أكّد الأمين العام لحزب السيد حسن نصر الله في كلمة له عصر الجمعة 20/05/2021 في الذكرى السنوية السادسة لاستشهاد الشهيد القائد السيد مصطفى بدر الدين "السيّد ذو الفقار" أنّه كان أحد رموز جيل بكامله جيل مؤمن ومجاهد وثائر في لبنان والمنطقة، مشيراً إلى أن الشهيد بدر الدين حمل كلّ الأوسمة مجاهداً وأسيراً وجريحاً، إلى أن استشهد وقضى عمره في مواجهة الصهاينة والتكفيريين.

وتناول السيّد نصر الله شخصية الشهيد بدر الدين موضحاً أنّه مجاهد وقائد جهادي وشهيد قضى عمره في مواجهة الاستكبار، كما لفت إلى أن السيد مصطفى كان يملك شخصية قيادية فذة وإيمان ووعي وبصيرة وفهم استراتيجي وشجاعة عالية وحماس، وكان حاضراً باسمه «ذوالفقار» في ساحة فلسطين وساحة لبنان وساحة سوريا.

وأوضح السيّد نصر الله أن الشهيد ذو الفقار أصبح معروفاً من خلال كل التقارير الإضاءة على شخصيته، وتابع: "حمل الشهيد بدر الدين كلّ الأوسمة مجاهداً وأسيراً وجريحاً، إلى أن استشهد وقضى عمره في مواجهة الصهاينة والتكفيريين.. الشهيد بدر الدين هو أحد رموز جيل بكامله، جيل مؤمن ومجاهد في لبنان والمنطقة، كما الحال بالنسبة لإخوة كثيرين مثل الشهيد القائد عماد مغنية، وهو الذي كان حاضراً باسمه ذو الفقار في كل الساحات.. أي ساحات فلسطين ولبنان وسوريا".

ولفت السيد نصر الله إلى أن عملية انصارية كانت بقيادة مشتركة من الشهيدين القائدين مصطفى بدر الدين والحاج عماد مغنية، مشيراً إلى أن القائد بدر الدين كان حاضراً في المعركة الكونيّة على سوريا، ومعركة القصير اسست لتحرير المناطق الحدودية بين سوريا ولبنان، وفي معركة السيارات المفخخة والذهاب إلى عمق الجماعات التي تفخخ وترسل السيارات كان السيد ذو الفقار هو القائد ورأس الحربة.

النكبة لم تكن نكبة فلسطين فقط

وفي جانب آخر من حديثه، أشار السيّد نصر الله إلى أن نكبة 15 أيار 1948 لم تكن نكبة فلسطين فقط بل نكبة كل العرب وهي حادثة لا تنتهي مصائبها ولا آلامها، مؤكداً وأكّد أن الشعب الفلسطيني حسم خياره منذ وقت طويل، وهو اليوم حاضر في الميادين والساحات، وقال: "أنا اعتقد أن إيمان الأغلبية الساحقة من الشعب الفلسطيني بخيار المقاومة الآن أقوى من أيّ زمن مضى"، وسأل سماحته "لو قُدّر لهذا الاحتلال أن يستمر، ولم تكن هناك مقاومة، ماذا يمكن أن يكون وضع لبنان خلال عشرات السنين الماضية وحاضر لبنان؟، أي نكبة يمكن أن يعيشها لبنان الشعب اللبناني لولا المقاومة ؟".

ورأى سماحته أنّه "كما انتظر الشعب الفلسطيني والشعوب العربية من 1948 إلى 1967 إلى اليوم، كان المطلوب من الشعب اللبناني انتظار استراتيجية عربية موحدة من أجل تحرير لبنان من الاحتلال الصهيوني، وميزة جيل السيد مصطفى بدر الدين الذي لم ينتظر دولاً عربية ومنظمات إسلامية ومجتمعاً دولياً ومجلس أمن دولي بل المقاومة في لبنان بدأت منذ الساعات الأولى للاجتياح.. من قلب المواجهة الأولى المباشرة مع العدو من الميدان خرجت المقاومة وحاربت العدو". لافتاً إلى أن عدداً من الذين قاتلوا في معركة خلدة، تولوا المواقع القيادية والعسكرية الأساسية في المقاومة.

وأضاف السيد نصر الله: لا يتوهمنّ أحد أن العالم العربي قادر على حماية لبنان وهو لم يستطع أن يحمي فلسطين عندما كان قويا ومقتدراً، والذي يحرر ويحمي هو شعبنا وإرادتنا ومقاومتنا ووعينا وثقتنا واتكالنا على الله وسواعدنا وهذا الجمهور الشريف والمبارك والمضحي، فالمقاومة بكل فصائلها وقواها هي التي أسقطت اتفاقية 17 ايار.

خيار المقاومة قد انتصر خلال 40 عام

وأوضح السيّد نصرالله أنه على مدى أربعين عاما كانت خياراتنا وخيارات فريقنا السياسي هي الصائبة وهي التي انتصرت، والذين أيّدوا الجماعات المسلحة في سوريا ودعموها وأرسلوا مقاتلين لم يكن لديهم جرأة الاعلان عن ذلك، مشيراً إلى أن حزب الله من جملة القوى اللبنانية التي قدمت تضحيات جسام، من أجل عزة هذا الوطن وسيادته وهناءت شعبه، ونحن أكثر ناس نشعر بأننا معنيين بهذا البلد ونحن أكثر ناس ليس لدينا جوازات سفر ثانية ونحن هنا ولدنا وهنا ندفن، لا في حرب عسكرية مثل 2006 ولا تآمر دولي يمكن أن يجعلنا نضعف أو نتراجع، نحن أكثر المعنيين بالحفاظ على البلد وهويته، ونحن ذاهبون في لبنان إلى وضع فيه تحديات كبيرة جداً.

وقال سماحته أن الانتخابات النيابية انتهت وعلى الجميع أن يبادر إلى العمل وهناك استحقاقات مهمة وتحديات كبيرة وخطيرة جدّاً، وأضاف: "استمعت خلال اليومين الماضيين لبعض الخبراء الاقتصاديين العالميين يقولون إن 64 دولة متجهة إلى الانهيار من بينها لبنان ومن بينها دول مطبّعة مع "إسرائيل".. إحدى هذه الدول المطبّعة مع "إسرائيل" بدأت ببيع ممتلكات الدولة وأصولها.. هذا يتطلب حركة طوارئ للمجلس النيابي والحكومة الجديدة التي ستتشكل، فهذه هي الأولويات".

جدية العمل على استخراج النفط والغاز

وأكّد السيد نصر الله موضوع الانفتاح شرقاً وغرباً وعدم الخضوع لرضى وغضب أميركا وضرورة ترتيب وإعادة العلاقات مع سوريا بسرعة.. موضحاً أن أكثر بلد يمكن أن يستفيد من ترتيب العلاقات مع سوريا هو لبنان.

وختم السيد نصر الله كلمته مؤكداً جدية العمل على استخراج النفط والغاز خصوصاً في البلوكات الجنوبية، فاستخراج النفط هو باب الأمل الأساس للخروج من أزمتنا لا التسول وقروض البنك الدولي، معتبراً أن "أوضح السبل وأهمها وأشرفها وأكرمها أن نمد يدنا إلى كنزنا ‏الوطني الموجود في مياهنا ونقوم باستخراجه وبيعه".