رأى قائد الثورة الإسلامية، الإمام الخامنئي، في لقاء مع أعضاء الحكومة الـ13 عُقد صباح اليوم في ذكرى استشهاد الشهيدين رجائي وباهنر وبمناسبة أسبوع الحكومة، أن طلب رضا الله والعمل من أجل الناس هما «السمتان الأساسيتان لهذين الشهيدين الجليلين». وقال سماحته: «كان الشهيدان العزيزان بتوجّههما الثوريّ والإلهيّ يعدّان العمل من أجل الناس يؤدي إلى نيل الرّضا الإلهي، وقد ألقى هذا الهدف الأساسي بظلاله على أعمالهما وتعييناتهما وأدائهما كافة، ولذلك يجب أن تكون كلمة السر للحكومات جميعاً في النظام الإسلامي نيل الرضا الإلهي والعمل من أجل الناس».  
الإمام الخامنئي أشاد بأنشطة الحكومة في السياسة الخارجية بما في ذلك سياسة التواصل مع الجيران. وقال: «يجب ألا يكون لدينا خلاف مع أيٍّ من جيراننا، ومهما كان الخلاف، فليتحول إلى تعاون... لقد اتُّخذت خطوات ما في هذا الصدد ولا بد أن تستمر».  
ووصف سماحته العلاقات مع الحكومات كافة التي ترغب في العلاقة مع إيران «عدا بعض الاستثناءات القليلة» من «السياسات الصائبة للحكومة الثالثة عشرة». وقال: «كانت العضوية في اتفاقيتين دوليتين عملاً بالغ الأهمية أيضاً، ما يدل على أن البلاد في وضع يرغب معه مؤسسو الاتفاقيات الدولية بل يصرون أحياناً على التواصل مع إيران، وبناء على حساباتهم وبالنظر إلى حقائق إيران يرون التواصل مع بلدنا ضرورياً».

وذكر قائد الثورة الإسلامية أن من الضروري التعرف إلى فرص التواصل مع مختلف الدول والاستفادة منها في التوقيت المناسب. ومع الإشارة إلى وثائق التعاون المتعددة والطويلة الأمد للحكومة مع بعض الدول، رأى سماحته أن من المهم إيصال هذه الوثائق والاتفاقات إلى النتيجة، «وينبغي ألّا تبقى حبراً على ورق فقط».  
بشأن رأي بعض العناصر السياسية التي تعدّ العلاقة مع العالم مقتصرة على علاقة دافئة وودية مع عدد محدود من الدول الغربية، قال سماحته: «هذه النظرة مخطئة ورجعية وتعود إلى ما قبل مئة عام عندما كانت بعض الدول الأوروبية هي المتسلطة في العالم، وأما اليوم، فيجب التخلي عن هذه النظرة البالية والرجعية، وإدراك أن التواصل مع العالم يعني التواصل مع أفريقيا وأمريكا الجنوبية وآسيا التي تشكل المصادر الهائلة للثروة البشرية والطبيعية»، مستدركاً: «المعيار للتواصل الدولي هو المصالح والعزة الوطنية، وفي التواصل أيضاً، ينبغي ألا يكون كل من الهيمنة والرضوخ لها».

وصنّف الإمام الخامنئي قضية معيشة الناس من «القضايا المهمة جداً». وقال: «المشكلات المعيشية مثل غلاء المسكن والإيجار تجعل الأعمال الجيدة والشاقة كافة التي تنجزها الحكومة تتأثر سلباً وتبقى بعيدة عن الأنظار».  
لهذا، رأى سماحته أن الهدف الأساسي من مختلف أنواع الحظر هو معيشة الناس وأخذها رهينة، مضيفاً: «تُنفّذ الآن بعض الأعمال لرفع الحظر وبعض المفاوضات، وتلك محفوظة في محلّها وهي أعمالٌ صائبة أيضاً، لكن إلى جانبها لا بدّ أن يكون هناك خطٌّ موازٍ هو إبطال مفعول الحظر».    
وأشار قائد الثورة الإسلامية إلى إحصاءات المسؤولين بشأن انخفاض التضخم منذ بداية الحكومة. وقال: «هذا الانخفاض جيد لكنه ليس كافياً، لأن استمرار التضخم أرقاماً عشريّة بضع سنوات متتالية أمر غير مناسب، وينبغي بذل الجهود لخفضه قدر الإمكان».  
في جزء آخر من اللقاء، أشار الإمام الخامنئي إلى أعمال الحكومة في القطاعات الإدارية، مشيداً بالحضور بين الناس. وقال: «ليس من حقّنا أن نتحدث مع الناس من موضع عالٍ وبتكبّر لأننا لسنا شيئاً أساساً، والموجود هو للناس، وإذا تم تكليفنا مسؤولية أيضاً، فأولاً الناس هم مصدر التكليف، وثانياً كل هذا من أجل خدمتهم».  
وعدّ سماحته بساطة العيش والمواقف الثورية والروح الجهادية والاستفادة من الشباب في مختلف المراتب الإدارية من بين الأعمال الأخرى الجديرة بالثناء على الحكومة. كما نبّه المسؤولين إلى الحفاظ «على الزي الشعبي الذي يعدّ قيّماً جداً... كذلك زيدوا الحوار مع النخب والخبراء بقدر ما تستطيعون».
 
في الختام، أعرب قائد الثورة الإسلامية عن أمله في أن تتضاعف نجاحات الحكومة «بتوفيق من الله خلال المدة المتبقية من المسؤولية».  
في بداية هذا اللقاء، قدم رئيس الجمهوية والنائب الأول للرئيس ووزير الطاقة تقارير عن أعمال الحكومة.