أكّد قائد الثورة الإسلاميّة الإمام الخامنئي في كلمة له في لقاء القائمين على المؤتمر الوطني لتكريم شهداء محافظة لرستان في حسينيّة الإمام الخميني (قدّس سرّه) في تاريخ 25/10/2023، أنّ قضيّة غزّة قضيّة مظلوميّة من جهة، وقضيّة اقتدار من جهة أخرى، مضيفاً: «في رأيي، ينبغي لكل مَن يتحدث عن غزة أن يتحدّث أيضاً عن صبر الناس والمجاهدين واقتدارهم، وإلّا سوف يُظلم هؤلاء».

في ما يلي، تقرير موقع KHAMENEI.IR الإعلامي يتضمّن سلسلة من المقابلات القصيرة مع جملة من الشخصيات العربيّة والإسلامية تحت عنوان «المقتدرة المظلومة».

 

الشيخ نبيل الحلباوي: فرصة تاريخية نادرة لاستعادة فلسطين من البحر إلى النهر

إمام حرم السيدة رقية (عليها السلام) ونائب رئيس مجمعها اﻷكاديمي، سماحة الشيخ نبيل الحلباوي، لفت إلى حديث الإمام الخامنئي عقب عملية «طوفان الأقصى»، قائلاً: لقد قالها سماحة السيد القائد الإمام الخامنئي (دام ظله وحفظه الله تعالى)، ونِعم ما قال وما أوجز، وما أبرع ما قال حين قال تعقيباً على «طوفان الأقصى» هذه الملحمة البطولية الاستثنائية المصيرية إنها هزيمة عسكرية وأمنية للكيان الصهيوني لا يمكنه ترميمها.

وتابع الشيخ الحلباوي قائلاً: وفي هذا الكلام من عمق التحليل ومن البصيرة ومن الاستشراف ومن الاستلهام لـلقرآن الكريم ما فيه، وفيه إشارة إلى أنّ هذا الحدث سيكون مقدّمة هذا الكيان الصهيوني وانكساره وزواله عمّا قريب، ثمّ فيه تحفيز للمؤمنين الأبطال في محور المقاومة جميعاً أن يستفيدوا من هذه الفرصة وأن يطوّروا الصراع مع العدو، مستفيدين من هذه الفرصة التاريخية النادرة ليتخلّصوا في المنازلة الكبرى من هذا العدو، ولنستعيد فلسطين من البحر إلى النهر حرّة كريمة عزيزة، ولنصلّي في القدس، إن شاء الله.

 

الشيخ أحمد القطان: واجبنا يا علماء الأمّة أن ننصر أهلنا في غزّة

من جانبه، توجّه رئيس جمعية «قولنا والعمل»، سماحة الشيخ الدكتور أحمد القطان برسالة إلى أهل غزّة، قائلاً: إن الله تبارك وتعالى معكم يا أهل غزة، لن يخذلكم الله عزّ وجلّ، ولن يخذلكم الشرفاء على امتداد العالم. إذا خذلكم بعض الحكّام والأنظمة، فكونوا على يقين أن معظم الشعوب العربية والإسلامية، بل وشعوب أحرار العالم، معكم، فاثبتوا وقاوموا هذا العدو الذي يريد أن يستأصل شأفتكم، وأن يقضي على وجودكم في غزة، ولن يكون له ما يريد، فإنّ نصر الله تبارك وتعالى لكم قريب، بإذن الله عزّ وجلّ.

وتوجّه الشيخ القطان برسالة إلى العلماء قائلاً: رسالتنا لكل العلماء على امتداد العالم: يا علماء الأمة، واجبنا أن ننصر أهلنا في غزة، وأن نكون إلى جانبهم وأن نقول للشعوب العربية والإسلامية كلها إنَّ نصرة أهلنا في غزة هو واجب شرعي على المسلمين كلهم، سنّة وشيعة، بل على أحرار العالم كلهم، فلذلك كونوا يا علماء الأمة كما أمر الله سبحانه وتعالى وانصروا أهلكم في غزة هاشم. نقول للمجاهدين نحن نقبّل أياديكم ونقبّل جباهكم ونقبّل أرجلكم على ما تفعلونه من الدفاع عن كرامة الأمّة وشرفها، فإنّ جهادكم هو دفاع عن شرف هذه الأمة كلها وكرامتها، لذلك نحن على يقين أن الله تبارك وتعالى، كما نصركم في عملية «طوفان الأقصى»، سينصركم عزّ وجلّ بطرد الغزاة المحتلّين، وبزوال هذا الكيان المؤقت قريباً - بإذن الله -، إنهم يرونه بعيداً ونراه قريباً، إن شاء الله تعالى.

 

الشيخ علي جابر: لن يستطيع العدو أن يغطّي على هزيمته بالمجازر بحقّ الأطفال

في دوره، علّق عضو المجلس المركزي في «حزب الله»، سماحة الشيخ الدكتور علي جابر، على عملية «طوفان الأقصى» بالقول: لا شكّ أنّ «طوفان الأقصى» الذي انطلق في السابع من أكتوبر، شكّل نقلة نوعية في واقع القضية الفلسطينية، هذه القضية التي نتحملها بوصفنا عرباً ومسلمين. استطاعت المقاومة أن تفرض واقعاً جديداً على الصهاينة، وكان عملاً بطولياً ونوعياً لم تشهده قضية فلسطين من قبل، وألحقت هزيمة مُرّة وكبيرة في الكيان الغاصب.

وتابع الشيخ جابر: لن يستطيع هذا العدو أن يغطّي على هزيمته بالمجازر التي يرتكبها بحقّ الشعب الفلسطيني في غزة، بخاصة الأطفال. نحن نؤمن إيماناً مطلقاً بأنّ فلسطين هي المنتصرة، وأن المسجد الأقصى أو بيت المقدس سيعود إلى المسلمين، إن شاء الله. الكلمة التي أطلقها سماحة الإمام الخامنئي (دام ظلّه الشريف) عن حتمية الانتصار في فلسطين هي التي تُشعرنا بالثقة الكاملة بالحق في هذا الانتصار.

 

البروفيسور إياد الأرنؤوطي: نصر لم نشهده في 75 عاماً مضت

في السياق ذاته، فال أستاذ جامعة بغداد، البروفيسور إياد الأرنؤوطي، إنّ يوم السابع من تشرين لا تُفسّره القوانين المادّية، بل تفسّره الآيات القرآنية. لقد تجلّى الله سبحانه وتعالى في هذا اليوم بقوله تعالى «وكان حقّاً علينا نصر المؤمنين». تجلى بقوله تعالى «وظنوا أن حصونهم مانعتهم من الله فأتاهم الله من حيث لم يحتسبوا وقذف في قلوبهم الرعب يخربون بيوتهم بأيديهم وأيدي المؤمنين فاعتبِروا يا أولي الأبصار».

وتابع البروفيسور الأرنؤوطي: في هذا اليوم المبارك، تجلّى الله سبحانه وتعالى بوصفه له الخلق وله الأمر، أين أقمارهم الاصطناعية؟ أين مخابراتهم؟ أين أجهزتهم الاستخبارية كلها؟ لقد تهاوت لأنّ الحُكم لله تبارك وتعالى. في هذا اليوم المبارك، سطّر المجاهدون ملحمة كانت وستبقى عزيزة تزيّن وجه التاريخ، وتنقل للإنسانية رسالة «من يتوكّل على الله فهو حسبه». القيمة المعنوية لهذا اليوم أكبر بكثير ممّا تحقّق من نصر كله، على عظمته وعلى كونه حالة جديدة لم يعرفها تاريخ 75 عاماً مضت.

 

الشيخ أمين ترمس: صورة تُدمي القلب وأخرى مليئة بالعزة والكرامة

من جانبه، قال أستاذ جامعة المصطفى (صلى الله عليه وآله وسلّم) في لبنان، سماحة الشيخ أمين ترمس، إن الصور التي تصلنا من غزة العزة فيها من المشاهد ما يُدمي القلب من تجزير بالنساء والأطفال والمدنيين ومن دون أي ذنب لهؤلاء، ولكن هناك صور أخرى مليئة بالعزة والكرامة والتمسّك بالحقوق وغياب التخلي عن الأرض، لو كان الثمن الشهادة في ذلك.

ولفت الشيخ ترمس إلى أنّه قد سقطت الأقنعة في غزة عن تلك الوجوه القذرة في الغرب المنافق وحكّام غالبية الدول، خصوصاً العربية والإسلامية المتواطئة والساكتة عن تلك الفظائع التي يرتكبها العدو الصهيوني بحقّ أهلنا، ولكن ما يهوّن الخطب أن هذا الكيان بدأ عدّه العكسي وأُصيب بصدع كبير لا يمكن ترميمه، وما النصر إلا صبر ساعة، وسنرى - إن شاء الله تعالى - انهيار هذا الكيان، ويعود الحقّ إلى أهله وتنكشف هذه الغيمة السوداء عن أمّتنا وننعم بالنصر، وتلك الدماء الطاهرة ستثمر، إن شاء الله، وتقطف الأجيال القادمة ثمار هذه الدماء، ومن ذلك نفهم ونتّعظ ونعتبر أنّ هذا الظلم لن يدوم ولن يستمرّ، لو كان معه العالم كلّه، فإنّ مع الحقّ أهله والله سبحانه وتعالى ناصر هؤلاء المظلومين.

 

الدكتور حكم أمهز: الملحمة التاريخية... والعدو لا يستقوي إلّا على النساء والأطفال

في السياق ذاته، لفت الخبير في شؤون إيران والشرق الأوسط، الدكتور حكم أمهز، إلى أنّ هذه الملحمة التاريخية التي يصنعها المقاومون الذين يعجز عنهم الإسرائيلي، بدليل أنّه في سوح المعركة يلجأ الى التجزير بالأطفال والنساء، وكأنه لا يستقوي إلّا على النساء والأطفال لأنه موصوف بالجبن والقتال من وراء الجدر. فلذلك سبحان الله، وكأن الله سبحانه وتعالى يريد ألّا يعطي شرف هزيمة الكيان الصهيوني على أيادي المقاومين حتى لا يُقال إنّ من هزم الإسرائيليين هم الرجال، ولكن أراد سبحانه أن يهزم هذا الكيان على يد أطفال غزة ونسائها حتى يقول التاريخ إنّ من هزم الكيان الصهيوني وأزاله من الوجود هي دماء هؤلاء الأطفال، ودماء هذه النساء اللاتي يجزّر الإسرائيلي بهنّ بالطيران، لأنّه لا يجرؤ على خوض المعركة على الأرض.

 

الشيخ علي سليم سليم: الآلة الوحشية الصهيونية لن تفتّ من عزيمة أهلنا وإخواننا المقاومين المجاهدين

من جانبه، قال عضو «الهيئة العامة في تجمّع العلماء المسلمين»، سماحة الشيخ علي سليم سليم: انطلاقاً من واجبنا الديني والإنساني والأخلاقي الذي يدعونا إلى نصرة هذه القضية التي تُعدّ القضية الأعدل على وجه الأرض في عصرنا الحديث، أتوجّه في هذه اللحظات المصيرية، التي يخوض عبرها أبطالنا البواسل المجاهدون في فلسطين، بخاصة في غزة، بتحية الإجلال والإكبار على عطاءاتهم وصمودهم وبسالتهم وعزمهم التي لا يفلّها الحديد.

وتابع سماحته قائلاً: إنني أعتقد أنّ الآلة الوحشية الصهيونية، التي تفتك بالمدنيين، تفعل إبادة جماعية للأطفال وللنساء، إنها لن تفتّ من عزيمة أهلنا وإخواننا المقاومين المجاهدين. كما أننا نؤكد أن هذا الكيان المصطنع يدعمه الغرب المستكبر بكل عنجهيّة ووقاحة ووحشية ويؤيّد ما تفعله هذه القوات المحتلّة من قتل للأبرياء ومن انتهاك للمقدّسات.

وأضاف الشيخ سليم: هذا الكيان سوف يزول كما أكّد سماحة الإمام القائد، السيد الخامنئي (حفظه الله تعالى)، حتميةَ زوال هذا الكيان من الوجود، إن شاء الله تعالى، ونحن نرى عبر إيماننا بوعد الله سبحانه وتعالى الذي قال في كتابه الكريم: «وليسوؤوا وجوهكم وليدخلوا المسجد كما دخلوه أوّل مرّة وليتبّروا ما علوا تتبيراً»، إنهم يرونه بعيداً ونراه قريباً، أنّ النصر معقود بنواصي إخواننا. نسأل الله لهم النصر والمدد والتوفيق، إنّه سميعٌ مجيب، والحمدلله أولاً وآخراً.

 

الشيخ جعفر عسّاف: وجهٌ منيرٌ للمقاومة الفلسطينية... ووجه مظلم ووحشيّ للعدو الصهيوني

من جانبه، قال الباحث الإسلامي، سماحة الشيخ جعفر عسّاف: أظهرت عملية «طوفان الأقصى» وجهين في هذه المعركة: وجهاً مضيئاً منيراً للمقاومة الفلسطينية عبر أعمالها البطولية والشُّجاعة والحكمة التي مارستها، وكذلك عبر الحيوية التي بيّنت أنّ الشعب الفلسطيني لا يمكن أن يقبل بالاحتلال والعدو الصهيوني مهما كلّف الثمن.

وتابع: المقاومة في فلسطين وعملية «طوفان الأقصى» أظهرتا أن هذه المقاومة هي مقاومة صاحبة معتقد مهمّ جداً، عبر معاملة إنسانية للأسرى المفرج عنهم الذين تحدثوا عن اللطافة وعن المعاملة الحسنة التي أظهرها المقاومون في التعامل مع هؤلاء الأسرى، وهذا ما أحرج الدول الغربية وأميركا والعدو الصهيوني الذين روّجوا عن المقاومة الفلسطينية كثيراً من الأكاذيب.

وأضاف الشيخ عسّاف: وكذلك أظهرت عملية «طوفان الأقصى» الوجه المظلم والوحشي للعدوّ الصهيوني عبر ممارساته القبيحة والوحشية والسيئة التي استطاع العالم كله أن يراها وأن يُدينها، وإن شاء الله ستكثر هذه الإدانات، وسيكون عمل العدو الصهيوني وهذه الممارسات الوحشية القاسية مساعدةً أيضاً وعاملاً مهماً جداً في القضاء عليه.

وختم الشيخ عسّاف قائلاً: نسأل الله سبحانه وتعالى للشهداء الرحمة وعلوّ الدرجات، والمعافاة والشفاء العاجلَين للجرحى أيضاً. أسال الله أن يربط على قلوب الشعب الفلسطيني، وأن يُنزل الصبر عليهم، وإن شاء الله، سوف تكون هذه العملية وما بعدها قوّة كبيرة للمقاومة الفلسطينية، كما حدث للمقاومة في لبنان بعد حرب تموّز عام 2006، إذ أصبحت قوّةً إقليمية مهمّة جدّاً، وكذلك ستصبح المقاومة الفلسطينية قوّةً لا يُستهان بها بعد هذه الحرب، إن شاء الله.

 

الدكتور أفقهي: دماء أطفال غزّة بمنزلة انتصار الدم على السيف

في السياق ذاته، قال الدبلوماسي الإيراني السابق، الدكتور هادي أفقهي، إنّ عملية «طوفان الأقصى» دكّت أركان الكيان اللقيط المؤقّت الصهيوني. انهيار المنظومة الأمنية بتفاصيلها وطبقاتها كلها، والهزيمة العسكرية المدوية رغم التسليح والسلاح المدجّج بأعلى المستويات الفنية والخبرات العسكرية، كذلك انعدام الثقة بين المجتمع الصهيوني وقادته السياسيين، وتهشُّم الهيبة الكاذبة كما عبّر عنها سماحة السيد حسن نصر الله، أثبتت حقيقةً وباعترافهم أنفسهم أنّ الكيان الصهيوني أوهن من بيت العنكبوت.

وتابع الدكتور أفقهي: ولكن ماذا كانت ردة الفعل؟ ردة الفعل هي عمليات مجنونة وغير محسوبة، لا على القياسات العسكرية ولا على القياسات الإنسانية، ولا حتى على مستوى القياسات الحقوقية والقانونية.  كما أكد سماحة الإمام الخامنئي (دام ظلّه الشريف) أنّ العدو الصهيوني بعد هذه الضربة التاريخية وهذه الهزيمة المزلزلة لا يستطيع بهذه السهولة أن يستعيد قواه ويقف على أرجله. من هنا تهافتت الزعامات الأميركية والبريطانية والفرنسية والألمانية، وما إلى ذلك، عسى ولعلّهم ينقذونه. 

وختم الدكتور أفقهي: لكنّ صمود أهالي غزة ودماء شهداء الأطفال كانت بمنزلة انتصار الدم على السيف، وهذا الدم هو الذي حرّك المشاعر الإنسانية في أرجاء العالم كله. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

 

السيد سامر أمين السيد: ما قبل «السابع من تشرين» ليس كما بعده

من جانبه، قال الأستاذ الحوزويّ، السيد سامر أمين السيد، إن هذه الدماء المباركة في غزّة تشكّل طوفاناً سوف يجرف أطماع هذا الكيان المصطنع وهذا الكيان المجرم. إنهم في صمودهم اليوم يحققون العزة والكرامة للأمة، إنهم في صمودهم اليوم يحافظون على الإسلام الأصيل، إنهم بصبرهم وتضحياتهم سوف يقدّمون للأمة أعظم خدمة، إنّهم سوف يستأصلون ببركة دمائهم هذا السرطان الجاثم في قلب الأمة. إنّ هذه الثورة وهذا الطوفان في غزة الأبية، غزة هاشم، قد غيّرا المعالم والشعارات القادمة كلها.

وتابع السيّد أمين السيّد قائلاً: ما قبل «السابع من تشرين» ليس كما بعده. ما بعد السابع من تشرين كان شعار الانتصار في فلسطين هو هذا الشعار، وهو علامة سبعة من تشرين. هذا السرّ الذي ظهر في السابع من تشرين، هذا النصر الذي ظهر بقبضاتهم وبأيديهم في السابع من تشرين، قد غيّرا الشعارات للمرحلة القادمة. كانت في ما قبل السابع من تشرين ثورة الحجارة، واليوم جاء الزمن الذي ولّى زمن الحجارة، وجاء زمن السلاح والسلاح المؤثّر في هذه القبضات للمجاهدين والمقاومين من الفصائل الفلسطينية في «حماس» و«القسّام» والفصائل المقاومة كلها، بل في محور المقاومة كله قد تغيّرت الشعارات. لم يعد في فلسطين ثورة الحجارة، اليوم في فلسطين، بعد السابع من تشرين وبعد «طوفان الأقصى»، أصبح هناك ثورة السلاح. السلاح الصائب الذي هو نذير إزالة هذا الكيان الغاصب وبشارتها. هذا الشعار الأول تغيّر.

وأضاف السيد أمين السيّد: والشعار الثاني كان «عالقدس رايحين، شهداء بالملايين»، بعد السابع من تشرين قد ولّى هذا الشعار، وأصبح الشعار ببركة هذه الدماء «عالقدس رايحين، شباب بالملايين». إنّ القدس لا تحتاج إلى الملايين من الشهداء كي تُحرّر، فلسطين تحتاج إلى هذا الإخلاص من العطاء ومن الصبر ومن الصمود، ما تحتاجه فلسطين هو قبضة المقاومة الواحدة ذات المحور الواحد وذات الرأس الواحد والعقيدة الواحدة والقلب الواحد والزناد الواحد.

 

الدكتور علي شعيب: «طوفان الأقصى» حفر عميقاً في الوعي الصهيوني

إلى ذلك، قال الأستاذ الجامعي الدكتور علي حكمت شعيب: إنّ عملية «طوفان الأقصى»، كما قال سماحة الإمام الخامنئي (حفظه الله)، هي زلزال مدمّر قد ضرب الكيان الصهيوني، ولا يمكنه ترميم تداعياته. بالضبط، فإنه حفر عميقاً في هذا الوعي عند المجتمع الصهيوني بأنه لا ثقة بهذا الجيش ولا بهذه التكنولوجيا كلها التي تحميهم، لذلك لا بدّ أن يفتّشوا عن مكان آخر، وهذا أهم ما ثبّتته عملية «طوفان الأقصى». إذن، هذا المستوطن الصهيوني الذي فقد الثقة بقوة الردع التي كانت تتآكل، وقد رأى بأم العين أنها تآكلت، هذا لن يبني مستقبله ولا مستقبل أبنائه في هذا الكيان الذي دخل بناءً على ذلك، وهذا الآن قد سرّع من عملية دخوله في مرحلة الاحتضار، لذلك هو يحتضر، والاحتضار سوف نرى تداعياته في أنّ كثيراً من الذين كانوا يأملون في البقاء منهم، سيسافرون وسوف يبنوا استثماراتهم ومشاريعهم حيثما أتوا، وهذا ما حققته عملية «طوفان الأقصى» في الضربة الأولى.

وأضاف الدكتور شعيب: أمّا ما شاهدناه من صمود ومن صبر ومن تحمّل ومن احتساب عند ذوي الشهداء والجرحى وعند هذا الشعب الفلسطيني المجاهد والمقاوم، فإنّما يدلّ على صدقٍ وعزيمة وإرادةٍ فولاذيّة تُمكّنهم من الصمود في أرضهم، وبالتالي تُمكّنهم من كسر إرادة العدو، وما الحرب إلّا صراع الإرادات. ذلك النصر قادم. الدليل على أنّ هذا العدو دخل في عملية الاحتضار هو تسارع أركان النظام العالمي - أركان سايكس بيكو التي وضعت اتفاقية «سايكس بيكو» في منطقتنا، من الأميركي إلى البريطاني إلى الفرنسي وانضمّ إليهم الألماني - لنجدته ودعمه، ومن أجل تثبيته وإعطائه قوة الدفع المعنوي لكي يستمرّ، ولن يستمرّ.

 

الشيخ إسماعيل: ما يحدث في غزة يندى له جبين الإنسانية

في دوره، قال الأستاذ الحوزوي، الشيخ أحمد إسماعيل، إنّ ما يحدث في غزة يندى له جبين الإنسانية. أطفال تُذبح، أطفال تُقتل، أبرياء، قتل، مجازر دموية بكل معنى الكلمة، ولكن هذا لا يثنينا ولا يُنسينا تلك البطولات التي فعلها رجال الله في الميدان.

وتابع الشيخ إسماعيل: مع هذه المعاناة كلها، مع هذه المجازر كلها، مع هذا القتل كله، مع هذا الإعراض الأوروبي والغربي كله وهذه الأمور كلها، هنا يتذكر الإنسان تلك الدول التي أدّت دورَها لو بالحد الأدنى. حقّاً يتوجّب على العرب أن يخجلوا من موقف فنزويلا وبعض الدول التي تكلّمت وتحدثت وتكلّمت كلاماً جريئاً، حتى إردوغان (تركيا) تحدّث، لو بنسبة معقولة.

وأضاف: هنا فعلاً لا أستطيع أن أستوعب كيف هو العقل العربي؟ كيف هو عقل الأنظمة؟ كيف يعشعش في رؤوس هذه الأنظمة؟ قادة تلك الدول كيف يفكرون؟ للأسف الشديد فقط وفقط يفكّرون في مصلحة العدو الإسرائيلي، كيف يستطيع هؤلاء أن يناموا؟ كيف يستطيع هؤلاء أن يأكلوا ويشربوا ويتمتعوا بهذه الدنيا، وأطفال غزة يُقتلون ويُذبحون، ونساء غزة تُقتل وتُذبح وما شابه ذلك؟

 

الشيخ علي سليم: جرائم الكيان الصهيوني الوحشية لن تتمكن من تعويض تلك الهيبة التي سُلبت منه

من جانبه، أكّد مدير كلية سيد الشهداء (عليه السلام) للمنبر الحسيني، سماحة الشيخ علي سليم، أنّ النصر المؤزّر الذي تحقق على أيدي المقاومة الإسلامية في فلسطين المظفرة لهو نصر إلهي عظيم، سيكون بداية النهاية لهذا الكيان الإسرائيلي الغاصب صنيع الاستكبار العالمي والدول الغربية الكافرة المتصهينة.

وتابع الشيخ سليم: إنّ الجرائم الوحشية التي يرتكبها هذا العدو بحق المدنيين، بحق النساء والأطفال والشيوخ، لن تتمكن من تعويض تلك الهيبة التي سُلبت منه، بل إن هذه الدماء ستؤدي إلى زلزلة هذا الكيان بإذن الله تبارك وتعالى مع دماء الشهداء المجاهدين المقاومين في لبنان وفلسطين والمنطقة كلها، «إنّا من المجرمين منتقمون».

 

الدكتور نعيم: مشروع الإمام الخميني في إحياء الإسلام يتطلب وجوب إزالة «إسرائيل» من الوجود

في دوره، قال الباحث الإسلامي، الدكتور بلال نعيم، إنّ مشروع الإمام الخميني (قدّس سرّه) هو إحياء الإسلام، هذا المشروع الذي له مقدّمة ضرورية وأساسية هي عودة الأمة إلى الحياة. هذه الأمة التي تعيش في حالة سبات، هذا السبات الذي له أسباب مختلفة، وأهم الأسباب هو الاستكبار، وأهم أداة للاستكبار في منطقتنا هي وجود «إسرائيل»، ومن أجل ذلك أعلن الإمام الخميني (قدّس سرّه) وجوب إزالة «إسرائيل» من الوجود.