بسم الله الرحمن الرحيم
أهلاً و مرحباً بكم كثيراً أيها الأعزاء القادة و الضباط و المجاهدون في جبهة مهمة جداً من جبهات الجهاد للثورة. يوم التاسع عشر من بهمن يوم مهم جداً في تاريخ الثورة. في تلك الحادثة الكبيرة التي سمع بها غالبيتكم أيها الشباب و شاهدناها نحن بأعيننا لم يكن هناك من دافع سوی الدافع الإلهي و الإخلاص، لذلك تركت هذه الحادثة في وقتها أثراً بالغاً و بقيت خالدة في التاريخ. هذه هي ميزة العمل الإلهي المخلص.. يبقی و يؤثر و لن تكون آثاره مختصة بالزمن الذي يقع فيه بل سيكون له تأثيره المستمر و الدائم. هكذا هو العمل الإلهي. يوم جاء منتسبو القوة الجوية إلی مدرسة علوي و بايعوا الإمام و حطموا سداً و اقتحموا خطاً سياسياً كبيراً لم يكن بانتظارهم منصب و لا موقع و لا مال و لا حتی مدح و ثناء. ما كان في انتظارهم هو ربما الخطر و التهديد. إذن لم يكن من دافع سوی الدافع الإلهي. يومذاك أثرت هذه الحادثة الإلهية و لا تزال تؤثر بعد مضي واحد و ثلاثين عاماً.
هذه الأيام أيام العشرة الأخيرة من صفر، أيام ما بعد الأربعين. إذا نظرنا إلی تاريخ صدر الإسلام فسنجد أن هذه الأيام هي أيام السيدة زينب الكبری (سلام الله عليها). و المهمة التي نهضت بها زينب الكبری (سلام الله عليها) كانت مهمة من هذا السنخ، أي مهمة محضة لوجه الله تعالی. ظهر الكيان المعنوي و الإلهي للدين في الشخصية الحاسمة للسيدة زينب الكبری (سلام الله عليها) وسط الأخطار و المحن و الصعاب. من المناسب أن نعلم و نفهم سطور التاريخ القديم القيم جداً و الذي لا يزال يفيض إلی اليوم بالبركات و الخيرات الفكرية و المعرفية و سيبقی كذلك إلی آخر الدنيا إن شاء الله.
تألقت السيدة زينب (سلام الله عليها) كولي إلهي في المسير إلی كربلاء مع الإمام الحسين، و في حادثة يوم عاشوراء و تحملها تلك الصعاب و المحن، و أيضاً في أحداث ما بعد استشهاد الإمام الحسين بن علي (عليه السلام) حيث قامت برعاية تلك الجماعة المتبقية من الأطفال و النساء.. تألقت بشكل لا يمكن أن نجد له نظيراً علی مرّ التاريخ. ثم في الأحداث المتتابعة خلال فترة الأسر، في الكوفة و الشام و إلی هذه الأيام و هي أيام نهاية هذه الأحداث و ابتداء مرحلة جديدة للحركة الإسلامية و تقدم الفكر الإسلامي و المجتمع الإسلامي. و بسبب هذا الجهاد الكبير اكتسبت زينب الكبری (سلام الله عليها) عند الله تعالی مقاماً لا يمكننا وصفه.
لاحظوا أن الله تعالی يضرب في القرآن الكريم المثال من امرأتين للنموذج الإيماني المتكامل، و يضرب المثال للكفر أيضاً من امرأتين. «ضرب الله مثلاً للذين كفروا امرأة نوح و امرأة لوط كانتا تحت عبدين من عبادنا»(1)، هذان هما المثالان علی الكفر و هما امرأتان كافرتان. أي إنه لا يسوق المثال للكفر من الرجال بل يأتي به من النساء. و هذا ما نجده في باب الكفر و في باب الإيمان أيضاً. «و ضرب الله مثلاً للذين آمنوا امرأة فرعون»(2). أحد المثالين علی النموذج الإيماني المتكامل هو امرأة فرعون و المثال الآخر السيدة مريم الكبری «و مريم ابنة عمران».
مقارنة عابرة بين زينب الكبری و بين زوجة فرعون يمكن أن تجلي لنا عظمة مقام السيدة زينب الكبری. عُرّفت زوجة فرعون في القرآن الكريم بوصفها نموذج الإيمان للرجال و النساء علی مرّ الزمان و إلی آخر الدنيا. ثم لكم أن تقارنوا زوجة فرعون التي آمنت بموسی و انشدّت إلی تلك الهداية التي جاء بها موسی و حينما كانت تحت ضغوط التعذيب الفرعوني و الذي توفيت بسببه حسب ما تنقل التواريخ و الروايات، التعذيب الجسماني جعلها تصرخ: «إذ قالت ربّ ابنِ لي عندك بيتاً في الجنة و نجّني من فرعون و عمله» طلبت من الله تعالی أن يبني لها بيتاً عنده في الجنة.. و الواقع أنها طلبت الموت و أرادت أن تفارق الحياة. «و نجني من فرعون و عمله».. انقذني من فرعون و أعماله المضلة. و الحال أن السيدة آسيا زوجة فرعون كانت مشكلتها و عذابها ألماً جسمانياً و لم تكن كالسيدة زينب فقدت عدة إخوان و عدة أبناء و عدداً كبيراً من الأقارب و أبناء الإخوان ساروا أمام عينيها إلی مقاتلهم. هذه الآلام الروحية التي تحملتها زينب الكبری لم تتعرض لها السيدة آسيا زوجة فرعون. رأت السيدة زينب بعينيها يوم عاشوراء كل أحبتها يسيرون إلی المذبح و يستشهدون: الحسين بن علي (عليه السلام) سيد الشهداء و العباس و علي الأكبر و القاسم و أبناءها هي نفسها و باقي إخوانها رأتهم كلهم. و بعد استشهادهم شهدت كل تلك المحن: هجوم الأعداء و هتك الحرمات و مسؤولية رعاية الأطفال و النساء. فهل يمكن مقارنة عظمة و شدة هذه المصائب بالمصائب الجسمانية؟ و لكن مقابل كل هذه المصائب لم تقل السيدة زينب لله تعالی: «ربّ نجّني» ، بل قالت يوم عاشوراء: ربنا تقبل منا. رأت الجسد المبضع لأخيها أمامها فتوجهت بقلبها إلی خالق العالم و قالت: اللهم تقبل منا هذا القربان. و حينما تُسأل كيف رأيتِ؟ تقول: «ما رأيت إلا جميلاً»(3).. كل هذه المصائب جميلة في عين زينب الكبری لأنها من الله و في سبيل الله و في سبيل إعلاء كلمته. لاحظوا هذا المقام المتقدم و هذا العشق للحق و الحقيقة كم هو الفارق بينه و بين ذلك المقام الذي يذكره القرآن الكريم للسيدة آسيا. هذا دليل علی عظمة مقام السيدة زينب. هكذا هو العمل في سبيل الله. لذلك بقي اسم زينب و عملها إلی اليوم نموذجاً خالداً في العالم. بقاء دين الإسلام و بقاء سبيل الله و بقاء السير في هذا السبيل من قبل عباد الله يعتمد كله علی العمل الذي قام به الحسين بن علي (عليه السلام) و ما قامت به السيدة زينب الكبری. أي إن ذلك الصبر العظيم و ذلك الصمود و تحمل كل تلك المصائب و المشكلات أدی إلی أنكم ترون اليوم القيم الدينية هي القيم السائدة في العالم. كافة هذه القيم الإنسانية التي نجدها في المدارس المختلفة و المتطابقة مع الضمير البشري هي قيم نابعة من الدين. هذه هي خصوصية العمل لله.
و قد كان العمل للثورة من هذا السنخ. لذلك خلدت الثورة و استمرت و أحرزت ثباتاً و اقتداراً معنوياً حقيقياً. كانت هذه الثورة ثورة لله. يوم انطلقت هذه الثورة و بدأت هذه النهضة لم تكن علی غرار نهضات الأحزاب أو كأي حركة سياسية تقوم بها الأحزاب في العالم و تروم تولي السلطة. كانت حركة مظلومة ترنو إلی تطبيق الأحكام الإلهية و تحقيق مجتمع إسلامي و تكريس العدالة في المجتمع. الذين جاهدوا من أجل انتصار الثورة و الذين صمدوا من أجل هذه الثورة و جاهدوا لكي يتحقق لها هذا الثبات و الاستقرار و الاستمرار كانت نواياهم مخلصة. شهداؤكم، شهداء القوة الجوية هم من هذا القبيل. شهداء القوات المسلحة كلهم من هذا القبيل. الذين عملوا في سبيل الله و جاهدوا و بذلوا مساعيهم بارك الله في عملهم. الشيء الذي يعجز أعداء الثورة عن إدراكه هو هذه النقطة. الشيء الذي لا تستطيع أجهزة الاستكبار و الصهيونية فهمه هو هذه المسألة. لا يستطيعون فهم أن متانة هذا البناء هي بسبب أنه لله، و لأنه شيّد علی أساس الإخلاص و تقدم بفضل الجهاد. لذلك استطاعت الثورة و النظام الإسلامي الترسّخ في القلوب.
انظروا اليوم كم ألف وسيلة إعلامية مرئية و مسموعة و أنواع و صنوف الوسائل الإعلامية بأحدث الأساليب تعمل ضد النظام. مئات الأدمغة و الأفكار تجلس في غرف التفكير و تبتكر كل يوم كلاماً أو شعاراً أو فكرة أو حيلة ضد هذه الثورة، لكنهم عاجزون عن الإضرار بالثورة و النظام الإسلامي. ما السبب في ذلك؟ متانة و صلابة هذا البناء بسبب قيامه علی مبدأ الإيمان بالله. الذين ساروا في هذا الدرب إنما قاموا بعمل إلهي.
هذا النظام لا يشبة سائر الأنظمة. ما من نظام في العالم اليوم تشنّ ضده كل هذه الهجمات الإعلامية و السياسية و الاقتصادية و تفرض عليه أنواع الحظر و يستطيع أن يبقی رصيناً متيناً بهذا الشكل. لا يوجد مثل هذا الشيء في العالم. لكن هذا النظام صامد و سيبقی صامداً بعد اليوم أيضاً. ليعلم الجميع هذا. لا أمريكا و لا الصهيونية و لا منظومة المستكبرين و العتاة في العالم و لا الوسائل السياسية و لا الاقتصادية و لا الحظر و لا التهم و لا تحريض العملاء في الداخل لن تستطيع زعزعة هذه الثورة و لو بدرجة قليلة.
سر بقاء هذه الثورة هو الاعتماد علی الإيمان و علی الله. لذلك تلاحظون أنه يوم تشعر كتل الشعب الهائلة في كل أنحاء البلاد أن هناك خطراً و عداء يواجه الثورة و أن ثمة عدواً خطيراً جاداً يواجهها سوف ينزلون إلی الساحة من دون دعوة. شاهدتم ما الذي حدث في يوم التاسع من دي. أعداء الثورة الذين يحاولون دوماً القول بأن المظاهرات المليونية مظاهرات من عدة ألوف - يصغرون الأمر و يهوّنونه - اعترفوا و قالوا إنه طوال هذه العشرين سنة لم تكن هناك حركة شعبية في إيران بهذه العظمة.. كتبوا هذا و قالوه. الذين يحاولون كتمان حقائق الجمهورية الإسلامية قالوا هذا و اعترفوا به. فما السبب؟ السبب هو أن الجماهير حينما يشعرون أن العدو يقف بوجه النظام الإسلامي ينزلون إلی الساحة. هذه حركة إيمانية و قلبية و شيء تقف وراءه الحوافز الإلهية. إنها يد القدرة الإلهية و يد الإرادة الإلهية. هذه الأمور ليست بيدي و يد أمثالي. القلوب بيد الله و الإرادات مقهورة لإرادة الخالق. إذا كان التحرك إلهياً و في سبيل الله و كان فيه أخلاص و حسن نية سيدافع الله عنه. لذلك يقول عزّ و جلّ: «إن الله يدافع عن الذين آمنواً»(4). هذا شيء لا يفهمه أعداء النظام الإسلامي، و هم لا يفهمونه لحد الآن لذلك يفرضون الحظر و يتكلمون و يستخدمون أساليب متنوعة و يبحثون حسب أوهامهم عن نقاط الضعف في الجمهورية الإسلامية، أحياناً يذكرون مسألة حقوق الإنسان و تارة يذكرون اسم الديمقراطية.. هذه الحيل التي تعد اليوم حقاً سخرية للناس في العالم. يقولون: الرأي العام. لكن الرأي العام لو كان يصدق هذا الكلام من أمريكا و الصهيونية لما أبدت الشعوب في مختلف البلدان و المواقف و المواقع كرهها لزعماء الاستكبار بهذه الصورة التي ترون أنها تبدي بها كرهها لهم. أينما يسافرون تخرج جماعة من الناس و تهتف ضدهم. واضح أن الرأي العام في العالم لا ينخدع بحيلهم و أخاديعهم.
الذين يتشدقون بحقوق الإنسان هم أول من يسحقون حقوق الإنسان في سجونهم و في كل العالم و في تعاملهم مع الشعوب و حتی في تعاملهم مع شعوبهم. هؤلاء يتحدثون عن حقوق الإنسان؟! إنهم يشرعنون التعذيب و يجعلونه قانونياً! أليست هذه فضيحة لبلد من البلدان؟ أليس هذا خزي لبلد أن يجعل تعذيب السجناء قانونياً؟ ثم تراهم يتحدثون عن حقوق الإنسان و يتشدقون بالدفاع عن حرمة الإنسان و كرامته! الذين يشاهدون و يسمعون هذا الكلام و الادعاءات في العالم و يقارنون ذلك بتلك السلوكيات، من الطبيعي أن يستهزئوا بهم. من الذي يصدق هذا الكلام منهم؟
يتحدثون عن الديمقراطية و يعقدون عهود الإخوة مع أكثر الحكومات في العالم استبداداً و رجعية - و منها ما هو في منطقتنا - ! من هي الأنظمة المرتبطة ارتباطاً أوثق مع أمريكا في منطقة الشرق الأوسط اليوم؟ و في شمال أفريقيا؟ هل ثمة أنظمة أكثر استبداداً منها؟ يتشدقون بالديمقراطية ثم يهاجمون الجمهورية الإسلامية - هذه الديمقراطية المتألقة القادرة علی إشراك 85 بالمائة ممن لهم حق الاقتراع في الانتخابات - تحت طائلة الديمقراطية! هذه سخرية و الكل يعلم هذا. المراقبون في العالم و الذين يفهمون الأمور و القضايا يستهزئون بهذه التوجهات الأمريكية.
الشعب الإيراني شعب ذكي واع صاحب تجربة. و هذه القضايا ليست وليدة اليوم أيها الإخوة الأعزاء! البعض منكم يتذكرون و ليعلم الشباب أنه منذ واحد و ثلاثين عاماً و هذه الأحداث جارية بين أجهزة الاستكبار و الشعب الإيراني. هذه القضايا ليست وليدة اليوم. تهديداتهم التي أخفقت دوماً، و حظرهم، و إساءاتهم و اتهاماتهم.. استطاعت الجمهورية الإسلامية في مناخ كهذا المناخ من القصف الإعلامي تحقيق كل هذا التقدم. قوتكم الجوية لا تقبل المقارنة مع القوة الجوية في بداية الثورة. مهاراتكم اليوم و قدراتكم و أجهزتكم و تقدم القوی و الطاقات الإنسانية و الابتكارات المختلفة لا تقبل المقارنة مع ما كان في بداية الثورة، بل لا تقبل المقارنة مع ما كان قبل عشرين سنة.
لقد تقدمنا يوماً بعد يوم. هكذا هو الحال في كل قطاعات البلاد. البلد الذي يتمتع راهناً بهذه القدرات الصاروخية و هذه القدرات في مجال علم الأحياء و مجال العلوم النووية و الليزرية - و قد سمعتم بها و تعلمونها - و في القطاعات المختلفة حيث سجل قدرات بهذه العظمة و هذه الأهمية، هو نفسه البلد الذي كان يجب أن يستورد في أوائل الثورة أبسط الأجهزة و الإمكانات و يستعيرها من هنا و هناك. و كان عليه أن يشتري أبسط الأشياء من الآخرين و هم لا يبيعون.. كان عليه أن يشتريها بأسعار مضاعفة و هو خالي اليدين. و اليوم فإن نفس هذا الجيش و نفس هذه القوات المسلحة و نفس هذه المجاميع و نفس هذه القوة الجوية أحرزت كل هذا التقدم. و نفس تلك المجاميع الجامعية و العلمية و البحثية و التقنية توصلت إلی هذه المواقع المتقدمة.. وصلت إلی ما وصلت إليه تحت قصف هؤلاء الأعداء و تهديداتهم و حظرهم. هل تخوّفون الشعب الإيراني من الحظر؟!
المهم هو أن يحافظ الشعب العزيز علی اتحاده و يحافظ علی وحدة كلمته. هذه الوحدة شوكة في عيون الأعداء. محاولاتهم تنصبّ علی إفساد وحدة الكلمة فينا. أعتقد أن أهم أهدافهم من أحداث فترة الفتنة بعد الانتخابات - الأشهر الماضية - هو خلق فواصل و صدوع بين أبناء الشعب. هذا هو مسعاهم. أرادوا خلق صدوع و شقاق بين أبناء الشعب و لم يستطيعوا. لقد اتضح اليوم أن أولئك الذين وقفوا بوجه عظمة الشعب الإيراني و بوجه العمل الكبير الذي قام به الشعب الإيراني في الانتخابات ليسوا جزءاً من الشعب بل هم أفراد إما يعادون الثورة بصراحة أو أشخاص يمارسون نتيجة جهلهم و لجاجتهم نفس ممارسات أعداء الثورة و لا صلة لهم بكتل الشعب. كتل الشعب تواصل طريقها طريق الله و طريق الإسلام و طريق الجمهورية الإسلامية و طريق تطبيق الأحكام الإلهية و طريق الوصول إلی العزة و الاستقلال في ظل الإسلام. هذا هو طريق الشعب و مسيرته.
طبعاً كان هناك البعض يعارضون هذا منذ البداية. كان هناك البعض يرغبون منذ البداية في عودة الهيمنة و السيطرة الأمريكية الظالمة علی هذا البلد. هذا ما كانوا يريدونه و لا يخفونه الآن أيضاً. ثمة أشخاص البعض منهم خارج البلاد و البعض من العملاء في الداخل.. هذا مما لا شك فيه. أبناء الأشخاص الذين تضرروا من هذه الثورة و أبناء الأشخاص الذين كانوا مرتزقة للنظام الطاغوتي، هؤلاء لم يزولوا طبعاً فهم موجودون. نفس تلك الأحقاد الممتدة علی مدی ثلاثين سنة لا تزال موجودة اليوم أيضاً و قد كانت منذ البداية. كانوا منذ بداية الثورة و هم موجودون اليوم أيضاً و سيكونون بعد اليوم أيضاً. لكنهم كلهم لا يشكلون سوی مجموعة صغيرة.
هذا الشعب العظيم و هذه العظمة الوطنية سائرة باتجاه الإسلام و لله و في سبيل الله و إبناء الشعب متفقون و كلمتهم واحدة و قلبهم واحد حتی لو كانت أذواقهم السياسية مختلفة ربما. يريدون إفساد هذه الوحدة. و الشعب صامد. في يوم الثاني و العشرين من بهمن سيثبت الشعب الإيراني العزيز إن شاء الله و بحول الله و قوته كيف سيصفع باتحاده و وحدة كلمته جميع المستكبرين.. أمريكا و البريطانيا و الصهاينة علی وجوههم بحيث يبهتهم كما فعل في السابق.
ستواصل الجمهورية الإسلامية طريقها، طريق العزة في ظل الإسلام، و الأمن في كنف الإسلام، و العدالة في ظل الإسلام، و الديمقراطية في ظل الإسلام و النابعة من الفكر الإسلامي، و ستتقدم إلی الأمام بلا أي تردد و لا أي ضعف أو خور و ستصدر الأجيال القادمة حكمها. و اعلموا أن الشباب اليوم و الأجيال التي ستأتي بعدهم سوف تواصل الطريق إلی القمم و ستصل إلی تلك القمم بفضل التجارب الهائلة الكامنة لدی هذا الشعب في مواجهته للاستكبار. الشعب الإيراني جدير ببلوغ القمم. شعب ذكي و مبتكر و مؤمن حينما تتوفر له الحرية النابعة من الإسلام و التي وفرتها لنا الثورة، مثل هذا الشعب لن يتوقف أبداً في مسيرته و حركته. سوف تشهدون أنتم الشباب ذلك اليوم إن شاء الله. عليكم أن تعقدوا عزيمتكم و هممكم في القطاع الذي أنتم فيه و علی الجميع بذل مساعيهم و هممهم في قطاعاتهم الخاصة بهم.
القوة الجوية - كما قال قائدها المحترم في تقريره - حققت تقدماً جيداً. و نحن مطلعون علی التقدم الجيد في الأقسام المختلفة للقوة الجوية و لكن لا يجوز في الوقت ذاته أي توقف. لا تقنعوا بالوضع الموجود. واصلوا إبداعاتكم. أنتم جديرون بما هو أكثر من هذا. و شعبكم جدير بقوة جوية مقتدرة حتی أكثر من هذا. منظومة القوات المسلحة هذه بما فيها القوة الجوية يجب أن تستطيع إثبات عزة الشعب الإيراني و صلابته. و أن تكون مظهراً لصمود هذا الشعب و اقتداره و هذا ما سيكون إن شاء الله.
نتمنی علی الله تعالی أن يحشر شهداء القوة الجوية الأعزاء و شهداء جيش الجمهورية الإسلامية الإيرانية و منظومة القوات المسلحة و كافة الشهداء الأبرار مع أوليائه، و أن يحشر الروح الطاهرة لإمامنا الجليل - و الشعب الإيراني في هذه الأيام أكثر أنساً و معرفة و اندكاكاً بذكری ذلك الرجل العزيز الجليل - مع أوليائه، و أن يرضي عنكم جميعاً القلب المقدس للإمام المهدي المنتظر إن شاء الله.
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.
الهوامش:
1) سورة التحريم، الآية 10.
2) سورة التحريم، الآية 11.
3) بحار الأنوار، ج 45، ص 116.
4) سورة الحج، الآية 38.