى جانب أولئك الذين تجاهلوا الحقوق الإنسانية والإلهية والشرعية كافة لهذا الشعب.

19/10/1991

 الانقسامات القوميّة تعيق وحدة كلمة المسلمين

إنّ أعداء الإسلام كانوا جادّين دوماً في إقامة الحواجز القومية والمذهبية بين المسلمين من أجل إبعادهم عن توحّدهم ثم السيطرة على مقدّراتهم.

في بدايات أعوام الاحتلال لفلسطين، نهض علماء مجاهدون مثل الشيخ عز الدين القسام والحاج أمين الحسيني فرفعوا صوتهم يستنصرون المسلمين لإنقاذ الوطن السليب، وأصدر المرجع الديني الكبير يومذاك الشيخ محمد حسين كاشف الغطاء حكمَ الجهاد ضد الصهيونية، لكن الطابع الإسلامي للقضية خفّ باستمرار لتنحصر في الإطار القومي.

24/04/2001

فلسطين جبهة‎‎ واسـعـة لجهاد العالم الإسلامي ضد المـستـكبـريـن

إخوتي وأخواتي، إنَّ شـعـب فلسطين‎‎ اليوم يتحرك في ميدان جهاد صعـب وطويل الأمد، ولا يقتصر هذا على جهاد فلسطين فحسب وإنما هو جزء بارز من الجبهة‎‎ الواسـعـة لجهاد العالم الإسلامي ضد المـستـكبـريـن والمعتدين‎‎ والسفّاحين والغزاة. لقد وعى‎‎ العالم الإسلامي وعـاد شعـار الحاكمية‎‎‎ الإسلامية في الأقطار الإسلامية جميعاً يـحتـل المـرتبـة الأولـى بيـن الـشبـاب والجامعيين‎‎ والمثقفين فـي هـذه الأقـطار، وعادت إيران الإسلاميـة، التـي تـطرح وتـنفـذ فكـرة‎‎ «السيادة الشعبيّة الدينية»، تقوى وتتقدم‎‎ يوماً بعد يـوم، كمـا عاد الإسلام‎‎ الأصيـل، الـذي رآه الإمـام الخميني (قده) منزّهاً عن‎‎ التهجيـن والانحراف والجمـود والتـحجـر، يـمتـدّ فـي الساحات السياسية لكثير من الأقطار ويعمّق جذوره‎‎ في‎‎ شرقي العالم الإسلامي وغربيه. إنَّ المذاق المرّ والمسموم لليبرالية الديمقراطية‎‎ الغربية التـي عمـل الإعـلام الأمريكي‎‎ بكل خبث على تقديمها علاجاً شافيـاً قد بثّ الوهن فـي روح الأمـة‎‎ الإسلاميـة وجسدها وأحرق قلبها.

14/04/2006

موقع الكيان الصهيوني أكثر تزلزلاً مع مرور الوقت

لقد مرّ اليوم ستون عاماً على احتلال فلسطين. وطوال هذه المدّة وُضعت وسائل القوّة الماديّة كافة في خدمة المحتلّين، ابتداءً من المال والسلاح والتقنيّة، إلى المساعي السياسيّة والدبلوماسيّة، إلى الشبكة الضخمة للإمبراطوريّة الخبريّة والإعلاميّة.

رغم هذه الجهود الشيطانيّة الهائلة والمحيّرة، لم يتمكّن الغاصبون ولا حماتهم من حلّ المشكلة في مشروعيّة الكيان الصهيوني. ليس هذا فحسب، بل ازدادت هذه المشكلة تعقيداً وصعوبة [عليهم] مع مرور الوقت.

ممّا يدلّ على هذا التزعزع والغموض في موقفهم أنّ الأجهزة الإعلاميّة الغربيّة والصهيونيّة والحكومات الداعمة للصهيونيّة لا تتحمّل مجرّد طرح سؤال أو إجراء بحث ودراسة حول الهولوكوست التي اتُخذت ذريعة لاغتصاب فلسطين. لقد صار الكيان الصهيوني اليوم أمام الرأي العام العالمي في حالة هي أسوأ من أيّ وقت مضى من تاريخه الأسود، كما صار التساؤل عن مبرّر وجوده أكثر جدّية من أيّ وقت.

إنّ موجة الاحتجاج العالميّة العفويّة التي انطلقت ضدّ هذا الكيان على نحو لم يسبق له مثيل، والتي اجتاحت العالم من شرقي آسيا إلى أمريكا اللاتينيّة، والمظاهرات الجماهيريّة التي قامت في 120 بلداً من بلدان العالم بما في ذلك البلدان الأوروبيّة التي هي المنبت الرئيسي لهذه الشجرة الخبيثة، دفاعاً عن المقاومة الإسلاميّة في غزة، وعن المقاومة الإسلاميّة اللبنانيّة خلال حرب 33 يوماً، كلّ ذلك إنْ دلّ على شيء، فإنّما يدلّ على ظهور مقاومة عالميّة ضدّ الصهيونيّة بما لم يسبق له مثيل في الجديّة والانتشار طوال الأعوام الستّين الماضية. إذن، يمكن القول إنّ المقاومة الإسلاميّة في لبنان وفلسطين قد نجحتا في إيقاظ الضمير العالمي.

04/03/2009

لم يجرِ تصوير حتى 1% من الفاجعة الإنسانية في فلسطين

مضت على فاجعة اغتصاب فلسطين أكثر من ستة عقود. وجميع المسببين الرئيسيين لهذه الفاجعة الدامية معروفون، وفي مقدمهم الحكومة البريطانية المستعمرة التي استخدمت سياستها وقواها العسكرية والأمنية والاقتصادية والثقافية وسائر الحكومات الغربية والشرقية المستكبرة من بعد ذلك لخدمة هذا الظلم الكبير. لقد طُرد الشعب الفلسطيني المشرد تحت وطأة قبضات المحتلين التي لا تعرف الرحمة، وقُتل وأُخرج من موطنه ودياره. وإلى اليوم، لم يجرِ تصوير حتى واحد بالمئة من الفاجعة الإنسانية والمدنية التي وقعت على يد أدعياء التحضّر والأخلاق في ذلك الحين، ولم تحظَ بنصيب من الفنون الإعلامية والمرئية، فهذا ما لم يشأه كبار أرباب الفنون التصويرية والسينمائية والتلفزيونية والمافيات الغربية لإنتاج الأفلام، ولم يسمحوا به. شعب كامل قُتل وتشرّد وسط صمت مطبق!

01/10/2011

تزعزع أركان الكيان المحتلّ جرّاء المشعل الوضّاء للمقاومة

إنّ الشعب الفلسطيني الكبير، الذي يتحمّل بمفرده الأعباء الثقيلة لمواجهة الصهيونية العالمية وحماتها العتاة، منح الفرصة صابراً محتسباً، ولكن قوياً صامداً، لكل الأدعياء ليختبروا ادعاءاتهم ويجرّبوها. يوم طُرحت مشاريع الاستسلام بجديةّ تحت طائلة الزعم الباطل الذي يدعو إلى «النظرة الواقعية» وضرورة قبول الحد الأدنى من الحقوق للحؤول دون تضييعها، مَنح الشعب الفلسطيني، وحتى كل التيارات التي كان قد ثبت لديها مسبقاً خطأ هذه الرؤية، الفرصةَ لها. طبعاً أكدت الجمهورية الإسلامية في إيران منذ البداية خطأ هذا النوع من الأساليب الاستسلامية ونبّهت إلى آثارها الضارّة وخسائرها الجسيمة.

إن الفرصة التي مُنحت لمسيرة الاستسلام كانت لها آثار مخرّبة في مسار مقاومة الشعب الفلسطيني وكفاحه، غير أن فائدتها الوحيدة هي إثبات أنه لا صحة لفكرة «النظرة الواقعية» على الصعيد العملي، بل إن طريقة ظهور الكيان الصهيوني كانت على النحو الذي لا يمكنه معه أن يكفّ عن نزعته التوسعية وقمعه وسحقه لحقوق الفلسطينيين، لأن وجوده وهويته رهن بالقضاء التدريجي على هوية فلسطين ووجودها، ذلك أن الوجود غير الشرعي للكيان الصهيوني لا يمكنه الاستمرار إلّا على أنقاض هوية فلسطين ووجودها.

لهذا إنّ الحفاظ على الهوية الفلسطينية وحماية ملامح وعلامات هذه الهوية الحقيقية الطبيعية كلها كان أمراً واجباً وضرورياً وجهاداً مقدساً. وما دام عالياً وصامداً اسم فلسطين وذِكر فلسطين والمشعل الوضّاء للمقاومة الشاملة لهذا الشعب، لن يكون من الممكن لأركان الكيان المحتلّ أن تتعزّز.

21/02/2017