أكّد الأمين العام لحزب الله، السيد حسن نصر الله، في كلمة له في الذكرى الـ 17 لانتصار تموز 2006، أنّ انتصار تموز 2006 هو "انتصار تاريخي للمستقبل"، لافتاً إلى أنّ "المشهد العظيم، في مثل هذا اليوم من عام 2006، كان العودة الشجاعة والسريعة للناس، والتي ثبّتت الانتصار العسكري".

ولفت السيّد نصر الله إلى أن مشهد عودة قوافل السيارات على كل الطرقات عبّر عن ثبات شعبنا في الموقف وتمسكه بالأرض وعن التزامه الحاسم بخيار المقاومة مهما عظمت التضحيات، مؤكّداً أنّه "في هذه الحرب وعلى مدى 33 يومًا شهدنا كيف يدافع الله عن الذين آمنوا وتحقيق الوعد الإلهي بالنصر".

انتصار تموز 2006 هو انتصار تاريخي للمستقبل

وبيّن الأمين العام لحزب الله أنّه "لولا البناء على نتائج حرب تموز 2006، لما تحقّقت الانتصارات لاحقاً، فهذا الانتصار هو انتصار تاريخي للمستقبل"، لافتاً إلى أنّ "لبنان اليوم أمام مرحلة جديدة هي من نتائج هذه الانتصارات".

وأوضح، في السياق، أنّ "عملية ترسيم الحدود البحرية وبدء التنقيب ما كانت لتتحقق لولا البناء على نتائج حرب تموز في عام 2006".

وأوضح أن ما يمنع العدو من الانتقاص من حقوق لبنان هو فهمه أن أيّ محاولة ستُقابل برد الفعل القوي الذي سيجعله نادمًا، وما يمنعه أيضًا من الانتقاص من حقوق لبنان في ثرواته الطبيعية هو قوة لبنان، مشددًا على أن الضمانة الحقيقية للحفاظ على حقوق لبنان وثروته النفطية هو احتفاظه بكل عناصر القوة وفي مقدمها المقاومة.

العدو انتقل من الهجوم إلى الدفاع

وبيّن السيد نصر الله أن "وضعية الجبهة الداخلية في الكيان الصهيوني كانت قبل حرب تموز 2006 غالبًا بمنأى عن كلّ الحروب، لكن المقاومة في 2006 جعلت هذه الجبهة الصهيونية جزءًا من الحرب، وأضاف: "إنّ الصهاينة، بعد عام 2006، أضافوا عنصراً رابعاً إلى العقيدة الأمنية، متمثِّلاً بالدفاع والحماية، بحيث اضطروا إلى التفتيش عن منظومات اعتراض الصواريخ، وعملوا جهداً كبيراً، وأنفقوا بصورة هائلة".

ولفت الأمين العام لحزب الله إلى أنّ “العدو انتقل من الهجوم ومن كونه صاحب المبادرة الى أن يكون في موقع الدفاع"، معتبرًا أن الأهم في الجبهة الداخلية هو عدم استعداد مستوطني ومستعمري ومحتلي هذه الأرض للتضحية وتحمل التبعات.

وشدد السيد نصر الله على أنه منذ عام 2006 بدأ التراجع والضعف والوهن يسري في الجيش الصهيوني، ومنذ العام 2006 يجري العدو مناورات للجبهة الداخلية للتحقق من جاهزيتها وكل التقارير تقول، إنها ليست كذلك.

وتساءل السيد نصر الله، "هل استطاعوا ترميم قوة الجيش الصهيوني بعد 17 سنة من الترميم والمناورات؟، بالتأكيد لا، فالكثير من جنرالات العدو المتقاعدين والفعليين ووزراء يتحدثون عن الحالة الصعبة التي وصل إليها الجيش "الإسرائيلي".

"الإسرائيلي" أسوأ حال نسبة لأي زمن مضى

كما أكد السيد نصر الله أن محور المقاومة أمسك بزمام المبادرة بنسبة كبيرة و"إسرائيل" اليوم تختبئ خلف الجدران، والجيش "الإسرائيلي" اليوم في أسوأ حال نسبة لأي زمن مضى، وهو يعاني من ضعف الروح القتالية وانعدام الثقة بين العناصر والقادة ومع المستوى السياسي وضعف الإقبال على الوحدات القتالية وغياب الإنجازات البرية ومحاولة الاقتحام الفاشلة في غزة شاهدة على ذلك.    

وأكد السيد نصر الله أن العدو "الإسرائيلي" اليوم هو أضعف بكثير مما كان عليه، والمقاومة ومحورها اليوم أقوى بكثير مما كانا عليه، مشددًا على أنه إذا تطورت المعركة إلى معركة مع محور المقاومة فلن يبقى شيء اسمه "إسرائيل".

الحرب مع لبنان تعني عودتكم أيضاً إلى العصر الحجري

ورداً على التهديدات الإسرائيلية بتدمير لبنان وإعادته إلى العصر الحجري، هدّد السيد نصر الله قادة "إسرائيل" قائلاً: "إذا ذهبتم إلى الحرب مع لبنان، فستعودون أنتم إلى العصر الحجري".

وأكّد الأمين العام لحزب الله أنّ "محور المقاومة أمسك زمام المبادرة بنسبة كبيرة، وإسرائيل اليوم تختبئ خلف الجدران"، مضيفاً أنّ "العدو يستطيع أن يحسب عدد الصواريخ الدقيقة التي تحتاج إليها المقاومة من أجل استهداف بنيته التحتية الأساسية".

وفي جانب آخر من حديثه توجّه السيّد نصر الله إلى كلّ الشهداء، وتابع: كما ونتوجه بالشكر للناس والجمهور والشعب والبيئة الحاضنة والمقاتلين والمؤسسات العسكرية والأمنية والجرحى والشهداء والاحتضان الرسمي والشعبي ودعم إيران وسورية وتعاطف العالم الإسلامي"، وأضاف "نتوجه بالشكر لكل الذين ساهموا في صنع هذه الملحمة والأسطورة على مدى 33 يومًا".    

وفي بداية حديثه لفت الأمين العام لحزب الله إلى أن ذكرى الانتصار العزيزة هذه السنة تلتقي مع شهر محرم، والذي شهد في العاشر منه واقعة كربلاء العظيمة، أضاف أنّه من واجبنا التقدّم بالتعازي بشهداء التفجير في باكستان وفي البادية السورية وفي شيراز الإيرانية، معتبرًا أنّ هناك ـ على ما يبدو ـ "قرارًا أميركيًا بعودة تنظيم "داعش" الإرهابي إلى العمل في العديد من الساحات.