بسم الله الرحمن الرحيم

أرى من الواجب أولاً أن أبارك العيد لجميع الإخوة و الأخوات. مع أنه مضى على العيد وقت - نحو خمسة عشرة أو ستة عشر يوماً - لكن عيد النيروز هو في الواقع عيد الربيع، و أيام العيد في الحقيقة مستمرة بعيداً عن العطل الرسمية و التقاليد و ما إلى ذلك. نتمنى أن يكون العام الجديد إن شاء الله مباركاً على جميع الشعب الإيراني خصوصاً خدمته في الأجهزة و المؤسسات المختلفة و السلطات الثلاث. و بركة السنة الجديدة هي في أن يبعث الله تعالى بركاته على هذا البلد و هذه الأرض و هذا الشعب الطيب المؤمن بواسطتكم. طبعاً، هذا ما يتطلب جهوداً هادفة متحفزة مني و منكم. لنبذل جهودنا كي نكون إن شاء الله نافعين للناس.
سوف نسأل أنا و أنتم عن كل لحظة من لحظات أيام المسؤولية. سوف يُسأل الجميع، لكن الذي لا يحمل على عاتقه أعباءً ثقيلة كالذي لا يملك مالاً وفيراً، حينما يحاسبونه سيذكر بعض الأشياء القليلة بسرعة و ينتهي الأمر. أما الشخص الذي يمتلك مالاً كثيراً و له مخزونه و موارده المتعددة فمن الطبيعي حين يحاسبونه أن لا ينتهي حسابه بكلمة أو كلمتين. إذا كان المحاسب دقيقاً و أراد أن يتشدد و يكون عادلاً، فمن الطبيعي أن تكون القضية صعبة. يجب أن يجيب صاحب المال عن كل شيء و كل خطوة قام بها: هذا المال كسبه من هنا و أنفقه هنا، و لهذا السبب كسبه و لهذا السبب أنفقه. و كذا الحال بالنسبة للمسؤولية. أنتم الآن على الظاهر لستم من ذوي الأموال و الثراء و الحمد لله - لستم كذلك إن شاء الله - لكن ثقل مسؤوليتكم أكبر من ثقل ذلك المال. يسألونكم: ماذا كانت مسؤوليتكم في القضية الفلانية؟ عليكم أن تعرفوا تفاصيل المسؤولية. و إذا لم نعرفها سيسألون: لماذا لم تعرف أن هذه هي المسؤولية؟ كيف غفلت؟ و حينما نعرف مسؤوليتنا سيقولون: إذن، كيف أديت مسؤوليتك؟ و الشرح يطول و القضية تستغرق وقتاً طويلاً حتى نجليها و نأتي بأعذارنا.
و كلنا مدينون، البشرية كلها، و عالم الخلقة كله مدين أمام المحاسبة الإلهية. ما من أحد يستطيع القول إن ميزان أعمالي راجح بالحد الكافي. حتى الأنبياء لا يستطيعون قول ذلك، لذلك يستغفرن. الأنبياء و الأولياء يستغفرون حتى اللحظة الأخيرة. يقول الإمام السجاد في الدعاء: »و عدلك مهلكي«.. و لذلك نقول: »عاملنا بفضلك«. إذا كان الملاك هو العدالة و أرادوا معاملتنا بدقة و عدالة، فالويل لنا. يجب أن نسأل الله فضله و تجاوزه و صفحه.
طبعاً، ثمة كلمة يمكن أن نقولها في حضرة الله عزّ و جلّ، ألا و هي: إنني جهدت و سعيت بقدر استطاعتي. إذا استطعنا أن نقول هذه الكلمة، كان ذلك حسناً. سعينا بمقدار ما نفهم و بمقدار ما نستطيع، و الآن اغفر لنا النواقص و المشكلات و الثغرات.. هذا ممكن. إذن، يجب أن نركز هممنا على الاستفادة من كل الطاقات و القدرات و المواهب.طبعاً، لكل إنسان نقاط ضعفه و مشكلاته و نواقصه، هذه أيضاً نرجعها إلى الله، لكن علينا أن نبذل جهدنا و لا نقصِّر في شيء.
لقد طرحنا شعار: الهمّة المضاعفة و العمل المضاعف. المضاعف هذا ليس بمعنى الضعف الواحد فقط. إذا عقدنا العزم و الهمّة و وصلنا إلى عشرة أضعاف لكان ذلك حسناً. المهم هو الإمكانيات و الفرص المتاحة في المجتمع. إننا على كافة الأصعدة، نشبه منجماً غير مستخرج أو نصف مستخرج. أصحاب الاختصاص و الخبرة في كل الحقول - في مجالات الاقتصاد، و التقنية، و العلوم - يقولون لنا إن إمكانيات البلاد و فرصها لا نظير لها. الأعزاء في كل فرع من الفروع و كل قطاع مهم من قطاعات المجتمع، و من هم على علم و خبرة بالأمور، حينما يقدمون تقاريرهم عن مجال عملهم، و يقارنون شعبنا و بلادنا بالكثير من البلدان، يصلون إلى نتيجة فحواها أن إمكانياتنا كثيرة جداً. على الصعيد الاقتصادي إمكانيات البلاد عالية جداً. و فرص البلاد على المستوى العلمي مذهلة. إذا زاد المرء من سرعة الحركة قليلاً و أخذها بجدّ و أصرّ و عقد عزمه، سيرى وروداً تتفتح تلو بعضها في هذه الروضة، و غرسات تنبت و تكبر، و لم يكن المرء ليتصور ذلك من قبل و لا يتخيله.. لكنه يرى أنه تحقق و يمكن أن يتحقق.
و في المجالات الثقافية المختلفة حينما ينظر المرء يرى المواهب و الاستعدادات كثيرة.. المواهب المتفجرة و الأفراد الموهوبون كثار. و في الميدان التقني أيضاً يرى المرء أن الحركة الممكنة في البلاد عظيمة و مدهشة جداً. يمكن القيام بأعمال كبيرة. هذه هي إمكانيات البلد.
و هذه الإمكانيات موجودة في القطاعات المختلفة بيدي و أيديكم. إذا لم نعرف هذه الإمكانيات و إذا قصّرنا، و إذا عرفناها و لم نعقد العزائم و الهمم على الاستفادة منها، نكون قد قصّرنا. و إذا اقتنعنا بحد متوسط نكون قد قصّرنا. ينبغي أن نسير نحو القمة. بالضبط كالرياضي ذي الموهبة البدنية المتميزة و الذي يكون هندامه و جسمه مناسباً و تتوفر لديه الإمكانيات الرياضية، مثل هذا الرياضي لن يستطيع القول: تكفيني بعض التمارين اليومية لمدة نصف ساعة أو عشرين دقيقة. يجب على مثل هذا الشخص أن يسير نحو البطولة، و يأخذ القمم بنظر الاعتبار و الاهتمام.
و كذا الحال بالنسبة للأمور الأخروية و المعنوية و التوحيدية. يجب عدم القناعة بالقليل، كذلك الحال فيما يرتبط بطلب الثواب من الله.. يجب عدم الاقتناع بالنـزر اليسير. إذا لم نبد مثل هذه الهمّة العالية نكون قد ظلمنا و قصّرنا. تقصيرنا هذا ظلم.. ظلم لأنفسنا - لأننا سوف نؤاخذ و نحاسب من قبل الله - و ظلم للذين يستحقون الاستفادة من هذه الإمكانيات، و إذا لم يستفيدوا نكون نحن المقصرين. التحدث بهذا الكلام سهل، لكن العمل و التحرك صعب، و يحتاج إلى همّة.
و لنعلم أن الله تعالى يعيننا. كل من يسعى لهدف معين و يستخدم قواه و طاقاته، سيعينه الله تعالى. سيعينه الله حتى لو كان الأمر أمراً دنيوياً.. »كلاً نمدّ هؤلاء و هؤلاء«.(1) الذين يطلبون الدنيا يقول الله إننا نعينهم، لكنهم إذا انشغلوا بالدنيا فلن يكون لهم نصيب من الآخرة. نعين الذين يسعون للفلاح في الآخرة، و كذلك الذين يسعون للدنيا. و الآخرة ليست مجرد صلاة الليل و الدعاء و الذكر و التوسل و... . طبعاً، هذه بدورها وسائل، لكن خدمة الجماهير و التواجد حيث يجب التواجد، هذه كلها أعمال إلهية.
لاحظوا أن الذين مدُحوا في صدر الإسلام - في ثقافتنا و حسب عقيدتنا - إنما نالوا هذا المديح و الثناء لمواقفهم السياسية و الاجتماعية و الجهادية قبل أن يكون السبب عبادتهم و صلاتهم و... . قلّما نمدح أبا ذر الغفاري، أو عمار بن ياسر، أو المقداد، أو ميثم التمّار، أو مالك الأشتر لعبادتهم. التاريخ يعرف هؤلاء لمواقفهم التي كانت حاسمة و مصيرية. مواقف استطاعت هداية المسيرة العامة للمجتمع و تشكيلها والمساعدة على تقدمها إلى الأمام. و الذين نالوا المذمّة أيضاً لم ينالوها على شرب الخمر أو عدم أداء الصلاة، بل لعدم تواجدهم في السوح و الميادين التي ينبغي لهم التواجد فيها. هكذا سجّل التاريخ. انظروا و لاحظوا. إذن، الأمر الإلهي غير منحصر في الشؤون المعنوية، و التوحيدية، و في الصلاة، مع أنه يجب عدم التهاون بالصلاة. الصلاة رصيد لكل هذه الأمور. تلاوة القرآن و التدبر فيه و التضرع في حضرة الله تعالى، و قراءة الأدعية المأثورة - الصحيفة السجادية، و دعاء الإمام الحسين، و دعاء كميل، و باقي الأدعية - هذه كلها عوامل مساعدة على تسهيل حركة الإنسان. فإذا استأنستم بالله و أصلحتم ما بينكم و بين ربكم نهضتم بالأمور المختلفة بسهولة أكبر، و انجزتموها برغبة و شوق أكبر. إذن، من يريد أن يعمل لله يعينه الله. و كذلك الذي يريد أن يعمل للدنيا. الذين كانت أهدافهم الدنيا و مقاماتها و أموالها و لهوها و لعبها و ملذاتها الجنسية و ما إلى ذلك - و تلاحظون نماذج ذلك بكثرة في العالم - هؤلاء أيضاً حينما يسعون في سبيل أهدافهم تلك يعينهم الله. و العون الإلهي في أن يوفر الله لهم الوسائل لذلك. يعقدون هممهم و عزائمهم و يسيرون في ذلك الطريق، و هدفهم هدف مادي و حسب. لذلك يصلون إلى ذلك الهدف. و بالطبع، لأنهم يتجاهلون الجانب الأصلي و هو الجانب المعنوي و الإلهي و الأخروي، فسوف يخسرون في الآخرة، لكنهم يتقدمون في الجانب الذي جعلوه هدفهم.
طيب، أنتم السادة و السيدات الحاضرون هنا، أنتم مسؤولون و مدراء، و هذا الكلام الذي نقوله لكم كلام تقولونه أنتم أيضاً للناس و ليس بالكلام الجديد عليكم.. إنها تذكرة.. الإنسان بحاجة للتذكرة. ثمة في التذكير نتائج كبيرة ليست في العلم و المعرفة. الإنسان قد يعلم الكثير من الأمور و لكن يجب تذكيره بها باستمرار. لننتبه أين نحن، و ماذا نفعل، و ما هو الهدف؟ ليس الهدف مال الدنيا الزائل حتى ننسى الواجب الكبير من أجله، و نضع الأهداف العليا تحت أقدامنا. و ليس الهدف مديح و ثناء هذا و ذاك و أن نتربع على كرسي من الكراسي أياماً معدودات، و ينحني أمامنا و يطيعنا بضعة أفراد. هذه أمور صغيرة بالنسبة للبشر. الهدف هو الفلاح و النجاح.. »قد أفلح المؤمنون«.(2) يجب جعل الفلاح هدفاً. ينبغي التفكير في الحياة الحقيقية التي سوف تبدأ إنْ عاجلاً أو آجلاً. بالنسبة لنا جميعاً.. بعد أيام، أو ساعات، أو سنوات سوف تبدأ تلك الحياة الحقيقية بالموت الجسماني. الهدف هو عمارة تلك الدار، و كل هذه مقدمات.
من الأمور المهمة جداً - و قد اجتمع هنا الآن كل مسؤولي السلطات الثلاث تقريباً - التلاحم و التناغم في الحركة، حتى لو لم يكن هناك تناغم في الأفكار و الآراء و الأذواق. و هذا التناغم الأخير لا هو ممكن و لا هو محبذ جداً. اختلاف الأذواق و الآراء يؤدي إلى النقاش و البحث و البحث يفضي إلى اكتشاف ميادين جديدة. لذلك، لا نوصي إطلاقاً بأن يفكر الجميع بشكل واحد في جميع الأمور، كلا، هذا غير ممكن أساساً. التباين في النظرات و الأذواق و الأفكار و الفهوم كان منذ بداية خلقة البشر وسيلة لتقدم الإنسان. و لكن رغم وجود تلك الاختلافات لا بد من التناغم و التناسق في الحركة إذا كانت هناك قافلة، و كان بين أفرادها اختلافات و نقاشات و نزاع، و جدل علمي أو سياسي، أو نقاشات حول القضايا اليومية المختلفة، و خاضوا غمار النقاش و الجدل فلا إشكال في ذلك. إذا وصلوا لنتيجة فهذا هو الأفضل، و إن لم يصلوا فلا ضير، لا إشكال في ذلك. لكن الحركة التي تسير فيها القافلة يجب أن لا تتوقف. يجب أن لا يؤدي النقاش إلى إعطاب الوسائل التي يسيرون عليها. أو أن يقولوا: طالما لم نصل إلى نتيجة واحدة في هذه المسألة العلمية، إذن، سر أنت في ذلك الطريق، و أسير أنا في هذا الطريق، كلا، نحن نسير سوية، و الهدف واضح. على السلطات الثلاث أن تتحرك و تسير. بهذه الطريقة.
أيها الأصدقاء الأعزاء، أيها الإخوة و الأخوات الأعزاء في السلطات الثلاث، دققوا و كونوا حذرين من أجل حفظ الوحدة في المسيرة و الحركة و القرارات الكبرى. يجب أن لا تؤدي الاختلافات إلى خلافات في الأمور الأساسية.
أمامنا الآن الخطة الخمسية الخامسة. و هذه الخطة تضع الكثير من الواجبات على كواهل الجميع. و الواقف في وسط الساحة طبعاً هو الحكومة أو السلطة التنفيذية، لكن جهاز السلطة التشريعية، و جهاز السلطة القضائية، و الأجهزة الجانبية الموجودة كلها مسؤولة و مؤثرة. إذا أردنا أن نقول عند كل خطوة من خطوات العمل: طالما أصبح الأمر كذلك، إذن لنترك كل شيء و ننهي التعاون، إذا كان هذا فلن تنجز الأعمال. تعاونوا و ساعدوا و وفروا التسهيلات لمن يقف وسط ساحة التنفيذ. طبعاً، خذوا المصالح بنظر الاعتبار، و لكن ساعدوا كي تتم الأعمال التنفيذية بشكل جيد و تتقدم إلى الأمام.
أوصي توصية أكيدة بتعاون السلطات الثلاثة حتى نستطيع إن شاء الله تأمين الأفق العشريني. أهداف الأفق أهداف مهمة جداً. طبعاً، إذا أبديتم همّة مضاعفة سوف تتقدمون حتى على تلك الأهداف. هذا أمر ممكن و ليس مستبعداً. تلاحظون الآن أننا متقدمون على بعض الأهداف المرسومة في الأفق من حيث الجدول الزمني. و قد نكون متأخرين بعض الشيء في بعض القطاعات. لكننا في بعض المجالات متقدمون بالتأكيد على الجدول الزمني و ليست لدينا مشكلة. نستطيع التقدم حتى على تلك الأهداف. و هذا ما يستدعي همّة مضاعفة.
ينبغي السعي و المثابرة في المجالات الأخروية و في الميادين الدنيوية. و ليضاعف الأعزاء همتهم و عملهم على الصعد الفردية و فيما يتصل بعلاقتهم بالله.. هذا أيضاً موضوع مهم يجب أن لا يُنسى. القضايا الشخصية و الفردية - ما بين كل إنسان و ربّه - مهمة جداً. إذا خضنا هذه الغمار و استأنسنا بها فسوف يمدّ الله تعالى بمشيئته يد عونه أكثر، و قد أعاننا الله تعالى لحد الآن كثيراً.
القضايا الثقافية بدورها مهمة جداً. الثقافة العامة مهمة جداً. الوجه و الملامح الدينية في الحياة العامة للناس على جانب كبير من الأهمية. الوجه الديني و الظاهر الديني - الذي يخبر عن الباطن إن شاء الله - شيء له أهمية بالغة.
حسناً، يجب أن نشكر الإخوة الذين بذلوا جهوداً كبيرة خلال أيام عطلة النيروز، ابتداءً من قوات الشرطة إلى الإذاعة و التلفزيون، إلى أجهزة الصحة و المستشفيات و الطوارئ و... . حملت الأجهزة و المؤسسات المختلفة خدمات كثيرة على عاتقها حتى يتمتع الناس بالراحة و الرفاهية. بذلت جهود جيدة جداً في القطاعات الحكومية، و في القطاعات المختلفة. البعض أبدوا حقاً همماً و عملاً و حفظوا للناس راحتهم و فرحتهم و أمنهم. هذا شيء له قيمة كبيرة.
و ما أحسن أن تبدأ الأجهزة الرسمية أعمالها بمجرد انتهاء العطلة الرسمية. لحسن الحظ بذل البعض مساعي دؤوبة و كانت لهم مشاركة فاعلة. منذ الأيام الأولى لفروردين حيث كنا نقضي العطلة شاهدنا جهود البعض و مشاركتهم و عملهم الدؤوب و أعمالهم الجيدة. من الجيد جداً أن تنشروا ما استطعتم ثقافة العمل و الجد و السعي و التواجد في ميادين العمل و خنادقه. هذا يساعد على تحرك المجتمع و نشاطه و حيويته.
نتمنى أن يوفق الله تعالى الجميع، و يؤيدكم و يعينكم كافةً إن شاء الله. و فيما يتعلق بقضية توجيه الدعم التي سمعنا أنه يتم الاتفاق على بعض الأمور في إطارها، نرجو أن يحصل الاتفاق على أحسن نحو ممكن و تظهر إلى النور أعمال و نتائج جيدة، و تستطيع الجماهير الشعور بحلاوة تدابيركم و جهودكم إن شاء الله.
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

الهوامش:
1 - سورة الإسراء، الآية 20.
2 - سورة المؤمنون، الآية 1.