بحث

«أجيال السيد» على العهد والعزم والأمل | كشافة الإمام المهدي؛ منهج تربوي ولائي على خطى السيد

تاریخ نمایش: 
Monday, October 27, 2025 - 11:15
روتیتر: 
رئيس جمعيّة كشافة الإمام المهدي (عج) الشيخ نزيه فياض في حوار مع KHAMENEI.IR:

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم. بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على المبعوث رحمةً للعالمين أبي القاسم المصطفى محمد، وعلى أهل بيته الطيبين الطاهرين. اللهم صلِّ على محمد وآل محمد. نشكركم على إتاحة هذه الفرصة لنا وللمتابعين، خصوصًا في أعقاب الفعالية الاستثنائية التي شهدها لبنان والمنطقة والعالم، والتي تتزامن مع الذكرى الأربعين لتأسيس الجمعية، وإحياء الذكرى السنوية الأولى لشهادة سيد شهداء الأمة السيد حسن نصر الله (قدّس سرّه). سنتحدث عن هذه الفعالية «أجيال السيد»، ولكن قبل ذلك: بعد أربعة عقود من العطاء، لمع نجم كشافة الإمام المهدي (عجل الله تعالى فرجه الشريف) في سماء لبنان ومحور المقاومة. نرجو منكم بيان الرؤية والرسالة والأهداف التي تأسست عليها الكشّاف، وكيف تطورت عبر هذه المسيرة الطويلة؟

بسم الله الرحمن الرحيم. أولًا: أهلًا وسهلًا بكم، وبموقع الإمام الخامنئي العربي، وبمتابعيه الأعزاء. سلّمكم الله، إن شاء الله. جمعية كشافة الإمام المهدي عليه السلام هي إحدى مؤسسات المجتمع المقاوم التي أسّسها «حزب الله» ورعاها وبناها، وهي تحت نظر ورعاية وعناية خاصة من سماحة الأمين العام سيد شهداء الأمة، السيد حسن نصر الله (رحمه الله)، على مدى أربعين عامًا، وهو عمر هذه الجمعية التربوية الكشفية التطوعية التي تستهدف وتتوجه إلى الأطفال والناشئة والشباب من عمر ست سنوات إلى سبع عشرة سنة. كانت رحلة مليئة بالنجاحات ومليئة بالجهود ومليئة بالعِبَر، وغنية جدًا بالمحتوى وبالمناهج، وبنتائج الغرس الإسلامي الإيماني الجهادي الولائي الذي أنتج على مدى أربعين سنة... هذه الجمعية تجتاز الآن عتبة الأربعين سنة، وهي، كما وصفها سماحة السيد قبل أعوام عدة، بأنها في عزّ شبابها وفي عزّ عطائها، وهي جمعية فعّالة وكفؤة، وهي إحدى النِّعَم على الناس في لبنان لما لها من قدرة وفعالية في استقطاب الأطفال والشباب وفي تربيتهم وتوعيتهم وإعدادهم ليكونوا جيلًا مؤمنًا فعّالًا خادمًا لمجتمعه ومدافعًا عن وطنه.

 

استحضارًا لقول سماحة الإمام الخامنئي (دام ظله) بأن «حزب الله» هو «شجرة طيبة»، وقد رأينا تجليات ذلك في حضور أربعة وسبعين ألف متطوع كشفي في هذه الفعالية الاستثنائية. كيف تبلورت هذه الفعالية الضخمة؟ وما هي أبرز محطات رحلتها من الفكرة إلى التنفيذ؟

نحن كنا على تخوم الأربعين، أي قبل حوالى ثلاث سنوات بدأنا التفكير في كيف نُحيي الأربعين. كان الاتفاق على أن يكون هذا الإحياء إحياءً واسعًا يُظهِر للناس، والأهم للأجيال، التراكم: تراكم الإنجازات، تراكم الأعمال، تراكم التجربة المميزة، والآفاق التي مرّت بها الجمعية، إذ نستطيع أن نعمل فاصلًا بين زمنين: بين الجمعية من التأسيس إلى الأربعين، وبين رؤيتنا إلى المستقبل ومستقبل الأجيال. ثم جاءت شهادة سيد شهداء الأمة. للوهلة الأولى، أي في وقت الشهادة، صُرف النظر عن الفكرة لأننا دخلنا في زمن من الحزن والفقد، وكانت غالبية خططنا التي نتكلم عنها في محضره وتحت رعايته. لكن هذا الحزن، عندما امتدّ واجتزنا العام وجاءت سنوية سماحة السيد، ظهرت لدينا فكرة مميزة جدًا: وهي أن ندمج إنجازات رحلة الأربعين سنة مع سنوية سماحة السيد تحت عنوان الفعالية الكبرى التي خططنا لها والتي هي «أجيال السيد». كانت «أجيال السيد» صلة الوصل ما بين أربعين عامًا عاشت هذه الجمعية تحت رعايته وظلّه، وهذا حصادها في الحقيقة، وما بين الذكرى السنوية لشهادته. كما تلبيةً لحاجة هذه المسيرة بعد هذه الحرب الطويلة الشرسة والعدوانية وما تعرّض له أهلنا فيها من القتل والتهجير، وبعد سعي كثير من الأعداء في إعلامهم وفي خططهم السياسية إلى محاولة إيجاد صورة عن هذا المجتمع أنه بعد شهادة السيد أُحبط أو انهار، وأن هذه الشدة التي نزلت به ستؤثر في معنوياته. إذا كان تشييع سماحة سيد شهداء الأمة كبيرًا جدًا، وكما قال البعض إنه كان وجدانيًا وعاطفيًا ولا يمكن القياس عليه، ولكنّ هذه الفعالية تحديدًا جاءت لتقول: إن هذا التخطيط الواعي ظهر جليًا بالأجيال، بهذه الأجيال الكبيرة، وبتسجيل أيضًا أكبر رقم لتجمّع كشفي في العالم، جاء في سنوية السيد ليقسم للسيد قسم الأجيال. إضافة إلى الإعلان عن هذه الفعاليات، كانت في الحقيقة أيضًا رسالة إضافية مهمة جدًا أعلنتها الأجيال جميعها، وكانت لحظة تحدٍّ أخرجت المجتمع الذي تعرّض لهذا العدوان كله، أخرجته من حالة الحزن إلى حالة التحدي والأمل. نحن طبعًا قبل ثلاث سنوات كانت لدينا الفكرة. كنا نعرف أننا سنضعها في البرنامج، ولكن الخطوات العملية لم تحدث إلا قبل ثلاثة أشهر على أبعد تقدير. هذا المجهود كله حدث قبل ثلاثة أشهر فقط. لقد حظينا نحن طبعًا في هذه الجمعية بكادر مميز استقرّ على مدى أربعين عامًا متمتعًا بتجربة جيدة وبروحية ممتازة. استعنّا، فكان الطاقم العامل من المتطوعين والشباب والأساسيين يتجاوز الستة آلاف متطوع يعملون كخلية نحل. توزّعنا للدعوة وللترويج وتبليغ الأفراد وأهاليهم - تعرف أن الأعمار الصغيرة تحتاج إلى إذن من الأهالي - وتهيئنا لموضوع النقل والطريق واللباس الكشفي والأمور اللوجستية كلها، وكان عملًا كبيرًا. هذا كان في خط موازٍ مع الالتفات إلى البرنامج وتفاصيل الاستعراضات. طبعًا يمكن القول إننا لم نكن نقصد في البداية أن نكون أضخم تجمّع كشفي في العالم، ولكن عندما سُجِّل على المنصة التي أعددناها خصيصًا للحضور وللراغبين في المشاركة من الكشفيين، وعندما انتقلت الأعداد إلى ما فوق الثلاثين ألفًا - لم نكن نُعلن ذلك ولكن كنا نراقب أعدادنا - انتبهنا إلى موضوع الرقم القياسي. ذهبنا إلى بحث دقيق حول المخيمات العالمية المماثلة، وعرفنا أن أكبر رقم هو في الهند منذ حوالى سنتين أو ثلاث سنوات: كان خمسة وخمسين ألفًا. هذا سُجِّل لديهم وسُجِّل في المنظمة العالمية. صارت الفكرة قريبة، وكانت الأرقام تقترب إلى أن تأكدنا أن العدد تجاوز [خمسة وخمسين ألفًا]، وقبل ستة أيام تقريبًا، كان العددُ لدينا ستين ألفًا، ولكن ورغم ذلك لم نُعلن عن هذا الأمر. في الأيام الأخيرة، تكثّف الرقم بسرعة كبيرة جدًا نتيجة الترويج الداخلي والدعاية التي بثثناها بين الكشفيين والقادة الميدانيين للترويج لهذا.

 

كانت هناك حركة عفوية في بعض القرى، وقد رأينا تجلياتها لدى أهالي الكشفيين الذين أرسلوا أبناءهم للحضور في هذه الفعالية، أو لدى القرى التي استقبلت أبناءها العائدين بعد انتهاء التجمع.

هذا طبعًا كان جزءًا مهمًّا من الفعالية، فأهالي الكشفيين كانوا جزءًا من هذا التحدي وهذا النجاح. هم الذين أمّنوا لأولادهم كلفة النقل واللباس الكشفي وحضّروهم لذلك، وتعاونوا في ما بينهم، وبعض الجهات ربما لا تستطيع أن تقدّم كلفة مالية بهذا الحجم، فكان هذا الأمر موجودًا. صار الذين لم يسجّلوا يرغبون في التسجيل، حتى نحن أدركنا أن المدينة لن تتّسع، فأعددنا خطة تفصيلية لاستغلال المساحات الإضافية كلها: الممرات والأدراج والتراسات المحيطة، وحتى أرض الملعب خارج المدرجات، كي تتّسع لهذا العدد. كان هناك حضور، وقبل آخر يوم كان عددنا سبعة وستين ألفًا، وفي هذه الليلة فقط قفز العدد من سبعة وستين ألفًا إلى أربعة وسبعين ألفًا. يعني كان الناس يبحثون عن الباصات: كيف ستأتي؟ هذه الليلة كانت ليلة عزيمة في استلحاق من لم يسجل... لأن صار لهذا التجمّع عنوان التحدي. المجتمع المقاوم اليوم، الذي هو كما وصفه سيد شهداء الأمة: مجتمع أشرف الناس ومجتمع أكرم الناس ومجتمع أطهر الناس، المجتمع المقاوم الذي تعرّض لأضخم عملية عسكرية من حرب وتهجير، وحرب سياسية وحرب اقتصادية وديبلوماسية، هذا كله. كان هناك إصرار من الخطط الإعلامية على إلصاق الهزيمة به، وهو لا يشعر بها. نحن نشعر أن انتصارنا انتصار، وأن شهادتنا انتصار، وقوة التحدي عالية جدًا. بعض الناس ربما في لبنان كانوا يعتقدون نتيجة كثافة الدعاية أن «حزب الله» انتهى، وأن علينا فقط أن نذهب لندفنه. لكن أتت هذه الفعالية لتشرق كالشمس الساطعة مؤكدة أن هذا المجتمع ليس مقتصرًا على تشييع السيد والحالة العاطفية، بل هو بفعل واعٍ وإرادة كبيرة ورسالة عميقة للعالم. لسنا نحن فقط، بل حتى أجيالنا. نحن حتى لو استطعنا أن نحضر أعمارًا أصغر كنا أحضرنا أكثر، ولكن في الحقيقة كان الناس يوجهون هذه الرسالة، وفيها تحدٍّ. كنت أراقب على صفحتي على «الفيسبوك» وأشاهد تعبيرات الكشفيين أثناء عملية التحضير. ماذا كانوا يقولون؟ ما كانوا يريدون؟ ماذا كان أهاليهم يقولون؟ الكل كان يريد إحياء أربعينية الجمعية. لدينا مفخرة بكثير من الإنجازات، ولكن الأساس عند الجميع هو وقفة التحدي. لذلك صار البرنامج كله والكلمات والإعلام المرافق لنا على هذا النبض. لذا أتت هذه المشهدية الرائعة التي فعلًا لم يشهد لها لبنان مثيلًا من الدقة والتنظيم، والأفراد الكشفيون الذين حضروا إلى هذا التجمّع لم يكونوا مجرد حاضرين يريدون أن يروا البرنامج والاستعراضات، بل كانوا مشاركين. كانت تصل كل واحد منهم مواد ومحتويات للمشاركة في القسم وفي الأناشيد وفي الأهازيج وفي المشهديات التي رآها الناس على المدرجات، فكل واحد جاء بإيجابية عالية. لذلك كان الانتظام بين الحضور (على هذا النحو)... وهناك كانت المفاجأة. يمكن أن يُدرَس هذا الأمر بصورة منفصلة: كيف لهذه الأعمار على مدى أربع ساعات في المدرجات وساعتين أو ثلاث أن تكون على هذا المستوى من الالتزام ومن الإتقان والوقار؟ كان أمرًا مفاجئًا. يعني كان بجانبي على المنصة الأساسية كثير من الشخصيات، وكانوا يقولون: إنه أمر عجيب! كيف يبقون بهذا الوضع، من دون أي خلل؟ المشهدية كانت مميزة، هذا هو التحدي.

لقد أصبح الكشاف جزءًا أصيلًا ومكونًا في المجتمع. هذا التجمّع ملأ برسالته كثيرًا من المساحات التي تحتاج إلى إجابات عن هذه البيئة. أمام هذا المشهد، الأصدقاء تيقّنوا أننا أقوياء وحاضرون وأن الأجيال معنا، والعدو الذي دائمًا ما كذب على نفسه وعلى العالم، تيقّن اليوم وبالبرهان الساطع لهذه الأجيال وبكلماتها أن هذا المجتمع مرّ بحزن وفقد، ولكنه على العهد وعلى العزم وعلى الأمل، وأقسم القسم الذي يؤكد فيه لسيّده، لسيد شهداء الأمة، أننا نحمل رايته وأننا على العهد، إن شاء الله.

 

ما من سيرة شهيد إلا ويرتبط اسم الشهيد وحركته الجهادية بجمعية كشافة الإمام المهدي على مستوى التنشئة. حتى يصل الإنسان إلى هذا المستوى من العطاء والتضحية، ما هو البرنامج التربوي الذي تعتمده الجمعية للتنشئة للوصول إلى هذا المقام؟

كشافة الإمام المهدي عليه السلام هي جمعية استقطابية تربوية، لها منهج تربوي متكامل قائم على المحتوى الإسلامي الأصيل، على منهجية الإسلام المحمدي الأصيل، على منهج الولاية، على منهج القيم والنهوض. يتربى فيها الفرد ليُبنى بناءً إسلاميًا، وليحمل قضاياه، ويخطو في سبيل هذه القضايا. نحن نساعده على الفهم وعلى بناء القدرات وعلى الوعي والبصيرة بما يحيط به وبقضاياه الأساسية. عندما يكبر هذا الإنسان على هذا المنهج ويتربّى في ظل هذه القيادة ويحمل هذه القضايا وهذا اللواء، من الطبيعي أن يكون مجاهدًا، ومن الطبيعي للمجاهدين أن يكونوا مجاهدين حتى الشهادة. لذلك منهم كثير من الوجوه على امتداد عمر هذه الجمعية، كان نباتها نباتًا حسنًا، سواء من الذين استمروا في حياتهم فاعلين ومبادرين وناجحين وعلماء وأساتذة وخُدّامًا اجتماعيين، وأيضًا من المجاهدين ومن الشهداء. نحن نركّز على الثقافة التعبوية والجهادية. ليس لدينا، وبحسب الأعمار التي نتعامل معها، برنامج عسكري ولا برنامج تدريبي للعسكر ولا أي مخطط لإدماج العمل العسكري. بالعكس، نحن نريد لهذه المرحلة أن تكون بنائية، تربويًا وثقافيًا وأخلاقيًا، وتسعى إلى بناء الكفاءات والمهارات. العمل في الساحة الجهادية هو خيار شخصي يأتي بعد المرحلة الكشفية. هذا من المهم التركيز عليه.

 

نرى اليوم امتدادًا للحركة الكشفية مرتبطًا بخط المقاومة في دول أخرى مثل العراق وأيضًا اليمن العزيز وغيرهما. ما هو الدور الذي تلعبه كشافة الإمام المهدي (عجل الله تعالى فرجه الشريف) في لبنان بوصفها جزءًا من هذا الجسر الإقليمي للشباب المقاومين؟ وكيف تُتبادَل الخبرات والتجارب لتعزيز هذا المحور؟

طبعًا نحن جزء، إن شاء الله، نابض وفاعل في جسد هذه الأمة، بوصفنا أفرادًا نحمل قضايا، وبوصفنا جمعية ومؤسسة تربوية شبابية أيضًا تحمل قضايا الأمة وتؤدي دورها أينما سمح المجال لذلك. في الساحة العراقية، بحمد الله وبهِمّة الشباب العراقيين والجهات والأحزاب والتيارات الشبابية... لدينا مساعدة للإخوان في تأسيس العمل الكشفي، والعمل الشبابي على غرار تجربة كشافة الإمام المهدي. طبعًا لديهم تجاربهم وخصوصياتهم، ونحن نساعدهم في ذلك. هناك آفاق واعدة في العراق، هناك جهات كثيرة، ونحن إن شاء الله في سنوات على موعد مع كثير من النتائج الطيبة للأطفال والفتيان والشباب هناك، ومع نموذج كشفي فعّال وقوي يستطيع أن يقدّم تجربة مميزة كما قدّمتها كشافة الإمام.

 

بالنظر إلى تركيز سماحة الإمام الخامنئي (دام ظله) والسيد حسن نصر الله (حفظه الله) على أن الشباب هم روح الأمل، ما هي الرؤية المستقبلية التي يجب أن يعمل عليها الشباب الكشفيون في لبنان والمنطقة؟

طبعًا، نحن ننطلق بالكامل في رؤيتنا للعمل الشبابي والتربوي من الرؤية العامة للإسلام المحمدي الأصيل، ومن توجيهات سماحة القائد (حفظه الله) وتوصياته وآرائه وفكره، التي فعلًا أتحفتنا بكثير من الإشارات وأوضحت لنا المناهج لنعمل عليها، هذا النجاح كله اليوم. اليوم في كشافة الإمام المهدي، تتجاوز الأعمار ما بين خمس عشرة وسبع عشرة سنة، ثلاثة وعشرين ألف شخص، ما شاء الله. لدينا القادة الذين هم حوالى اثني عشر ألف كشفي متطوع، بمتوسط عمر إحدى وعشرين إلى اثنتين وعشرين سنة. هذا كله طبعًا، من القدرة على جذب الشباب وعلى إعدادهم أمام مسؤولية يتعاملون معها بتفانٍ غير عادي وبتضحيات غير عادية، مُستمَد من هذا الفكر ومستلهَم من تلك الشخصية العظيمة التي تمثّل قدوة للشباب، وهذا أمر تعمل الجمعية عليه بوصفه جزءًا أساسيًا من منهجها التربوي. نحن أكثر من لمس خيرات هذا النهج وبركاته. طبعًا توجيهات سماحة سيد شهداء الأمة للشباب أيضًا هي جزء مكوّن لحركتنا الشبابية. الجمعية تحاول أن تساعد في كثير من الأماكن في بلاد الاغتراب حيث ما كان هناك أشخاص أو جهات تريد استلهام هذه التجربة. في اليمن، لدينا علاقات جيدة. في سوريا، كان هناك كثير من التجارب المهمة. طبعًا بالتفاعل مع الإخوة في الجمهورية الإسلامية، ومؤسساتها التربوية والشبابية، لدينا كثير من الروابط ونقل التجربة والاستفادة من التجارب الكبيرة. في الحقيقة، كثير من برامجنا الناجحة إنما استُفيد فيها من تجربة الإخوان في الجمهورية في مجال العمل الشبابي وفي مجالي الأطفال والفتية.

 

اختيار عنوان «أجيال السيد» للفعالية يختزن مضامين عميقة، لعل أبرزها العلاقة الأبوية التي ربطت سيد شهداء الأمة (قدس سره) بالكشفيين، خصوصًا بعد أن قدّم لهم منزله. ما هي أبرز القيم التي حرص سماحته على غرسها في نفوسهم في هذه العلاقة الأبوية؟

هناك جهتان لعلاقة كشافة الإمام المهدي (عليه السلام) بسماحة سيد شهداء الأمة. هناك علاقة مرتبطة بشخص سماحة السيد ومحبته الخاصة وعنايته التي رأيناها على امتداد السنوات، وحتى التفاتاته إلى التفاصيل، ويمكن القول إن كثيرًا من نجاحات البرامج والأنشطة والجاذبية والروح العاملة كانت بفضل هذه العناية الخاصة. كان حبه للكشاف حبًا خاصًا. كان سماحة السيد يحب مؤسسات الحزب كلها والناس جميعهم. فعلًا هو يعني ملخص للحب. لكن كان للجمعية عناية خاصة. هو كان يعبّر قائلًا مثلًا إنني أحب هذا اللقاء معكم. يعني لست فقط ألبّي دعوتكم لأكون بينكم، بل أحب هذا اللقاء أيضًا. كان يصرّ على أن يكون هذا اللقاء بعيدًا من الإعلام ومغلقًا، لأن لديه حديثًا خاصًّا مع القادة، وكان حريصًا على توجيهات كثيرة. بعض الضيوف الداخليين كانوا يعتقدون أن سماحة السيد يبث إليكم من التوصيات وبعض المحتويات ويُعلق عليكم كثيرًا من الآمال، وهذا لا نراه منه في جهات أو مؤسسات أخرى. البعض يقول: كنا نغبطكم. البعض يقول: كنا نحسدكم على ذلك. تجلّى هذا الحب في مجموعة أمور. أذكر منها موضوع البيت. سماحة السيد، حسب ما أعلم، ليست لديه أملاك شخصية. كان لديه هذا المنزل الذي كان فيه قبل أن يكون أمينًا عامًا، وهو منزل متواضع، مؤلف من غرفتي نوم وصالون فقط، أي بيت صغير، ولم يعد يناسب طبيعة الظروف الأمنية والمهمات العملية لسماحة السيد، فانتقل إلى منزل آخر. بقي هذا المنزل، فأعطاه إلى ابنه في البداية، الشهيد السيد هادي، ولكن قبل أن ينتقل إلى بيت الزوجية استُشهِد، فعاد البيت إلى سماحة السيد. ثم أهداه أيضًا إلى ابنة الشهيد القائد الحاج رضوان، الحاج عماد. أيضًا سكنت فيه لمدة سنة تقريبًا، ثم لضيقه أيضًا باعوه، وانتقلوا منه، لأنه كان ملكها. الشخص الذي اشترى هذا البيت، عندما علم أنه كان لسماحة السيد وأنه أهداه إلى ابنة الشهيد، قرّر إعادة إهدائه لسماحة السيد. سماحة السيد، طبعًا بناءً على اعتقادي، لا يريد أن يكون شيء باسمه، فذكر أمام الإخوة في المكتب أنه «نريد أن نعطي هذا البيت لأحد». لو سمحتم، رشّحوا لي جهات. كما نقل لي الأخ في المكتب، قال إنه ذكرنا له مجموعة من الأسماء، ولكن ما تذكّرنا أن نقول له إن الكشاف من ضمنها. لكن عندما أعطوه في اليوم التالي مجموعة خيارات، قال: أعطوه للكشاف. اتصلوا بي طبعًا وقالوا لي إن السيد أعطاكم بيته. توقعت أن هناك أحدًا من الإخوان قد طلب البيت. اعتقدت أن أحد الإخوة في العمل طلب، أي إن أحد أقسام العمل طلب منزلًا من سماحة السيد، فتفاجأت، إلى أن عرفت أنه يريد إهداء بيته للكشاف، فهو يقصد ما يفعل. هو يقول دائمًا: أنا أراهن على هذه الأجيال. في إحدى المقابلات، تكلّم كثيرًا عن رهان العدو على الأجيال القادمة ورهانه هو على أن هذه الأجيال هي التي ستكمل المسار بأشدّ ما كان الآباء يفعلون. فعلًا نحن استحضرنا ذلك في تسميتنا الفاعلية، واستحضرنا سماحة السيد، فهي فعلًا فعالية «أجيال السيد».

 

"في خطبة التعزية، قال سماحة الإمام الخامنئي (دام ظله) عن السيد (قدس سره): «لقد غادرنا السيد بجسده، لكن نهجه وصوته الصادح سيبقيان حاضرين فينا أبدًا». بناءً على هذه المقولة، كيف استلهم الكشاف في الأربعة عقود نهج السيد، وكيف تُرجم غيابه الجسدي إلى بقاء فكري في عمل الجمعية؟"

تحوّل السيد بشهادته الكبرى. إن الرسالة الصادقة والعارمة التي أعطتها شهادته للأمة، جعلته يتحوّل من شخص حقيقي إلى منهج حقيقي. كان نورًا يتجسّد في رجل. هذا الرجل ارتحل، ولكن بقي هذا النور ساطعًا بين أيدينا. نحن أصلًا عندما جاء العام الأول لشهادته، لم نشعر أن هناك عامًا مرّ. لا نزال في الحزن. أي لم يذكّرنا الموعد. السيد حاضر دائمًا فينا وفي هذه المشهدية. نحن نحضّر لتلك المشهدية، السيد هو الحاضر. لذلك لاحظتم أن صورة سماحة السيد العملاقة الموجودة في القلب، في وسط هذا التجمّع، هذا رمز مقصود إلى أنه صاحب هذا الاجتماع الضخم وصاحب هذه الأجواء، هو الذي له قول قاله عن الجمعية يومًا: «هذه الجمعية أمانة في أعناقكم جيلًا بعد جيل». هذه الأجيال التي قال عنها ذلك والتي حملت الأمانة، جاءت إليه لتؤدي له هذا القسم.

 

ذكرتم أن الكشفيين ينتهجون النهج الولائي، رغم اختلاف الفئات العمرية لديهم (من البراعم حتى سن الثالثة والعشرين). كيف تعملون على الجانب الولائي في التنشئة؟ وهل هو مادة تُقدَّم أم منهاج تربوي متكامل؟

طبعًا القسم الثاني من علاقة الجمعية بسماحة السيد هي كونه مظهرًا للولاية وواسطة للولي. كان هناك حب إضافي: حب لشخصه، لسماحته، لحبّه هو، لأخلاقه، لدماثته، للودّ الذي كان يقدمه لمن كان حوله. كان هناك حب حقيقي. كما كان مظهرًا لتلك الولاية، فكان العشق حقيقيًا، وكانت الولاية حقيقية. تربّت هذه الجمعية كغيرها، ولكننا مسؤولون عن الأجيال، فتربّت على منهج الولاية وعلى حبها، ولذلك كان شعارها الأساسي «وأطيعوا». كانت الطاعة لأولي الأمر هي الرمز المفتاحي، إذا أردتَ القول، للأنشطة والبرامج كافة. كان محور الطاعة هو الأساسي، حتى في علاقة الجمعية الداخلية. الجمعية اليوم، كما الجمعيات الكشفية، تنظيمها شبيه بالعسكر، فيه تدرّج ورموز كثيرة من ضمنها الطاعة والالتزام والعمل تحت ظل القائد وما إلى ذلك. إذًا الولاية ليست فكرة نقولها أو مفهومًا ندرسه فقط، بل هي حالة تربوية يعيشها الفرد بكيانه كله، في رحلة اثنتي عشرة سنة التي هي سنوات التربية عليها. إنّ المنهج التربوي الذي تعتمده الجمعية هو منهج دامج ما بين المعرفة المباشرة وما بين الإطار الرمزي، اللذين يتحققان من هذه الأنشطة في الساحات كلها، وما بين شخصية القادة الكشفيين الذين يتولّون العلاقة مع الأفراد. هذه الجوانب كلها تندمج، لتنتج شخصيات لديها قدوة ومنهاج ومعرفة وإطار محبَّب. يعني الأنشطة، سواء في ساحات الفرح والتنافس الإيجابي وجو المرح والألعاب، كلها تحتوي على ما يحبّب الأفراد بقائدهم. العلاقة الشخصية الجيدة التي تسهّل الاقتناع وتقرّب مفهوم الولي المحبوب، الولي الذي يجب أن يُطاع. لذلك نجاحات الأنشطة كلها تعتمد على تلك الطاعة. الطاعة تصير جزءًا من الفهم والمعرفة، وجزءًا من الطريقة العملية لإنجاح العمل، يعني بغير الطاعة وبغير الارتباط بالقرار وبالتكليف وبالنظام الذي ينشأ عليه الشخص، لن تكون الأعمال ناجحة ومفرحة. هذا التراكم مع الوقت ينتج أشخاصًا لديهم استعداد، عن قناعة وعن محبة وعن ممارسة، للالتزام وللمساهمة الفعّالة وللمبادرة وسط التوجيهات ولإنجاز الأعمال وللنجاحات. هذا طبعًا يفترض مساحات تربوية تجريبية، ونوعًا من المناورات مرة بعد مرة لتتّضح الفكرة وتصبح جزءًا من السلوك.

 

كان هذا القائد بمنزلة الأب العطوف لأجياله، وقد وصفه سماحة القائد بأنه كان ثروة للعالم الإسلامي. الكشافة هي جزء من هذا العهد الذي نُقسم به لسيد شهداء الأمة (قدس سره)، ولسماحة الأمين العام السيد حسن نصر الله (حفظه الله) الذي يخاطبهم بقوله: «أحبّكم جميعًا». ما هو عهدكم؟

هذا العهد كان فعلًا طبيعيًا وكان طموحًا وموقفًا يحتاجه الكشفيون لاستكمال علاقتهم بسماحة السيد. هذا القسم أتى ليلبّي مفهومين: الحب والتعلّق بالأهداف، وفي الوقت نفسه العلاقة مع الولاية، مع مظهر الولاية. سماحة السيد ربّانا على أن نكون موالين، لدينا بيعة، لدينا عهد. الأجيال جاءت على هذا القسم القصير ولكنه الجامع والمعبّر، الذي انتُقيت كلماته بدقة ليكون الرابط المشهود أمام العالم لهذا العهد: أننا على عهد الأجيال لسماحة السيد، باتّباع ولي الأمر وطاعته، والاستمرار تحت الراية ذاتها التي، إن شاء الله، هي راية الولي وهي راية إمام الزمان (أرواحنا فداه). أريد أن أتحدث أيضًا عن موضوع العلم الإيراني. طبعًا جمعية كشافة المهدي هي جمعية ولائية، تعتقد أن مرجعها ووليّها وولي أمرها وولي أمر المسلمين هو سماحة الإمام القائد الخامنئي (حفظه الله)، وتعمل قولًا وفعلًا وتربويًا على هذا الأمر. علاقتنا مع الجمهورية الإسلامية ونظرتنا إليها هي نظرتنا إلى الأم، إلى دولة الإسلام، إلى الدولة التي تمثّل جزءًا مهمًا من طموحنا لدولة العدالة. لذلك نحن معها. ضمن المشهديات التي وزّعناها على المدرّجات، وضعنا مثلًا العلم الفلسطيني رمزًا إلى أننا وأهل فلسطين في خط واحد دفاعًا عن المقدسات وفي مواجهة العدو ودعمًا لأطفال فلسطين، ووضعنا (عبارة) «حماية غزة» أيضًا للإشارة إلى دعم أطفال غزة في مواجهة القتل. وضعنا علم اليمن، الذي هو أحد البلدان الإسلامية النابضة في الموضوع المقاوم والداعم لفلسطين والذي يمثّل الكرامة الإسلامية. وضعنا علم الجمهورية الإسلامية التي تعرّضت لعدوان وقُتل فيها أطفال وكان لديها كثير من الضحايا نتيجة التوحّش الإسرائيلي. بعض الأشخاص أثناء البروفات صوّر العلم الإيراني، فالبعض في لبنان حاول أن يقول: لماذا العلم الإيراني، وهل نحن إيرانيون؟ وهل وهل وهل؟ عمل على توظيفنا... فجاءتنا اتصالات كثيرة مفادها أنه لا داعي لذلك... فالمعنى السياسي للعلم الإيراني قد يكون غير مناسب. قلنا لهم إن إحدى رسائل التجمّع هي الرسالة الأخوية والأبوية والإيمانية والإسلامية إلى الشعب الإيراني الذي وقف إلى جانب الشعب اللبناني والذي كان داعمًا له، والذي خرجت المظاهرات فيه تأييدًا له، والذي فعلًا نعدّه عمقنا الثقافي والإسلامي الكبير. لذلك، كل التحية إلى سماحة القائد، وإلى قيادة الجمهورية الإسلامية، وإلى الشعب الإيراني العزيز الذي نحن نتطلّع وإياه، إن شاء الله، إلى الأهداف والقيم ذاتها.

عدم نمایش تصویرک در صفحه خبر: 
نمایش تصویرک
نوع نمایش گزارش تصویری: 
نمایش ردیفی
تصویرک خبر: 
tswyr.png
تیتر فرمز: 
عدم تیتر قرمز
نوع محتوایی: 
نص
شناسه قدیم: 
0

ملائكة الرّحمة

تاریخ نمایش: 
Monday, October 27, 2025 - 09:43

ينشر موقع KHAMENEI.IR الإعلامي مقطعًا مصوّرًا يتضمّن كلام الإمام الخامنئي حول الممرّضين ووصفه إياهم بملائكة الرحمة للمرضى وإشادته بعملهم الذي يُعدّ من أهمّ القيم والتوصيات الإسلاميّة.

عدم نمایش تصویرک در صفحه خبر: 
نمایش تصویرک
نوع نمایش گزارش تصویری: 
نمایش ردیفی
تصویرک خبر: 
ملائكة الرّحمة
فیلم کتابخانه: 
ملائكة الرّحمة 1
ملائكة الرّحمة 2
ملائكة الرّحمة 3
تیتر فرمز: 
عدم تیتر قرمز
نوع محتوایی: 
فيديو
شناسه قدیم: 
0

لقطات فلسطينية؛ إرثٌ من الدماء والنور و«النيغاتيف»

تاریخ نمایش: 
Monday, October 27, 2025 - 08:05

في السنوات المظلمة من أوائل القرن التاسع عشر، عندما كان العالم بعد نابليون لا يزال يحلم بإعادة بناء نفسه، اخترع جوزيف نيبس ولويس داجير الواقع في أعماق غُرفهما المظلمة. أصبح التصوير الشيء الأكثر واقعية الذي شوهد في العالم حتى ذلك اليوم. كان يمكن للصورة أن تحبس الواقع في إطار صغير، وتقدّمه للمشاهد بلا واسطة، كما تصور الجميع في البداية.

في عام 1839، توجّه رسّامان فرنسيان إلى مصر أملاً في تصوير أرض الفراعنة فوتوغرافياً، ومن هناك وصلا إلى القدس؛ كانا أول من سجّل المشاهد الدينية لهذه المدينة. من هناك بدأت موجة التصوير الفوتوغرافي لـ"الأرض المقدسة"، وفي أقل من عقد من الزمان، توجّه مئات المصورين من أنحاء العالم كافة إلى فلسطين؛ الأرض المقدسة للأديان الإلهية الكبرى كلها.

لكن في اللقطات الأولى، لم يكن هناك أثر للناس. كان من المفترض أن تروي هذه الصور قصة الأرض الخالدة للكتاب المقدس، لا قصة شعبها الحيّ والمتحرك. المباني والمعالم المعمارية احتلت اللقطات، دون أن يكون سكان فلسطين في الصورة. إذا ما ظهر وجهٌ أحياناً، فإنه كان مجرد مؤشر لإظهار عظمة البناء. كانت هذه الأرض في اللقطات الأوروبية أرضاً مقدسة ولكنها خالية من البشر. وفي مفاجأة للجميع، رسّخت هذه اللقطات الفارغة نفسها في أذهان العالم قصةً جديدة للأرض المقدسة. أرض كان من المقرر أن تبقى في الخيال إلى الأبد؛ بلا شعب، بلا وجه، وجاهزة للاحتلال التالي.

 

اللقطات الأولى؛ عندما اختُرعت الحقيقة

كانت خمسينيات القرن التاسع عشر وستينياته عصر ازدهار التصوير الفوتوغرافي. لقد حوّلت الحرب الأهلية الأمريكية التصوير إلى وسيلة إعلامية مؤثرة، ولكن في الأرض المقدسة، كان للكاميرات مهمة أخرى: البحث عن أدلة عينية لقصص الإنجيل. التُقطت اللقطات منذ البداية مع إقصاء الناس؛ مصورون نهضوا من رماد الحروب الصليبية ليفتحوا هذه الأرض مرة أخرى؛ لقطة بلقطة. في غضون ذلك، كانت قرون من السيطرة العثمانية على فلسطين تقترب من نهايتها. بدأت هجرة اليهود. وفرت الصور، دون أن تُظهِر الناس، للمهاجرين صورة للأرض المقدسة. في تلك اللقطات الخالية من السكان، تشكلت الرواية الأولى لـ«أرض بلا شعب لشعب بلا أرض». تحول التصوير الفوتوغرافي من تسجيل الواقع إلى أداة لاحتلال الواقع. انتهت الحرب العالمية الأولى، ذلك الوحش الذي ابتلع كل شيء، بوعد بلفور وولادة "إسرائيل". كان الجنود البريطانيّون يسيرون في أزقة القدس، ودوّى صوت مصاريع كاميرات اليهود - الأوروبيين في الأجواء مرة أخرى. أظهرت الصور الجديدة ذات المناظر القديمة، ولكن هذه المرة مع حواشٍ غيّرت هويتها. انقلب الواقع رأساً على عقب. أُقصِيَ الناس، ومُحِيَ التاريخ، وتحوّلت اللقطة نفسها إلى سلاح استعماري.

 

احتلال الصّورة، احتلال الأرض

لكن في قلب بيت المقدس ذاته، وفي العقد الأخير من القرن التاسع عشر، تأسست مدرسة صغيرة؛ مدرسة أُنشئت في باحة كنيسة القديس جيمس، ودرّبت الجيل الأول من المصورين الفلسطينيين. بنى غارابيد كريكوريان، التلميذ المثابر لهذه المدرسة، أول استوديو للفلسطينيين في شارع يافا، وصوّر الناس، الوجوه، الطقوس، الحياة. بعد سنوات، ظهر جيل جديد من المصورين الفلسطينيين؛ فضيل صبا، خليل رعد، وكريمة عبّود. لقد خرجوا من الاستوديوهات، على عكس الجيل الذي سبقهم، وحموا البيوت والشوارع بكاميراتهم. لم يكن التصوير بالنسبة إليهم هواية، بل دفاعاً، دفاعاً عن واقع حُذِفَ من اللقطات الأخرى.

أعاد فضيل صبا، مصور الطقوس والنساء الحاملات لقِرب المياه من عين العذراء، الحياة إلى اللقطات. كما تحوّل في لقطاته، الطقس الذي كان يذكّر أهل الناصرة بالخصوبة والإنتاج، إلى تعبير ثقافي عن استمرارية أمة. وقف خليل رعد، حارس بساتين البرتقال في يافا، في وجه اللقطات الزائفة التي كانت تقدّم البساتين على أنها من إنتاج اليهود. كانت صوره للعمال والمزارعين الفلسطينيين رداً هادئاً وصبوراً على احتلال الصورة. أصبحت كريمة عبّود، ابنة بيت لحم، أول مصورة فلسطينية تكسر المحرمات، فهي سافرت بكاميرتها التي اشتراها لها والدها إلى مدن فلسطين، ووضعت أصوات نساء أرضها ورجالها في لقطاتها. عندما مات أخوها تحت تعذيب البريطانيّين، قررت كريمة أن تستمر في التصوير حتى آخر رمق. أوصت بأن لا تُدفَن كاميرتها معها، بل أن تبقى لترى أشياء لن تراها هي بعد ذلك.

 

العيون التي أفاقت

بعد النكبة، لم تُطفَأ الكاميرات في فلسطين. كان كيغام جغليان، في أيام احتلال غزة، يصور من خلف البطانيات على نافذة منزله. التقط صوراً للنازحين، لصفوف الطعام، ولعب الأطفال في الخرائب. كانت لقطاته وثيقة حية على تغيّر وجه المدن، من الفرح إلى الدمار.

لكن عندما تُجوهِلَت الرواية الفلسطينية، عادت الكاميرات الغربية. لقد عرض ميشا برعام ومصورو مجلتي «لايف» و«تايم» لقطات انتصار "إسرائيل" للعالم. حلّت الصور الملونة للحرب التي استمرت ستة أيام واحتفالات النصر محل لقطات المعاناة والنزوح. مرة أخرى، صُنِعَ الواقع في استوديوهات القوة.

مع ذلك، في خضم هذا الظلام، نهض جيل جديد. شبان ترعرعوا في المخيمات، وباتوا يصرخون بهويتهم بالحجر والكاميرا. كانت الانتفاضة انتفاضة عيون أفاقت. أسامة سلوادي كان أحدهم. بدأ بتصوير الورود البرية واستمر بغليان الدم والغضب والانتفاضة. وصلت صوره للمواجهات بين النساء والجنود الإسرائيليين وللمظاهرات وصرخات الشوارع، إلى العالمية. كان مصوراً في هيئة قنّاص؛ صياداً للحظات الموت والحياة.

بعد سنوات من التعاون مع وكالات الأنباء الدولية، بنى سلوادي حلمه الخاص: وكالة أنباء يكون موظفوها جميعهم فلسطينيين. لكن الرصاص الذي اخترق جسده، أقعده على كرسي متحرك. مع ذلك، استمر في التصوير؛ هذه المرة لـتراث فلسطين وثقافتها. كان يؤمن بأنه إذا سلب العدو الأرض، ربما يمكن استعادتها يوماً ما، ولكن إذا ضاعت الهوية والثقافة، فقد ضاعَ كلُّ شيء.

 

إرثٌ من الدّم والنّور

اليوم، عندما تشتعل نار الحرب مرة أخرى في غزة وفلسطين، يرى العالم الصور، ولكن هذه المرة إنّ الرواة هم الفلسطينيون أنفسهم. لقد واصل مصورون شبان مثل فاطمة شبير، ومحمد سالم، ومعتز عزايزة إرث كريمة عبّود وخليل رعد وكيغام جغليان. لقطاتهم هي استمرار لذاك التاريخ؛ لقطات للأطفال في برد الحرب، وللأمهات الثكالى، وللجدران المنهارة، ولبساتين البرتقال والزيتون.

هذه الصور تصرخ: نحن هنا وهذه أرضنا.

ليست اللقطات الفلسطينية مجرد صور، بل هي التاريخ الحي لأمة؛ تاريخ كُتِبَ بالدم والنور و«النيغاتيف». من الغرف المظلمة في باريس إلى شوارع غزة المدمّرة، هناك مسار مستمر: محاولة للرؤية وللبقاء وللرواية. في عالم تعلّم من اللقطات الأولى كيف يصنع الواقع، تعلّم الفلسطينيون كيف يسترجعونه.

إنهم مستمرون حتى الآن - في كل صورة تُلتقط لخرابة، في كل وجه ينظر خارج اللقطة. كأن روح مصوري تاريخ فلسطين قد بُعِثَت في أجساد أبنائهم.

في خضم الغبار، هناك نور لا يزال يسطع. في كل «نيغاتيف» مرّ بالدم، ارتسمت صورة حية للأرض الأبوية:

فلسطين، بلقطاتها كافة.

عدم نمایش تصویرک در صفحه خبر: 
نمایش تصویرک
نوع نمایش گزارش تصویری: 
نمایش ردیفی
تصویرک خبر: 
https://arabic.khamenei.ir/user
تیتر فرمز: 
عدم تیتر قرمز
نوع محتوایی: 
نص
شناسه قدیم: 
0

لماذا جمع الميرزا النائيني كتاب «تنبيه الأمة» وسحبه من التداول؟

تاریخ نمایش: 
Sunday, October 26, 2025 - 09:04

ينشر موقع KHAMENEI.IR الإعلامي مقطعًا مصوّرًا يتضمّن كلام الإمام الخامنئي بتاريخ 22/10/2025 الذي يتحدّث فيه عن السبب الذي دفع الميرزا النائيني إلى سحب كتاب «تنبيه الأمّة» من التداول.

عدم نمایش تصویرک در صفحه خبر: 
نمایش تصویرک
نوع نمایش گزارش تصویری: 
نمایش ردیفی
تصویرک خبر: 
لماذا جمع الميرزا النائيني كتاب «تنبيه الأمة» وسحبه من التداول؟ 0
فیلم کتابخانه: 
لماذا جمع الميرزا النائيني كتاب «تنبيه الأمة» وسحبه من التداول؟ 1
لماذا جمع الميرزا النائيني كتاب «تنبيه الأمة» وسحبه من التداول؟ 2
لماذا جمع الميرزا النائيني كتاب «تنبيه الأمة» وسحبه من التداول؟ 3
تیتر فرمز: 
عدم تیتر قرمز
نوع محتوایی: 
فيديو
شناسه قدیم: 
0

«الجمهورية الإسلامية»؛ التعبير المعاصر للحكومة المنشودة عند النائيني

تاریخ نمایش: 
Sunday, October 26, 2025 - 08:52

ينشر موقع KHAMENEI.IR الإعلامي مقطعًا مصوّرًا يتضمّن كلام الإمام الخامنئي بتاريخ 22/10/2025 الذي يقول فيه أنّ «الجمهورية الإسلامية» هو التعبير المعاصر للحكومة المنشودة عند النائيني.

عدم نمایش تصویرک در صفحه خبر: 
نمایش تصویرک
نوع نمایش گزارش تصویری: 
نمایش ردیفی
تصویرک خبر: 
tswyr.jpg
فیلم کتابخانه: 
«الجمهورية الإسلامية»؛ التعبير المعاصر للحكومة المنشودة عند النائيني 1
«الجمهورية الإسلامية»؛ التعبير المعاصر للحكومة المنشودة عند النائيني 2
«الجمهورية الإسلامية»؛ التعبير المعاصر للحكومة المنشودة عند النائيني 3
تیتر فرمز: 
عدم تیتر قرمز
نوع محتوایی: 
فيديو
شناسه قدیم: 
0

إيمان الميرزا النائيني بـ«الحكومة الإسلامية» و«الولاية»

تاریخ نمایش: 
Sunday, October 26, 2025 - 08:46

ينشر موقع KHAMENEI.IR الإعلامي مقطعًا مصوّرًا يتضمّن كلام الإمام الخامنئي بتاريخ 22/10/2025 الذي يتحدّث فيه عن إيمان الميرزا النائيني بـ«الحكومة الإسلامية» و«الولاية».

عدم نمایش تصویرک در صفحه خبر: 
نمایش تصویرک
نوع نمایش گزارش تصویری: 
نمایش ردیفی
تصویرک خبر: 
khwrr.jpg
فیلم کتابخانه: 
إيمان الميرزا النائيني بـ«الحكومة الإسلامية» و«الولاية» 1
إيمان الميرزا النائيني بـ«الحكومة الإسلامية» و«الولاية» 2
إيمان الميرزا النائيني بـ«الحكومة الإسلامية» و«الولاية» 3
تیتر فرمز: 
عدم تیتر قرمز
نوع محتوایی: 
فيديو
شناسه قدیم: 
0

«تنبيه الأمة»؛ كتاب النائيني المهم والمهجور

تاریخ نمایش: 
Sunday, October 26, 2025 - 08:38

ينشر موقع KHAMENEI.IR الإعلامي مقطعًا مصوّرًا يتضمّن كلام الإمام الخامنئي بتاريخ 22/10/2025 الذي يقول فيه أنّ «تنبيه الأمة» هو كتاب الميرزا النائيني المهم والمهجور.

عدم نمایش تصویرک در صفحه خبر: 
نمایش تصویرک
نوع نمایش گزارش تصویری: 
نمایش ردیفی
تصویرک خبر: 
tswyr.jpg
فیلم کتابخانه: 
«تنبيه الأمة»؛ كتاب النائيني المهم والمهجور 1
«تنبيه الأمة»؛ كتاب النائيني المهم والمهجور 2
«تنبيه الأمة»؛ كتاب النائيني المهم والمهجور 3
تیتر فرمز: 
عدم تیتر قرمز
نوع محتوایی: 
فيديو
شناسه قدیم: 
0

الفكر السياسي؛ ميزة استثنائية للنائيني بين المراجع

تاریخ نمایش: 
Sunday, October 26, 2025 - 08:33

ينشر موقع KHAMENEI.IR الإعلامي مقطعًا مصوّرًا يتضمّن كلام الإمام الخامنئي بتاريخ 22/10/2025 الذي يقول فيه أنّ الفكر السياسي كان ميزة استثنائيّة للميرزا النائيني بين المراجع.

عدم نمایش تصویرک در صفحه خبر: 
نمایش تصویرک
نوع نمایش گزارش تصویری: 
نمایش ردیفی
تصویرک خبر: 
الفكر السياسي؛ ميزة استثنائية للنائيني بين المراجع
فیلم کتابخانه: 
الفكر السياسي؛ ميزة استثنائية للنائيني بين المراجع 1
الفكر السياسي؛ ميزة استثنائية للنائيني بين المراجع 2
الفكر السياسي؛ ميزة استثنائية للنائيني بين المراجع 3
تیتر فرمز: 
عدم تیتر قرمز
نوع محتوایی: 
فيديو
شناسه قدیم: 
0

إبداعات الميرزا النائيني الاستثنائية في المباني الأصولية

تاریخ نمایش: 
Sunday, October 26, 2025 - 08:31

ينشر موقع KHAMENEI.IR الإعلامي مقطعًا مصوّرًا يتضمّن كلام الإمام الخامنئي بتاريخ 22/10/2025 الذي يقول فيه أنّ الميرزا النائيني كان صاحب إبداعات استثنائيّة في المباني الأصوليّة.

عدم نمایش تصویرک در صفحه خبر: 
نمایش تصویرک
نوع نمایش گزارش تصویری: 
نمایش ردیفی
تصویرک خبر: 
إبداعات الميرزا النائيني الاستثنائية في المباني الأصولية 0
فیلم کتابخانه: 
إبداعات الميرزا النائيني الاستثنائية في المباني الأصولية 1
إبداعات الميرزا النائيني الاستثنائية في المباني الأصولية 2
إبداعات الميرزا النائيني الاستثنائية في المباني الأصولية 3
تیتر فرمز: 
عدم تیتر قرمز
نوع محتوایی: 
فيديو
شناسه قدیم: 
0

«الهيكلة في الفقه والأصول»: ميزة بارزة للميرزا النائيني

تاریخ نمایش: 
Sunday, October 26, 2025 - 08:29

ينشر موقع KHAMENEI.IR الإعلامي مقطعًا مصوّرًا يتضمّن كلام الإمام الخامنئي بتاريخ 22/10/2025 الذي يقول فيه أنّ «الهيكلة في الفقه والأصول» ميزة بارزة للميرزا النائيني.

عدم نمایش تصویرک در صفحه خبر: 
نمایش تصویرک
نوع نمایش گزارش تصویری: 
نمایش ردیفی
تصویرک خبر: 
الهيكلة في الفقه والأصول»: ميزة بارزة للميرزا النائيني 0
فیلم کتابخانه: 
الهيكلة في الفقه والأصول»: ميزة بارزة للميرزا النائيني 1
الهيكلة في الفقه والأصول»: ميزة بارزة للميرزا النائيني 2
الهيكلة في الفقه والأصول»: ميزة بارزة للميرزا النائيني 3
تیتر فرمز: 
عدم تیتر قرمز
نوع محتوایی: 
فيديو
شناسه قدیم: 
0

الميرزا النائيني أحد أساطين حوزة النجف العريقة

تاریخ نمایش: 
Saturday, October 25, 2025 - 13:32

ينشر موقع KHAMENEI.IR الإعلامي مقطعًا مصوّرًا يتضمّن كلام الإمام الخامنئي بتاريخ 22/10/2025 الذي يقول فيه أنّ الميرزا النائيني أحد أساطين حوزة النجف العريقة.

عدم نمایش تصویرک در صفحه خبر: 
نمایش تصویرک
نوع نمایش گزارش تصویری: 
نمایش ردیفی
تصویرک خبر: 
الميرزا النائيني أحد أساطين حوزة النجف العريقة 0
فیلم کتابخانه: 
الميرزا النائيني أحد أساطين حوزة النجف العريقة 1
الميرزا النائيني أحد أساطين حوزة النجف العريقة 2
الميرزا النائيني أحد أساطين حوزة النجف العريقة 3
تیتر فرمز: 
عدم تیتر قرمز
نوع محتوایی: 
فيديو
شناسه قدیم: 
0

عادوا.. الأرضُ تشتاقُ أهلَها

تاریخ نمایش: 
Saturday, October 25, 2025 - 13:10

ينشر موقع KHAMENEI.IR الإعلامي خاطرة تروي صمود أهالي مدينة غزّة وتشبّثهم بالأرض رغم كلّ الجراح والهمجيّة الصهيونيّة، بالإضافة إلى كلام الإمام الخامنئي حول كون شعب فلسطين شعبًا متجذّرًا في الأرض وتأكيده على أن فلسطين ملكٌ للفلسطينيّين.

عدم نمایش تصویرک در صفحه خبر: 
نمایش تصویرک
نوع نمایش گزارش تصویری: 
نمایش ردیفی
تصویرک خبر: 
عادوا.. الأرضُ تشتاقُ أهلَها
فیلم کتابخانه: 
عادوا.. الأرضُ تشتاقُ أهلَها 1
عادوا.. الأرضُ تشتاقُ أهلَها 2
عادوا.. الأرضُ تشتاقُ أهلَها 3
تیتر فرمز: 
عدم تیتر قرمز
نوع محتوایی: 
فيديو
شناسه قدیم: 
0

مقتطفات من كلام الإمام الخامنئي خلال استقباله الحائزين ميداليات رياضية وعلمية في البلاد

تاریخ نمایش: 
Saturday, October 25, 2025 - 09:15

حاول الرئيس الأمريكي في فلسطين المحتلة، بحفنة من الترّهات والتهريج، أن يبثّ الأمل في نفوس الصهاينة اليائسين وأن يرفع من معنوياتهم... لقد تلقّوا في حرب الاثني عشر يوماً صفعةً لم يكونوا يصدّقونها أو يتوقّعونها، فأصيبوا باليأس. ذهب [الرئيس الأمريكي] ليرفع معنوياتهم،

 

أنتم الذين اعتليتم قمّة الرياضة أو قمّة العلم، أثبتم عمليًّا أنّ أجواء إيران أجواء مشرقة، خلاف ما يروّجه العدو الذي يريد أن يصوّر إيران وكأنها تعيش في أجواء قاتمة ومظلمة.

 

أمريكا شريك رئيسي في حرب غزة، بلا شك. وهو نفسه اعترف بذلك في كلامه، قال «عملنا معًا في غزة»، ولو لم يقل لكان ذلك واضحًا. مواردهم وتسليحاتهم وإمكاناتهم وُضعت بكثرة تحت تصرف الكيان الصهيوني كي تُسْقَط على رؤوس أهل غزة العُزّل.

 

يتباهى [رئيس أمريكا] باغتيال العلماء الإيرانيين؛ نعم، لقد اغتلتم علماء، اغتلتم أفراداً أمثال طهرانجي وعباسي وغيرهم، ولكنكم لا تستطيعون اغتيال عِلْمَهم.

 

أساسًا، ما شأنكم أيها الأمريكيون حتى إذا امتلك بلدٌ ما صناعةً نوويّة لتتدخّلوا وتقولوا ما يجب وما لا يجب؟ مَن نصّبكم على العالم؟ وما شأن أمريكا من امتلاك إيران إمكانات وصناعة نوويّة من عدمه؟ هذه التدخلات هي تدخلات باطلة، وسيّئة، وخاطئة، وعدوانيّة.

 

يدّعي أنه نصير الشعب الإيراني. إنّه يكذب! على مَن فُرِضَت أنواع الحظر الأمريكيّ؟ أليس على الشعب الإيراني. أنتم أعداء الشعب الإيراني، ولستم أصدقاءه.

 

يقول الرئيس الأمريكي إنه رجل الصفقات، ويريد أن يعقد صفقة مع إيران، لكن الصفقة التي تقوم على الغطرسة ونتيجتها معروفة مسبقًا ليست بصفقة بل إملاءات، والشعب الإيراني لن يخضع للإملاءات.

 

يتفاخر الرئيس الأمريكي: لقد قصفنا الصناعة النووية الإيرانية ودمّرناها. حسنًا، عش هذا الوهم!

 

[الرئيس الأمريكي] يتحدث عن الموت والفناء والحرب في هذه المنطقة التي يسمونها هم «الشرق الأوسط» ونسميها نحن «غربي آسيا». حسناً، أنتم من يشعل هذه الحروب. أمريكا هي صانعة الحرب، هي من يبدأها ويؤججها. إنها لا تكتفي بالإرهاب، بل تُشعل الحروب أيضاً.

 

لم يكن الصهاينة ليتوقّعوا أن يتمكّن الصاروخ الإيراني، المصنوع على يد شاب إيراني، من أن يحوّل بلهيبه ونيرانه أعماق بعض المراكز البحثية الحسّاسة لديهم إلى رماد. لقد استطاع الإيرانيون أن يخترقوا أعماق بعض المراكز المهمّة للكيان الصهيوني وأن يدمّروها ويقضوا عليها.

 

 أنتم الإرهابيون! أنتم من أنتج داعش وسلطتموها على المنطقة، ثم احتفظتم بها لكي تستخدموها يومًا ما. الأمر هكذا الآن. بعض عناصر داعش تحت سيطرة أمريكا؛ احتفظوا بهم في مكان ما ليستخدموهم وقتما شاؤوا.

 

عدم نمایش تصویرک در صفحه خبر: 
نمایش تصویرک
نوع نمایش گزارش تصویری: 
نمایش ردیفی
تصویرک خبر: 
13.jpg
تیتر فرمز: 
عدم تیتر قرمز
نوع محتوایی: 
نص
شناسه قدیم: 
0

تخبّط الرئيس البائس لرفع معنويّات المحتلّ اليائس

تاریخ نمایش: 
Wednesday, October 22, 2025 - 16:10

ينشر موقع KHAMENE.IR الإعلامي مقطعًا مصوّرًا يتضمّن كلام الإمام الخامنئي بتاريخ 20/10/2025 الذي يقول فيه أنّ زيارة الرئيس الأمريكي إلى فلسطين المحتلّة هدفت إلى بثّ الأمل في نفوس الصهاينة اليائسين ورفع معنوياتهم بحفنة من الترهات والتهريج.

عدم نمایش تصویرک در صفحه خبر: 
نمایش تصویرک
نوع نمایش گزارش تصویری: 
نمایش ردیفی
تصویرک خبر: 
تخبّط الرئيس البائس لرفع معنويّات المحتلّ اليائس
فیلم کتابخانه: 
تخبّط الرئيس البائس لرفع معنويّات المحتلّ اليائس -MQ
تخبّط الرئيس البائس لرفع معنويّات المحتلّ اليائس -LQ
تخبّط الرئيس البائس لرفع معنويّات المحتلّ اليائس -HQ
تیتر فرمز: 
عدم تیتر قرمز
نوع محتوایی: 
فيديو
شناسه قدیم: 
0

إقامة حفل إطلاق كتاب «الغناء والموسيقى» الذي يتضمّن بحوث الإمام الخامنئي في بيروت

تاریخ نمایش: 
Wednesday, October 22, 2025 - 09:29

موضوع:

برعاية وكلمة الوكيل الشرعي العام للإمام الخامنئي في لبنان، الأمين العام لحزب الله، حجة الإسلام والمسلمين سماحة الشيخ نعيم قاسم (حفظه الله)، أقامت الحوزات العلميّة في لبنان ومكتب حفظ ونشر آثار الإمام الخامنئي، يوم الثلاثاء 21/10/2025، حفل إطلاق كتاب «الغناء والموسيقى» الذي يتضمن بحوث آية الله العظمى السيد علي الحسيني الخامنئي، في مركز الإمام الخميني الثقافي، قرب مرقد سيد شهداء الأمّة، في العاصمة اللبنانية بيروت.

عدم نمایش تصویرک در صفحه خبر: 
نمایش تصویرک
نوع نمایش گزارش تصویری: 
نمایش ردیفی
تصویرک خبر: 
حفل إطلاق كتاب «الغناء والموسيقى»-
گزارش تصویری: 
حفل إطلاق كتاب «الغناء والموسيقى»
حفل إطلاق كتاب «الغناء والموسيقى»
حفل إطلاق كتاب «الغناء والموسيقى»
حفل إطلاق كتاب «الغناء والموسيقى»
حفل إطلاق كتاب «الغناء والموسيقى»
حفل إطلاق كتاب «الغناء والموسيقى»
حفل إطلاق كتاب «الغناء والموسيقى»
حفل إطلاق كتاب «الغناء والموسيقى»
حفل إطلاق كتاب «الغناء والموسيقى»
حفل إطلاق كتاب «الغناء والموسيقى»
حفل إطلاق كتاب «الغناء والموسيقى»
حفل إطلاق كتاب «الغناء والموسيقى»
حفل إطلاق كتاب «الغناء والموسيقى»
حفل إطلاق كتاب «الغناء والموسيقى»
حفل إطلاق كتاب «الغناء والموسيقى»
حفل إطلاق كتاب «الغناء والموسيقى»
حفل إطلاق كتاب «الغناء والموسيقى»
حفل إطلاق كتاب «الغناء والموسيقى»
حفل إطلاق كتاب «الغناء والموسيقى»
حفل إطلاق كتاب «الغناء والموسيقى»
حفل إطلاق كتاب «الغناء والموسيقى»
حفل إطلاق كتاب «الغناء والموسيقى»
حفل إطلاق كتاب «الغناء والموسيقى»
حفل إطلاق كتاب «الغناء والموسيقى»
حفل إطلاق كتاب «الغناء والموسيقى»
حفل إطلاق كتاب «الغناء والموسيقى»
حفل إطلاق كتاب «الغناء والموسيقى»
حفل إطلاق كتاب «الغناء والموسيقى»
تیتر فرمز: 
عدم تیتر قرمز
نوع محتوایی: 
صورة
شناسه قدیم: 
0

المرحوم النائيني فقيه استثنائي وركن رفيع من أركان حوزة النجف العريقة | التجديد والفكر السياسي هي من السمات البارزة للميرزا النائيني

تاریخ نمایش: 
Wednesday, October 22, 2025 - 08:06
روتیتر: 
الإمام الخامنئي في لقاء القائمين على المؤتمر الدولي لإحياء ذكرى الميرزا النائيني:

بِسْمِ اللهِ الرَّحمنِ الرَّحيم،

الحمد لله ربّ العالمين، والصلاة والسلام على سيّدنا محمّدٍ وآله الطاهرين، [ولا] سيما بقيّة الله في الأرضين.

يعدّ هذا التكريم من الأعمال المحمودة جدًّا للحوزة العلميّة في قم، وكان حقًّا أمرًا نفتقده.[1] لقد ملأ المرحوم سماحة النائيني يومًا ما أجواء النجف بكلامه وفكره، ثمّ أُهمل تمامًا تقريبًا من مجال العمل والفكر والاشتهار العلمي، ولم يُسلَّط الضوء عليه كثيرًا. لكن في قم، نعم، إذْ كنا قد رأينا أنّ الأفاضل هناك كانوا يُجلّونه، كما إنّ تلامذته في النجف كانوا من المراجع، ولكن شخص سماحة النائيني (رضوان الله عليه) مع تلك الميّزات كلها التي يملكها، لم يُسلَّط الضوء عليه كثيرًا. أنتم الآن إذْ تسلّطون الضوء عليه، ستتّضح أبعاده العلميّة والعمليّة والسياسيّة، إن شاء الله.

يُعَدّ المرحوم سماحة النائيني بلا شكّ أحدَ أساطين حوزة النجف العريقة. طبعًا، حوزةُ النجف التي يمتدّ عمرها إلى ألف عام مرّت بمراحل من الصعود والهبوط؛ فقد تواجدت فيها في بعض الأزمنة شخصيات بارزة، كما شحّ ذلك في أزمنة أخرى، إذْ لم تكن في النجف شخصيّات بارزة مقارنة بالحلّة وبعض الأماكن الأخرى. لكن قبل نحو مئتي عام وإلى اليوم، أي منذ زمن تلامذة المرحوم السيد باقر البهبهاني، مثل المرحوم بحر العلوم والمرحوم كاشف الغطاء الذين كانوا في النجف – إذ إنّ المرحوم البهبهاني نفسه كان مقيمًا في كربلاء، ولكنّ تلامذته الكبار والمشهورين كانوا في النجف وكان مقرّهم هناك –، كانت حوزة النجف تشهد حياةً ونشاطًا علميّين أكبر، وخرّجت عددًا من الشخصيّات البارزة المنقطعة النظير أو التي قلّ نظيرها في تاريخ علم الفقه والأصول، أمثال الشيخ الأنصاري، وأمثال المرحوم صاحب «الجواهر»،[2] أو المرحوم الآخوند[3] (رضوان الله تعالى عليه)، وغيرهم من كبار العلماء من هذا القبيل؛ وهذا [العالم] الجليل، المرحوم سماحة النائيني، هو واحدة من تلك الشخصيّات، أي إنه من الشخصيّات المميّزة والبارزة في تلك السنين.

الميزة المهمة لسماحته في بُعده التخصّصي، أي في علم الفقه ولا سيّما الأصول، هي «الهيكلَة»؛ فقد عرض سماحته الأسس الأصوليّة بهيكلية جديدة وبفكرٍ جديد ونظم جديد، مع بناء مقدمات لكلّ موضوع يطرحه. نادرًا ما شوهد هذا الأسلوب في كتب الفقهاء والأصوليّين السابقين له. أي، أنا لا أذكر أحدًا تناول المسائل على هذا النحو من الترتيب والتنظيم؛ فحين يدخل أيّ مسألة، يسير بها بمقدّمات ترتيب ونظم، ويكملها، أي على نحوٍ متقنٍ تمامًا. ربّما كان السبب في إقبال الطلّاب والفضلاء على درسه، الذي كان يُعدّ درسًا من الدرجة الأولى في النجف بعد زمن المرحوم الآخوند، هو ذلك التنظيم الفكري والعلمي الذي امتاز به، إلى جانب بيانه البليغ. مع أنّه كان يدرّس علم الأصول - على سبيل المثال - في النجف باللغة الفارسية، في بيئةٍ تُلقى فيها الدروس عادةً بالعربية، ولكنّ عددًا كبيرًا من الطلّاب العرب [كانوا يحضرون درسه]. طبعًا، أنا شخصيًّا لم أوفَّق في مشاهدة ذلك، ولكنّي سمعت أنّ المرحوم الشيخ حسين الحلّي (رضوان الله عليه)، وهو عربيّ محض، كان يدرّس الأصول باللغة الفارسية، لأنّه سمعه عن أستاذه بالفارسية! أي إنه كان يملك مثل هذا البيان البديع والفكر النيّر.

للحق والإنصاف، إنّ ابتكارات سماحته في الأسس الأصوليّة مذهلة وكثيرة جدًّا. الابتكارات التي قدّمها في مباحث الأصول المتنوّعة كثيرة جدًا من الناحية الكميّة؛ سواء في تبيينه وشرحه لأقوال المرحوم الشيخ الأنصاري، أو في المسائل التي طرحها سماحته في مسائل أصوليّة مختلفة، وهي كلّها جديرة بالبحث العلمي. هذه نقطة.

في رأيي، إنّ من الميزات المهمّة للمرحوم سماحة النائيني هي تربيةُ التلامذة. قلّما رأيت نظير ذلك. طبعًا من بين المشهورين في هذا العصر المتأخّر، كان المرحوم الآخوند الخراساني لديه عدد كبير من التلامذة، وكان من بينهم تلامذة بارزون جدًّا - لا من حيث عدد التلامذة بل من حيث البارزين من التلامذة - والمرحوم سماحة النائيني كان كذلك؛ فقد كان لديه العديد من التلامذة البارزين. أي إنّ تربية التلميذ البارز أمرٌ مهم. مثلًا، في تلك الأعوام التي تتبادر إلى ذهني، أي عام 1377 [هجري] قمري تقريبًا، يبدو لي تقريبًا أنّ المراجع الموجودين في النجف في ذلك اليوم جميعهم كانوا من تلامذة سماحته؛ من السيّد الخوئي،[4] والمرحوم السيّد الحكيم،[5] والمرحوم السيّد عبد الهادي،[6] وغيرهم ممّن كانوا آنذاك، [مثل] المرحوم الميرزا باقر الزنجاني، أو الشيخ حسين الحلّي، والمرحوم الميرزا حسن البجنوردي، وسواهم من هؤلاء العلماء الكبار والبارزين، كلّهم كانوا من تلامذة سماحة النائيني. طبعًا، في الانتساب العلميّ لبعضهم تُذكر أسماء بعض الأجلّاء الآخرين، مثل المرحوم السيّد الحكيم الذي كان يُعَدّ من التلامذة البارزين، آغا ضياء[7] كذلك، ولكنّ معظم هؤلاء الكبار والمراجع والشخصيّات كانوا من تلامذة المرحوم سماحة النائيني. إنّ تربية التلامذة وكثرة البارزين منهم تُعدّان من ميزاته البارزة. هذا ما أردنا قوله في ما يتعلّق بالشؤون العلميّة لسماحته.

كما لسماحته نقطة استثنائية في شخصيّته لا يمتلكها أيّ من مراجعنا المتأخّرين - والسابقين، فلا أذكر أحدًا منهم كان كذلك – وهذه النقطة ليست متوافرة لديهم، وهي القضيّة السياسيّة، أو ما يُسمّى بالفكر السياسيّ. يختلف الفكر السياسيّ عن الميل السياسيّ؛ فبعضهم كان لديه ميلٌ سياسيّ. المرحوم الآخوند، والمرحوم الشيخ عبد الله المازندراني، وغيرهما، كانوا ذوي ميولٍ سياسيّة. في ذلك الوقت، كانت الميول السياسيّة حاضرة حتّى بين طلّاب العلوم الحوزويّة. كان السبب في ذلك أنّ الصحف المصرية والشامية ونحوها كانت تصل إلى النجف وتتوافر في المكتبات، وكانت تلك الصحف متأثّرة بالسيد جمال الدين [الأفغاني] ومحمد عبده وأمثالهما، وكانت تطرح أفكارًا جديدة. يروي المرحوم آغا نجفي القوجاني في مذكّراته أنّ عددًا كبيرًا من طلبة العلوم الحوزويّة هناك كانوا ذوي ميول سياسية، وكذلك بعض العلماء كانت لهم ميول سياسية. لكن الميل السياسي أو الاهتمام بالشأن السياسي أو حتى التحدث في السياسة، شيء، والفكر السياسي شيء آخر تمامًا. لقد كان السيد النائيني صاحب فكر سياسي، يمتلك رؤية سياسية. كتاب «تنبيه الأمة» قد تعرّض حقًا للظلم. رحم الله المرحوم السيد الطالقاني الذي أعاد طبعه، وإلّا فإن الطبعة السابقة - كما يُقال - كانت طبعة رديئة ومتخلّفة جدًا. لقد أعاد سماحته طباعته وأضاف إليه الحواشي وأقدم على أعمالٍ أخرى من هذا القبيل. مع ذلك، فإن هذا الكتاب لا يزال مهجورًا إلى اليوم، رغم أنه كتاب في غاية الأهمية. سأشير إشارةً قصيرة إلى بعض القضايا التي تناولها في هذا الكتاب.

أوّلًا، كان سماحته يعتقد بضرورة تأسيس حكومة إسلامية؛ وهذا بحدّ ذاته فكر قائم، وهو أنّه يجب إقامة حكومة إسلامية. صحيح أنّه لم يحدّد شكل هذه الحكومة، ولكنّه صرّح في كتابه «تنبيه الأمة» بوجوب إقامة الحكومة الإسلامية. هذه مسألة في غاية الأهميّة.

ثانيًا، إنّ المحور الأساسي في هذه الحكومة الإسلامية هو مسألة «الولاية». هو يعبّر عنها بـ «الحكومة الولائية» في مقابل «الملكية الاستبدادية». يبدو أنّه استخدم هذا التعبير ليقابل به «الحكومة الاستبدادية» أو «الملكية الاستبدادية» بـ«الحكومة الولائية»؛ «الحكومة الإسلاميّة الولائيّة». أي إنّ شكل الحكومة ومضمونها وجوهرها يرتكز على أساس «الولاية»، وهذه بحدّ ذاتها مسألة بالغة الأهمية وتستحق كثيرًا من البحث، وقد صرّح بها سماحته بوضوح. هذه هي النقطة التالية.

النقطة التالية شديدة الأهميّة، هي مسألة «الرقابة الوطنية». هو يرى أنّ الحكومة يجب أن تكون خاضعة للرقابة، وأنّ المسؤولين جميعهم يتحمّلون المسؤولية ويجب أن يخضعوا للرّقابة. حسنًا، من الذي يتولّى إخضاع هؤلاء للرقابة؟ بحسب تعبيره، هو «مجلس المبعوثين» الذي يتولّى التشريع، وبطبيعة الحال، يتطابق «مجلس المبعوثين» على سبيل المثال مع مجلس الشورى أو شيء من هذا القبيل. من الذي يُشكّل مجلس المبعوثين؟ الشعب هو من يُشكّله، أي إنّ الناس ينطلقون ويشاركون في الانتخابات، فيُنتخب مجلس المبعوثين، ثم يشرّع هذا المجلس. لكنّ هذا التشريع لا تكون له شرعية ما لم يُصادق عليه علماء الدين البارزون، أي ما يعادل «مجلس صيانة الدستور». يعبّر سماحته عن ذلك على هذا النحو، ويصرّح أنّ قانون مجلس المبعوثين لا يكون نافذًا إلّا إذا أقرّه علماء الدين وفقهاء الإسلام.

حسنًا، يجب أن ينتخب الناس مجلس المبعوثين هذا. هو يقول إنّ انتخابات الشعب واجبة من باب «مقدّمة الواجب»، وقد استخدم هذا التعبير نفسه، وعدّها مقدّمةً للواجب، وبالتالي إنّ هذه الانتخابات واجبة على سبيل المثال. كما يستند سماحته في ذلك إلى مفاهيم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والمحاسبة والمسؤولية التامة، ويؤكّد هذه الأمور.

أي إنكم تلاحظون أنّه يرسم ويقدّم، بوصفه فكرًا سياسيًا، نظام حكم يرتكز أولًا على السلطة والحكومة، وثانيًا على أنّه منبثق من الشعب، أي إنّ الناس هم الذين ينتخبون، وثالثًا على أنّه منسجم مع المفاهيم الدينية والأحكام الإلهية والشرعية، أي إنّ وجوده من دونها لا معنى له، بمعنى أنّه حكومة إسلاميّة وشعبيّة. لو أردنا أن نعبّر عن هذه الحكومة الإسلاميّة والشعبيّة اليوم بعبارة معاصرة، لقلنا إنّها «الجمهورية الإسلامية»، فـ«الجمهورية» تعني أنّها شعبية، و«الإسلامية» تعني أنّها إسلاميّة. طبعًا هو نفسه لا يستخدم مثل هذه التعابير ولا يصرّح بها على هذا النحو، ولكنّ خلاصة كلامه هي الآتية: تُؤسّس حكومة من مجموعة من المتدينين والصالحين والمؤمنين، عبر انتخابٍ شعبي، وبرقابة شعبيّة شديدة؛ والمسؤولون في كلّ مجال يُعيَّنون وهم مُلزَمون بالإجابة عن الأسئلة ومحاسَبون، وأعضاء مجلس المبعوثين أيضًا ينبغي أن يسنّوا القوانين، وهذه القوانين لا تكون نافذة ما لم يرعَها علماء الدين. هذه هي آراؤه، وهي مسألة بالغة الأهمية.

نحن نقرأ تقريرات السيّد النائيني بهذه العظمة، ونستفيد منها، ونستلهم منها الدّروس، ونُدَرّسها، ولكنّنا لا نولي هذه الأسس الفقهية ما تستحقّه من اهتمام. ثمّ إنّ الملفت أنّه لا يتكلّم بكلامٍ إنشائي أو خطابي، بل يطرح بحثًا فقهيًا؛ أي ما ذكرناه كلّه، عرضه وأثبته استنادًا إلى مبانٍ فقهية، يتحدّث بوصفه فقيهًا، ويعالج هذه القضايا على هذا النحو ويثبتها، بالاهتمام والدقّة والملاحظات نفسها التي يراعيها الفقيه، حيث ينبغي له أن يلحظ الدلالات النصّية والمصادر الدينية من جهة، والاعتبارات العرفية من جهة أخرى. هو في هذا الموضوع يسير تمامًا على النهج الذي يسير عليه الفقه المتعارف والمتداول. في رأيي، يُعَدّ هذا من الاستثناءات النادرة، فنحن لا نجد في علمائنا من هو على هذه الشاكلة. حتى المرحوم الآخوند الذي كتب تقريظًا على هذا الكتاب، يؤيّده بصورة كاملة. الآخوند ليس رجلًا عاديًا، وهو يؤيّد هذا الكتاب تمامًا، وأظنّه قد قرأ الكتاب واستفاد منه فعلًا، أي إنّه استفاد من هذا الكتاب. إنّ كتاب «تنبيه الأمة» في رأينا من الكتب البالغة الأهمية. حسنًا، هذه كانت بعض ميزاته الشخصية.

طبعًا، تقع التبعة على عاتق أولئك الذين تسببوا في جمع هذا الكتاب وسحبه من التداول. يبدو أن هذا ما حدث فعلاً؛ فبعيدًا من الشائعات، قد سمعنا ممن كانوا في النجف ومن رفاق والدنا[8] المرحوم، الذين كانوا نجفيين ويترددون علينا وعلى اطلاع بالأمر، أنه كان يجمع هذا الكتاب بجهدٍ جهيد، فكان يشتريه من كل من يملكه حتى لا يبقى له أثر. ما هو السبب يا ترى؟ من السذاجة بمكان أن يتصور أحدهم أن فقيهاً بهذه المكانة الفقهية، وبهذه القوة في الاستدلال، يؤلف كتاباً، ثم يتراجع عن رأيه إلى درجة سحب الكتاب من التداول! هذا أمرٌ لا معنى له إطلاقًا. الفقهاء قد تتغير آراؤهم الفقهية وتتبدل، [ولكن] أن يجمعوا كتابهم ويسحبوه من التداول، فهذا له سبب آخر. السبب هو أن تلك «المشروطة» (الثورة الدستورية)، التي انعكست أصداؤها في النجف، والتي بذل المرحوم الآخوند [الخراساني] ماء وجهه كله في سبيلها - وكذلك المرحوم الشيخ عبد الله المازندراني وآخرون - كانت شيئاً مختلفاً عما حدث في الواقع. في الأساس، لم يكن اسم «المشروطة» مطروحاً حتى، ما كانوا يسعون إليه هو حكومة العدالة ورفع الاستبداد ومواجهة الاستبداد ومكافحته. مصطلح «المشروطة» وأمثاله جاء به الإنجليز، هم الذين جلبوا الاسم، وهم الذين رسموا معالم هذا المسار. طبعاً، من الواضح إلى أين سيؤدي عملٌ يتولاه الإنجليز؛ سيفضي إلى خلافات ونزاعات شتى، ثم يصل إلى مآل يُشنق فيه شخص مثل الشيخ فضل الله [نوري]، ويُغتال فيه شخص مثل المرحوم السيد عبد الله البهبهاني، ويُقضى على أمثال ستار خان وباقر خان بتلك الطريقة - ستار خان بطريقة، وباقر خان بطريقة أخرى. عندما تصل أصداء هذه الأحداث إلى النجف، حينها يندم أولئك (الفقهاء) على دعمهم لهذه الواقعة. في رأيي، إن المرحوم النائيني وجد نفسه في هذا الموقف؛ لقد رأى أنه بكتابه العلمي الفقهي الاستدلالي قد أسهم في دعم شيء لا يرتضيه، بل شيء عليه أن يكافحه؛ وذلك الشيء هو «المشروطة» نفسها التي أوجدها الإنجليز في إيران، والمجلس الذي شكلوه، والأحداث التي تلت ذلك، مثل استشهاد المرحوم الشيخ فضل الله نوري وأمثال هذه الوقائع.

في رأيي، إنّه فقيهٌ استثنائي وعالمٌ جليل. إنه يتبوأ منزلةً علميةً رفيعةً جدًّا. أما على الصعيد العملي، فقد أُشير، كما ذكروا، إلى ما يُصطلح عليه بـ «المسائل المعرفية» لديه، وحالات زهده وورعه، وما يُروى عنه في هذا الباب. بلغني - أو هكذا نُقل - أنه كانت له صلةٌ أيضاً بالمرحوم الآخوند الملّا حسين قلي [الهمداني]؛ فكان كلما قدم إلى النجف من سامراء، يزوره. كما كانت له صلةٌ بالمرحوم الملّا فتح علي الذي كان في سامراء نفسها، وهي صلةٌ من نوعٍ آخر. على أي حال، لقد كان على ارتباطٍ بمثل هؤلاء الأعاظم. حين كان في أصفهان، كان على صلةٍ بالمرحوم جهانكير خان وأمثاله، وكما يُروى، يبدو أنه درسَ عنده أيضاً؛ ما يعني أنه كان له باعٌ في الفلسفة ونحوها، وكان من أهل المعنى. قبل أيام، سمعتُ من بعض السادة، نقلاً عن بعض الأكابر، أنّ له صلاةَ ليلٍ استثنائية، إذ يروي صهره المرحوم الآغا النجفي، الذي كان في همدان - بحكم قربه ومعايشته له في الأسرة ورؤيته لهذه الأحوال - عن صلاة ليل الميرزا النائيني، فيصفُ ما كان يعتريه فيها من حالٍ، وما كان له من تضرّعٍ ومناجاةٍ وحالٍ عجيبة! هذه الجوانب كانت موجودة أيضاً، ومن المعلوم أن هذه الأمور هي التي تُعين المرء على الاهتداء إلى الصراط القويم، والسير فيه، وبلوغ الغايات.

نأمل إن شاء الله أن هذا الملتقى القيّم جدًّا الذي تعقدونه، سواء في قم أم في النجف أم في مشهد، [يُكلل بالتوفيق]. لقد أحسنتم صنعاً بالعمل في مشهد أيضاً. المرحوم السيد الميلاني، والحق يقال، قد أحيا ذِكرَ السيد النائيني في مشهد. إذْ كان الرائج في مشهد آنذاك، بحكم وجود المرحوم الآغازاده - نجل المرحوم الآخوند -، هو أفكار الآخوند [الخراساني]. لكن بعد قدوم المرحوم الميرزا مهدي الأصفهاني إلى مشهد - هو من تلامذة الميرزا [النائيني] البارزين -، فإنه كسرَ ذلك الجوّ الذي كانت تهيمن عليه أفكار الآخوند، بطرحه لآراء السيد النائيني؛ فجاء بآراء مبتكرة وأفكار جديدة واستدلالات حديثة. كان والدنا المرحوم، الذي حضر لسنوات طويلة درسي كليهما - درس السيد الآغازاده ودرس المرحوم الميرزا مهدي -، يقول: إنّ قدوم الميرزا مهدي إلى مشهد قد غيّر المناخ الأصولي فيها تغييرًا جذريًّا، بعد أن كانت آراء [المرحوم الآخوند] هي السائدة. لكن بعد رحيل المرحوم الميرزا مهدي، لم يعد لاسم السيد النائيني ذِكرٌ يُعتد به. كان السيد الميلاني ينقل آراء المرحوم السيد النائيني، ويطرحها للنقاش، فربما انتقدها أحيانًا، ولكنه كان يؤيدها غالبًا. على كل حال، أحسنتم صنعاً بتخصيص فرعٍ للملتقى في مشهد، أما النجف، فأمرها واضح. نأمل إن شاء الله أن يوفقكم الله المتعالي ويسدد خطاكم.

والسّلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

 

[1] في بداية هذا اللقاء، قدّم حجّة الإسلام والمسلمين علي رضا أعرافي (مدير الحوزات العلميّة في البلاد) تقريرًا.

[2] آية الله الشيخ محمّد حسن النجفي (مؤلّف كتاب «جواهر الكلام»).

[3] آية الله الملا محمّد كاظم الخراساني (المعروف بـ«الآخوند الخراساني»).

[4] آية الله السيد أبو القاسم الخوئي.

[5] آية الله السيد محسن الحكيم.

[6] آية الله السيد عبد الهادي الشيرازي.

[7] آية الله الشيخ ضياء الدين العراقي.

[8] آية الله السيد جواد الحسيني الخامنئي.

عدم نمایش تصویرک در صفحه خبر: 
نمایش تصویرک
نوع نمایش گزارش تصویری: 
نمایش ردیفی
تصویرک خبر: 
المؤتمر الدولي لإحياء ذكرى آية الله الميرزا محمد حسين النائيني-
تیتر فرمز: 
عدم تیتر قرمز
نوع محتوایی: 
نص
شناسه قدیم: 
0

اهتمام الإمام الخامنئي بمبحث الغناء والموسيقى يعكس خصوصية البعد الفقهي التجديدي عند سماحته

تاریخ نمایش: 
Tuesday, October 21, 2025 - 12:03

موضوع:

روتیتر: 
الشيخ نعيم قاسم في حفل إطلاق كتاب «الغناء والموسيقى»

برعاية الوكيل الشرعي العام للإمام الخامنئي في لبنان، الأمين العام لـ«حزب الله»، الشيخ نعيم قاسم، أطلق مكتب حفظ ونشر آثار الإمام الخامنئي بالتعاون مع الحوزات العلمية في لبنان كتاب «الغناء والموسيقى: بحوث سماحة آية الله العظمى الإمام السيد علي الحسيني الخامنئي»، وذلك في حفل أقيم الثلاثاء 21/10/2025 في ضاحية بيروت الجنوبية، وحضره حشد من الشخصيات العلمائية والحوزوية والفنية.

في كلمته عن الكتاب، رأى سماحة الشيخ قاسم أن المتن مهم واستثنائي ويكشف عن جوانب من شخصية الإمام الخامنئي، فرغم مشاغله الكثيرة والتعقيدات التي يواجهها في إدارة الدولة وشؤون الأمة، ولكنه كان حريصاً على أن يقدم هذه الدروس التي تطلبت بحثاً عميقاً وواسعاً وشاقاً على امتداد 76 جلسة، عبر تفحّص 300 حديثا، ودراسة تفاصيلها والبحث في صحتها وأسانيدها، ومراجعة آراء الفقهاء السابقين في هذا الخصوص.

من جهة أخرى رأى سماحة الشيخ قاسم أن اهتمام الإمام الخامنئي بمبحث الغناء والموسيقى يعكس خصوصية البعد الفقهي التجديدي عند سماحته، فقد وجد ضرورةً للعمل على اكتشاف الحدود الشرعية وتحديد الموقف الشرعي للمكلفين في هذا المجال، ذلك أن الفن هو محل اهتمام الناس وله تأثير فيهم. أضاف: «نحن أمام فقيه قدم الفقه الإسلامي بطريقة مبدعة ومعاصرة»، مشيراً إلى أن الإمام الخامنئي يمتلك قدرة استثنائية على استخراج إنجازات معاصرة من المشروع الإسلامي.

في سياق متصل، أكدّ الشيخ قاسم أن «الإمام الخامنئي على نهج محمد وآل محمد (ع)، هو الذي يتصدى اليوم للنواحي الحيوية الإسلامية كلها، ونحن نتزود من هذا المعين»، و«عندما نقول إن إمامنا الخامنئي هو ولي أمرنا ومقتدانا، نحن في الحقيقة نعطي الولاء على أساس هذا الفهم الإسلامي، ومن حق كلٍّ منا أن يختار المنهج الذي يريد السير على أساسه»، موضحاً أن ذلك لا علاقة له أبداً بالوطنية، إذ «أن تكون وطنياً يعني أن تلتزم بعقد اجتماعي مع بقية المواطنين الآخرين، ولا يعني أن يفكر الجميع بالطريقة نفسها».

وأضاف سماحته: «نحن في حزب الله نعمل على الاستفادة من توجيهات الإمام الخامنئي وأوامره في المنهجية العامة لحياتنا؛ المنهجية العامة التي تبرّء ذمتنا أمام الله»، «من هنا فإن ارتباطنا بالولي الفقيه هو ارتباط الإسلام، ارتباط العقيدة، ارتباط الإيمان، ارتباط العقل والروح، ارتباط الحق المشروع لكل إنسان أن يتخذ خياراته»، لافتاً إلى أن «الإمام الخامنئي كان له الفضل الكبير والواسع بعد الإمام الخميني (قده) في انتشار روحية مقاومة المحتل الإسرائيلي والعمل على استعادة الأرض والكرامة في منطقتنا».

في معرض الرد على من يعرّض بتلقي «حزب الله» دعماً من إيران، قال الشيخ قاسم: «نحن نفتخر بهذا الدعم الإيراني؛ لولا هذا الدعم لما تحرر الجنوب، ولما انطلقت الانتفاضة المسلحة، ولما كان هذا العطاء الكبير في مواجهة التحدي الإسرائيلي، ولما كان هذا الانتشار على المستوى العالمي لحقيقة ان "إسرائيل" غدة سرطانية خبيثة تشكل خطر على الإنسانية»، «إيران أعطتنا ولم تأخذ منا شيئاً، والعلاقة معها ليست تهمة بل مكرمة».

وقال الشيخ قاسم إنّ «الاستعراض الذي أقامه الرئيس الأميركي دونالد ترامب في شرم الشيخ ليس مشروعًا للسلام»، مشيرًا إلى أنّنا «أمام محطة من محطات الصراع، فيها الكثير من الألم والأمل، لأن الكيان الإسرائيلي لم يحقق أهدافه ولن يحققها».

وأضاف أنّ «الجديد في المنطقة ليس سوى مسرحية سياسية، إذ تحاول الولايات المتحدة أن تأخذ بالسياسة ما لم تتمكن "إسرائيل" من أخذه بالحرب»، مؤكدًا أنّه «رغم التواطؤ الدولي الطاغوتي، لم تحقق "إسرائيل" أهدافها ولن تحققها، لأنها كيان معتدٍ ومجرم يسعى إلى الإبادة».

وتابع سماحته: «حين يطرح نتنياهو فكرة "إسرائيل الكبرى"، فهي في خدمة "أمريكا الكبرى"، لأننا نرى ما يصنعه ترامب في كل العالم»، موجّهًا رسالة إلى الإدارة الأميركية وباراك بالقول: «كفى تهديدًا للبنان من أجل إعدام قوته وجعله جزءًا من "إسرائيل الكبرى"».

وأكد الشيخ قاسم أنّ «استقرار لبنان يتحقق من خلال كف يد "إسرائيل" عنه»، كما شدد على ضرورة أن «يبقى لبنان سيدًا حرًا عزيزًا مستقلاً قويًا قادرًا». كذلك لفت سمحته إلى أنّ «من يظن أن إلغاء سلاح حزب الله ينهي المشكلة مخطئ، لأن هذا السلاح هو جزء من قوة لبنان، وهم لا يريدون للبنان أن يكون قويًا»، مضيفًا: «نحن لا يؤثر فينا التهديد».

بدوره، تطرّق مدير حوزة الإمام علي (ع) في بيروت، سماحة السيد علي حجازي، للحديث بإيجاز عن رؤية الإمام الخامنئي عن الحوزة العلمية، مشيراً إلى أن توسع الحاجات الفقهية في العصور الأخيرة المتصل باتساع مجالات التقدم العلمي استدعى أن تُطرح مسألة التطوير في آليات الاجتهاد على مستوى الحوزة، خاصة في ظل وجود دولة إسلامية معاصرة تواكب كل تجدد فقهي على المستويين الفردي والاجتماعي. في هذا السياق، دعا قائد الثورة الإسلامية إلى التجديد في الدرس الحوزوي بما يخدم المعاصرة التي نعيشها، مع تجنّب التفريط بأصالة المناهج التقليدية في الحوزات التي تتمتع بالفعالية، ومع الاحتفاظ بالمتانة العلمية والعمق اللازمين لتخريج أجيال من العلماء تواكب احتياجات العصر.

من جانبه، رأى ممثل مكتب حفظ ونشر آثار الإمام الخامنئي، السيد كميل باقر، أننا وفي خضم الصراع الحضاري الذي نشهده اليوم، علينا تقديم معالم الحضارة الإسلامية الجديدة للإنسانية المتعطشة إلى بديل حضاري من التجربة الغربية المتوحشة، وهذه من أبرز المسؤوليات الملقاة على عاتق الحوزة العلمية، كما أكد قائد الثورة الإسلامية في ندائه الاستراتيجي الذي وجهه إلى الحوزات العلمية.

أضاف السيد باقر أن الفنون تعد من أبرز العوامل المؤثرة في انتشار الحضارات بحسب رؤية الإمام الخامنئي، لما لها من قدرة على الجذب وعلى ترسيخ المفاهيم في الأذهان ولما لها من حضور في حياة الناس بمختلف فئاتهم، ما يحتم على الفقيه في مدرسة الثورة الإسلامية أن يولي عناية لهذا الموضوع المهم، ويدرسه بدقة، وهذا ما دفع  فقيه الثورة الإسلامية وقائدها ورائد الحضارة الإسلامية الجديدة إلى إيلاء اهتمام بالغ بالبحث في موضوع الغناء والموسيقى في دروسه الفقهية.

إلى ذلك، تخلل الحفل تكريم مترجم الكتاب، المحقق الشيخ أحمد عبد الله أبو زيد العاملي، بدرعٍ مقدّم من مكتب حفظ ونشر آثار الإمام الخامنئي، وهدية خاصة من قائد الثورة الإسلامية تضمنت خاتم الإمام الخامنئي وكوفيته.

الجدير بالذكر أن كتاب «الغناء والموسيقى» هو تدوين لدروس بحث الخارج التي أقامها الإمام الخامنئي بين عامي 2008 و 2010، والتي توقف فيها عند مبحث الغناء والموسيقى إذ تناول آراء كبار الفقهاء، وتتبّع الآيات والروايات المتصلة بالبحث، وأجاب تفصيلاً عن 48 سؤالاً فقهياً وارداً من الجهات الثقافية والإعلامية في هذا الخصوص، وتُعدّ هذه الجلسات من أوسع الدروس التي تناولت موضوع الغناء والموسيقى على صعيد الحوزات العلمية المباركة.

عدم نمایش تصویرک در صفحه خبر: 
نمایش تصویرک
نوع نمایش گزارش تصویری: 
نمایش ردیفی
تصویرک خبر: 
حفل إطلاق كتاب «الغناء والموسيقى» - الشيخ نعيم قاسم
تیتر فرمز: 
عدم تیتر قرمز
نوع محتوایی: 
نص
شناسه قدیم: 
0

أمريكا هي الإرهابية | الأسلحة الأمريكية وُضعت في متناول الصهاينة لتُصبّ على رؤوس أهل غزة

تاریخ نمایش: 
Monday, October 20, 2025 - 13:40

موضوع:

روتیتر: 
الإمام الخامنئي خلال استقباله الحائزين ميداليات رياضية وعلمية في البلاد

التقى قائد الثورة الإسلامية، الإمام الخامنئي، صباح اليوم (الإثنين) 20/10/2025، الأبطال والحائزين الميداليات في مجال الرياضة والأولمبيادات العلميّة العالميّة.

وأعرب سماحته عن سروره لوجوده بين شباب أقوياء بذلوا الجهد ونالوا الميداليات في ميادين الرياضة والعلم فأفرحوا الشعب وأبهجوا  الشباب، وقال: «إن ميدالياتكم تكتسب قيمة مضافة مقارنة بميداليات المراحل السابقة، لأنكم نلتموها في وضع يحاول فيه العدو في الحرب الناعمة أن يحبط الشعب ويجعله يغفل عن قدراته أو يفقد الأمل، لكنكم بإظهار قدرة وقوة الشعب في ميدان العمل قدّمتم أقوى ردّ ممكن عليه».

كما أشار الإمام الخامنئي إلى الترهات الأخيرة التي تفوّه بها الرئيس الأمريكي بشأن المنطقة وإيران، وقال: «حاول الرئيس الأمريكي في سفره إلى فلسطين المحتلة، وبحفنة من الكلام الفارغ والتهريج، أن يبعث الأمل في نفوس الصهاينة اليائسين وأن يرفع معنوياتهم».

وأكد قائد الثورة الإسلامية أنّ الصفعة غير المتوقعة التي وجّهتها جمهورية إيران الإسلامية إلى الكيان الصهيوني في حرب الاثني عشر يوماً كانت سببًا في يأسهم، وأضاف: «لم يتوقَّع الصهاينة أن صاروخًا من صُنع يدَي شابٍ إيراني، سيتمكّن، بلهيبه ونيرانه، من تحويل أعماق بعض مراكزهم الحسّاسة إلى رماد».

وأكد سماحته على أن هذه الصواريخ لم تُشترَ من أحد بل هي من صنع الشباب الإيرانيين، وقال: «إذا ما دخل الشاب الإيراني ميدانًا، واجتهد وسعى وعدّ لنفسه البنى التحتية العلمية، فإنه يحقق مثل هذه الإنجازات العظيمة».

وتابع الإمام الخامنئي مشددًا: «لقد كانت هذه الصواريخ جاهزةً لدى قواتنا المسلحة وصناعاتنا العسكرية، فاستخدمتها واستعملتها، وستستخدمها مرّة أخرى إذا لزم الأمر»

ولفت قائد الثورة الإسلامية إلى أنّ «أمريكا هي الشريك الرئيسي للكيان الصهيوني في جريمة الحرب على غزة، دون أدنى شك، باعتراف الرئيس الأمريكي نفسه الذي قال: كنّا نعمل مع هذا الكيان في غزة. وطبعًا حتى لو لم يقل ذلك، فالأمر واضح، لأنّ الصواريخ والقنابل  التي كان تُلقى طوال هذه الحرب على رؤوس أهالي غزّة العزّل كانت أمريكيّة».

وقال سماحته إنّ ادّعاء ترامب الآخر بأنّ أمريكا تحارب الإرهاب هو نموذج آخر من أكاذيبه، وأضاف: «لقد استُشهد أكثر من عشرين ألف طفلٍ ورضيع في حرب غزّة، فهل هؤلاء كانوا إرهابيّين؟ الإرهاب هي أمريكا التي صنعت داعش وسلّطته على المنطقة، ولا تزال اليوم تحتفظ بأعداد من عناصره في مكانٍ ما لتستخدمهم متى شاءت».

وعدّ الإمام الخامنئي استشهاد نحو سبعين ألف إنسان في حرب غزّة وأكثر من ألف إيراني في حرب الاثني عشر يومًا شاهدَين واضحَين على الطبيعة الإرهابيّة لأمريكا والكيان الصهيوني، مؤكّدًا أنّهم: «إلى جانب القتل العشوائيّ للناس، اغتالوا علماءنا مثل طهرانتشي وعبّاسي وتفاخروا بهذه الجريمة، لكن عليهم أن يعلموا أنّهم لا يستطيعون اغتيال العلم».

وأشار سماحته إلى تصريحات رئيس أمريكا الذي تباهى بقصف الصناعة النوويّة الإيرانيّة وزعم تدميرها، مضيفًا: «لا بأس، عش هذا الوهم، لكن أساسًا، ما شأنكم أيها الأمريكيون حتى إذا امتلك بلدٌ ما صناعةً نوويّة لتتدخّلوا وتقولوا ما يجب وما لا يجب؟ مَن نصّبكم على العالم؟ وما شأن أمريكا من امتلاك إيران إمكانات وصناعة نوويّة من عدمه؟ هذه التدخّلات غير مشروعة وخاطئة ومتغطرسة».

كما أشار سماحته إلى المظاهرات الشعبيّة الواسعة والبالغ عدد المشاركين فيها سبعة ملايين ضدّ ترامب في ولاياتٍ ومدنٍ أمريكيّة مختلفة»، وقال: «إذا كنتم تملكون كل هذه القدرة، فبدلًا من هذه الأكاذيب والتدخّل في شؤون الدول الأخرى، وممارسات من قبيل تأسيس قواعد عسكرية فيها، هدّئوا هؤلاء الملايين وأرجعوهم إلى بيوتهم».

وأكد الإمام الخامنئي أنّ الإرهابيّ والتجسيد الحقيقيّ للإرهاب هو أمريكا، واصفًا ادّعاء ترامب بأنّه نصير الشعب الإيرانيّ بالكذب، وأضاف: «أليست أنواع الحظر الأمريكي الثانويّة، والتي انضمّت إليها كثيرٌ من الدول خوفًا، هي موجّهة ضدّ الشعب الإيرانيّ؟ لذلك، أنتم أعداء الشعب الإيراني ولستم أصدقاءه».

كما أشار سماحته إلى تصريحات ترامب بشأن استعداده لعقد صفقة مع إيران، وقال: «يقول الرئيس الأمريكي إنه رجل الصفقات، ويريد أن يعقد صفقة مع إيران، لكن الصفقة التي تقوم على الغطرسة ونتيجتها معروفة مسبقًا ليست بصفقةً، بل إملاءات، والشعب الإيراني لن يخضع للإملاءات».

ولفت قائد الثورة الإسلامية إلى تصريحات ترامب الأخرى التي تحدّث فيها عن وجود الموت والحرب في منطقة غربيّ آسيا، أو الشرق الأوسط كما يسمّونها، قائلًا: «أنتم مَن تشعلون الحروب. أمريكا هي التي تشعل الحروب وتفتعلها، فإضافةً إلى الاغتيالات، إنها تشعل الحروب. فما الغرض من كل هذه القواعد العسكرية في المنطقة إذًا؟ ماذا تفعلون هنا؟ وما شأنكم بهذه المنطقة؟ هذه المنطقة هي ملك شعوبها، والحرب والموت فيها ناجمان عن حضور أمريكا».

كما وصف الإمام الخامنئي مواقف الرئيس الأمريكي بالخاطئة والكاذبة في مواضع كثيرة، وأنها تنطوي على الغطرسة، وأضاف: «قد تنجح الغطرسة مع بعض الشعوب، لكنها لن تنجح أبدًا مع الشعب الإيراني، بتوفيقٍ من الله».

ولفت الإمام الخامنئي في جزءٍ آخر من كلمته إلى أنّه بعد انتصار الثورة الإسلامية تحقّقت قفزاتٌ كبيرة في مجالاتٍ متعدّدة، موضحًا أنّ «من أبرز النماذج على ذلك هي سلسلة النجاحات التي حقّقها الرياضيون والمشاركون في الأولمبيادات العلميّة هذا العام، والتي قد تكون غير مسبوقة في تاريخ الرياضة في البلاد».

وأكّد قائد الثورة الإسلامية أنّ «تأدية الرياضيين الفائزين تحيّةَ الاحترام لعلم الوطن، وسجودهم شكرًا لله، ورفعهم أيديهم بالدعاء» تمثّل رمزًا لهويّة الشعب الإيراني، وأضاف: «إنّ الشباب الأعزّاء المشاركين في الأولمبيادات العلميّة هم اليوم نجومٌ لامعة، لكن بعد عشر سنوات، وبشرط الاستمرار في السعي، سيصبحون شموسًا ساطعة، وهنا تكمن أهميّة مسؤوليّة المعنيّين بهذا المجال».

وعدّ الإمام الخامنئي دور الشباب بعد انتصار الثورة الإسلامية تيارًا متواصلًا، وقال: «في الحرب المفروضة التي استمرّت ثماني سنوات، كان جيل الشباب هو الذي، رغم كثرة النواقص وقلّة الإمكانات، قدّم ابتكاراتٍ عسكريةً مدهشة، بحيث تمكّنت إيران من تحقيق الانتصار في مواجهة عدوٍّ مجهّزٍ تجهيزًا كاملًا ويتلقّى الدعم والتأييد من كلّ جانب».
 

عدم نمایش تصویرک در صفحه خبر: 
نمایش تصویرک
نوع نمایش گزارش تصویری: 
نمایش ردیفی
تصویرک خبر: 
لقاء مع الأبطال والحائزين الميداليات -
تیتر فرمز: 
عدم تیتر قرمز
نوع محتوایی: 
نص
تصویر تمام صفحه: 
لقاء مع الأبطال والحائزين الميداليات -
شناسه قدیم: 
0

لقاء الأبطال والحائزين الميداليات في المجال الرياضيّ والأولمبيادات العلميّة العالميّة

تاریخ نمایش: 
Monday, October 20, 2025 - 11:06

موضوع:

التقى الأبطال والحائزون الميداليات في المجال الرياضيّ والأولمبيادات العلميّة العالميّة، يوم الإثنين 20/10/2025، قائد الثورة الإسلاميّة، الإمام الخامنئي، في حسينيّة الإمام الخميني (قده).

عدم نمایش تصویرک در صفحه خبر: 
نمایش تصویرک
نوع نمایش گزارش تصویری: 
نمایش ردیفی
تصویرک خبر: 
رهبر انقلاب
گزارش تصویری: 
1.jpg
2.jpg
3.jpg
4.jpg
5.jpg
6.jpg
7.jpg
8.jpg
9.jpg
10.jpg
11.jpg
12.jpg
13.jpg
14.jpg
15.jpg
16.jpg
17.jpg
18.jpg
19.jpg
20.jpg
21.jpg
22.jpg
23.jpg
24.jpg
25.jpg
26.jpg
27.jpg
28.jpg
تیتر فرمز: 
عدم تیتر قرمز
نوع محتوایی: 
صورة
شناسه قدیم: 
0

النص الكامل لكلمة الإمام الخامنئي في لقاء الأبطال والحائزين الميداليات في مجال الرياضة والأولمبيادات العلميّة العالميّة

تاریخ نمایش: 
Monday, October 20, 2025 - 09:00

بسم الله الرحمن الرحيم،

والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيّدنا محمد وآله الطاهرين، [ولا] سيّما بقية الله في الأرضين.

أهلًا وسهلًا بكم، ويسرّني أن أكون حاضرًا في هذا المحفل الذي يُجسّد نموّ البلاد وتجلّي قوة الشعب والشباب. لقد أفرحَ حائزو الميداليات الناسَ، سواء في ميدان الرياضة أو في الساحات العلمية. أنتم أفرحتم الشعب الإيراني بعزيمتكم وبجهودكم، وأبهجتم الشباب، وهذا أمرٌ ذو قيمة عظيمة. إنّ هذه الميدالية التي نلتموها هذا العام، في الأشهر الأخيرة، بجهودكم أنتم، تتمتّع في رأيي بميزة إضافيّة على الميداليات الأخرى؛ لماذا؟ لأنّنا في خضمّ حرب ناعمة. في الحرب الناعمة، يسعى العدو إلى أن يُصيب الشعب بالإحباط واليأس من قدراته؛ وقد استطعتم، أيها الحائزون الميداليات في ميدان الرياضة وفي الساحات العلمية، أن تتحركوا بخلاف ما يصبو إليه العدو، وأظهرتم في ميدان العمل قدرة الشاب الإيراني وقوّة الشعب الإيراني التي تتجلّى في شبابه. لذلك يمكن القول إنّ لهذه الميدالية قيمة مضاعفة، فهي تمثّل أقوى ردّ ممكن على العدو، وقد قدّمتم أنتم هذا الردّ.

إنّ إيراننا العزيزة مظهر الأمل، نعم إنها مظهر الأمل. هذه الوساوس التي يثيرها بعض الأشخاص عن يأس الشباب أو جيل الشباب وأمثال ذلك، هي أقوال غير مدروسة. إيران مظهر الأمل. الشاب الإيراني موهوب وقادر، وهذه نقطة مهمّة أن نتعرّف إلى قدرات الشاب الإيراني ومهاراته وقوّته ونُدركها. يمتلك الشاب الإيراني تلك الميزة التي تمكّنه من بلوغ القمّة، كما إنكم أنتم قد بلغتم القمّة: «بطل العالم» في المجال الرياضي الفلاني أو في المجال العلمي الفلاني. لقد بلغتم القمّة. الشاب الإيراني يمتلك القدرة على أن يوصل نفسه إلى القمّة، طبعًا إذا تحلّى بالعزيمة. هذه الموهبة موجودة فيه، وما يلزمه هو العزيمة والسعي والحركة.

تقدّمت بعض المجالات في بلدنا بعد الثورة تقدّمًا هائلًا. كان التقدّم على هيئة قفزة، ومن بين هذه المجالات مجموعة الإنجازات الرياضيّة لشبابنا في هذا العام؛ إذْ استطاعوا في المصارعة، وفي الكرة الطائرة، وفي بعض الرياضات الأخرى، أن يُظهروا أنفسهم إلى العالم. لم تكن لدينا هذه الحالة من قبل، ولم تكن لدينا هذه القدرات.

ربما ما أُظهِر هذا العام، في مجملِه، غير مسبوقٍ في تاريخ الرياضة في البلاد. كذلك الأمر في الأولمبيادات العلمية، إذ استطاع فتياننا أن يعتلوا القمّة، وأن يتفوّقوا على منافسيهم في مسابقات حقيقية؛ أي إنّ إيران تبوّأت الصدارة في منافسة دولية. كلّ عمل تفعلونه يُسجَّل باسم إيران، وكلّ إنجاز تحقّقونه يُسجَّل باسم الشعب. العلَمُ الذي رفعه هؤلاء السادة حركة ذات قيمة عظيمة، وهذه السجدة التي يؤديها رياضيّونا وهذا الدعاء الذي يرفعون [أيدهم به] بعد الفوز لهما قيمة بالغة. هذه رمزية الشعب الإيراني. إنّ هؤلاء الشباب المشاركين في الأولمبيادات هم اليوم نجومٌ متلألئة، وبعد عشر سنوات سيكونون شمسًا إذا واصلوا العمل. هذا ما أُصِرّ عليه. أُؤكّد على المسؤولين ألّا يُهملوا هؤلاء الشباب، وألّا يكتفوا بما حقّقوه حتى الآن، بل أن يمضوا قُدمًا. إذا واصل هذا النجم مسيرته، فسيغدو شمسًا بعد عشر سنوات. يمكن إنجاز أعمال عظيمة. طبعًا، لقد شاهدنا هذا الدور في شبابنا منذ بداية الثورة. أنتم تعلمون – وطبعًا إذا ما قرأ شبابنا في الكتب [سيعرفون] أيضًا – أنّه في بداية الثورة، بعد عامين من انتصارها، فرضَ [الأعداء] على البلاد حربًا استمرّت ثماني سنوات. هذه الحرب ذات السنوات الثماني التي اندلعت بعد انتصار الثورة، رغم كثرة النواقص وقلّة الإمكانات، انتهت بانتصار إيران، أي إنّ إيران تمكّنت من هزيمة عدوّها صدّام الذي كان يتلقّى الدعم من الجهات كلّها. مَن الذي أنجز هذا العمل؟ الشباب. الشباب هم الذين ابتكروا تلك الابتكارات. كنّا نشاهد ذلك من كثب. استطاع هؤلاء الشباب يومذاك أن يعدّوا الابتكارات العسكرية بطريقة تمكّنهم من التغلّب على القدرات اللامحدودة للعدو. كانت هذه هي حال ميدان الحرب. الحال هي ذاتها في العلم أيضًا. كذلك هي الحال في ميدان معركة العلم. اليوم، وبعد مرور سنوات، يتصدّر شبابنا المراتب الأولى في كثير من المراكز البحثية في العالم. المراتب الأولى، أي إنهم على الأقل ضمن المراتب العشر الأولى. لقد أنجز شبابنا أعمالًا عظيمة في مجالات النانو والليزر والصناعة النووية ومختلف الصناعات العسكرية والأبحاث الطبية المهمة. كما إنني أُبلغت قبل بضعة أيام بأنّ أحد مراكزنا البحثية المهمّة توصّل إلى علاجٍ لمرضٍ كان يُعدّ حتى الآن من الأمراض غير القابلة للعلاج، وهذا إنجاز بالغ الأهميّة. الشباب يعملون، والبلاد تتحرّك وتعمل، وأنتم تجسيد هذا العمل. هذه هي حال شبابنا اليوم.

العدو لا يريد أن يرى هذه الحالة. أولًا، هو لا يريد أن يراها، ويريد أن يمنعها إن استطاع ذلك. ليس في مقدوره أن يتحمّل رؤية التقدّم العلمي والتقدّم التقني والتقدّم في الميادين الخدماتية أو في الميدان الرياضي. كما إنّه يشوّه ذاك المقدار الموجود - الذي لا يستطيع منعه - بالكذب والافتراء. هذا هو عمل العدو؛ يضخّم بعض العيوب، ويُخفي بعض الحقائق الواضحة، ويقول عكسها. أنتم الذين اعتليتم قمّة الرياضة أو قمّة العلم، أثبتم عمليًّا أنّ أجواء إيران هي أجواء مشرقة، خلافًا لما يروّجه العدو الذي يريد أن يصوّر إيران وكأنها تعيش في أجواء قاتمة ومظلمة، ومهمتكم أن تثبتوا أنّ أجواء إيران هي أجواء مضيئة. يسعون إلى أن يفقد الشابّ الإيراني إيمانه بنفسه. هذا ما يروم العدوّ فعله.

طبعًا، على الشباب مضاعفة جهودهم. الشباب يمتلكون طاقة لا تنضب. الشباب طاقة هائلة ولا تنتهي، كلّما عملتم وكلّما بذلتم واستنفدتم منها، فإنها تزداد قوةً. إن طاقة الشباب قوةٌ كلّما بذلتم منها، ازدادت وأصبحت أقوى. عليهم أن يضاعفوا سعيهم ويكرّسوا مواهبهم لخدمة شعبهم. هذا هو المهم. قد يرغب بعضهم في العيش في بلد آخر، ولكن عليهم أن يعلموا أنهم سيبقون غرباء هناك. أنتم الذين تذهبون إلى ذلك البلد الآخر، مهما فعلتم ومهما بلغتم من مراتب، تظلون غرباء. أما هنا، فهي دياركم وأرضكم وملككم، هذا المكان يخصكم ويخص أبناءكم ونسلكم. على الشاب الإيراني أن يعي هذه النقاط. كما إنّ الغريب لا يستطيع العيش في أيّ بلد بطمأنينة. طبعًا، أنتم ترون الآن كيف يتعاملون مع المهاجرين – وفق تعبيرهم – في أمريكا وأماكن أخرى، لأنهم غرباء. يعاملونهم بتشدد وغلظة وتجاهل وبمنتهى القسوة لأنهم غرباء. حسنًا، هذا في ما يتعلق بكم أيها الأولمبياديون وأعزائي الذين قدّمتم عروضًا جيدة أيضًا.

هؤلاء الفتية الأعزاء أيضًا، للحق والإنصاف، قدّموا عرضًا لا يُنسى في الحلبة، فأنا لم أرَ قط – باستثناء مرة واحدة هنا بالذات – مثل هذه الحركات الرياضية التراثية التي يؤديها هؤلاء الفتية. طبعًا، ينبغي ألّا يمارس اليافعون رياضات ثقيلة؛ عليهم أن يكثروا من تمارين الليونة قدر استطاعتهم، وأن يمارسوا الرياضة الخفيفة، ويؤدوا أمثال هذه الحركات. أما الرياضة الثقيلة، فليتركوها لبضع سنوات لاحقة. حسنًا، هذا في ما يتعلق بالرياضة والأولمبياد.

صدرت في هذه الأيام بعض الترّهات بحقّ إيراننا العزيزة، ولا يمكننا أن لا نتحدّث بشأنها. حاول الرئيس الأمريكي في فلسطين المحتلة، بحفنة من الترّهات والتهريج،[1] أن يبثّ الأمل في نفوس الصهاينة اليائسين وأن يرفع من معنوياتهم. تحليلي لزيارة الرئيس الأمريكي إلى داخل فلسطين المحتلّة، ولما فعله وما قاله، هو أنّهم يائسون. لقد تلقّوا في حرب الاثني عشر يومًا صفعةً لم يكونوا يصدّقونها أو يتوقّعونها، فأصيبوا باليأس. ذهبَ (الرئيس الأمريكي) ليرفع معنوياتهم وليُخرجهم من يأسهم. إنّ هذه الكلمات التي قالها هي على شاكلة الكلمات التي تُقال لمسؤولين يائسين. لم يكونوا ليتوقّعوا أن يتمكّن الصاروخ الإيراني، المصنوع على يد شاب إيراني، من أن يحوّل بلهيبه ونيرانه أعماق بعض المراكز البحثية الحسّاسة لديهم إلى رماد. لم يتوقّعوا ذلك، ولكنّ ذلك ما حدث. لقد استطاع الإيرانيون أن يخترقوا أعماق بعض المراكز المهمّة للكيان الصهيوني وأن يدمّروها ويقضوا عليها. هذا الصاروخ صنعه الشباب الإيرانيون، لم نشترِه من أحد، ولم نستأجره من أحد، إنّه من صنع الشاب الإيراني، ويحمل هوية الشاب الإيراني. إذا ما دخل الشاب الإيراني ميدانًا، واجتهد وسعى وأعدّ لنفسه البنى التحتية العلمية، فإنه يحقق مثل هذه الإنجازات، يحقق إنجازات عظيمة. لقد كانت هذه الصواريخ جاهزةً لدى قواتنا المسلحة وصناعاتنا العسكرية، فاستخدمتها واستعملتها، وستستخدمها مرّة أخرى إذا لزم الأمر. كما ذكرتُ، فإنّ استنتاجي هو أنّ تلك الترهات التي تفوّه بها ذلك الرجل هناك، وتلك الأقوال السخيفة والتصرّفات السفيهة، كانت تهدف إلى رفع معنويات الطرف المقابل، لإعطائه جرعة من المعنويات، لأنّهم قد فقدوا معنوياتهم. مع ذلك، ثمّة نقاط ينبغي التوقّف عندها:

النقطة الأولى هي أن أمريكا شريك رئيسي في حرب غزة، بلا شك. لقد اعترف هو نفسه بذلك في كلامه، قال «عملنا معًا في غزة»، وحتى لو لم يقل ذلك، لكان الأمر واضحًا؛ فقد وُضعت تسليحاتهم وإمكاناتهم بكثرة تحت تصرّف الكيان الصهيوني، لتُصبّ على رؤوس أهالي غزة العُزّل. أمريكا شريك في هذه الجريمة. هو يدّعي أنه يحارب الإرهاب؛ أكثر من عشرين ألف طفل ورضيع وحديث الولادة استشهدوا جرّاء هذه الهجمات، فهل كانوا إرهابيين؟ طفل في الرابعة من عمره أو في الخامسة أو حديث الولادة، قتلتم من هؤلاء عشرين ألفًا! هل كانوا إرهابيين؟ أنتم الإرهابيّون! أنتم الإرهابيّون الذين صنعتم «داعش» وسلّطتموه على المنطقة، ثم احتفظتم به لكي تستخدموه يومًا ما. الأمر على هذا النحو الآن؛ هناك أعداد من عناصر «داعش» تحت سيطرة أمريكا، يحتجزونهم في مكان ما ليستخدموهم لاحقًا أينما شاؤوا. أنتم الإرهابيّون! الإرهابي هو أمريكا! لقد قتلوا في حرب غزّة التي استمرّت عامين، بحسب الإحصاءات الرسميّة، سبعين ألف إنسان.

في حرب الأيام الاثني عشر في إيران، بالإضافة إلى القتل العشوائي والقنابل التي أُلقيت على رؤوس أكثر من ألف شخص من الناس فاستشهدوا، لقد اغتالوا علماءنا أيضًا. إنّه يتباهى باغتيال العلماء الإيرانيين. نعم، لقد اغتلتم العلماء، لقد اغتلتم أفرادًا أمثال طهرانتشي[2] وعباسي[3] وغيرهم، ولكنكم لا تستطيعون اغتيال عِلْمهم. يتفاخر: لقد قصفنا الصناعة النووية الإيرانية ودمّرناها. حسنًا، عش هذا الوهم! أساسًا، ما شأنكم أيها الأمريكيون حتى إذا امتلك بلدٌ ما صناعةً نوويّة لتتدخّلوا وتقولوا ما يجب وما لا يجب؟ مَن نصّبكم على العالم؟ وما شأن أمريكا في امتلاك إيران إمكانات وصناعة نوويّة أو عدمه؟ هذه التدخّلات باطلة وسيئة وخطأ ومتغطرسة.

سمعتُ أنّ الناس في الولايات الأمريكية كلّها يهتفون بالشعارات ضدّه في الشوارع؛[4] أنه في مختلف مدن أمريكا، وفق هذا التقرير الذي قدّموه وسمعتموه، هناك سبعة ملايين من الناس في مختلف ولايات أمريكا يطلقون الشعارات ضدّ هذا الشخص. إذا كانت لديكم القدرة الكبيرة، هدّئوا هؤلاء! اذهبوا وأسكتوا هؤلاء وأعيدوهم إلى بيوتهم. ثم يتدخلون في شؤون البلدان الأخرى ويشيّدون القواعد العسكرية! الإرهابيّ هو أمريكا؛ في الحقيقة إنّ أمريكا هي التجسيد الحقيقي للإرهاب.

يدّعي قائلًا: «أنا نصير الشعب الإيراني». إنّه يكذب! على مَن فُرِضَت أنواع الحظر الثانوية التي تفرضها أمريكا منذ بضع سنوات والتي انضمّ إليها كثيرٌ من الدول خوفًا؟ على الشعب الإيراني. أنتم أعداء الشعب الإيراني، ولستم أصدقاءه.

يقول: «أنا رجل الصفقات، وأريد أن أعقد صفقة، نريد أن نعقد صفقة مع إيران»! لكن الصفقة التي ترتكز على الغطرسة ونتيجتها معروفة مسبقًا ليست بصفقة بل إملاءات، والشعب الإيراني لن يخضع للإملاءات، الشعب الإيراني لا يخضع للإملاءات. هذه ليست صفقة. «أن نجلس ونتحدّث وتكون النتيجةُ كذا»! إنه يحددها؛ هذه غطرسة. لا يمكن التأثير في إيران عبر هذه الغطرسات التي تنجح مع بعض البلدان الأخرى.

يتحدث عن الموت والفناء والحرب في هذه المنطقة التي يسمونها هم «الشرق الأوسط» ونسميها نحن «غربي آسيا». حسنًا، أنتم مَن يشعل هذه الحروب. أمريكا هي صانعة الحرب، وأساسًا أمريكا هي مَن يبدأ الحرب ويفتعلها. إنها لا تكتفي بالإرهاب، بل تُشعل الحروب أيضًا. هذه الحرب حربهم، والموت موتهم؛ هذه هي الممارسات التي يمارسونها، وتمارسها أمريكا في المنطقة. ما الغرض من هذه القواعد؟ لأيّ غرض وُجدت هذه القواعد العسكريّة كلها التي أنشأتها أمريكا في بلدانٍ مختلفةٍ من هذه المنطقة؟ ماذا تفعلون هنا؟ وما علاقة هذه المنطقة بكم؟ هذه المنطقة هي ملك شعوبها. لذلك، كانت التصريحات التي أدلى بها ذلك الشخص بوصفها مواقف، كلّها خطأ وكثيرٌ منها كاذب وتنمّ عن غطرسة. قد تنجح الغطرسة مع بعض الشعوب، ولكنّها لن تنجح أبدًا مع الشعب الإيراني بتوفيق من الله. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

 

[1] قبل مغادرته إلى مصر لتوقيع اتفاق وقف إطلاق النار بين حركة «حماس» والكيان الصهيوني، أكّد دونالد ترامب في كلمة ألقاها في "الكنيست" الصهيوني دعمه الكامل للكيان الصهيوني مجددًا، وأنّ الهجوم على المنشآت النووية الإيرانية كان ضروريًا لإرساء وقف إطلاق النار الحالي، مدّعيًا أن لا أمريكا ولا الكيان الصهيوني يحملان أيّ عداوة للشعب الإيراني، وأنّهما لا يريدان سوى العيش بسلام.

[2] الشهيد الدكتور محمد مهدي طهرانتشي.

[3] الشهيد الدكتور فريدون عباسي.

[4] شارك ملايين الأشخاص من مختلف الولايات الأمريكية في احتجاجاتٍ واسعة اعتراضًا على فساد حكومة دونالد ترامب وعجزها عن إدارة شؤون البلاد.

عدم نمایش تصویرک در صفحه خبر: 
نمایش تصویرک
نوع نمایش گزارش تصویری: 
نمایش ردیفی
تصویرک خبر: 
لقاء مع الأبطال والحائزين الميداليات
تیتر فرمز: 
عدم تیتر قرمز
نوع محتوایی: 
نص
شناسه قدیم: 
0

أمريكا شريك الكيان الصهيوني في حرب غزّة 

تاریخ نمایش: 
Monday, October 20, 2025 - 06:45

ينشر موقع KHAMENEI.IR الإعلامي مقطعًا مصوّرًا يتضمّن كلام الإمام الخامنئي بتاريخ 20/10/2025 الذي يقول فيه أن أمريكا شريك الكيان الصهيوني في حرب غزّة، وأنّها إرهابيّة ومن أنتج داعش وتحتفظ به لتستخدمه في يوم من الأيام.

عدم نمایش تصویرک در صفحه خبر: 
نمایش تصویرک
نوع نمایش گزارش تصویری: 
نمایش ردیفی
تصویرک خبر: 
أمريكا شريك الكيان الصهيوني في حرب غزّة
فیلم کتابخانه: 
أمريكا شريك الكيان الصهيوني في حرب غزّة - MQ
أمريكا شريك الكيان الصهيوني في حرب غزّة - LQ
أمريكا شريك الكيان الصهيوني في حرب غزّة - HQ
تیتر فرمز: 
عدم تیتر قرمز
نوع محتوایی: 
فيديو
شناسه قدیم: 
0

لقاء قائد الثورة الإسلاميّة القائمين على تنظيم المؤتمر الدولي لإحياء ذكرى آية الله الميرزا محمد حسين النائيني

تاریخ نمایش: 
Monday, October 20, 2025 - 06:40

موضوع:

التقى القائمون على تنظيم المؤتمر الدولي لإحياء ذكرى آية الله الميرزا محمد حسين النائيني، أمس الأربعاء 22/10/2025، قائد الثورة الإسلاميّة، الإمام الخامنئي، في حسينيّة الإمام الخميني (قده).

عدم نمایش تصویرک در صفحه خبر: 
نمایش تصویرک
نوع نمایش گزارش تصویری: 
نمایش ردیفی
تصویرک خبر: 
المؤتمر الدولي لإحياء ذكرى آية الله الميرزا محمد حسين النائيني-
گزارش تصویری: 
المؤتمر الدولي لإحياء ذكرى آية الله الميرزا محمد حسين النائيني
المؤتمر الدولي لإحياء ذكرى آية الله الميرزا محمد حسين النائيني
المؤتمر الدولي لإحياء ذكرى آية الله الميرزا محمد حسين النائيني
المؤتمر الدولي لإحياء ذكرى آية الله الميرزا محمد حسين النائيني
المؤتمر الدولي لإحياء ذكرى آية الله الميرزا محمد حسين النائيني
المؤتمر الدولي لإحياء ذكرى آية الله الميرزا محمد حسين النائيني
المؤتمر الدولي لإحياء ذكرى آية الله الميرزا محمد حسين النائيني
المؤتمر الدولي لإحياء ذكرى آية الله الميرزا محمد حسين النائيني
المؤتمر الدولي لإحياء ذكرى آية الله الميرزا محمد حسين النائيني
المؤتمر الدولي لإحياء ذكرى آية الله الميرزا محمد حسين النائيني
المؤتمر الدولي لإحياء ذكرى آية الله الميرزا محمد حسين النائيني
المؤتمر الدولي لإحياء ذكرى آية الله الميرزا محمد حسين النائيني
المؤتمر الدولي لإحياء ذكرى آية الله الميرزا محمد حسين النائيني
المؤتمر الدولي لإحياء ذكرى آية الله الميرزا محمد حسين النائيني
المؤتمر الدولي لإحياء ذكرى آية الله الميرزا محمد حسين النائيني
المؤتمر الدولي لإحياء ذكرى آية الله الميرزا محمد حسين النائيني
المؤتمر الدولي لإحياء ذكرى آية الله الميرزا محمد حسين النائيني
تیتر فرمز: 
عدم تیتر قرمز
نوع محتوایی: 
صورة
شناسه قدیم: 
0

الصهاينة لم يتوقّعوا أن يحوّل الصاروخ الإيراني مراكزهم المهمّة إلى رماد

تاریخ نمایش: 
Monday, October 20, 2025 - 06:27

ينشر موقع KHAMENEI.IR الإعلامي مقطعًا مصوّرًا يتضمّن كلام الإمام الخامنئي بتاريخ 20/10/2025 الذي يقول فيه أن الصهاينة لم يتوقّعوا أن يحوّل الصاروخ الإيراني مراكزهم المهمّة إلى رماد، وأنّ هذه الصواريخ ستُستخدم لاحقًا أيضًا إذا اقتضت الحاجة.

عدم نمایش تصویرک در صفحه خبر: 
نمایش تصویرک
نوع نمایش گزارش تصویری: 
نمایش ردیفی
تصویرک خبر: 
الصهاينة لم يتوقّعوا
فیلم کتابخانه: 
الصهاينة لم يتوقّعوا - MQ
الصهاينة لم يتوقّعوا - HQ
الصهاينة لم يتوقّعوا - LQ
تیتر فرمز: 
عدم تیتر قرمز
نوع محتوایی: 
فيديو
شناسه قدیم: 
0

زيارة الرئيس الأمريكي لفلسطين وكلامه دليل يأس الصهاينة

تاریخ نمایش: 
Monday, October 20, 2025 - 06:10

ينشر موقع KHAMENEI.IR الإعلامي مقطعًا مصوّرًا يتضمّن كلام الإمام الخامنئي بتاريخ 20/10/2025 الذي يقول فيه أن زيارة الرئيس الأمريكي لفلسطين المحتلة وتصرفاته وكلامه دليل يأس الصهاينة.

عدم نمایش تصویرک در صفحه خبر: 
نمایش تصویرک
نوع نمایش گزارش تصویری: 
نمایش ردیفی
تصویرک خبر: 
زيارة الرئيس الأمريكي لفلسطين
فیلم کتابخانه: 
زيارة الرئيس الأمريكي لفلسطين - MQ
زيارة الرئيس الأمريكي لفلسطين - LQ
زيارة الرئيس الأمريكي لفلسطين - HQ
تیتر فرمز: 
عدم تیتر قرمز
نوع محتوایی: 
فيديو
شناسه قدیم: 
0

كيف غيّرت عملية «طوفان الأقصى» المعادلات ودَفَعت مشروع التطبيع إلى الهامش؟

تاریخ نمایش: 
Sunday, October 19, 2025 - 15:52

الكاتب: رامين حسين آباديان

كيف غيّرت عملية «طوفان الأقصى» المعادلات ودَفَعت مشروع التطبيع إلى الهامش؟

في السابع من تشرين الأوّل/أكتوبر عام 2023، لم يشهد العالم يومًا عاديًّا يمكن أن يُطوى في النسيان، إذ شنّت المقاومة الإسلامية الفلسطينيّة صباح ذلك اليوم عمليّة تاريخيّة حملت اسم «طوفان الأقصى»، تمكّن المجاهدون خلالها من التوغّل في مستوطنات صهيونيّة عدّة تقع في غلاف قطاع غزّة.[1] مع بدء العمليّة، أَسَرَ مجاهدوا المقاومة عشرات العسكريين الصهاينة، بينهم عدد من الضبّاط.[2] وقد حقّقت عمليّة «طوفان الأقصى» إنجازاتٍ بارزة، من أهمّها تحطيم الهيبة العسكريّة والأمنيّة للكيان الصهيوني، إذ يمكن القول إنّها وضعت حدًّا لأسطورة «الجيش الذي لا يُقهَر» على المستويين العسكري والأمني.[3]

ومن أبرز إنجازات عمليّة «طوفان الأقصى» التاريخيّة كان دورها في وقف قطار تطبيع العلاقات بين الدول العربيّة والإسلاميّة مع الكيان الصهيوني، وهو إنجاز يجمع المحلّلون والمراقبون السياسيّون على الإقرار به. وفي هذا السياق، كتب محمد غازي الجمل، وهو محلّل في شؤون المنطقة، في تقريرٍ له: «أدّت عمليّة طوفان الأقصى إلى تراجع مسار تطبيع العلاقات. ومن الناحية الاجتماعيّة، ارتفعت شعبية حركة حماس لدى الرأي العام العالمي بعد عمليّة طوفان الأقصى، ولا سيّما مع بدء الإبادة الجماعيّة التي يرتكبها الكيان الصهيوني»[4]. إنّ مراجعةً ولو سريعة للتطوّرات المتعلّقة بتطبيع العلاقات في الأشهر التي سبقت عمليّة «طوفان الأقصى» تُظهر بوضوح أنّ هذه العمليّة أدّت إلى توقّف ذلك المسار، أقلّه في شكله العلنيّ.
 

قُبيل «طوفان الأقصى»؛ التحرّك في مسار توسيع العلاقات الاستراتيجيّة مع المطبعين

قبل انطلاق عمليّة «طوفان الأقصى»، وقعت تحوّلات عدّة أظهرت أنّ قطار تطبيع العلاقات بعد توقيع اتّفاقيات «أبراهام» بين الكيان الصهيوني وكلٍّ من الإمارات والبحرين والمغرب بين عامَي 2020 و2021 كان يسير بوتيرة أسرع. ومن أبرز الأمثلة على ذلك، تطوير العلاقات الاستراتيجيّة بين الكيان الصهيوني والإمارات في الفترة التي سبقت «طوفان الأقصى»؛ فقد تجسّد أحد أهمّ أوجه هذا التعاون في اليمن، وتحديدًا في جزيرة سقطرى. في الواقع، تحوّلت جزيرة سقطرى ذات الأهميّة الاستراتيجيّة العالية إلى «رمز النجاح» في تعزيز العلاقات بين "إسرائيل" والإمارات؛ فبعد أن بسطت الإمارات سيطرتها على الجزيرة في حزيران/يونيو 2020، بدأت بالتعاون العسكري والأمني والاقتصادي مع الكيان الصهيوني هناك. تكمن أهميّة هذا التعاون في الموقع الجيوسياسي المحوري لجزيرة سقطرى المشرفة على البحر الأحمر والمتحكّمة بممرّات النقل البحري.[5] وعليه، وضعَ الكيان الصهيوني قبل عمليّة «طوفان الأقصى» استراتيجيّة توسيع علاقاته الاستراتيجيّة مع الدول المطبّعة في سلّم أولويّاته.
 

استضافة وزراء خارجيّة عرب لتوسيع التطبيع

من التطوّرات الأخرى التي سبقت عمليّة «طوفان الأقصى» وأظهرت رغبة الكيان الصهيوني في توسيع مسار التطبيع، استضافته وزراء خارجيّة البحرين ومصر والإمارات في «قمّة النقب». انعقدت هذه القمّة في آذار/مارس 2022 بمشاركة وزير الخارجيّة الأمريكي آنذاك، وأدّت في نهايتها إلى تأسيس «منتدى النقب»، وهو مبادرة أطلقها كيان الاحتلال بهدف تعزيز التنسيق الأمني والعسكري مع الدول المطبّعة. وكان من أبرز أهداف إنشاء «منتدى النقب» تقديم التسهيلات الاقتصاديّة لدولٍ مثل مصر لتمكينها من لعب دورٍ في احتواء فصائل المقاومة الإسلاميّة الفلسطينيّة في قطاع غزّة.[6]
 

قطار التطبيع في محطة الرياض

كان الكيان الصهيوني المنتشي بتوقيع اتّفاقيات «أبراهام» وبالخطوات التي اتخذها لتوسيع مسار تطبيع العلاقات مع دول أخرى، يسعى لضمّ مزيد من الدول، وعلى رأسها السعوديّة. حتى إنّ ران درمر، وزير الشؤون الاستراتيجيّة في الكيان الصهيوني، ادّعى في 20 آب/أغسطس 2023 انضمام دولٍ عربيّة وإسلاميّة تباعًا إلى اتّفاق «أبراهام»، وقال: «سنشهد في المستقبل انضمام عدد أكبر من الدول العربيّة والإسلاميّة إلى اتّفاق التطبيع مع إسرائيل». وقد ذكر السعودية تحديدًا، مؤكّدًا استعداد تل أبيب لتوقيع اتّفاق تطبيع مع الرياض.[7] وبذلك، كان قطار تطبيع العلاقات قد وصل فعليًا إلى محطة السعوديّة.
 

الإشارات الإيجابيّة نحو توقيع الاتفاق

لم يكن ميل الكيان الصهيوني إلى توقيع اتّفاق تطبيع العلاقات مع السعوديّة أحاديّ الجانب، إذ كان هذا الميل واضحًا أيضًا لدى مسؤولي الرياض. ولهذا الغرض دخلت السعوديّة في منتصف عام 2022 مرحلة من العلاقات التجاريّة والاقتصاديّة مع الكيان الصهيوني. وفي هذا السياق، كتبت صحيفة «الاستقلال»: «قبل عمليّة طوفان الأقصى، كانت السعوديّة تخطو بسرعة نحو تطبيع العلاقات مع الكيان الصهيوني، إذ سمحت في 4 آب/أغسطس 2022 للطائرات الإسرائيليّة بالعبور في أجوائها، كما شارك وزير السياحة الإسرائيلي في 26 أيلول/سبتمبر 2023 في مؤتمر عُقد في الرياض»[8]. إنّ بلوغ السعوديّة والكيان الصهيوني مرحلة قريبة من توقيع اتّفاق تطبيع العلاقات بينهما كان واضحًا في المقابلة التي أجراها وليّ العهد السعودي آنذاك مع إحدى القنوات الأمريكيّة. فقد صرّح محمد بن سلمان في 21 أيلول/سبتمبر 2023، في مقابلة مع شبكة «فوكس نيوز» الأمريكيّة، قائلًا: «نقترب كل يوم أكثر فأكثر من تطبيع العلاقات مع إسرائيل»[9]. وهذا يعني أنّ تل أبيب والرياض، قبل أسبوعين فقط من عمليّة «طوفان الأقصى»، كانتا قد قطعتا بالفعل معظم الطريق نحو تطبيع العلاقات.
 

الفرصة التي انتزعتها «طوفان الأقصى» من الصهاينة

كانت عمليّة «طوفان الأقصى» هي التي قلبت كل المعادلات التي سبقت السابع من تشرين الأوّل/أكتوبر، وسلبت فعليًّا من الكيان الصهيوني فرصة توقيع الاتفاق الكبير مع السعوديّة.[10] وفي هذا السياق، كتب عريب الرنتاوي، المحلّل في «الميادين»: «يجب أن ندرك تمامًا في أيّ ظرف وقعت عمليّة طوفان الأقصى؛ لقد حدث هذا الطوفان في الوقت الذي كان فيه مسار التطبيع قد بلغ محطّته السعوديّة، ولو كان قد اكتمل حينها، لَفُتحت أمامه أبواب المحطّات العربيّة والإسلاميّة الأخرى»[11]. وبناءً على ذلك، فإنّ عملية «طوفان الأقصى» لم تمنع فقط عبور قطار التطبيع من محطّة السعوديّة، بل حالت أيضًا دون فتح المحطات الأخرى.
 

الطوفان الذي دفع «التطبيع» إلى الهامش؛ سقوط «الخطة الشاملة» لتغيير معادلات المنطقة

من أبرز الإنجازات التي حقّقتها عمليّة «طوفان الأقصى» أنّها دفعت مشروع تطبيع العلاقات، الذي كان قبل السابع من تشرين الأوّل/أكتوبر 2023 في صميم المشهد الإقليمي، إلى الهامش. وبهذا، أعادت العمليّة القضيّة الفلسطينيّة - التي كانت تتّجه نحو التهميش - إلى صدارة الاهتمام العالمي، وتوقّف عمليًّا مشروع التطبيع الذي كانت القوى الغربيّة والكيان الصهيوني يعملان على ترسيخه في المنطقة.[12] كان هذا الطوفان شديدًا إلى حدٍّ أنّ بعضهم قال إنّ «طوفان الأقصى فجّر قطار تطبيع العلاقات في محطّة السعوديّة»[13]. بشكلٍ عام، كانت الأجواء العامّة قبل عمليّة «طوفان الأقصى» قائمةً على قبول «التعايش» مع "إسرائيل" وإقامة علاقات طبيعيّة معها، لكن مع وقوع هذه العمليّة عادت القضايا الجوهريّة المتعلّقة بفلسطين - التي طواها النسيان لعقودٍ طويلة - إلى صدارة الاهتمام من جديد.[14] كما قال قائد الثورة الإسلامية، في شرحه لكيفيّة الدور الذي أدّته عمليّة «طوفان الأقصى» في إفشال الخطة الأميركية-الصهيونية الشاملة للمنطقة: «إنّ عمليّة «طوفان الأقصى» وقعت في اللحظة المناسبة تمامًا للمنطقة. وبيان ذلك أنّه كان قد جرى إعداد خطّة شاملة وموسّعة من قبل أمريكا والعناصر الصهيونيّة وأتباعهم وبعض حكومات المنطقة، وقد تقرّر وفق هذه الخطّة الشاملة تغيير العلاقات والمعادلات القائمة في المنطقة، وأن يتمّ تنظيم علاقات الكيان الصهيونيّ مع حكومات المنطقة وفق رغبة الكيان نفسه، وهذا يعني تحكّم الكيان الصهيونيّ بالسياسة والاقتصاد في منطقة غربي آسيا برمّتها، بل في العالم الإسلاميّ بأسره... وفي مثل هذه اللحظة الحسّاسة، بدأ هجوم «طوفان الأقصى»؛ لتذهب كلّ مخططات العدو أدراج الرياح»[15].
 

معارضة الرأي العام؛ عائق كبير أمام مسار التطبيع

أعلن «المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات» في أحد أحدث تقاريره بتاريخ 5 آب/أغسطس 2025 أنّ «البيانات الإحصائيّة الجديدة تُظهر بوضوح أنّ الشعوب في العالم العربي تعارض بشدّة تطبيع العلاقات مع "إسرائيل"». وبناءً على استطلاع أجراه المركز، «فإنّ 89% من العرب يعارضون اعتراف حكوماتهم بـ"إسرائيل". وتشير الإحصاءات على نحوٍ خاص إلى أنّ نسبة السعوديين المعارضين للتطبيع ارتفعت إلى 68%، في حين كانت نسبة معارضة السعوديين لمشروع التطبيع في الاستطلاعات السابقة قد بلغت 38%». وجاء في الجزء اللاحق من تقرير المركز المذكور: «في المغرب أيضًا، شهد التأييد الشعبي للتطبيع انخفاضًا حادًّا من 31% في عام 2022 إلى 13% فقط بعد السابع من تشرين الأوّل/أكتوبر. يُظهر هذا الانخفاض مدى هشاشة الأسس التي بُنيت عليها مشاريع التطبيع، ويؤكّد أن المعارضة الشعبيّة في العالم العربي تُشكّل عقبة جديّة أمام مشروع توسيع التطبيع مع الكيان الصهيوني». [16]

في ظلّ المعارضة الشعبيّة الواسعة في الدول العربيّة والإسلاميّة لمشروع التطبيع، وبعد مرور عامين على عمليّة «طوفان الأقصى»، لن يجد المطبّعون طريقًا سهلًا للمضيّ بهذا المشروع، كما أنّ الحكّام الذين قرّروا الانضمام إليه لن تكون الطريق أمامهم ممهّدة. إنّ إعادة تشغيل قطار التطبيع المحتمل في الظروف الراهنة تذكّر بضرورة يقظة الشعوب، ولا سيّما نخب العالم الإسلامي. تشير تحرّكات الأمريكيّين إلى أنّ مسؤولي واشنطن يسعون إلى تطبيع وجود الكيان الصهيوني في المنطقة، وقد تجلّى هذا الهدف بوضوح في وثيقة قمّة «شرم الشيخ» التي عُقدت بعد وقف إطلاق النار في غزّة، إذ جاء في أحد بنودها بصراحة: «نرحب بالعلاقات الودية والمثمرة بين إسرائيل وجيرانها الإقليميين»[17].

مع ذلك، تُظهر مراجعة الماضي أنّ محاولات واشنطن لإضفاء طابعٍ طبيعيّ على وجود الصهاينة في المنطقة لن تؤدّي إلى نتيجة. ففي 13 آذار/مارس 1996 عُقد مؤتمر مشابه في «شرم الشيخ» بمصر، بمشاركة ممثّلين عن 31 دولة، من بينهم الرئيس الأمريكي آنذاك، بيل كلينتون،[18] بهدف تطبيع وجود الصهاينة في المنطقة تحت عنوان «عمليّة السلام» المزعومة، غير أنّ ما جرى منذ ذلك الحين لم يؤدِّ إلى تحقيق هذا الهدف، بل على العكس، شهدنا تنامي قوّة المقاومة وتصاعد التيّارات المناهضة لـ"إسرائيل" في المنطقة.

 

[1] https://www.aljazeera.net/encyclopedia/2023/10/7/%D8%B7%D9%88%D9%81%D8%A7%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%82%D8%B5%D9%89-%D8%A3%D9%83%D8%A8%D8%B1-%D9%87%D8%AC%D9%88%D9%85-%D9%84%D9%84%D9%85%D9%82%D8%A7%D9%88%D9%85%D8%A9

[2] https://www.aljazeera.net/news/2023/10/7/%D9%85%D8%B9-%D8%A8%D8%AF%D8%A1-%D8%B9%D9%85%D9%84%D9%8A%D8%A9-%D8%B7%D9%88%D9%81%D8%A7%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%82%D8%B5%D9%89-%D8%B9%D8%B4%D8%B1%D8%A7%D8%AA

[3] https://manar.com/page-49956-ar-ar-ar-ar.html

[4] https://www.aljazeera.net/politics/2025/10/7/%D8%AD%D9%85%D8%A7%D8%B3-%D9%88%D8%A5%D8%B3%D8%B1%D8%A7%D8%A6%D9%8A%D9%84-%D8%A8%D8%B9%D8%AF-%D8%B9%D8%A7%D9%85%D9%8A%D9%86-%D9%85%D9%86-%D8%B7%D9%88%D9%81%D8%A7%D9%86

[5] https://www.noonpost.com/39719/

[6] https://dimensionscenter.net/ar/%D9%83%D9%8A%D9%81-%D8%A3%D8%AB%D8%B1%D8%AA-%D8%B9%D9%85%D9%84%D9%8A%D8%A9-%D8%B7%D9%88%D9%81%D8%A7%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%82%D8%B5%D9%89-%D8%B9%D9%84%D9%89-%D9%85%D8%B3%D8%AA%D9%88%D9%89-%D9%82%D9%88%D8%A9-%D8%A5%D8%B3%D8%B1%D8%A7%D8%A6%D9%8A%D9%84

[7] https://shehabnews.com/post/131268/%D8%AA%D9%84-%D8%A3%D8%A8%D9%8A%D8%A8-%D9%82%D8%B7%D8%A7%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%B7%D8%A8%D9%8A%D8%B9-%D9%8A%D8%B3%D9%8A%D8%B1-%D9%88%D9%84%D9%86-%D9%86%D8%B3%D9%85%D8%AD-%D9%84%D8%A3%D8%AD%D8%AF-%D8%A8%D8%A7%D9%85%D8%AA%D9%84%D8%A7%D9%83-%D8%A8%D8%B1%D9%86%D8%A7%D9%85%D8%AC-%D9%86%D9%88%D9%88%D9%8A-%D8%B9%D8%B3%D9%83%D8%B1%D9%8A

[8] https://www.alestiklal.net/ar/article/amlyh-twfan-alaqsa-hl-twqf-qtar-alttbya-alarby-ma-alkyan-alisraeyly

[9] https://www.alestiklal.net/ar/article/amlyh-twfan-alaqsa-hl-twqf-qtar-alttbya-alarby-ma-alkyan-alisraeyly

[10] https://www.alquds.co.uk/%D9%86%D8%AA%D8%A7%D8%A6%D8%AC-%D9%88%D8%AA%D8%A8%D8%B9%D8%A7%D8%AA-%D9%84%D9%80%D8%B7%D9%88%D9%81%D8%A7%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%82%D8%B5%D9%89-%D8%AD%D8%B1%D8%A8-%D8%A7%D9%84%D8%A5/

[11] https://www.almayadeen.net/articles/-%D8%A7%D9%84%D8%B7%D9%88%D9%81%D8%A7%D9%86--%D8%A5%D8%B0-%D9%8A%D9%82%D8%B1%D8%B9-%D8%A3%D8%A8%D9%88%D8%A7%D8%A8-%D8%B9%D8%A7%D9%85%D9%87-%D8%A7%D9%84%D8%AB%D8%A7%D9%84%D8%AB----%D9%85%D8%B3%D8%A7%D9%87%D9%85%D8%A9-%D9%81%D9%8A-%D8%AC%D8%AF%D9%84-%D9%84%D9%85-%D9%8A%D9%86%D9%82%D8%B7

[12] https://elraed.dz/158572-%D8%B7%D9%88%D9%81%D8%A7%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%82%D8%B5%D9%89-%D9%8A%D8%AC%D8%B1%D9%81-%D9%82%D8%B7%D8%A7%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%B7%D8%A8%D9%8A%D8%B9

[13] https://almuraqeb-aliraqi.org/?p=611708

[14] https://cigacriticalvoices.com/index.php/language/ar/2024/07/24/normalization-after-al-aqsa-flood-trajectories-and-outcomes/

[15] https://arabic.khamenei.ir/news/8501

[16]https://www.aljazeera.net/politics/2025/8/5/%D8%B3%D9%8A%D9%83%D9%88%D9%84%D9%88%D8%AC%D9%8A%D8%A7-%D9%82%D8%A8%D9%88%D9%84-%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%B7%D8%A8%D9%8A%D8%B9-%D8%B1%D8%BA%D9%85-%D8%A7%D9%84%D8%A5%D8%A8%D8%A7%D8%AF%D8%A9

[17] https://www.aljazeera.net/news/2025/10/13/%D8%A7%D9%86%D8%B7%D9%84%D8%A7%D9%82-%D9%82%D9%85%D8%A9-%D8%B4%D8%B1%D9%85-%D8%A7%D9%84%D8%B4%D9%8A%D8%AE-%D9%84%D9%84%D8%B3%D9%84%D8%A7%D9%85-%D8%A8%D8%B1%D8%A6%D8%A7%D8%B3%D8%A9

[18] https://www.aljazeera.net/encyclopedia/2025/10/13/%D8%B4%D8%B1%D9%85-%D8%A7%D9%84%D8%B4%D9%8A%D8%AE-%D9%85%D8%AF%D9%8A%D9%86%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%86%D8%AA%D8%AC%D8%B9%D8%A7%D8%AA-%D9%88%D8%B9%D8%A7%D8%B5%D9%85%D8%A9-%D9%82%D9%85%D9%85

عدم نمایش تصویرک در صفحه خبر: 
نمایش تصویرک
نوع نمایش گزارش تصویری: 
نمایش ردیفی
تصویرک خبر: 
كيف غير طوفان الأقصى المعادلات
تیتر فرمز: 
عدم تیتر قرمز
نوع محتوایی: 
نص
شناسه قدیم: 
0

مفهوم «حل الدولتين» ولد ميتاً والحل الوحيد للقضية الفلسطينية هو مشروع وطني فلسطيني

تاریخ نمایش: 
Thursday, October 16, 2025 - 10:55
روتیتر: 
غسّان جواد في حوار مع KHAMENEI.IR:

عاد تأكيد خيار «حلّ الدولتَين» مجددًا لتسوية النزاع بين فلسطين والكيان الصهيوني من جانب بعض الدول الغربية مثل فرنسا، وعدد من حلفائها العرب. بالنظر إلى البنية الديموغرافية الراهنة في الأراضي الفلسطينية، ومسعى الكيان إلى ضمّ مزيد من أجزاء الضفّة الغربية إلى المناطق التي يحتلّها، هل ترون إمكانية تحقّق هذا الخيار؟

في الواقع، إن صمود الشعب الفلسطيني في غزة وانتفاضة الشباب في أوروبا، وحتى داخل الولايات المتحدة، وضغط الشارع وصمود المنطقة على نحو أو آخر أمام الهجمة الإسرائيلية الأمريكية، كلها دفعت بالأوروبيين الذين يأخذون في الحسبان الرأي العام لديهم، إلى إعادة طرح فكرة «حلّ الدولتين». هي فكرة قديمة جديدة تلوذ وتذهب إليها القوى الغربية عادة عندما تريد إعطاء جرعة مسكّنة للعرب وللمسلمين. هذه الفكرة لا تبدو واقعية خصوصاً وسط الحديث عن "إسرائيل الكبرى" وضمن المزيد من أجزاء الضفة الغربية ودور الأردن والتوسع داخل سوريا حول الجولان السوري المحتل. أين ستكون هذه الدولة؟ هذا السؤال كبير جداً، لذلك أعتقد أنه جاء في إطار الضغط الذي مارسته الشعوب في الغرب، وأيضاً في إطار الصمود الفلسطيني الذي أفشل خيار التهجير وأهداف الحرب التي خاضها بنيامين نتنياهو بدعم أمريكي ضد الشعب الفلسطيني في غزة.

إنّ قيام دولة فلسطينية مستقلّة ضمن إطار «حلّ الدولتَين» يستلزم تشكيل جيش وطني فلسطيني لحماية الأرض وصون السيادة. فهل سيرضخ الداعمون الغربيون والعرب لهذا الخيار لفكرة إنشاء جيش وطني فلسطيني بوصفه إحدى الركائز الأساسية لقيام الدولة؟

واضح أن المطروح هو دولة منزوعة السلاح، وبالتالي دولة غير قادرة أن تدافع عن نفسها، وأعتقد أن الشعب الفلسطيني يدرك أن فكرة «حل الدولتين» هي فكرة وهمية يُعمل عليها منذ عام 1947، وقد تفاعلت أكثر فأكثر بعد عام 1967 على قاعدة «حل الدولتين» والحلول السياسية التي طرحت والحلول الدولية والقرارات الدولية، ثم بعد اتفاقية اوسلو عام 1993 طُرحت هذه المسألة في أكثر من مؤتمر ومن مسار تفاوضي وفي أكثر من مسار سلام برعاية أمريكية بين الفلسطينيين والعدو الإسرائيلي، وبدا واضحاً أن "إسرائيل" تقوي هذا المفهوم عبر ما تفعله على الأرض من تقويض مفهوم «حل الدولتين»، بالإضافة إلى الشروط القاسية التي تنزع السيادة عن هذه الدولة وتجعلها عملياً أشبه بحكم محلي تحت الوصاية الأمنية والعسكرية الإسرائيلية.

في إطار «حلّ الدولتَين»، يبدو المُسلَّم به هو استمرار الاحتلال الصهيوني لأراضي الفلسطينيين. وهذا يعني أنّ قيام أي دولة فلسطينية مستقلّة ضمن هذا الإطار يقتضي، قبل أي شيء، الإقرار بوجودٍ غير مشروع للصهاينة على أرض فلسطين. ما تقييمكم لهذا الأمر؟

المشروع الأساسي للاحتلال هو وضع اليد على فلسطين التاريخية كلها بما فيها غزة والضفة الغربية، ولا سيما هذه الحكومة المتطرفة اليمنية بزعامة مجرم الحرب بنيامين نتنياهو، ولكن الظروف لم تكن مؤاتية من حجم العنف الذي استعملوه ضد الفلسطينيين، والتدمير والتنكيل والتجريف في غزة كانت في إطار العمل على تهجير الناس، ولكن الآن هذا الصمود الفلسطيني أجّل هذا الخيار أو منعه على الأرجح لمدة من الزمن وصار مرتبطاً بتطورات المرحلة المقبلة.

فكرة «حل الدولتين» هي مسلّمة نظرية وليست عملية وواقعية، لأن ما يفعله الاحتلال كله مناقض لفكرة «حل الدولتين». هذا مع العلم أن فلسطين هي 1948 و1967، ففكرة «حل الدولتين» سوف تكون على حساب الشعب الفلسطيني، ولا سيما أبناء المناطق التي احتلها العدو في عام 1948، فلذلك نقول إن فكرة «حل الدولتين» يلجؤون إليها لمحاولة احتواء المقاومة في الشعب الفلسطيني وفي المنطقة، وللتحايل على الوقائع ولتمكينهم من تطبيق مشروعهم بضم المزيد من الأراضي ووضع اليد عليها في فلسطين التاريخية كلها. من هنا، إن مفهوم «حل الدولتين» وُلد ميتاً وليس له آفاق للحل. الحل الوحيد أمام الشعب الفلسطيني هو مشروع وطني فلسطيني يعمل تحت سقف المقاومة، وحتى إذا أراد أن يفاوض أو أن يذهب إلى عملية سياسية يكون الشعب الفلسطيني فيها موحّداً ويمتلك الأدوات السياسية وغير السياسية جميعها، بما فيها فكرة السلاح والمقاومة.

 

عدم نمایش تصویرک در صفحه خبر: 
نمایش تصویرک
نوع نمایش گزارش تصویری: 
نمایش ردیفی
تصویرک خبر: 
غسان جواد
تیتر فرمز: 
عدم تیتر قرمز
نوع محتوایی: 
نص
شناسه قدیم: 
0

الجمهوريّة الإسلاميّة منفتحة على المفاوضات لكنها لن تقبل الإملاءات

تاریخ نمایش: 
Thursday, October 16, 2025 - 07:20
روتیتر: 
حوار مع الدکتور كمال خرازي بشأن مبادئ التفاوض وأبعاد حرب الأيام الاثني عشر يومًا

طرحَ قائد الثورة الإسلامية ثلاثة مبادئ أساسية في أيّ نوعٍ من المفاوضات، وهي «العِزّة» و«الحِكمة» و«المَصلَحة». نرجو منكم أن تُبيّنوا رؤيتكم وتحليلكم عن هذه المبادئ الثلاثة، وكذلك وجهة نظر الإمام الخامنئي في هذا المجال.

أنتم تعلمون أنّ قدرةَ البلد الدفاعيّة من عناصر القوّة، كما إنّ الدبلوماسيّة القويّة لأيّ بلد تأتي ضمن العناصر الأخرى. طبعًا إنّ الوضعَ الاقتصاديّ للبلاد، ورضا الشعب ودعمه، تُعَدّ من العناصر المهمّة جدًّا لكي تتمكّن أيّ دولة من الدفاع الكامل عن حقوقها. لذلك، تُعَدّ الدبلوماسيّةُ ضرورةً، وقد وُظّفت عبر التاريخ لحلّ قضايا الدول ومشكلاتها. في زمن النبيّ الأكرم (صلّى الله عليه وآله) نرى أنّ إرسالَ جماعةٍ من المسلمين إلى الحبشة، وكتابةَ النبيّ محمّد (صلّى الله عليه وآله) للرسائل إلى ملوك البلدان الأخرى، كانا في الحقيقة متابعةً لنهج الدبلوماسيّة. عليه، إنّ المهمّ هو على أيّ أُسسٍ ترتكز هذه الدبلوماسيّة. في هذا الصدد، طرح قائدُ الثورة الإسلاميّة ثلاثة مبادئ، هي: «العِزّة»، و«الحِكمة»، و«المَصلَحة».

إذا بذلنا في الدبلوماسيّة جهدًا قائمًا على المنطق والحُجج الراسخة لإقناع الطرف المقابل، فإنّنا نكون قد التزمنا بمبدأ «الحِكمة». عندما لا نفعل ما يمسّ عِزّةَ البلاد أو يجعل الشعبَ يشعر بالمهانة، فإنّ مبدأ «العِزّة» يكون قد تحقّق. في الوقت نفسه، ذكر سماحته أيضًا «المَصلَحة»، لأنّه في المباحثات التي تُجرى مع الدول الأخرى، قد تقتضي الضرورةُ بطبيعتها إبداءَ شيءٍ من المرونة للوصول إلى نتيجةٍ ما، وذلك على أساس مبدأ «الرِّبح المتبادَل»، أي أن يلتزم الطرفان بمبدأ «التكافؤ» أثناء التفاهم ليصلا إلى النتيجة المطلوبة. قد لاحظنا هذا في القضايا الأخيرة قبل اندلاع الحرب، إذ إنّ القبولَ بالتفاوض غير المباشر كان بحدّ ذاته دليلًا على «الحِكمة».
 

قبل أن يشنّ الكيانُ الصهيونيّ هجومه على إيران، أجرينا خمسَ جولاتٍ من المفاوضات غير المباشرة مع الأمريكيّين، وكان من المقرّر عقدُ الجولة السادسة يوم الأحد، أي بعد يومين من الهجوم. في رأيكم، ما هي المكاسب التي حقّقتها إيران من هذا القبول والذهاب إلى طاولة المفاوضات غير المباشرة مع الأمريكيّين؟ في الواقع، لقد أدّت هذه الجولات من المفاوضات إلى حدٍّ كبير إلى إحباط لعبة الأمريكيّين الهادفة إلى «إظهار إيران بمظهر المذنب» في مسألة العزوف عن التفاوض. ما تحليلكم في هذا الشأن؟

لهذا وافق قائدُ الثورة الإسلاميّة على إجراء المفاوضات غير المباشرة، إذ كان هناك منذ البداية شكٌّ في أنّ الأمريكيّين يرغبون فعلًا في خوض مفاوضاتٍ جادّة ترتكز على المبادئ الحاكمة لأيّ تفاوضٍ سياسيّ.
 

على أيّ حال، كان ترامب قد أرسل رسالة، ويبدو أنّ مسارًا ما قد طُوي وأنّ مشاوراتٍ قد أُجريت أيضًا. فهل تشرحون كيف توصّل النظام في نهاية المطاف إلى قرار بدء المفاوضات غير المباشرة؟

حسنًا، التفتوا، عندما يُراد بدءُ مفاوضاتٍ ما، ينبغي أن يُتّخذ القرار بشأن مبادئ تلك المفاوضات في مكانٍ معيّن، وهذه تُتَّخذ في المجلس الأعلى للأمن القومي، ثم تُعرَض على سماحة القائد. إذا صادق سماحتُه على تلك المبادئ، تُصبح مصادقةً رسميّة للمجلس الأعلى للأمن القومي. لقد وافق سماحتُه على المفاوضات غير المباشرة لأنّه لم يكن واثقًا من أنّ هذه المفاوضات ستُفضي إلى نتيجة، أو أنّها ستكون مفاوضاتٍ تُجرى في إطار العزّة، ولذلك إنّ قبولَه على هذا النحو من المفاوضات يُجسّد الحكمةَ التي اعتمدها، إذ قبل بالمفاوضات ولكن ضمن حدود المفاوضات غير المباشرة.

حسنًا، لو أنّ إيران لم تقبل بالمفاوضات ولجأ الأمريكيّون إلى عملٍ عسكريّ، لكان السؤال قد طُرح: لماذا لم تتفاوضوا لتجنّب الحرب؟ لكنّنا قبلنا بالمفاوضات، وأجرينا خمس جولاتٍ منها بصدقٍ كامل، بل إنّها كانت توشِك أن تصل إلى نتيجةٍ ما، ثمّ أقدم الأمريكيّون على الهجوم. لقد أخذنا طوال هذه المفاوضات عزّة الجمهوريّة الإسلاميّة في الحسبان، ولم نبرم أيّ اتفاقٍ يتعارض مع عزّتها، وكنّا دائمًا نؤكّد «حقّ إيران في التخصيب النووي»، وفي الوقت نفسه أُبديَت بعض المرونة في المفاوضات كي يتمكّنوا من الوصول إلى نتيجة. بالتالي إنّ تجربة تلك المبادئ الثلاثة كانت واضحةً تمامًا في هذه المفاوضات النوويّة.
 

قال قائد الثورة الإسلاميّة في خضمّ الحرب إنّنا لا نقبل بالسّلام المفروض، أي لا نطيق لا الحرب المفروضة ولا السلام المفروض ونرفضهما. من هذا المنطلق، إذا أردنا أن نراجع المشهد الماضي، كيف تميّزون بين التفاوض المفروض والتفاوض الشريف؟ وكيف تقيّمون التجربة التي خضناها في هذه الأيّام الاثني عشر؟

التفتوا! في الأدبيّات السياسيّة، للمفاوضات مبادئ معيّنة، والتفاوض الشريف هو الذي يرتكز على تلك المبادئ. إذا أراد الطرف المقابل أن يلجأ إلى القوّة أو إلى وسائل أخرى لفرض نتائج التفاوض على الطرف الآخر، فهذا ليس تفاوضًا شريفًا ولا منسجمًا مع المبادئ السائدة على الدبلوماسيّة. من جملة هذه المبادئ مبدأ المساواة، ومبدأ احترام سيادة الطرف المقابل، ومبدأ الشفافيّة وقابليّة المحاسبة، ومبدأ المرونة المتبادلة، أي أن يُبدي الطرفان مرونةً لكي يصلا إلى نتيجةٍ قائمةٍ على قاعدة «الرّبح المتبادل». كذلك مبدأُ ثباتِ نتائج المفاوضات، فبعضُ المفاوضات تُجرى ولكن نتائجها لا تبقى، ومثال ذلك نراه بوضوح الآن في المفاوضات بين الإسرائيليّين والفلسطينيّين؛ إذ يتفاوضون ويتوصّلون إلى نتائج، لكنّهم بعد ذلك ينقضونها، وكذلك الحال في لبنان أيضًا.

عليه، ثمّة مبادئ متعدّدة تُطرح في الدبلوماسيّة بوصفها أسسًا لأيّ تفاوضٍ منطقيّ وشريف. ثمّ ينبغي النظر في ما إذا كانت هذه المبادئ تُراعى في المفاوضات التي نريد إجراءها مع الطرف الأمريكي أو الأوروبي أم لا. قد رأينا عمليًّا أنّ الأمر لم يكن كذلك، فمثلًا شنّ السيّد ترامب هجومًا عسكريًّا أثناء سير المفاوضات، وهذا يتعارض مع مبادئ التفاوض. كذلك لم يلتزم الأوروبيّون بتعهّداتهم، فرغم أنّهم أنفسهم توصّلوا إلى نتيجةٍ مفادها أنّ على إيران أن تقبل «صفر تخصيب»، عادوا وادّعوا ضرورةَ العودة إلى الاتفاق النوويّ وتفعيل «آليّة الزّناد». هذه كلّها مخالفةٌ للمبادئ التي تُطرح في لغة الدبلوماسيّة.
 

في رأيكم، ما التأثير الذي تركته حرب الأيام الإثني عشر في المسار النوويّ لإيران، وهل يمكن أصلًا في مثل هذه الظروف الحديثُ عن مفاوضاتٍ شريفةٍ مع الغرب؟

أوّلًا، عبر النتيجة التي توصّلنا إليها في المفاوضات الأخيرة، رأينا في الساحة النوويّة أنّهم لا يؤمنون بتفاوضٍ منطقي، بل يريدون فرضَ قيودٍ أوسع على إيران تتجاوز القضيّة النوويّة. من الطبيعيّ أنّ موضوعي الصواريخ والمقاومة ليسا من القضايا التي يمكن أن تدخل إيران في مفاوضاتٍ بشأنها. لذلك، لا خيار أمامنا إلّا أن نُبيّن منطقَنا للرأي العامّ، ونُعلن استعدادنا للتفاوض المبدئيّ، ولكن من دون أن نُسلِّم أنفسَنا لمثل هذه المفاوضات. مع ذلك، إنّ مفاوضينا قد بذلوا دائمًا جهدًا حقيقيًّا في ألّا يهربوا من ميدان التفاوض. في الزيارة الأخيرة للسيّد رئيس الجمهوريّة ووزير الخارجيّة إلى نيويورك، جرت محاولاتٌ كثيرة من أجل إجراء تفاوض سليم في اللحظات الأخيرة والوصول إلى نتيجة، ولكنّ الأطراف المقابلة رفضت. هذا يُظهر أنّ منطقَنا قويّ، أمّا منطقُهم، فليس كذلك، وهم يسعون إلى تحقيق أهدافهم باللجوء إلى الغطرسة والقوّة.
 

عبر نظرةٍ عامّة إلى مسار الدبلوماسيّة في ما يتعلّق بالملفّ النوويّ - الذي مضى على عمره أكثر من عقدين من الزمن - إلى أيّ حدٍّ وبأيّ أسلوبٍ تمكّنت الجمهوريّة الإسلاميّة من توظيف الطاقات والإمكانات الدوليّة والإقليميّة في إدارة هذا الملفّ؟ وذلك مع الالتفات إلى أنّ هذا الملفّ خضع في المدد المختلفة لأنماطٍ متعدّدةٍ من الإدارة.

كما ذكرتُ، إنّ الجمهوريّة الإسلاميّة لم تتهرّب يومًا من الدبلوماسيّة والتفاوض. في عهد حكومة السيّد خاتمي، بدأت المفاوضات النوويّة مع الأوروبيّين، وكانت المفاوضات تسير قُدُمًا، ولكنّهم مارسوا الجشع في مطالبهم. في سعد آباد، حين جاؤوا والتقوا بالشيخ روحاني وتفاوضوا معه، قالوا: علّقوا عمليّة التخصيب حتّى نتوصّل إلى نتيجةٍ مُرضيةٍ للطرفين. حسنًا، علّقنا التخصيب، ولكنّهم قالوا يجب أن نحصل على ضمانٍ عينيٍّ وملموس بأنّكم لا تسعون وراء السلاح النوويّ. قلنا نحن أيضًا نريد ضمانًا قويًّا على أنّكم سترفعون العقوبات، ولكن في الواقع لم يكونوا مستعدّين لرفع العقوبات، بل كانوا يريدون أن يتحوّل هذا التجميد إلى توقّفٍ دائم. لذلك، في الأيّام الأخيرة من رئاسة السيّد خاتمي، كُسِر التجميد، لأنّه رأى أنّ استمرار هذا المسار لن يُفضي إلى نتيجة، وأنّهم كانوا يريدون فقط فرض وقفٍ دائمٍ للتخصيب على إيران.
 

قال الإمام الخامنئي أيضًا إنّ التخصيب ينبغي أن ينطلق مجدّدًا من الحكومة نفسها التي توقّف فيها.

كما ذكرتُ، توصّل الجميع في حكومة السيّد خاتمي إلى قناعةٍ بأنّ مواصلة هذا المسار لن تؤدّي إلى أيّ نتيجة، بل ستؤدّي فقط إلى تضييع حقوق الجمهوريّة الإسلاميّة، ولذلك كُسِرَ التجميد، وأُعيد تشغيل المنشآت النوويّة في مركز يو.سي.إف أصفهان، وعلى هذا النحو بدأت مرحلةٌ جديدة، لأنّ عزّة الجمهوريّة الإسلاميّة وكرامتها كانتا تقتضيان ألّا نرضخ للغطرسة أو للألاعيب السياسيّة التي كانوا يمارسونها.

في المراحل اللاحقة، وبما أنّه كان يُشعَر بوجود استعدادٍ لتفاوض حقيقي، جرت في عهد الشيخ روحاني مفاوضاتُ الاتفاق النوويّ وتوصّلَت إلى نتائج، ولكنّنا رأينا على أرض الواقع أنّ الأمريكيّين لم يتعاونوا منذ البداية، ثمّ انسحبوا من المفاوضات في عهد ترامب، كما إنّ الأوروبيّين لم ينفّذوا التزاماتهم. هذا يُظهِر أنّه وإن كان ينبغي لنا ألا نهرب من المفاوضات، ويجب أن نحضر إلى طاولة الحوار، فإنّه علينا في الوقت نفسه أن نحذر من أن تُفرَض علينا إملاءات، وأن نتصدّى بحزمٍ إذا حاولوا فرض شيءٍ علينا. في التعاملات الأخيرة مع الأوروبيّين طويَ المسار نفسه، كنّا مستعدّين للتفاوض، ولكنّهم أرادوا أن يفرضوا شروطهم علينا. لقد وضعوا ثلاثة شروط لتأجيل تفعيل «آليّة الزناد» ستّة أشهر، وقد أبدينا مرونةً حتّى في هذا المجال، ولكنّهم لم يكونوا مستعدّين لقبول هذه البنود. إذا كانت المفاوضات قائمةً على مبادئ منطقيّة، وتُراعى فيها عزّة الجمهوريّة الإسلاميّة، فنحن مستعدّون للتفاوض، ونحن الآن أيضًا مستعدّون لذلك، بشرط أن تُحترم المبادئ الحاكمة على المفاوضات.
 

دكتور، لقد التقيتم في هذه العقود كثيرًا من الدبلوماسيّين الغربيّين. بناءً على خبرتكم ومعرفتكم الشخصيّة، أخبرونا ما الذي يدور فعلًا في أذهانهم حينما تعترف مؤسّساتهم الاستخباراتيّة في تقاريرها الرسميّة بأنّ الجمهوريّة الإسلاميّة لا تنوي إنتاج سلاحٍ نوويّ، ومع ذلك يواصلون تكرار هذه الاتّهامات في المسارات الدبلوماسيّة ويصرّون عليها؟

لا شكّ في أنّ لدينا قدرةً نوويّة، ولكنّ سياستنا كانت دائمًا شفّافة، وهي قائمةٌ على الفتوى التي أصدرها قائد الثورة الإسلاميّة والتي تُحرِّم إنتاج أسلحة الدمار الشامل واستخدامها. أمّا هم، فيظنّون أنّ هذه السياسة غير حقيقيّة، وأنّ إيران قد تسعى يومًا ما إلى امتلاك سلاحٍ نوويّ. في الواقع، هم لم يفهموا ثقافتنا، لأنّه عندما يصدر قائد الثورة الإسلاميّة فتوى، تكون واجبة التنفيذ، وعلى الجميع الالتزام بها. لقد سعينا بطرقٍ مختلفة إلى إثبات أنّ قرار الجمهوريّة الإسلاميّة لا يرتكز على السعي نحو السلاح النووي، ولذلك قلنا إنّنا سنتعاون إلى أقصى حدٍّ مع الوكالة، وحتّى نفّذنا عمليًّا البروتوكولات الإضافيّة (93+2) التي تتيح لممثّلي الوكالة فعل زياراتٍ مفاجئة وسريعة من دون إشعارٍ مسبق. هكذا وسائل التفتيش متوافرة، ولو أنّ إيران أرادت يومًا أن تتّجه نحو إنتاج سلاحٍ نوويّ، لكان المفتّشون سيكتشفون ذلك فورًا. الآن هم أنفسهم يقولون إنّ معلوماتهم لا تشير إلى أنّ إيران تسعى إلى امتلاك سلاحٍ نوويّ، وهذا بناءً على عمليات التفتيش والمعلومات التي يحصلون عليها. لكنّنا في الواقع لدينا خلافاتٌ جوهريّة مع أمريكا والغرب لا تقتصر على المسألة النوويّة، فمنذ انتصار الثورة وهذه الخلافات قائمة، ولذلك تُوظّفُ هذه القضايا أدوات ضغطٍ ضدّ الجمهوريّة الإسلاميّة ليبلغوا أهدافهم ويحلّوا مشكلاتهم.
 

بعض وسائل الإعلام الغربيّة، بل وبعض الأشخاص داخل البلاد أيضًا، يطرحون تساؤلًا مفاده: هل يستحقّ تخصيبُ اليورانيوم هذا الإصرار كلّه من جمهوريّة إيران الإسلاميّة؟ فهم يقولون إنّ تكاليفه وضغوطه الناتجة من العقوبات تفوق منافعه، وهذا الأمر لا يستحقّ هذا التحمّل للضغوط كلّه. ما هو ردّكم على هذا الرأي؟

التفتوا! إنّ سياسة الاعتماد على الذات هي من السياسات الأساسيّة لجمهوريّة إيران الإسلاميّة، أي أن يكون البلد في إدارة شؤونه غير معتمدٍ على الآخرين. على سبيل المثال، في مجال الصواريخ والمعدّات والأسلحة العسكريّة، كانت هذه السياسة هي السبب في أن تمتلك الجمهوريّة الإسلاميّة اليوم القدرة على الإنتاج الذاتي، والاستخدام الذاتي، والدفاع الذاتي، فلو كانت إيران في هذا المجال معتمدةً على الدول الأخرى، لكانت قد واجهت مشكلات جمّة. هذا الأمر ينطبق أيضًا على مجال الطاقة والتكنولوجيا النوويّة. صحيحٌ أنّنا بلدٌ نفطيّ، ولكن النفط في نهاية المطاف سينفد، ولذلك ينبغي أن نطوّر في أنفسنا القدرة على تأمين الطاقة عبر مسارات أخرى، ومن بين هذه المسارات الطاقة النوويّة. لإنشاء محطّاتٍ نوويّة لا بدّ من اكتساب القدرة التقنيّة لذلك. نحن الآن نسير في هذا الاتجاه حتّى نتمكّن من بناء محطّاتٍ أصغر بأيدينا، لأنّ الدول التي تبني محطّاتٍ في بلدٍ ما، هي التي تؤمّن وقودها أيضًا. إذًا، إذا أردنا الاستقلال، يجب أن ننتج الوقود بأنفسنا، وإلّا فسنعتمد على الآخرين، وهذه التبعيّة ستتحوّل إلى أداة ضغطٍ علينا. بالنظر إلى السياسة العقلانيّة للجمهوريّة الإسلاميّة الهادفة إلى إنتاج عشرين ألف ميغاواط من الكهرباء النوويّة في المستقبل - هي عمليّة تستغرق وقتًا طويلًا - يجب أن نفكّر من الآن في تأمين وقودها. لذلك إنّ تخصيب اليورانيوم هو «حقٌّ ثابت ومسلّم به» لبلدنا، ولا يمكن التنازل عنه أو الاعتماد فيه على الآخرين، فهذه مصلحة البلاد.
 

حضرة الدكتورن لدينا بعض الأسئلة عن حرب الاثني عشر يومًا. إلى أيّ مدى كنتم تتوقّعون شخصيًّا احتمال حدوث مثل هذا الهجوم مسبقًا؟

على أيّ حال، كان الشعور قائمًا بأنّ "الإسرائيليين" سيهاجموننا في مرحلة ما. طبعًا لم يُلمس هذا الأمر أثناء المفاوضات، ولكنّهم بادروا إلى شنّ الهجوم. طبعًا، لقد ارتكبوا خطًا، لأنّهم رأوا أنّنا ردَدنا فورًا وبقوّة ساحقة حتى اضطرّوا إلى طلب وقف إطلاق النار. في عالم السياسة والدفاع عن البلاد، يمكن توقّع مثل هذه الأحداث، ما يهمّ هو استعدادنا لأيّ طارئ قد يحدث. لحسن الحظ، بفضل سياسة الاعتماد على الذات والعزم الراسخ للمجاهدين في البلاد، يظلّ هذا الاستعداد متوافرًا دائمًا.
 

حضرة الدكتور، أنتم تملكون تجربة طويلةً في «الحرب المفروضة» التي استمرّت ثماني سنوات، أليس كذلك؟

نعم، كنتُ آنذاك مسؤول هيئة الدعاية والإعلام الحربي.
 

أنتم شاركتم في مفاوضات وقف إطلاق النار بين إيران والعراق، وفي المفاوضات مع الحكومة العراقية آنذاك. نودّ أن نعرف من وجهتكم، سواء من الناحية الدبلوماسية أو العسكرية، ما أوجه الشبه والاختلاف بين حرب السنوات الثماني وحرب الأيام الاثني عشر؟

حرب الأيام الاثني عشر كانت تشبه حرب السنوات الثماني في جوانب كثيرة، كما كانت تختلف عنها في نقاط أساسية. من حيث أوجه الشبه، في كلتا الحربين كنّا نعتمد على أنفسنا، وكنّا نوفّر الأسلحة التي نحتاج إليها بالإمكانات المتاحة. طبعًا، في حرب السنوات الثماني، كانت توجد في إيران أسلحة كثيرة، ولكن كان علينا أن ننتج بأنفسنا أيضًا ونستخدم ما ننتجه. أمّا الدافع والإرادة في الدفاع عن الوطن، واستعداد المجاهدين في سبيل الإسلام الذين كانوا يحضرون في الميدان بروحٍ عالية، فقد برزت بوضوح في كلتا الحربين. كذلك كان الدعم الشعبي عنصرًا حاسمًا، ففي حرب السنوات الثماني كان هذا الدعم الشعبي هو الذي مكّننا من مواصلة القتال، إذ كان الناس حاضرين في الجبهة وخلفها معًا. في حرب الأيام الاثني عشر أيضًا كان الانسجام الوطني والدعم الشعبي عاملًا بالغ الأهمية. هذه كانت أوجه الشبه بين الحربين.

أما من حيث الفروقات، فقد تغيّر نموذج الحرب على نحو جذري. في حرب السنوات الثماني، كانت الحروب على نحو رئيسي صناعيّة ومعتمدة على القوّة البشريّة في الميدان. كان العدوّ موجودًا في الجبهة، وكان جنودنا في الجبهة المقابلة. عُبّئ الشعب وكان القتال وجهًا إلى وجه مع العدو. الأدوات الرئيسية للحرب في ذلك الوقت كانت الصناعة العسكرية، والمدافع، والدبابات، والأسلحة الثقيلة. لذا كان النموذج السائد في تلك المدة يعتمد على الصناعة في الحروب، بينما اليوم أصبح الأمر مختلفًا. الآن، أصبح النموذج السائد في الحروب يعتمد على المعلومات والتكنولوجيا. أصبح الحصول على المعلومات أمرًا بالغ الأهمية، وهو يعتمد على نحو كبير على التقنيات الحديثة. اليوم يُستخدَم الذكاء الاصطناعي في الحروب لتشخيص الأهداف، واتخاذ القرارات، ثم تنفيذها. بمعنى آخر، أصبح الذكاء الاصطناعي يحدد ويقرر ويعمل بدلًا من الإنسان، ما يجعل النموذج الحربي ينتقل من الصناعي إلى الحروب المعتمدة على المعلومات والذكاء الاصطناعي، وهو تحوّل كبير جدًا.

الفرق الآخر هو أننا في هذه الحرب كنا معتمدين على أسلحتنا، أما "الإسرائيليون"، فكانوا معتمدين على أسلحة أجنبية. لم تكن "إسرائيل" وحيدة، فقد ساعدتها دول غربية وكانت طائراتها وراداراتها حاضرة في الميدان. علي سبيل المثال، أرسلت أمريكا أنظمة رادار «تاد» لتعقب صواريخنا. أي، بالفعل كان هناك حضور فيزيكي لدول أخرى في الساحة، أما نحن، فكنّا معتمدين تمامًا على أنفسنا ولم يساعدنا أحد. كما اعتمدوا كذلك في الجانب الاستخباراتي على جهات أخرى. "الإسرائيليون" لديهم أنظمة معلومات خاصة بهم، مثل نظام «كاسبل» لتحديد المواقع ونظام «لافندر» لجمع معلومات الأفراد. بالإضافة إلى ذلك، استخدموا أنظمة «الناتو» والدول الغربية، وكانوا يدمجون هذه البيانات ويحللونها بمساعدة الذكاء الاصطناعي للوصول إلى استنتاجات ثم العمل على أساسها، وقد شكّل ذلك تحولًا جديدًا في الحروب. طبعًا، نحن نسير في المسار نفسه لكي نستفيد أكثر من النموذج المعلوماتي والحروب المعرفية ونتمكن من مواجهة الأعداء. لذا، يمكن مشاهد أوجه شبه وفروقات كثيرة بين حرب الاثني عشر يومًا وحرب السنوات ثماني.
 

في رأيكم، ما هي نقطة القوة الرئيسية لإدارة قائد الثورة الإسلامية في حرب الأيام الاثني عشر الأخيرة؟

لقد رأيتم أنه عندما هاجموا واغتالوا بعض كبار قادتنا العسكريين، أعلن سماحته بدلائهم فورًا بصفته القائد العام للقوات، وظهر بنفسه في الساحة لتبيين مسائل الحرب. في الواقع، تلك الرسائل التلفزيونية الثلاث التي أرسلها سماحته بثّت الطمأنينة بين الناس وأظهرت أن كل شيء تحت السيطرة. ما كان هدفهم؟ كان هدفهم أن تنهار منظومتنا الدفاعية بضرب قادتنا العسكريين، ولكن تعيين البدلاء فورًا حال دون تحقيق هذا الهدف. كما خفّت الآثار الاجتماعية لهذه الحرب عبر حضور القيادة للحديث إلى الناس، وعادت الطمأنينة إلى الشعب. عليه، لقد أنجز سماحته بصفته القائد العام للقوات مسؤولياته في هذه الحرب على أكمل وجه.
 

رغم الدعم الشامل الذي قدّمته أمريكا وبعض الدول الغربية و«الناتو» إلى الكيان الصهيوني، وبينما كان الكيان يتحدث باستمرار عن تفوّقه العسكري، ما العامل الذي جعل هذا الكيان في النهاية يقبل بوقف إطلاق النار بعد اثني عشر يومًا؟

على أي حال، وُجه ضغط كبير إلى "إسرائيل". كانت هجماتنا الصاروخية فعّالة وواجهت "إسرائيل" تحديات كثيرة داخل الأراضي المحتلة. انظروا! تسيطر "إسرائيل" على أرض صغيرة، وهذا يختلف كثيرًا عن الجمهورية الإسلامية التي تمتد على مساحة شاسعة، لذلك، الضرر الذي يلحق بتلك الأرض الصغيرة يمكن أن يكون نسبيًا أكبر. من الناحية الداخلية وكذلك من حيث تكاليف الحرب، تعلمون أنّه لم يكُن مكلفًا علينا كثيرًا، لأننا ننتج بأنفسنا، أمّا "الإسرائيليون"، فكان عليهم الحصول على كثير من الأسلحة والذخائر التي يستخدمونها من أمريكا وأوروبا، وطبعًا كان عليهم دفع الأموال، ما شكّل ضغطًا كبيرًا على اقتصاد الكيان. يُخمّن أنه نتيجةً لهذه الحرب التي امتدت اثني عشر يومًا بلغت تكلفة الحرب المباشرة على "إسرائيل" حوالى 2.4 مليار دولار، طبعًا مع وجود تكاليف غير مباشرة أخرى لا تقل أهمية. يبلغ سعر كل صاروخ من صواريخ «تاد» التي قدّمتها أمريكا لهم 12 مليون دولار. انظروا، احسبوا بأنفسكم، عندما أطلقنا هذا العدد الكبير من الصواريخ إلى "إسرائيل"، حتى لو استُهلك صاروخ واحد فقط من هذه الصواريخ لكل حالة، فإن هذه التكلفة في حد ذاتها تعدّ كبيرة جدًا. لذلك، كانت هذه الضغوط - سواء الضغوط الاقتصادية أو الضغوط النفسية داخل الأرض المحتلة نفسها - فعّالة ومؤثرة.

بالإضافة إلى ذلك، لم يرغب الأمريكيون في أن تستمر الحرب وتتوسع إلى المنطقة ويصبحوا أكثر تورطًا، لأن مصالحهم لم تكن تقتضي ذلك. لهذا، طلبوا وقف إطلاق النار. نحن أيضًا قلنا منذ البداية إن لم يهاجموا، فلن نستمر، لذلك، نحن أيضًا أوقفنا الحرب.
 

في رأيكم، إذا أرادت إيران أن تستخلص بصورة عامة من هذه الحرب التي امتدت اثني عشر يومًا عددًا من الدروس، فماذا تكون هذه الدروس؟

الأول، أن تظل محافظة على اعتمادها على نفسها. الثاني، أن تبرع في النموذج الجديد للحروب الذي هو الحرب المعلوماتية والمعرفية لتتمكّن من الردّ على الأعداء. الثالث، أن تحافظ على الاعتماد على الشعب والانسجام الوطني الذي تشكّل في المجتمع، إذ يكون الناس، بكونهم السند الأساسي للدولة، داعمين لإجراءات الجمهورية الإسلامية. عندما يكون الناس حاضرين، تستطيعون أن تدافعوا على نحو أفضل وأقوى أمام الأعداء. جهود الأجانب كلها تهدف إلى ضرب انسجامنا الوطني وإبعاد الناس عن مساندة النظام. أمّا إذا حافظنا على اعتمادنا على الشعب وقدراتنا وبرعنا في نماذج الحروب الحديثة، فسنتمكّن جيدًا من الدفاع عن هويّتنا وكرامتنا وسيادتنا.
 

اليوم، يواجه "الإسرائيليون" في مجال الرأي العام، سواء على المستوى الإقليمي أو العالمي، وضعًا غير مسبوق حقًا. ما هو تحليلكم لهذا الوضع، وما أثر هذه الظروف في مستقبل فلسطين والكيان الصهيوني ومصيرهما؟

نعم، لم يسبق لـ"إسرائيل" أن واجهت مثل هذا الكم من البغض. فعلًا، اليوم العالم كله يبغض "إسرائيل"، حتى في أمريكا نفسها. وفقًا لإحصاءات نشرتها مؤسّسة «غالوب» أخيرًا، فإن 32% فقط من شعب أمريكا يؤيدون عمليّات "إسرائيل" في غزة ويؤيدون أيضًا دعم أمريكا لـ"إسرائيل"، وهذا رقم منخفض جدًا. طبعًا هناك اختلاف بين الديمقراطيين والجمهوريين، ولكن إجمالًا، فقط 32% يؤديونها. في الدول الأوروبية أيضًا نشهد يوميًا تظاهرات ضد الكيان، وحقًا الناس يدعمون فلسطين بصورة واضحة. لم يسبق في تاريخ فلسطين أن وجدت هذه الدرجة من الدعم لنضال الشعب الفلسطيني، وهذا نتيجة لحجم الجرائم الكبيرة التي يرتكبها الكيان الصهيوني ضد الفلسطينيين. يكفي أن نلقي نظرة على الوضع اليومي في غزة، إنه مفجع حقًا. لذلك، تواجه "إسرائيل" تحديات مهمة. طبعًا، هذا الكيان معتمد على القوى الكبرى، معتمد على أوروبا وأمريكا. أظهرت أمريكا أيضًا أنّها في الأساس غير ملتزمة بالأدوات والمنظمات الدولية وتسخّفها، كما رأينا، لقد سخّفت المحكمة الجنائية الدولية (ICC)، بل وحتى انسحبت من «اليونسكو».
 

وفرضوا عليها عقوبات!

نعم، يفرضون العقوبات! هذا يظهر أنّ ترامب يعمل في نموذج جديد ويريد فرض قوّته على العالم على نحو أحادي. حسنًا، بالاعتماد على هذه الأمور يمارسون هذا الظلم. لكننا نأمل أنّه مع هذا التأييد الشعبي الذي نشهده اليوم في الرأي العام، ستتوقف هذه الحرب في النهاية، وإن شاء الله يمكن اتخاذ خطوات تتيح للفلسطينيين نيل حقوقهم.
 

من وجهة نظركم، ما هو الخطر الرئيسي لوجود الكيان الصهيوني على المنطقة والعالم؟

النقطة التي أريد تأكيدها هي هدف "إسرائيل" في المنطقة وعلى المستوى الدولي. إذ يرى "الإسرائيليون" لنفسهم حقًّا استنادًا إلى أساطير التوراة، أولًا، أنّه يجب أن يكون لهم أرض واسعة، أي ما يُعرف بمشروع "إسرائيل" الكبرى"، ويدّعون أنّه يجب أن تمتد من النيل إلى الفرات. قد قال بن غوريون - أوّل رئيس وزراء في "إسرائيل" - أنّ "إسرائيل الكبرى" يجب أن تتحقق من النيل إلى الفرات. قال موشه دايان - الذي كان سياسيًا وقائدًا في جيشهم - عندما استولوا على مرتفعات الجولان إنّ الجيل الأوّل منا أسّس "إسرائيل"، واليوم تمكّنّا من توسيع "أرض إسرائيل" وإن الأجيال القادمة ستحقّق سياسة "من النيل إلى الفرات"، ذلك كلّه يدلّ على وجود مشروع طويل الأمد لدى الكيان الصهيوني للمنطقة وللعالم. لدى الكيان الصهيوني بروتوكول مكوّن من أربع وعشرين مادة أعدّه لهم الماسونيون، وتظهر فيه سياساتهم طويلة الأمد بوضوح.

الصهاينة يدّعون الحُكم العالمي ويريدون يومًا أن يسيطروا على العالم، وفي هذا المسار يؤمنون بـ"العنف المقدّس" تمامًا كما تفعل «داعش»، فكما إن «داعش» كانت ترى كل وسيلة مباحة لتحقيق أهدافها، فإنّ الكيان الصهيوني يتبنّى النهج نفسه. هناك جماعات متطرّفة بينهم، مثل جماعة "غوش إيمونيم"، تمارس ذلك حرفيًا: تهاجم أراضي الفلسطينيين وتغتصب بيوتهم وأراضيهم وتمارس القتل، هذه هي عقيدة "العنف المقدّس" المطبَّق على أرض الواقع.

لذلك يجب أن نكون يقظين أمام مشاريع الكيان الصهيوني المستقبلية للمنطقة وحتى للعالم، فهم رغم كونهم أقلية صغيرة يريدون بالاعتماد على القوى الكبرى أن يستولوا على المنطقة والعالم، ولذا يجب أن نكون مستعدين للمقاومة منذ الآن.
 

شكرًا جزيلًا لكم، حضرة الدكتور خرازي، إذا كان لديكم نقطة ترغبون في اختتام حديث اليوم بها، موجهةً إلى الشعب الإيراني، تفضّلوا.

أتمنى أن ينصر الله الشعب الإيراني ليظلّ صامدًا أمام غطرسة الأجانب، ويسعى جاهدًا حتى نحقق، إن شاء الله، إيران مزدهرة وشامخة.

عدم نمایش تصویرک در صفحه خبر: 
نمایش تصویرک
نوع نمایش گزارش تصویری: 
نمایش ردیفی
تصویرک خبر: 
الدكتور كمال خرازي
تیتر فرمز: 
عدم تیتر قرمز
نوع محتوایی: 
نص
شناسه قدیم: 
0

النساء من الرّهائن كلّهن قُتلن

تاریخ نمایش: 
Wednesday, October 15, 2025 - 13:19
سوتیتر: 
عن التكتيكات البالية وآلة الدعاية الصهيونية المحتضرة

الكاتب: محمد مهدي رحيمي

«الأسرى الأحياء العشرون الذين سلّمتهم "حماس" إلى الكيان كلهم كانوا رجالًا، وقد قتلت "حماس" الأسيرات جميعهن!»

هذه الكلمات القليلة كانت في الساعات الأربع والعشرين الماضية من أكثر المنشورات التي تداولتها الصفحات الداعمة للكيان الصهيوني على شبكات التواصل الاجتماعي. بضعة أسطر قد تؤثّر في بعض أصحاب الذاكرة الضعيفة أو غير المطّلعين، ولكنها بلا شكّ تُعدّ مثيرةً للسخرية ومؤسفةً جداً لأولئك الذين تابعوا على مدى عامين أحداث الحرب والإبادة الجماعية في غزّة.

لا يحتاج إثبات كذب هذه الادّعاءات إلى بحثٍ موسّع أو تحقيقٍ ميداني، فما يلزم كلّه هو ذاكرة قصيرة تمتدّ لبضعة أشهر لتتذكّروا أنّه في المراحل السابقة من وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى، جرى تبادل الأسيرات والمسنّين جميعهم قبل هؤلاء العشرين من الجنود الرجال الذين بقوا في غزّة وجُعلوا في الأولويّة. في الأيام كافة التي كان فيها الكيان الصهيوني يقصف غزّة بكلّ ما يملك من قوّة، محاولًا قتل أسراه بنفسه ليُجرّد المقاومة من ورقة الضغط هذه، كانت القوّات الخاصّة التابعة لـ«حماس» تحمي حياة هؤلاء الأسرى في الأنفاق والمخابئ المتعدّدة تحت الأرض. أمّا الآن، وبعد توقيع وقف إطلاق النار، فقد أصبحت فجأةً حياةُ عددٍ من الأسيرات القضيّةَ الأهمّ في آلة الدعاية الصهيونية.

 

تكتيكات قديمة ومُضحكة

لم يمضِ وقتٌ طويل على مرحلة تبادل الأسرى السابقة والمراسم المهيبة التي سلّمتهم فيها «كتائب القسّام». في تلك المراسم نفسها قبّل أحد الأسرى الإسرائيليين جبهةَ حارسه الفلسطيني تقديرًا لجهوده في الأشهر الطويلة التي أمضاها في حمايته. قبل بضعة أشهر فقط، كانت إحدى الأسيرات التي أُفرج عنها من غزّة بعد أن حُفظت كرامتها وأمنها على نحوٍ كامل، قد وقعت في بيتها ضحيةَ اعتداءٍ جنسيّ من مدرّبٍ إسرائيليّ للياقة البدنية. كما تجلّى شرفُ مجاهدي «القسّام» وكرامتهم في اليوم نفسه، في 7 تشرين الأوّل/أكتوبر 2023، وكلّما حاولت آلةُ الدعاية التابعة للكيان الصهيوني اتهامَهم بالاغتصاب أو قتل الأطفال وحرقهم، ازداد انكشافها وفقدانها لمصداقيّتها في الرأي العام العالمي. أثناء الإبادة الجماعية، كان هؤلاء الجنودُ الإسرائيليون أنفسُهم ينشرون عبر شبكات التواصل الاجتماعي صورًا لملابس نساء غزّة الخاصّة لإضعاف معنويّات الناس والمجاهدين الفلسطينيين، بينما حرموا سكّان القطاع طوال عامين من أبسط مقوّمات الحياة والاحتياجات الصحيّة. هؤلاء المجرمون أنفسهم يحاولون اليوم أن يقدّموا للعالم صورةً مزيّفة عن أنفسهم، في وقتٍ يقف فيه الكيان الصهيوني وآلته الدعائيّة في أضعف حالاتهما عبر التاريخ. إنّ السعي إلى نشر مثل هذا الكذب الواضح والمضحك يكشف في الواقع حقائقَ أهمّ وأعمق بكثير.

 

الآلة المحتضرة وفكرة جديدة

أُشير سابقًا في مقال «غزّة على رأس أولويّات أحرار العالم» إلى الكيفيّة التي نجحت بها عملية «طوفان الأقصى» في كسر هيمنة الصهاينة على رواية القضيّة الفلسطينية. لقد امتدّ هذا الفشل الإسرائيلي في الرأي العام العالمي حتى إلى الولايات المتحدة الأمريكية، الداعم الأبرز لهذا الكيان، إذ تُظهر آخر الاستطلاعات أنّه ولأوّل مرة في تاريخ هذا الصراع بات أكثر من نصف الشعب الأمريكي يحمل نظرةً سلبية تجاه الكيان الصهيوني. لهذا تحدّث نتنياهو مرارًا في الحرب عن «الخسارة في الحرب الدعائية»، وكان في كلّ مرة يؤكّد ضرورة «تغيير الخوارزمية» في شبكات التواصل الاجتماعي وممارسة النفوذ لمنع انتشار المحتوى المناهض للصهيونية وتوسّعه، الذي يؤدي إلى فضحه وانكشافه.

يبدو أنّ ساحة المعركة الجديدة التي سيفتحها الصهاينة أمامهم هي ساحة الحرب ضد الرأي العام في الفضاء السيبراني. لهذا، بيعت منصة «تيك توك» - التي تؤثّر بصورة كبيرة في تشكيل الثقافة العامة وآراء الشباب الأمريكيين - إلى مستثمرين داعمين لـ"إسرائيل" بتدخّلٍ مباشر من الحكومة الأمريكية، وهؤلاء أعلنوا صراحةً عن ضرورة ضخّ محتوى مؤيّد لـ"إسرائيل". لقد تحدّث نتنياهو بوضوح عن وجوب استخدام شبكات التواصل الاجتماعي مثل «إكس» كسلاحٍ فعّال، فيما تُظهر حملةُ الأكاذيب الأخيرة عن الأسيرات أنّ هذه الإستراتيجية الدعائية قد بدأت فعلاً.

يعلم الكيان الصهيوني وآلته الدعائية المحتضرة جيّدًا أنّ الانتقال المفاجئ نحو الرقابة والخنق الإعلامي سيُواجَه بردود فعلٍ واسعة، وقد تترتّب عليه تبعاتٌ أشدّ خطورة من الهزيمة الراهنة. لهذا، فقد بدأ منذ أكثر من شهر بإطلاق حملاتٍ إعلامية متعدّدة تهدف إلى تطبيع صورته وتجاوز وضعه الحالي. لكنّ مظاهر ضعف جهازه الدعائي باتت أوضح من أيّ وقتٍ مضى، إذ إنّ المحتوى الصادر عن تلك الحملات وتشابهه الكبير في الأسلوب وشبكات النشر كان لافتًا إلى حدٍّ أثار انتباه كثيرٍ من الناشطين على الإنترنت. سرعان ما تسرّبت المعلومات من خلف الكواليس، ليتبيّن أنّ الكيان الصهيوني وحلفاءه يدفعون مئات الآلاف، بل ملايين الدولارات، للمؤثّرين على الإنترنت.إنّ فكرة «تبييض الصورة» والسير نحو بنيةٍ قمعيّةٍ رقمية لا تزال على جدول أعمال الصهاينة، ولكن يبدو وسط هذه الأساليب العاجزة أنّ علينا توقّع خططٍ أكثر تعقيدًا وسرّية في المرحلة المقبلة،

ولكنّ الحملة الفاشلة الأخيرة تحمل نقطةً مهمّة يجدر التوقّف عندها.

 

التركيبة الاستعمارية الرابحة
تحاول آخر حملةٍ إلكترونية صهيونية أن تعيد إلى الميدان تركيبةً رابحةً قديمة. دائماً ما أفادهم مسعاهم إلى إيجاد تعارضٍ بين الثقافة الإسلامية وحقوق المرأة في نزاعاتٍ إقليميّةٍ أخرى، ويأملون أن يكون مجديًا هذه المرّة أيضًا. منذ انطلاق «اتفاقات أبراهام»، وظّفت الولايات المتحدة الأمريكية والكيان الصهيوني هذه الأداة في السودان عامَي 2018 و2019، وفي إيران عامَي 2020 و2021. كان تقسيم السودان والهجوم غير المسبوق على إيران - بوصفهما دولتين إسلاميتين كبيرتين - عبر توظيف قضية المرأة، من أبرز المقدمات لإستراتيجية الغرب الهجومية في المنطقة؛ وهي الإستراتيجية التي بلغت ذروتها في أحداث «طوفان الأقصى»، والإبادة في غزة، والهجمات على لبنان وسوريا واليمن وإيران.

لقد أدركت مراكزُ التفكير الغربية بدقّةٍ وجودَ اختلافٍ جوهريّ بين الجماعات المناهضة للإمبريالية والتيارات الإسلامية. القوى الرئيسية الداعمة لقضية فلسطين، المكوَّنة في الغالب من المجموعات الإسلامية والتيارات اليسارية في العالم، تختلف اختلافًا جذريًّا في مسألة حقوق المرأة. الولايات المتحدة والكيان الصهيوني، بوصفهما وريثَي التكتيكات الإمبرياليّة القديمة، يسعيان اليوم إلى استثمار هذا الخلاف من جديد لاستعادة موقعهما السابق في ساحة الرأي العام، آملَين أن يحقّقا عبر هذه الفتنة انتصاراتٍ جديدة.

إنّ الخلاف في الرأي بين مؤيّدي فلسطين في مسألة المرأة متجذّر في أسسٍ أنطولوجيّةٍ وفلسفيّةٍ عميقة، ولكن ينبغي ألا يُشكّل عائقًا أمام تعاون هذه التيارات في قضية فلسطين. كما إنّ صبر النساء الفلسطينيات ومقاومتهن في هذين العامين استطاعا أن يُصلحا في أذهان كثيرٍ من شعوب العالم الصورَ الخطأ السابقة عن الإسلام، يمكن لهذا الصبر والجهاد من نساء غزّة أن يُمهّدا لشرح حقيقة نظرة الإسلام إلى قضية المرأة، وأن يكوّنا فهمًا مشتركًا بعيدًا من التضليل الإعلامي. إنّ «قضية فلسطين»، كما كانت مفتاح حلٍّ لكثيرٍ من الألغاز في ميادين السياسة الدولية والداخلية للدول، قادرةٌ أيضًا أن تكون مفتاح حلٍّ لـ«قضية المرأة» في العالم.

عدم نمایش تصویرک در صفحه خبر: 
نمایش تصویرک
نوع نمایش گزارش تصویری: 
نمایش ردیفی
تصویرک خبر: 
النساء من الرّهائن كلّهن قُتلن
تیتر فرمز: 
عدم تیتر قرمز
نوع محتوایی: 
نص
شناسه قدیم: 
0

تبادل الأسرى وترسيخ انتصار المقاومة

تاریخ نمایش: 
Tuesday, October 14, 2025 - 11:56

يُعدّ التبادل الواسع للأسرى بين المقاومة الفلسطينية والكيان الصهيوني في إطار اتفاق شرم الشيخ نقطةَ تحوّلٍ في الحربِ المستمرّة منذ عامين؛ حدثٌ لم يُنهِ فقط حربَ الاستنزاف التي دامت عامين في غزّة، بل يحمل أيضًا رسائلَ سياسيةً واستراتيجيةً مهمّةً حول التوازن الجديد للقوى في المنطقة.

في الظاهر، جرى تصميم اتفاق شرم الشيخ بوساطة الحكومة الأمريكية وبعض الدول العربية لإنهاء الاشتباكات، غير أنّه في الواقع يُوصَف بأنّه سلّمٌ لهروب نتنياهو من المأزق الذي أوقعه فيه عامان من الحرب العقيمة؛ حربٌ لم تُؤدِّ إلى تدمير حماس، ولا إلى استعادة الأسرى الإسرائيليين عبر العمليات العسكرية، ولا إلى تمكين تلّ أبيب من فرض سيطرتها الكاملة على قطاع غزّة.

وقد سعى دونالد ترامب من خلال مشروع «السلام» الذي قدّمه إلى تأمين ما عجزت إسرائيل عن تحقيقه في ساحة المعركة، عبر المسار الدبلوماسي. ومع ذلك، فإنّ النتيجة النهائية تعكس قبل كلّ شيء فشلَ منطق القوة العسكرية الإسرائيلية وانتصارَ المقاومة الفلسطينية.

كما تمكّنت المقاومة خلال عامين من الحصار والقصف، بصمودٍ يُضرَب به المثل، من إرغام الكيان المحتلّ على قبول وقف إطلاق النار. وأعلنت كتائب القسّام في بيانٍ لها أنّ العدوّ، رغم تفوّقه الاستخباراتي والعسكري، فشل في استعادة أسراه بالقوّة، وكما وعدت المقاومة، فإنّ الأسرى سيعودون فقط عن طريق التفاوض. وهذه الجملة في الحقيقة تُجسّد خلاصةَ واقع الميدان: الهزيمةُ الكاملة لاستراتيجية «اللجوء إلى القوّة» التي كانت، منذ تأسيس الكيان الإسرائيلي، أساسَ أمنه المزعوم.

وحمل تبادلُ الأسرى الفلسطينيين رسالةً إنسانيةً واجتماعيةً عميقة. فقد أظهرت مشاهدُ استقبالِ أهالي غزّة لأبنائهم أنّ المجتمع الفلسطيني، رغم سنوات الحرب والحصار والدمار، لا يزال متماسكًا من الداخل وصلبًا في إرادته. ولم تكن هذه العودة مجرّدَ تحرّرٍ للأفراد، بل إحياءً للروح الجماعية والذاكرة التاريخية للمقاومة؛ كأنّ كلَّ أسيرٍ محرَّرٍ يُجسّد استمرارَ إرادةِ الشعب الفلسطيني.

وعلى الصعيد الاستراتيجي، يُظهر هذا التبادل ترسيخَ الردع المتبادل بين المقاومة والكيان المحتلّ. فقد اعترفت إسرائيل للمرّة الأولى بأنّها عاجزةٌ عن تحقيق أيّ هدفٍ ميدانيٍّ أو إنسانيّ من دون موافقة المقاومة. هذه الحقيقة أضعفت صورةَ الجيش الإسرائيلي بشدّة في أوساط الرأي العام الداخلي والعالمي، وفي المقابل عزّزت مكانةَ المقاومة بوصفها فاعلًا حاسمًا في معادلة مستقبل فلسطين. 

على الرغم من أنّ اتفاق شرم الشيخ سُجّل في الظاهر باسم السلام ووقف إطلاق النار، فإنّه في الحقيقة اعترافٌ صريحٌ بانتصار المقاومة؛ انتصارُ الإرادة على السلاح، والثبات على التكنولوجيا، والإيمان على الاحتلال. والسؤال الرئيس اليوم ليس عمّا إذا كانت إسرائيل ستستأنف الحرب مرّةً أخرى، بل عمّا إذا كانت قادرةً بعد هذه الهزيمة على استعادة شرعيّتها المفقودة. وفي النهاية، كان تبادلُ الأسرى أكثرَ من صفقةٍ إنسانية، إذ شكّل نقطةَ تثبيتٍ لانتصار المقاومة على جيشٍ كان يظنّ نفسه لا يُقهَر. لقد أظهر هذا الحدثُ التاريخي أنّ أيّ قوّةٍ عسكريّة لا تستطيع الصّمود أمام إرادةِ شعبٍ يقفُ من أجل حريّته.

عدم نمایش تصویرک در صفحه خبر: 
نمایش تصویرک
نوع نمایش گزارش تصویری: 
نمایش ردیفی
تصویرک خبر: 
تبادل الأسرى وترسيخ انتصار المقاومة
تیتر فرمز: 
عدم تیتر قرمز
نوع محتوایی: 
نص
شناسه قدیم: 
0

الجرائم التي ستُخلّد في التاريخ

تاریخ نمایش: 
Tuesday, October 14, 2025 - 11:04

ينشر موقع KHAMENEI.IR الإعلامي إنفوغرافًا يعرض إحصائيات لجرائم الكيان الصهيوني في قطاع غزّة خلال عامين من الحرب الشعواء التي شنّها ضدّ الشعب الفلسطيني، بالإضافة إلى كلام الإمام الخامنئي الذي يقول فيه سماحته أنّ هذه الجرائم ستُخلّد في التاريخ.

عدم نمایش تصویرک در صفحه خبر: 
نمایش تصویرک
نوع نمایش گزارش تصویری: 
نمایش ردیفی
تصویرک خبر: 
الجرائم التي ستُخلّد في التاريخ - جودة متوسطة
گزارش تصویری: 
الجرائم التي ستُخلّد في التاريخ - البوم
تیتر فرمز: 
عدم تیتر قرمز
نوع محتوایی: 
صورة
شناسه قدیم: 
0

شهيد شعلة المقاومة..

تاریخ نمایش: 
Thursday, October 9, 2025 - 13:52

ينشر موقع KHAMENEI.IR الإعلامي مقطعًا مصوّرًا يتضمّن مقتطفات من كلام الإمام الخامنئي بتاريخ 23/09/2025 والأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم خلال فعالية «إيران المتضامنة» التي أقيمت بتاريخ 07/10/2025 في حسينيّة الإمام الخميني (قده) حول الشهيد الكبير السيد حسن نصرالله.

عدم نمایش تصویرک در صفحه خبر: 
نمایش تصویرک
نوع نمایش گزارش تصویری: 
نمایش ردیفی
تصویرک خبر: 
شهيد شعلة المقاومة
فیلم کتابخانه: 
شهيد شعلة المقاومة - MQ
شهيد شعلة المقاومة - LQ
شهيد شعلة المقاومة - HQ
تیتر فرمز: 
عدم تیتر قرمز
نوع محتوایی: 
فيديو
شناسه قدیم: 
0

أمرنا أمر الولي؛ مع غزة ولبنان؛ عطاء بلا حدود..

تاریخ نمایش: 
Thursday, October 9, 2025 - 10:11

ينشر موقع KHAMENEI.IR الإعلامي تقريرًا حول فعالية «إيران المتضامنة» التي أقيمت بتاريخ 07/10/2025 في حسينية الإمام الخميني (قده).

عدم نمایش تصویرک در صفحه خبر: 
نمایش تصویرک
نوع نمایش گزارش تصویری: 
نمایش ردیفی
تصویرک خبر: 
أمرنا أمر الولي
فیلم کتابخانه: 
أمرنا أمر الولي - MQ
أمرنا أمر الولي - LQ
أمرنا أمر الولي - HQ
تیتر فرمز: 
عدم تیتر قرمز
نوع محتوایی: 
فيديو
شناسه قدیم: 
0

فعالية «إيران المتضامنة»: لوحة إنسانية من التضامن في قلب حسينية الإمام الخميني (قده)

تاریخ نمایش: 
Wednesday, October 8, 2025 - 11:30

في صباح السابع من أكتوبر 2025، أشرقت حسينية الإمام الخميني (رض) في طهران نقطةَ التقاء للقلوب، مركزاً ينبض بروح الوحدة الوطنية والتضامن الإنساني. هذا الصرح الرمزي، الذي يحمل في طياته تاريخ الثورة الإسلامية ونضال المستضعفين، فتح أبوابه ليستضيف فعالية «إيران المتضامنة» (إيران همدل)، وهي مبادرة شعبية عظيمة تهدف إلى تعزيز روح التكافل والإيثار بين أبناء الشعب الإيراني.

لقد تجسّدت هذه الفعالية كلوحة فنية حيّة، إذ التقت أطياف المجتمع الإيراني في لحظة تاريخية تعكس قوة الوحدة أمام التحديات، من جائحة كورونا إلى دعم أهل غزة ولبنان، ومن كارثة انفجار ميناء بندرعباس إلى مواجهة العدوان الصهيوني على إيران لمدة 12 يوماً، كانت هذه المبادرة صورة مشرقة ليد العون التي مدّها الشعب الإيراني استجابة لنداء قائده.
 

رمزية المكان واللحظة: حسينية الإمام الخميني (رض)

حسينية الإمام الخميني(رض)، القلعة الروحية التي ترمز إلى الثورة الإسلامية وخدمة قضايا المستضعفين، استعدت منذ الساعات الأولى لصباح الثلاثاء لاستقبال أبناء الشعب من مختلف الأطياف: عائلات الشهداء والمواطنون والمتطوعون وممثلو حملات «إيران المتضامنة».

دخل الحاضرون المكان بوقار، وسط أجواء يغمرها الضوء الخافت، يلقي ظلالاً هادئة تضفي طابعاً روحياً عميقاً. كانت أنفاس الجموع، القادمين من مدن إيران المختلفة، تحمل رسالة واحدة: «إيران المتضامنة» ليست مجرد شعار عابر، بل نهج حياة يعيشه الشعب يومياً، يتجسد في أفعال الخير والتضحية.
 

جهاد الخدمة: مسيرة عبر عقود من الإيثار

تعود جذور هذا التضامن إلى عام 1968، عندما هزّ زلزال مدمر مدينة فردوس شرق إيران. في تلك اللحظة، وقف السيد علي الخامنئي، الطالب الحوزوي الشاب البالغ من العمر 29 عاماً، ليقود أولى مجموعات الجهاد الخدمي لمساعدة المنكوبين، في وقت تقاعس فيه نظام الشاه عن تقديم العون. منذ ذلك الحين، استمر الشباب الإيرانيون الثوريون في هذا النهج، عبر مراحل الثورة الإسلامية: «الدفاع المقدس» وكوارث مثل زلزالي رودبار وبم و..، وصولاً إلى دعم شعوب البوسنة والهرسك والمتضررين من السيول في باكستان والشعب الفلسطيني و...

في سنوات جائحة كورونا، وفي العدوان على غزة ولبنان، وحادث بندرعباس، والعدوان الصهيوني الأخير على إيران، خلق الشعب الإيراني ملاحم إنسانية لا تُنسى.

من الأطفال إلى الشباب والرجال والنساء، قدّموا ما يملكونه كله: من مبلغ مادي بسيط إلى قطعة ذهب صغيرة، ومن تبرعات كبيرة إلى استعداد للتضحية بأرواحهم فداءً لأطفال غزة. كانوا يقولون بتواضع: «نشعر بالخجل لأننا لا نستطيع تقديم المزيد، ولكننا مستعدون لتقديم أرواحنا!»، معلنين بذلك: «نحن معكم، معكم، معكم»!

هذا التضامن لم يكن مجرد فعل خيري عابر، بل ثورة إيثار وفداء، تجسّدت في حملة «إيران المتضامنة»، لتؤكد أن الشعب الإيراني متفانٍ في خدمة إخوانه في الإنسانية، ساعياً إلى تخفيف معاناتهم وتسهيل حياتهم.

في كل مرحلة من هذه الحملة، جمع أبناء الشعب تبرعات سخية، ووزّعوا المساعدات الطبية والغذائية. مع اندلاع «طوفان الأقصى»، اتسعت المبادرة لتشمل دعم الشعبين الفلسطيني واللبناني، إذ جمع الإيرانيون تبرعات ضخمة، مجسدين تعاليم الإسلام في التكافل والتضامن، لتظل هذه الروح جزءاً لا يتجزأ من هوية الشعب الإيراني المتحد.
 

قصة «إيران المتضامنة»: من العمل الخيري إلى المقاومة

بدأت الفعالية بتلاوة آيات من القرآن الكريم، تلتها كلمة افتتاحية مؤثرة، وعرض فيديو يروي قصة «إيران المتضامنة»، تلك المبادرة التي تجمع بين العمل الخيري والتضامن مع الشعوب المظلومة، خاصة في فلسطين ولبنان.

لم تخلُ المراسم من استذكار الشهداء، بحضور عائلاتهم، إذ كُرِّم سيد شهداء المقاومة السيد حسن نصرالله والشهيد السيد هاشم صفي الدين، عبر فيديوهات وكلمات أبرزت دورهما العظيم في خدمة الأمة وتضحيتهما بنفسهما في هذا السبيل.
 

تكريم الشهداء: ذكرى خالدة للأبطال

من أبرز لحظات الفعالية، إحياء ذكرى الشهيدين حميد حيدري وشاهد شجاعي‌پور، اللذين استشهدا العام الماضي في لبنان أثناء تقديم الخدمات الإنسانية ضمن إطار حملة «إيران المتضامنة».

كما كُرّمت السيدة سعيدة سالاري، عقيلة الشهيد الحاج رمضان، الذي كرس أربعة عقود من حياته لدعم الشعبين الفلسطيني واللبناني، حاملاً الفرحة إلى قلوب أطفال فلسطين. هذا التكريم، الذي جرى بحضور السيدة زينب نصرالله، كريمة الشهيد السيد حسن نصرالله، كان تقديراً لعمر من الجهاد والتفاني في سبيل القضية الفلسطينية.
 

كلمات الحاضرين: أصوات الوحدة والمقاومة

شهدت الفعالية حضوراً مميزاً لأبناء سيد شهداء المقاومة السيد حسن نصرالله، وهم السيدة زينب نصرالله، السيد جواد نصرالله، والسيد محمد مهدي نصرالله، إلى جانب السيد عبدالله صفي الدين، ممثل «حزب الله» في إيران، وخالد قدومي، ممثل حركة «حماس».

في الساعة الأولى من المراسم، استمع الحاضرون باهتمام بالغ إلى كلمة مصورة لسماحة الشيخ نعيم قاسم، الأمين العام لـ«حزب الله»، التي أكدت ثبات مواقف المقاومة وشكر الشعب الإيراني على دوره في دعم المستضعفين.

السيدة زينب نصرالله، بحضورها الذي يحمل وقار والدها، وجهت كلمتها إلى الإمام القائد السيد علي الخامنئي والشعب الإيراني، مشيدة بدور إيران بوصفها سنداً قوياً للمقاومة.

أما خالد قدومي، فأكد أن الشعب الإيراني شريك في النصر القريب، مشيداً بتفانيه في دعم القضية الفلسطينية.

الشيخ محمدي الكلبايكاني، مدير مكتب قائد الثورة الإسلامية، أشار إلى دور الإمام السيد علي الخامنئي في تعزيز روح التآلف بين أبناء الشعب.

قدّم إيمان عطار زادة، أمين الحملة، تقريراً شاملاً عن إنجازاتها، بينما رسم السيد حسين يكتا، الناشط في جهاد الخدمة، صورة ملهمة للملحمة الإنسانية التي صنعها الشعب الإيراني في دعم إخوانه عبر الأزمات المختلفة.
 

ختام الفعالية: شعلة التضامن المستمرة

مع اقتراب الختام، استمع الحاضرون إلى مراثٍ مؤثرة قدّمها الحاج محمود كريمي، تعبّر عن التضحية والفداء. غادر الجمع وهم يحملون في قلوبهم شعلة الوحدة وروح التضامن، مؤكدين أن «إيران المتضامنة» ليست مجرد فعالية عابرة، بل حركة مستمرة لبناء عالم أكثر عدالة.

هذه الفعالية، التي أقيمت في حسينية الإمام الخميني (رض)، ستبقى رمزاً للتآلف الإيراني، وجسراً يربط قلوب الشعب الإيراني بقلوب إخوانهم في فلسطين ولبنان.

«إيران المتضامنة» ليست مجرد مبادرة، بل لوحة فنية ترسمها أيادي الشعب الإيراني، تجمع بين التنوع والوحدة، المعنويات والأمل، في طريق النصر.

عدم نمایش تصویرک در صفحه خبر: 
نمایش تصویرک
نوع نمایش گزارش تصویری: 
نمایش ردیفی
تصویرک خبر: 
لوحة إنسانية من التضامن في قلب حسينية الإمام الخميني (قده)
تیتر فرمز: 
عدم تیتر قرمز
نوع محتوایی: 
نص
شناسه قدیم: 
0

إذا جاء نصرالله والفتح..

تاریخ نمایش: 
Wednesday, October 8, 2025 - 10:53

کلیدواژه آزاد:

ينشر موقع KHAMENEI.IR الإعلامي مقطعًا مصوّرًا يعرض لقطات تُنشر للمرة الأولى من صلاة جمعة النصر التي أقيمت بتاريخ 04/10/2024 بإمامة الإمام الخامنئي في مصلى طهران، وجرى فيها تكريم الشهيد الكبير السيد حسن نصرالله.

عدم نمایش تصویرک در صفحه خبر: 
نمایش تصویرک
نوع نمایش گزارش تصویری: 
نمایش ردیفی
تصویرک خبر: 
إذا جاء نصرالله والفتح
فیلم کتابخانه: 
إذا جاء نصرالله والفتح - MQ
إذا جاء نصرالله والفتح - LQ
إذا جاء نصرالله والفتح - HQ
تیتر فرمز: 
عدم تیتر قرمز
نوع محتوایی: 
فيديو
شناسه قدیم: 
0

حملة «إيران المتضامنة»؛ من مواساة الإيرانيّين في كورونا وحرب الإثني عشر يومًا إلى التضامن مع لبنان وفلسطين

تاریخ نمایش: 
Tuesday, October 7, 2025 - 16:46

ينشر موقع KHAMENEI.IR الإعلامي مقطعًا مصوّرًا يتطرق إلى 5 أعوام من تضامن الإيرانيّين استجابةً لتوصية الإمام الخامنئي، بدءًا من جائحة كورونا، مرورًا بلبنان وفلسطين ووصولًا إلى حرب الإثني عشر يومًا.

عدم نمایش تصویرک در صفحه خبر: 
نمایش تصویرک
نوع نمایش گزارش تصویری: 
نمایش ردیفی
تصویرک خبر: 
حملة «إيران المتضامنة
فیلم کتابخانه: 
حملة «إيران المتضامنة» - MQ
حملة «إيران المتضامنة» - LQ
حملة «إيران المتضامنة» - HQ
تیتر فرمز: 
عدم تیتر قرمز
نوع محتوایی: 
فيديو
شناسه قدیم: 
0

أعطيتم نموذجًا للدنيا بأسرها في كيفية مواجهة العدو

تاریخ نمایش: 
Tuesday, October 7, 2025 - 14:03

موضوع:

روتیتر: 
الشيخ نعيم قاسم مخاطبًا الشعب الإيراني:

بمناسبة الذكرى السنوية لصلاة جمعة النّصر التاريخيّة وانطلاق المرحلة الرابعة من حملة «إيران المتضامنة»، أُقيمت صباح الثلاثاء 7/10/2025، في حسينية الإمام الخميني (قده)، الفعاليّة الوطنيّة لهذه الحملة التي تروي مظاهر تضامن الشعب الإيراني من مرحلة «جائحة كورونا»، مرورًا بـ«حادثة بندر عباس»، وصولًا إلى «طوفان الأقصى» و«حرب الأيّام الـ12» التي شنّها الكيان الصهيوني ضدّ الشعب الإيراني.

وفي هذه المراسم، وصف رئيس مكتب قائد الثورة الإسلامية، حجة الإسلام والمسلمين محمدي الكلبايكاني، التحرّك العظيم لحملة «إيران المتضامنة» بأنه استجابةٌ لدعوة قائد الثورة الإسلاميّة، الذي دعا إلى المسارعة في مساعدة المتضرّرين ضمن مسار مقارعة العدوّ الصهيوني.

وأشار سماحته في حديثه إلى بعض مصاديق المساعدة الإيمانية للشعب الإيراني، مثل التبرّع بخواتم الزواج أو بيع شقق شخصية للمشاركة في هذه الحملة.

كما أشاد رئيس مكتب قائد الثورة الإسلامية بروح الإيثار لدى مجاهدي المقاومة، مبيّنًا الدور المحوري  للإمام الخامنئي في مسيرة النّضال، وتابع قائلًا: «لقد حمل سماحته الراية في هذا الطريق بالتوكّل على الله والتوسّل بأهل البيت عليهم السّلام».

كما تطرّق حجة الإسلام محمدي الكلبايكاني في جانبٍ آخر من كلمته إلى الشهيد السيّد حسن نصر الله، قائلًا: «نقل أحد علماء قم، ممن كانت له علاقة وثيقة بالشهيد السيد نصر الله، عنه أنّ السيد حسن كان يقول: لا أستطيع أن أتخيّل يومًا أكون فيه موجودًا ولا يكون قائد الثورة الإسلاميّة».

وأكد سماحته أنّ دور قائد الثورة الإسلاميّة يأتي امتدادًا لدور علماء الشيعة والإسلام في إحياء الدين، وأضاف: «إنّ هذا السيد الجليل يحمل الراية الآن أيضًا ويقف في وجه الطاغوت، وقد وهبه الله خصالًا فريدة أوّلها الشجاعة المنقطعة النظير».

وفي ختام كلمته، أشار رئيس مكتب قائد الثورة الإسلامية إلى جرائم الكيان الصهيوني في غزّة، منتقدًا حالة التخبّط التي يبديها حكّام ورؤساء بعض الدول الإسلامية تجاه هذا الكيان.

بدوره، وجّه الأمين العام لحزب الله في لبنان، الشيخ نعيم قاسم، رسالةً مصوّرة إلى هذه الفعالية، استذكر فيها ذكرى الشهيد السيد حسن نصر الله والسيد هاشم صفي ‌الدین، وشكر قيادة إيران وشعبها وحكومتها على دعمهم للمقاومة.

ووصف الأمين العام لحزب الله، في إحياء الذكرى السنويّة لاستشهاد السيّد حسن نصر الله والسيّد هاشم صفي ‌الدین، هذين القائدين بأنّهما شخصيّتان عظيمتان اتّسمتا بالإيمان والولاية والإخلاص والتضحية، وقامتا عبر التربية الإسلامية للأجيال ببناء مجتمع مقاوم ومجاهدين أشدّاء.

وأكد الشيخ نعيم قاسم أنّ نتاج المقاومة في لبنان هو من نبع ولاية الإمام الخامنئي، التي تسير على نهج الإمام الخميني (قدّس سرّه)، وأضاف: «إننا نحصل على كل هذه النتائج العظيمة ببركة الدعم اللامتناهي الذي كان في كل الحقول على مستوى الوضع الجهادي أو المالي أو التربوي أو البنيوي أو الولائي أو الاجتماعي».

ولفت الأمين العام لحزب الله إلى أنّ المقاومة خاضت هذه معركة صعبة ومعقدة جدًا لم يمرّ عليها مثلها خلال الأربعين سنة ونيّف، وأضاف: «أبشركم أن أبناء السيد حسن هم من المجاهدين الأبطال، وأن العوائل والشهداء وكل القادة الذين استمرّوا في عطاءاتهم وفي عملهم وفي حياتهم سيبقون إن شاء الله؛ لن يمكّنوا إسرائيل من أن تحقق أهدافها. نحن أقوياء بتوفيق الله تعالى».

وفي جزء آخر من رسالته المصوّرة، شكرَ الشيخ نعيم قاسم دعم القيادة والدولة والشعب في إيران للمقاومة، قائلًا: «الشكر كل الشكر للدعم الذي قدمته الجمهورية الإسلامية؛ القائد الإمام الخامنئي (دام ظله) والحرس الثوري الإسلامي، والشعب الإيراني المجاهد البطل، والحكومة، وكل القوى الأمنية. نحن نشعر أن إيران كلّها، من أولها إلى آخرها، معنا؛ أعطتْنا وقدمت لنا وجعلتنا نشعر بهذه العزيمة وبهذه القوة».

كما أشار الأمين العام لحزب الله إلى الحرب الأخيرة وصمود الشعب الإيراني في مواجهة العدوان الصهيوني–الأمريكي المشترك، وقال: «وهنا أهنئ إيران الإسلام على الصمود الأسطوري الذي حصل في مواجهة العدوان الإسرائيلي–الأمريكي لمدة اثني عشر يومًا؛ والحمد لله أنكم أعطيتم نموذجًا للدنيا بأسرها في كيفية المواجهة، وكيفية الوقوف والقدرة على تحقيق الإنجازات العظيمة ببركة قيادة الإمام القائد الخامنئي، دام ظله، وهذا التكاتف الشعبي الكبير وعمل القوى المسلحة التي تواجه بكل عزيمة وصدق. هذا الانتصار يُسجَّل في الحاضر وفي التاريخ».

وفي ختام رسالته، أشار الشيخ نعيم قاسم إلى ردود الفعل الغربية المعادية لإيران، وقال: «اليوم قرّروا فرض العقوبات مجدَّدًا على إيران؛ وهل توقفت العقوبات يومًا من الأيام؟ منذ انتصار الثورة الإسلامية المباركة والعقوبات قائمة، منذ ستٍ وأربعين سنة العقوبات قائمة، ولكن الشعب الإيراني يتألّق يومًا بعد يوم في المواجهة، فيثبت أنه أهل الميدان وأهل الحق».

في ختام هذه الفعاليّة، أكد ممثل حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) في إيران، الدكتور خالد قدومي، أن عمليّة «طوفان الأقصى» كانت يومَ عزّةٍ للمؤمنين وبدايةً لانهيارِ الكيان الصهيوني، وقال: «أشكر السيد علي الخامنئي، قائد إيران، وكذلك الشعب الإيراني الشريف على مواقفهم الدائمة إلى جانب المستضعفين وشعب غزة ولبنان واليمن. شعبٌ امتزجت دماؤه الطاهرة بعروق الفلسطينيين. أنتم شركاءُ مستقبل المقاومة والمنطقة».

وأضاف ممثل حركة حماس في إيران، مستذكراً الشهيد السيد حسن نصر الله، أنّه بحقّ شهيد فلسطين وعمليّة «طوفان الأقصى»، وتابع قائلًا: «نحن لسنا قلقين، وكما عبّر الشهيد إسماعيل هنية: إذَا غابَ سَيّدٌ قامَ سيّد. العدوّ واهمٌ أنّه سيحوّل المسار باغتيال القادة، ونحن اليوم صامدون. هذا الطريق مستمرّ حتى التحرير التام لفلسطين واستعادة المسجد الأقصى».

من جهتها، قدّمت السيّدة زینب نصر الله، كريمة الشهيد السيّد حسن نصر الله، وأخت الشهيد السيّد هادي نصر الله، السلام والتحية إلى الإمام الخميني (قده) وشهداء الثورة الإسلامية وشهداء «طريق القدس»، معلنةً أنّ مشاركتها في هذه المراسم تهدف إلى تجديد العهد مع الإمام الخامنئي.

كما شكرت السيدة زینب نصر الله الشعب الإيراني وقالت: «لقد كنتم دائمًا سندًا لنا، أنتم مَن قدّمتم كل ما تملكون لدعم المقاومة، واحتضنتم الجرحى، ووقفتم إلى جانب المقاومة».

وخاطبت كريمة الشهيد نصر الله قائد الثورة الإسلامية قائلة: «يا سيّدنا! جئنا مفعمين بمحبّتك من عيون سيّدنا (الشهيد السيّد حسن نصر الله) الذي ذاب في عشقك، والذي رغم مكانته الاجتماعية بين شعبه لم يرَ نفسه سوى جنديًّا».

ولفتت السيدة زینب نصر الله إلى أنّ دعاء السيّد حسن كان أن يأخذ الله ما تبقّى من عمره ويضيفه إلى عمر الإمام الخامنئي، وقالت: «يا سيّدنا ومولانا! جئنا اليوم لنجدّد العهد معك. نحن أبناء السيّد حسن جئنا لنقول لك إنّنا جنودك المخلصون والسائرون على هذا الطريق».

وفي مستهلّ هذه الفعاليّة، قدّم معاون الشؤون الاجتماعية في مكتب حفظ ونشر آثار الإمام الخامنئي، وأمين عام حملة «إيران المتضامنة»، إيمان عطار زاده، تقريرًا عن آلية تنفيذ المرحلة الأولى من هذه الحملة التي انطلقت عام 2020 لمساعدة المتضرّرين من جائحة «كورونا»، واستمرّت حتى اليوم. حملةٌ أثبتت في ميادين مختلفة، من حادثة بندر عباس والكوارث الطبيعية والحوادث الطارئة، إلى «طوفان الأقصى» ودعم وأهالي غزّة ولبنان، وصولًا إلى الحرب التي استمرّت اثني عشر يومًا، تضامنَ الشعب الإيراني في مؤازرة أبناء وطنه وأبناء الإنسانية في المنطقة وجبهة المقاومة.

واستعرض عطار زاده نماذج من المساعدات الشعبية، ولا سيّما تبرّع النساء بمئات الكيلوغرامات من الذهب لمصلحة الشعبين المظلومين في غزّة ولبنان، ثمّ تابع قائلًا: «أصبح حلّ مشكلات الآخرين هاجسَ "إيران المُتضامنة"، وقد شهد شهر أيلول/ سبتمبر من عام 2024 فصلًا جديدًا من هذه المسيرة في دعم حزب الله الباسل وأهالي لبنان وغزّة، وكانت راية هذا العمل بأيدي النساء الإيرانيات اللواتي لم يتركن توجيهات قائد الثورة الإسلاميّة بنصرة أهالي غزّة ولبنان دون تنفيذ».

عدم نمایش تصویرک در صفحه خبر: 
نمایش تصویرک
نوع نمایش گزارش تصویری: 
نمایش ردیفی
تصویرک خبر: 
شیخ نعیم قاسم
تیتر فرمز: 
عدم تیتر قرمز
تصویر صفحه خبر: 
الشيخ نعيم قاسم
نوع محتوایی: 
نص
شناسه قدیم: 
0

كلمة الدكتور خالد قدومي ممثل حركة #حماس في الجمهورية الإسلامية الإيرانية، في فعالية «إيران المتضامنة»

تاریخ نمایش: 
Tuesday, October 7, 2025 - 14:01

ينشر موقع KHAMENEI.IR الإعلامي مقطعًا مصوّرًا يتضمّن كلمة ممثل حركة «حماس» في جمهورية إيران الإسلامية، الدكتور خالد قدومي، خلال فعالية «إيران المتضامنة»، التي أقيمت بتاريخ 07/10/2025، في حسينيّة الإمام الخميني (قده).

عدم نمایش تصویرک در صفحه خبر: 
نمایش تصویرک
نوع نمایش گزارش تصویری: 
نمایش ردیفی
تصویرک خبر: 
كلمة الدكتور خالد قدومي في فعالية «إيران المتضامنة»
فیلم کتابخانه: 
الدكتور خالد قدومي ممثل حركة «حماس» في إيران - MQ
الدكتور خالد قدومي ممثل حركة «حماس» في إيران - LQ
الدكتور خالد قدومي ممثل حركة «حماس» في إيران - HQ
تیتر فرمز: 
عدم تیتر قرمز
نوع محتوایی: 
فيديو
شناسه قدیم: 
0

كلمة السيدة زينب نصرالله، ابنة الشهيد السيد حسن نصر الله، في فعالية «إيران المتضامنة»

تاریخ نمایش: 
Tuesday, October 7, 2025 - 13:26

ينشر موقع KHAMENEI.IR الإعلامي مقطعًا مصوّرًا يتضمن الكلمة التي ألقتها ابنة الشهيد السيد حسن نصرلله، السيدة زينب نصرالله، بتاريخ 07/10/2025، خلال فعالية «إيران المتضامنة».

عدم نمایش تصویرک در صفحه خبر: 
نمایش تصویرک
نوع نمایش گزارش تصویری: 
نمایش ردیفی
تصویرک خبر: 
كلمة السيدة زينب نصرالله، ابنة الشهيد السيد حسن نصر الله
فیلم کتابخانه: 
كلمة السيدة زينب نصرالله، ابنة الشهيد السيد حسن نصر الله - MQ
كلمة السيدة زينب نصرالله، ابنة الشهيد السيد حسن نصر الله - LQ
كلمة السيدة زينب نصرالله، ابنة الشهيد السيد حسن نصر الله - HQ
تیتر فرمز: 
عدم تیتر قرمز
نوع محتوایی: 
فيديو
شناسه قدیم: 
0

كل الشكر للدعم الذي قدمته الجمهورية الإسلامية والشعب الإيراني البطل إلى المقاومة

تاریخ نمایش: 
Tuesday, October 7, 2025 - 13:21
روتیتر: 
رسالة أمين عام حزب الله إلى فعالية «إيران المتضامنة»:

ينشر موقع KHAMENEI.IR الإعلامي مقطعًا مصوّرًا يتضمّن رسالة أمين عام حزب الله الشيخ نعيم قاسم إلى فعاليّة «إيران المتضامنة» التي أقيمت بتاريخ 07/10/2025 في حسينيّة الإمام الخميني (قده)، ووجّه فيها سماحته الشّكر للدعم الذي قدمته الجمهورية الإسلاميّة والشعب الإيراني البطل إلى المقاومة.
 

عدم نمایش تصویرک در صفحه خبر: 
نمایش تصویرک
نوع نمایش گزارش تصویری: 
نمایش ردیفی
تصویرک خبر: 
رسالة أمين عام حزب الله إلى فعالية «إيران المتضامنة»
فیلم کتابخانه: 
رسالة أمين عام حزب الله إلى فعالية «إيران المتضامنة»
رسالة أمين عام حزب الله إلى فعالية «إيران المتضامنة» 2
رسالة أمين عام حزب الله إلى فعالية «إيران المتضامنة» 3
تیتر فرمز: 
عدم تیتر قرمز
نوع محتوایی: 
فيديو
شناسه قدیم: 
0

إقامة فعالية «إيران المتضامنة» في حسينية الإمام الخميني (قده)

تاریخ نمایش: 
Tuesday, October 7, 2025 - 12:17

موضوع:

 أُقيمت صباح اليوم (الثلاثاء) 7/10/2025، في حسينية الإمام الخميني (قده)، فعالية «إيران المتضامنة» بمشاركة عائلات الشهداء وشخصيات من المقاومة. وقد أشاد رئيس مكتب قائد الثورة الإسلامية، حجة الإسلام محمدي كلبايكاني، بروح الإيثار والتضامن لدى الشعب الإيراني والدور المحوري للإمام الخامنئي، فيما وجّه الأمين العام لـ«حزب الله»، الشيخ نعيم قاسم، رسالة مصورة أثنى فيها على دعم إيران للمقاومة.

عدم نمایش تصویرک در صفحه خبر: 
نمایش تصویرک
نوع نمایش گزارش تصویری: 
نمایش ردیفی
تصویرک خبر: 
إقامة فعالية «إيران المتضامنة»
گزارش تصویری: 
إقامة فعالية «إيران المتضامنة»
إقامة فعالية «إيران المتضامنة»
إقامة فعالية «إيران المتضامنة»
إقامة فعالية «إيران المتضامنة»
إقامة فعالية «إيران المتضامنة»
إقامة فعالية «إيران المتضامنة»
إقامة فعالية «إيران المتضامنة»
إقامة فعالية «إيران المتضامنة»
إقامة فعالية «إيران المتضامنة»
إقامة فعالية «إيران المتضامنة»
إقامة فعالية «إيران المتضامنة»
1.jpg
0.jpg
2.jpg
3.jpg
4.jpg
5.jpg
6.jpg
7.jpg
8.jpg
9.jpg
10.jpg
11.jpg
12.jpg
13.jpg
14.jpg
15.jpg
16.jpg
17.jpg
18.jpg
19.jpg
20.jpg
21.jpg
22.jpg
23.jpg
24.jpg
25.jpg
26.jpg
27.jpg
28.jpg
29.jpg
30.jpg
31.jpg
32.jpg
33.jpg
34.jpg
35.jpg
36.jpg
37.jpg
38.jpg
39.jpg
40.jpg
تیتر فرمز: 
عدم تیتر قرمز
نوع محتوایی: 
صورة
شناسه قدیم: 
0

Pages