... ما أجد من الضروري أن أؤكده هو منزلة الممرضين. لديّ إصرار على قول هذا الموضوع وتكراره مراراً حتى يعرف الجميع أن الممرض ليس مجرّد قوة خدماتية، بل قوة تمنح الحياة. حقاً عندما يتدبّر المرء في الخدمات الطبية يجد أنه لا بد من تعريف دور الممرض دوراً من الدرجة الأولى. إذا كان هناك طبيب جيد ومستشفى جيد، ولكن ليس هناك ممرضون جيدون، فليس ثمة ما يضمن أن المريض سيتعافى. أما إذا افترضنا أن الظروف غير جيدة جداً لكن هناك ممرض رؤوف فوق رأسه، فهناك إمكانية للتعافي لذلك المريض، بمعنى أن مسألة التمريض هي بهذه الأهمية. هذا ما يجب أن يعرفه الجميع. الممرضون أنفسهم ينبغي أن يلتفتوا إلى هذه المنزلة والمكانة المهمة والسامية وأن يعرفوا قدر أعمالهم... وكذلك الناس والمسؤولون. هذا جانب من القضية. والجانب الآخر أن هناك الضغط الكبير الذي يقع على الممرض. فالطبيب عنصر مسؤول تجاه المريض، وبالفعل الخدمة الطبية قيّمة للغاية ولا تُقدّر بثمن، ولكن بالقدر الذي يقبع فيه ممرضُ المريض تحت الضغط النفسي والعصبي لا يقع الطبيب تحت ذلك المقدار من الضغط إطلاقاً. أن تسمع آهات المريض وأنّاته، وتسمع شكواه، وأن تعرف مشكلته، وأن تخدمه باستمرار، وتعتني به... هل مثل هذه الأعمال مزحة؟ إذا جلس المرء بجانب مريض ساعتين بالتزام، فحينئذٍ يدرك ما يعانيه الممرض الذي من المفترض أن يتعامل مع مرضى مختلفين لساعات ليلاً ونهاراً.