بسم الله الرحمن الرحيم

في كل عام يستعرض الشعب الإيراني كافة، و خصوصاً أهالي قم الأعزاء أصحاب البصيرة يستعرضون ذكرى التاسع عشر من دي أمام مستكبري العالم كمقطع تاريخي بليغ معبّر.. و هو استعراض في محله.. الحق أن حدثاً مثل التاسع عشر من دي جدير بالاستعراض أمام أنظار الأعداء.
إنه حدث قمين بالتأمل و التدقيق من أبعاد مختلفة: البصيرة تتموج في هذا الحدث، و كذلك تشخيص الظرف، و معرفة الأعداء، مضافاً إلى الجهاد و الإقدام و التضحية.. هذه أبعاد حدث عظيم وقع في التاسع عشر من دي سنة 56 أي قبل اثنين و ثلاثين عاماً. من جهة أخرى أضحى ذلك الحدث منطلق تحول و حركة و تيار عظيم في الشعب الإيراني. إذن، الحدث حدث مهم حقاً ترك تأثيره يومذاك، و اليوم أيضاً حيث تحيون ذكراه و ذكرى شهدائه من رجال الدين أو من غير رجال الدين لا يزال يترك تأثيراته و يعطي دروسه و يُسبغ البصيرة و يشير لنا إلى اتجاه الحركة.
أيام السنة متشابهة بعضها مع بعض بشكل طبيعي، و البشر و الإرادات و الجهاد هو الذي يرفع يوماً معيناً بين باقي الأيام و يجعله متميزاً مختلفاً و يعليه كالراية التي تهدي الآخرين. يوم عاشوراء - العاشر من المحرم - لا يختلف في ذاته عن باقي الأيام، إنما الحسين بن علي (عليه السلام) هو الذي يمنح هذا اليوم الروح و المعنى و يرفعه إلى العرش. جهاد أصحاب الحسين بن علي (عليه السلام) هو الذي يضفي على هذا اليوم كل تلك الخطورة و الأهمية. و كذلك الحال بالنسبة ليوم التاسع عشر من دي، و يوم التاسع من دي هذا العام أيضاً له نفس الحالة. التاسع من دي لا يختلف عن العاشر من دي، إنما الجماهير هم الذين جعلوه بتحركهم يوماً متميّزاً.. و تحركهم كان نابعاً من نفس العوامل التي خلقت حركة التاسع عشر من دي في قم، أي إنه كان نابعاً من البصيرة، و تشخيص العدو، و معرفة الظرف الزمني، و التواجد الجهادي في الساحة.
كونوا واثقين أن يوم التاسع من دي لهذا العام قد خلد في التاريخ، و أصبح بدوره يوماً متميزاً. بمعنى من المعاني ربما أتيح القول إن تحرك الجماهير هذا اكتسب في الظروف الراهنة - و هي ظروف ضبابية ملتبسة - أهمية مضاعفة.. كان عملاً كبيراً. كلما فكّر الإنسان في هذه الأمور وجد يد الله تعالى، و يد قدرته، و روح الولاية، و روح الحسين بن علي (عليه السلام) فيها. هذه الأعمال ليست أعمالاً تتم و تنجز بإرادة أمثالنا، إنما هي من عمل الله و تنمّ عن يد القدرة الإلهية. مثلما قال لي الإمام الخميني في ظرف حساس - وقد رويت قوله هذا مراراً - قال: »إنني طوال هذه الفترة كنت أرى يد القدرة الإلهية وراء هذه الأمور«.. و حقٌّ ما رأى ذلك الرجل الإلهي ذو البصيرة الثاقب النظر.
المهمة أصعب في ظروف الفتنة، و التشخيص أصعب. طبعاً الله تعالى يتمُّ الحجة دوماً، و لا يدع للناس عليه عز و جل سبيلاً و حجةً ليقولوا له إنك لم تتم الحجة علينا، و لم تبعث هادياً، لذلك ضللنا و سرنا في الطريق الخطأ. هذا معنى مذكور في القرآن مراراً. يمكن رؤية يد الإشارة الإلهية في كل مكان، لكن ذلك يحتاج إلى عين مفتوحة. إذا لم نفتح أعيننا فلن نرى هلال الليلة الأولى من الشهر، لكن الهلال موجود. يجب أن نفتح أعيننا و ننظر و ندقق و نستثمر جميع إمكاناتنا حتى نرى هذه الحقيقة التي وضعها الله أمام أعيننا.
المهم هو أن يمارس الإنسان هذا الجهاد، إنه جهاد لصالح الإنسان نفسه، و الله تعالى يمدّ له يد العون في هذا الجهاد. يوم التاسع عشر من دي و ما اشتمل عليه من انتفاضة لأهالي قم في سنة 56 كان من هذا القبيل. و يوم التاسع من دي لهذه السنة الذي سطّره جميع أبناء الشعب في بلادنا - و الحق أن هذا التحرك المليوني الخارق للعادة من قبل الشعب كان تحركاً عظيماً - كان من هذا القبيل، و غير ذلك من الأمور المختلفة التي شهدناها و لم تكن قليلة طوال الثورة. هذا الجهاد هو الذي يدلنا على الطريق.
لاحظوا أن أمير المؤمنين في حرب صفين لم يكن يقف بوجه الكفار. الجبهة التي وقفت أمام أمير المؤمنين كانت جبهة يقيم رجالها الصلاة، و يقرأون القرآن، و يحافظون على الظواهر.. كانت العملية صعبة جداً. من الذي يجب أن يمارس مهمة التنوير هنا و يكشف الحقائق للناس؟ البعض تزلزلوا حقاً. حينما يقرأ المرء تاريخ حرب صفين ترتعد فرائصه. في هذه الصفوف الهائلة التي سار بها أمير المؤمنين و وصل بها إلى تلك المنطقة الحساسة - منطقة الشامات - ليقف بوجه معاوية، كانت تحدث زلازل.. و قد حدثت هذه الزلازل عدة مرات.. و قد استمرت القضية عدة شهور. تارةً يأتي الخبر أن شخصاً في الجبهة الفلانية قد طرأت له شبهة و بدأ يقول: لماذا نحن نحارب؟ و ما الفائدة من ذلك؟ و كذا، و كذا.. في مثل هذه الأحوال كان أصحاب أمير المؤمنين - أي في الحقيقة أصحابه الخواص الخلّص الذين كانوا معه منذ أول الإسلام و لم ينفصلوا عنه - يتقدمون لحل المشكلة. و من بين أولئك سيدنا عمار بن ياسر (سلام الله عليه) الذي كان يأخذ على عاتقه أهم المهمات. ذات مرة أخذ عمار بن ياسر - يبدو أنه كان عماراً - يستدل و يبرهن. لاحظوا ما هي البراهين التي يستطيع الإنسان أن يطرحها دوماً كبراهين حية. لاحظ عمار أن البعض اعترتهم شبهة، فسار إليهم و ألقى فيهم خطبة. و كان مما قاله في تلك الخطبة إن الراية التي ترونها في الجبهة المقابلة قد رأيتها أنا يوم أحد و يوم بدر مقابل رسول الله - راية بني أمية - فقد وقف تحت هذه الراية يومذاك نفس الذين يقفون اليوم تحت هذه الراية.. معاوية و عمرو بن العاص. في معركة أحد كان معاوية و عمرو بن العاص و سائر رؤساء بني أمية يقفون بوجه الرسول، و كان الراية راية بني أمية. قال: هؤلاء الذين ترونهم تحت هذه الراية كانوا تحت نفس هذه الراية مقابل الرسول و قد رأيت هذا بعيني. و هذا الجانب الذي يقف فيه أمير المؤمنين و الراية التي يرفعها أمير المؤمنين اليوم - أي راية بني هاشم - كانت أيضاً في معركتي بدر و أحد، و كان يقف تحتها ذات الأشخاص الذين يقفون تحتها اليوم أي علي بن أبي طالب و أنصاره و صحبه. فهل أفضل من هذه العلامة؟ لاحظوا كم هي علامة جيدة. الراية نفس راية معركة أحد. الأشخاص نفس الأشخاص في هذه الجبهة و تلك الجبهة. الفرق بين الحالتين أنهم كانوا يومذاك يدّعون الكفر و يعترفون و يفخرون به، و هم اليوم أنفسهم تحت نفس الراية يدّعون الإسلام و مناصرة القرآن و الرسول، لكن الأشخاص و الراية نفس الراية.. هذه بصيرة. و هذا هو ما نقصده حينما نشدّد على أهمية البصيرة.
منذ بداية الثورة و على مدى الأعوام الطويلة، من هم الذين وقفوا تحت راية العمل ضد الإمام و الثورة؟ أمريكا كانت تحت هذه الراية و بريطانيا و المستكبرون، و الرجعيون المرتبطون بنظام الاستكبار و الهيمنة.. كانوا كلهم مجتمعين تحت تلك الراية، و هم كذلك اليوم أيضاً. حينما تنظرون اليوم أيضاً لكم أن تتساءلوا: أين تقف أمريكا منذ ما قبل انتخابات سنة 88 طوال الأشهر السبعة أو الثمانية المنصرمة و إلى اليوم؟ و أين تقف بريطانيا؟ و أين تقف وكالات الأنباء الصهيونية، و أين تقف التيارات المعادية للدين في الداخل، من تيار توده إلى تيار الملكيين، إلى باقي الفئات و الجماعات اللادينية؟ نفس أولئك الذين ناصبوا الإمام الخميني و الثورة العداء منذ بداية الثورة، و رموا أحجارهم و أطلقوا نيرانهم و مارسوا الإرهاب.. بعد ثلاثة أيام من انتصار الثورة في الثاني و العشرين من بهمن جاء هؤلاء بهذه المسميات أمام محل إقامة الإمام الخميني في شارع إيران، و راحوا يهتفون، و هم اليوم يهتفون أيضاً في الشوارع ضد النظام و الثورة! لم يتغيّر شيء. كان اسمهم يساراً و أمريكا تقف من ورائهم.. كان اسمهم اشتراكيين و ليبراليين و طلاب حرية تقف وراءهم جميع أجهزة الرجعية و الاستكبار و الاستبداد الصغيرة و الكبيرة في العالم! و كذا الحال اليوم. هذه علامات و مؤشرات، و المهم أن يفهم الشعب هذه المؤشرات. هذه أشياء لو شكر الإنسانُ اللهَ عليها مئات المرات لما وفّاها حقها.
هذا الشعب العظيم بمختلف شرائحه من شتى أنحاء البلد ينظرون إلى الساحة و يعرفونها.. إنه لشيء كبير و مهم. لذلك أقول إن يوم التاسع من دي سيبقى خالداً في التاريخ. الشعب يقظ و هذا ما يحفظ بلادكم يا أعزائي. هذا ما حفِظ ثورتكم، و هو ما سلب زعماء الاستكبار جرأتهم على الهجوم على شعب إيران.. إنهم يخافون. في الإعلام يأتون بزيد و عمرو و بكر إلى الواجهة و يمارسون القصف الإعلامي، بيد أن حقيقة القضية شيء آخر. عدوهم الحقيقي هو الشعب الإيراني، عدوهم الحقيقي إيمان الشعب الإيراني و بصيرته. عدوهم الحقيقي هذه الغيرة الدينية المتفجرة لدى الشباب. أحياناً يصبرون و يتحملون، و يجب أن يتحملوا، و لكن يأتي حين ينـزلون إلى الساحة إذا آن أوان النـزول إلى الساحة.
تحليل الأحداث الجارية في بلادنا ليس تحليلاً منفصلاً عن أحداث العالم. أحداث العالم و أحداث المنطقة متصلة ببعضها. جانب منها يتعلق ببلادنا و هو الجانب الأصلي و الأساسي. و السبب هو أن الاستكبار يرى عقبة أمره ها هنا، و هذا يدل على ما يمكن للشعب و للمنظومة البشرية أن تمارسه من دور. و في ضوء هذه الحقيقة كان إمامنا الجليل يوجّه خطابه دوماً للأمة الإسلامية. الشعب إذا استيقظ كان بمستطاعه قلب جميع حسابات الاستكبار بهذه الصورة. المعمل الذي أنشأوه و خط الإنتاج الذي أطلقوه لأجل تثمير أهدافهم الاستكبارية، يمكن ليقظة الشعب أن تُلكّىء حركته أو تعطلها. ماذا سيحدث لو نزلت جمع الشعوب المسلمة إلى الساحة؟ لو تحلت جميع الشعوب المسلمة بهذه البصيرة و هذا الاستعداد و هذا التواجد في الساحة فما الذي سيحدث في العالم؟ إنهم يخافون من هذا. يريدون لأصواتنا أنا و أنتم أن تخفت و لا تصل أسماع الشعوب الأخرى. يريدون أن يفعلوا ما من شأنه أن لا تفهم الشعوب الأخرى ما هو تأثير يقظة الشعب و بصيرته على أحداث العالم.
و أذكر نقطة للشباب الثوري العزيز و لأبنائي الثوريين الأعزاء.. لأبنائي التعبويين - من النساء و الرجال - : الشباب من مختلف أنحاء البلاد غاضبون من ما يسمعونه أو يرونه من تهتّك الأجانب بإيمانهم الديني.. حينما يرون كيف يهتك البعض في يوم عاشوراء حرمة عاشوراء و حرمة الإمام الحسين و حرمة المعزّين الحسينيين، تعتصر قلوبهم و تمتلأ صدورهم بالغضب. و هذا طبيعي و من حقهم، لكني أريد أن أقول للشباب الأعزاء أن يدققوا و يحذروا لأن أي عمل غير مدروس سيساعد الأعداء. يتصل الشباب هنا - أنا أفهم ذلك، و أقرأه، و غالباً ما يلخّصون الهواتف و الرسائل و يأتون بها كل يوم و أراها - و أرى أن الشباب مستمرين في عتابهم و ألمهم و غضبهم، و أحياناً يعتبون عليَّ و يلومونني و يقولون: لماذا فلان صابر؟ لماذا فلان يلاحظ و يتحفّظ؟ أقول إنه في الظروف التي يعمل فيها العدو بكل كيانه و إمكاناته على التخطيط للفتنة و يروم بدء لعبة خطيرة ينبغي الحذر و التدقيق لكي لا نساعده في هذه اللعبة. ينبغي التصرف بمنتهى الحيطة و التدبير، و الحسم في الوقت المناسب. هناك أجهزة و مؤسسات مسؤولة، و هناك قوانين، و ينبغي تطبيق نص القوانين بشكل قاطع و بدون أي تجاوز للقانون. لكن دخول أشخاص ليس لهم شأن قانوني و سمة قانونية و واجب قانوني و مسؤولية قانونية سوف يفسد الأمور. لقد أمرنا الله تعالى: »و لا يجرمنّكم شنآنُ قومٍ على أن لا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى«.(1) نعم، البعض يمارسون العداء، و البعض يمارسون الخبث، و البعض يدعمون الخبثاء.. هذه كلها أمور واقعة، و لكن ينبغي التحوّط. إذا خاض الإنسان في بعض الأمور من دون تدقيق و هضم للمسائل فسوف يُسحق أناسٌ أبرياء هم يمتعضون من أولئك.. و هذا ما يجب أن لا يحدث. إنني أحذر الشباب الأعزاء، أبنائي الثوريين الأعزاء، من أن يقدموا على ممارسات منفلتة من عندهم، لا، كل شيء يجب أن يجري ضمن سياق القانون.
مسؤولو البلاد عيونهم مفتحة و الحمد لله، و هم يرون بأي اتجاه يسير الناس. الحجة تامة على الجميع. الحركة العظيمة في يوم الأربعاء التاسع من دي أتمت الحجة على الجميع. مسؤولو السلطة التنفيذية، و مسؤولو السلطة التشريعية، و مسؤولو السلطة القضائية، و الأجهزة المختلفة، يعلمون كلهم أن الجماهير في الساحة و ماذا تريد. على الأجهزة المختصة القيام بواجباتها.. سواء واجباتهم حيال العناصر المفسدة و المعادية للثورة و المثيرة للشغب والمخربة للأمن، أو واجباتهم فيما يتصل بإدارة البلاد.
قضايا البلاد ليست كلها قضايا الاضطرابات و أعمال الشغب. للبلاد قضاياها الاقتصادية، و العلمية، و السياسية، و الدولية، و الأمنية، و مئات القضايا المهمة القائمة أمام المسؤولين و المدراء و التي عليهم معالجتها و النهوض بها.. عليهم إدارة البلاد و التقدم بها إلى الإمام. يريد العدو بهذه الأحداث إيقاف عجلة البلاد. ينبغي عدم مساعدة العدو. يريد العدو بمثل هذه الحوادث إيقاف عجلة التقدم الاقتصادي في البلاد. يروم الأعداء إيقاف عجلة التقدم العلمي في البلاد و التي بدأت بالحركة و الحمد لله حيث انطلقت مسيرة علمية جيدة و صاعدة في بلادنا. يروم العدو النيل من الإسهام السياسي المقتدر للجمهورية الإسلامية في المحافل الدولية و الذي اكتسب اليوم أشكالاً و تجليات أبرز و أقوى من السابق. لذلك ينبغي عدم مساعدة العدو بمثل هذه الأمور. يجب بالتالي على المسؤولين النهوض بمسؤولياتهم و واجباتهم باقتدار و قوة و دقة في المجالات الاقتصادية، أو العلمية، أو السياسية، أو الاجتماعية أو غيرها من المجالات. كما ينبغي استمرار التعاون مع الحكومة و مسؤولي البلاد. و قد أبدى الناس تواجدهم في الساحة. أعظم ثروة بالنسبة لنظام من الأنظمة هو أن تقف الجماهير وراءه. جاءوا و أرادوا بزعمهم تشويه هذه الحركة الجماهيرية فقالوا: مظاهرات حكومية. و لم يفهم البلهاء إنهم بكلامهم هذا إنما مدحوا الدولة و الحكومة. أية دولة هذه التي تستطيع في ظرف يومين - يوم عاشوراء كان الأحد حيث مارسوا ذلك الخبث، و انطلقت هذه الحركة العظيمة يوم الأربعاء - تعبئة مثل هذه الحشود الشعبية الهائلة في كافة أنحاء البلاد؟ أية دولة أخرى و أي بلد آخر لها في زماننا هذا مثل هذه المقدرة؟ أقوى دول العالم و أكثرها ثراءً - و التي تبذر كثيراً في سبيل التجسس و التخريب و تدريب الإرهابيين - لو بذلت كل جهودها لما استطاعت خلال يومين الإتيان بمئات الآلاف من الأفراد إلى الشوارع.. أن يخرج عشرات الملايين من الناس في مختلف أنحاء البلاد إذا كانوا قد خرجوا بأمر الدولة فهذه دولة مقتدرة جداً و قوية جداً لديها مثل هذه القدرة على التعبئة. بيد أن الحقيقة غير ذلك. الحقيقة هي أنه لا توجد في بلادنا دولة و شعب، فالكل شيء واحد، و المسؤولون و الدولة ابتداءً من شخصي المتواضع إلى الآخرين كلنا قطرات في هذه المحيط الهائل.. محيط الشعب.
رحمة الله على روح إمامنا الجليل الطاهرة الذي كان رائد و محفّز هذه الحركة الهائلة العظيمة. و رحمة الله على أرواح شهدائنا الأبرار الطاهرة الذين كانوا السباقين و الطلائع في هذه المسيرة العظيمة.. »و السابقون السابقون، أولئك المقربون«.(2) هؤلاء هم الذين فتحوا الطريق و عّبدوه. و رحمة الله عليكم أيتها الجماهير العزيزة و أيها الشباب الأعزاء الذين أبديتم كل هذه البصيرة و الاستعداد، و بعثتم اليأس في نفوس الأعداء من التطاول على بلادكم و نظامكم و ثورتكم. حفظكم الله و رعاكم إن شاء الله.
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

الهوامش:
1- سورة المائدة، الآية 8.
2- سورة الواقعة، الآيتان 10 و11.