بسم الله الرحمن الرحيم

كان هذا اليوم يوماً حلواً و مريحاً بالنسبة لي، ليس لمجرد أن فرقاطة أضيفت إلى الأسطول البحري لجيش الجمهورية الإسلامية - و هذا بالطبع مكسب قيم و مهم - إنما فرحي في معظمه لأن شبابنا و عاملينا الأذكياء العلماء في هذا القطاع من القوات المسلحة شاهدوا بأعينهم ثمرة أملهم و ثقتهم و توكلهم، و هذا ما سوف يجعلهم أكثر عزيمة على قطع خطوات واسعة أخرى. هذا هو أساس العمل. أساس العمل هو أن تعرف طاقاتنا البشرية قدر نفسها و قدر قدراتها و أن تنقل إلى حيّز العمل ما أودعها الله تعالى من مواهب و طاقات فلا تخشى عظمة الأعمال و ضخامة المشاريع.
هذا المشروع الكبير الذي تحدث عنه الآن أمير البحر سيّاري مشروع طموح، لكنني أؤيد مثل هذه الآراء و الأفكار مائة بالمائة. اسعوا وراء أن تعرضوا على الجميع قدراتكم و شجاعتكم في الدفاع عن عزة بلادكم و شعبكم. طبعاً لهذا الأمر مقدمات و ينبغي القيام من أجله بعدة أمور.
حينما ينظر المرء، و في ضوء بعض الحقائق الموجودة على الأرض، قد تبدو بعض هذه المطاليب و الطموحات بعيدة المنال، لكنني أقول يجب أن ندخل في هذا الطريق و نقطع الخطوات الواحدة تلو الأخرى، و سيكون الوصول إلى النتيجة أسهل علينا كلما تقدمنا إلى الأمام.
يوم أثيرت هنا في هذا المعمل التابع للقوة البحرية في بندر عباس قضية صناعة فرقاطة مدمرة بمقاييس مناسبة لبحر عمان و المحيط الهندي و بتجهيزات مناسبة، أتخطر أنه كان البعض في ذلك اللقاء ممن اعتبروا هذه العملية غير ممكنة. و لم تكن هذه العملية ممكنة و حسب، بل و لا تعد عملية كبيرة جداً بالقياس إلى الهمّة التي تبدونها اليوم لإنجاز الأعمال الأكبر و الأعظم بكثير مما تعرضه علينا فرقاطة جماران و تجسده أمامنا. مع أن جهوداً كبيرة بذلت لإنجاز هذا العمل و هذه الجهود قيمة جداً - استخدام الذكاء و المواهب و القدرات و العمل الدؤوب و... - لكن هذا العمل لا يعد كبيراً في مقابل ما تعقدون عليه عزائمكم و هممكم اليوم. أعمالكم المستقبلية ستكون أهم و أكبر. لا شك أن الموجة 2 ستكون أفضل من هذه، و الموجتان 3 و 4 ستكونان أفضل أيضاً.. ربما بمقاييس نوعية أرقى بكثير، و هو ما سيكون بلا شك.
حسناً، أولاً لا بد لي من تقديم الشكر. تجاربكم اليوم متراكمة و مستفيضة و بوسعكم الاستفادة من هذه التجارب. على كل حال، مع أن المدة طالت و لكن كما قلت كان هذا اليوم يوماً مريحاً جداً بالنسبة لي، و كان يوماً مباركاً حيث أشاهد نتائج جهودكم و مساعيكم.
لدينا ماض في الملاحة يعود إلى 700 أو 800 سنة. يوم كانت سفننا تنطلق من موانئ الخليج الفارسي إلى أقصى أنحاء آسيا، لم يكن لكثير من هذه البلدان المعروفة اليومة بالملاحة إسهام يذكر. في ضوء هذا الماضي و بهذه القدرات التي يتوفر عليها الشعب، و بهذه العقليات الجيدة و هذا الذكاء الوقاد و هذه الأيدي الماهرة لشبابنا و شعبنا، لماذا يجب أن نكون متأخرين إلى هذه الدرجة بحيث نفرح كل هذا الفرح إذا حققنا مثل هذا الإنجاز؟
لقد تعاملوا مع شعبنا بجفاء طيلة هذه القرون. من الذي تعامل بجفاء؟ هل الأجانب تعاملوا بجفاء؟ لا، بل الحكام الفاسدون. إنني لا أعتب على البرتغاليين أو الهولنديين أو الإنجليز الذي جاءوا و احتلوا سواحلنا و جزرنا. أولئك بلدان و حكومات تسعى وراء مصالحها، و القوى المادية عادة ما تفعل ذلك، تتحرك و تتطاول على غيرها على بعد آلاف الفراسخ من بلدانها.. ألم يستولوا على شبه القارة الهندية؟ ألم يستولوا على المناطق الشرقية ما بعد الهند؟ ألا يفعلون نفس هذا الشيء في العالم اليوم؟ ليس العتب عليهم، إنما العتب على السلطات الفاسدة المستبدة و الفاقدة للمحفزات و العزيمة و التي لم تستطع الحفاظ على سمعة إيران و الإيرانيين، و يأتي العدو لينتزع بندر عباس في يوم، و جزيرة هرمز في يوم آخر، و جزيرة قشم في يوم آخر، و سائر الجزر الواحدة تلو الأخرى من أيدي هذا الشعب ثم يطلق دعاواه. لم يكن هذا ما يستحقه الشعب الإيراني.
لو لم تكن الجمهورية الإسلامية قد فعلت شيئاً إلا إعادة روح الثقة بالذات و الشعور بالعزة و الهوية لهذا الشعب و البلد و لنا نحن، فينبغي أن شكر الله سنوات طوالاً على هذه النعمة. و أريد أن أقول لكم إن الإسلام و التفكير الإسلامي و الروح المنبعثة من الإيمان القرآني لا تسمح بقمع قدرات شعب و إهدار مواهبه بهذه الشكل. و لا تسمح بأن يتخدر نتيجة عدم الاكتراث لقدراته و مواهبه الذاتية، و يأتي الآخرون ليتسلطوا على مصيره. الإسلام لا يسمح بهذا، و الجمهورية الإسلامية لا تسمح بهذا.
حين تلاحظون مستكبري العالم و القوى المتغطرسة اللاهثة وراء الهيمنة تتهجم على الجمهورية الإسلامية - طبعاً بحدود قدرتهم - فهذا هو السبب: لقد تعودوا على أخذ ما يريدون و ما يستطيعون من هذه المائدة التي لا أهل لها. و حينما يشاهدون أن الأمر قد تغيّر و أن الشعب و هو المالك الأصلي لهذه الأرض قد استيقظ، و لم يعد يسمح لهم بالتطاول، فمن الطبيعي أن يغضبوا. هذه هي حقيقة المؤامرات. ذنب الجمهورية الإسلامية و ذنب الشعب الذي أحب هذه الجمهورية و أحبّ الإسلام و سار في طريقه هو مجرد أنه أراد عدم الخضوع للعسف و الهيمنة و إهانة شخصيته من قبل الآخرين. بالطبع، هذا بدوره اختبار للتاريخ، حتى يعلم التاريخ و الأجيال القادمة أن الشعب إذا شعر بهويته و آمن بقدراته الذاتية و أنزل إمكاناته إلى الساحة، سواء طاقاته العملية أو الصناعية أو التجريبية أو مهاراته أو إيمانه - و هو فوق كل الطاقات - حينما يأتي بجسمه و روحه إلى الساحة فلن تستطيع أية قوة في العالم التغلب و السيطرة على عزيمته و إرادته و همّته، بل ستنهزم أمامه. و قد انهزمت لحد الآن، و سوف تنهزم في المستقبل أيضاً.
كلما كانت مؤشرات قدراتكم و صمودكم و استقامتكم أكثر، اعلموا أنهم سيغضبون أكثر. إذا استطاعوا فسوف ينقلون غضبهم هذا إلی الحيّز العملي و يمارسونه عملياً، و إن لم يستطيعوا سيضطرون إلى العض على نواجذهم و التفرج على تقدمكم إلى الأمام.. و هذا ما سوف يحصل. بعد الثاني و العشرين من بهمن، و بعد تلك الحركة الشعبية العظيمة، حيث كانوا يظنون البلاد و الشعب و الثورة و نظام الجمهورية الإسلامية على شكل آخر و أن الشعب ركن إلى اليأس و الخمول، فسوف يغضبهم أي تحرك كبير من قبلكم.
الكلام الذي يطلقه الأمريكان اليوم، من أكبرهم إلى أصغرهم، من رئيس جمهوريتهم إلى الناطق باسم وزارتهم الفلانية، و كذلك بعض الغربيين الآخرين، كلام يدل على الغضب. إنهم غاضبون حانقون يائسون و لا يعرفون ماذا يفعلون. أحياناً يهددون، و أحياناً يسحبون تهديدهم، و أحياناً يرممون ذلك التهديد، و أحياناً يطلقون التهم هنا و هناك.
هذا الكلام المكرر الممجوج الفارغ الذي يطلقونه حول صناعة الجمهورية الإسلامية لأسلحة نووية، مؤشر على ذروة عجزهم حتى على مستوى الإعلام. و الجمهورية الإسلامية لا تصرّ إطلاقاً على التعامل بكثير من الاهتمام في الدفاع عن نفسها بخصوص هذه القضية، لا، نحن لا نؤمن بالقنبلة الذرية و السلاح النووي، و لن نسعى للحصول عليه. استخدام أسلحة الدمار الشامل ممنوع و حرام حسب مبادئنا العقيدية و الدينية. إنه إهلاك للحرث و النسل الذي منعه القرآن و لن نسعى وراءه. إننا نسعى للشيء الذي يجب أن تخشاه القوى المهيمنة خشية حقيقية، و اعتقد أنها الآن تخشاه ألا و هو إيقاظ روح الحماس و العزة الإسلامية لدى كل الأمة الإسلامية. و هذا ما سوف نفعله.. ليعلموا ذلك.
إنهم يستغلون الأمة الإسلامية المتواجدة من الناحية الجغرافية في منطقة حساسة من العالم - سواء من الناحية العسكرية أو الاقتصادية أو من حيث المصادر الطبيعية - على الرغم من إرادتها. و رسالتنا و همّتنا هي إيقاظ العالم الإسلامي و تحذيره. و قد ترك هذا التحذير أثره، و تلاحظون أن كره المهيمنين و الجشعين و خصوصاً أمريكا، يزداد يوماً بعد يوم في كل أنحاء العالم الإسلامي.
و يأتون هنا ليزعموا كذباً أن إيران ضد البلدان الجارة، لا، البلدان الجارة نفسها تعلم أن الأمر ليس كذلك. إذا كانت بلدان الخليج الفارسي و بعض الجيران قد أخطأوا لفترة قصيرة في بداية الثورة و تصوروا أن الجمهورية الإسلامية خصمهم، فقد أدركوا مع مضي الزمن أن الأمر ليس كذلك. هؤلاء إخوتنا و جيراننا. منظومة الخليج الفارسي هذه يمكن إدارتها بسياسة عقلانية جماعية و لصالح جميع البلدان المشاطئة للخليج الفارسي. الشيء الذي يهدد هذه الحركة الصحيحة المعقولة هو تواجد الأجانب و خصوصاً أمريكا في المنطقة. أمن المنطقة يتزعزع على يد أمريكا و ليس من قبل بلدان المنطقة. هم الذين يفرضون انعدام الأمن على المنطقة و بلدانها، و يتمنون وقوع الخلافات بين هذه البلدان، و يعملون لهذا الغرض كل ما يستطيعون. أحياناً تؤتي حيلهم أكلها و نتائجها، لكنها تفشل في غالب الأحيان، و سوف تفشل في المستقبل أيضاً إن شاء الله. إنهم يريدون صرف أنظار البلدان في منطقة الشرق الأوسط و الخليج الفارسي و هذه المناطق الحساسة عن العدو الأصلي و الحقيقي. العدو الحقيقي و الأصلي لهذه المنطقة هو الصهاينة و نظام الولايات المتحدة الأمريكية. هؤلاء لسبب و أولئك لسبب آخر. يريدون إغفال الأنظار و صرفها عن العدو الأصلي، لذلك يطلقون كلامهم الفارغ.
الجمهورية الإسلامية تستند على قلوب ملايين البشر. حينما تهتف حناجر عشرات الملايين بصوت واحد و بقوة فلن يمكن محو هذا الصوت و القضاء عليه، إنما ستبقى أمواج هذه الهتافات في العالم مستعصية على الفناء. هذا ليس بالهزل. عشرات الملايين من البشر يطلقون سوية هتافات كره الاستكبار و كره نظام الهيمنة العالمي و الإصرار على العزة الوطنية و الإيمان الإسلامي. و ليس لمرة واحدة و لا لمرتين، بل منذ ثلاثين عاماً و الجماهير تطلق هذه الهتافات.. هذا شيء لا يزول. الهتافات المتسقة لكل هذه الحناجر و لكل هذه القلوب شيء باق لا يزول. هذا من القوانين الحتمية للطبيعة و التاريخ.. كقانون الجاذبية و القوانين الطبيعية الأخرى. لذلك فهي قوانين لا تقبل التخلف و التبديل. هذا الصوت باق خالد. الشرط في ذلك هو أن نقوم جميعاً بواجباتنا.. كلٌّ بواجبه. لقد رويت مراراً هذا الحديث الذي قاله الرسول الأكرم: »رحم الله أمرءاً عمل عملاً فأتقنه«. ينبغي إنجاز الأعمال بإتقان.
حسناً، من النقاط الجديرة بالذكر أن صناعة هذه الفرقاطة المدمرة لم تكن مجرد صناعة فرقاطة مدمرة، إنما كانت تكريساً و مأسسة لتصميم و صناعة الفرقاطات الضخمة في مصانع البلاد.. استفادت من ذلك جامعات البلاد، و جامعة الإمام الخميني، و صناعات القوة البحرية، و صناعات وزارة الدفاع، و تحركت الأذهان، و حصلت مناسبة لعمل و نشاط الأقسام الالكترونية و المؤسسات المختلفة. نفس هذه الحركة و الرياضة الذهنية و العملية تعد مكسباً للبلاد، و هي ليست بأقل من صناعة فرقاطة بهذه المواصفات. هذا شيء له قيمته الكبيرة. حافظوا على هذا الشيء، و لا تدعوا هذه الحركة العلمية الصناعية تتوقف، واصلوا العمل و الإبداع بشكل متواتر و مطرد.
لم ننتفع في الأعوام الماضية كما ينبغي من السواحل الطويلة لبحر عمان. تركزت أذهاننا دائماً على الخليج الفارسي و غفلنا عن أهمية بحر عمان. هذه النظرة الجديدة التي يحملها جيش الجمهورية الإسلامية لبحر عمان يمكنها إنجاز أعمال كبيرة. هذه موهبة إلهية لمنطقة جنوب شرقي البلاد. لذلك على الحكومة و المؤسسات المختلفة - وزارة الدفاع و الوزارات الأخرى ذات الصلة بهذا الشأن - أن تمدّ يد العون للتقدم في هذا المجال. هذه أعمال يمكن أن تحصل إن شاء الله، لكنني أروم القول إنه حتى لو لم يتم تنفيذ هذه الاقتراحات التي ذكرت بالشكل المطلوب الذي أؤيده و بسبب النواقص و القيود المختلفة أو لأي سبب من الأسباب، مع ذلك يجب مواصلة العمل و التقدم إلى الأمام. أقول إن الطاقات البشرية يمكنها في كل الأحوال و المواطن - و هذه تجربتي في المواقع الإدارية المختلفة طوال ثلاثين سنة - التعويض عن كثير من النواقص. تارة لا تتوفر الأموال الكافية و يمكن تعويض قلة الأموال بالإدارة الكفوءة الجيدة. قد يبدو ذلك صعباً أو غير ممكن في الوهلة الأولى. لكنه شيء عملي ممكن. قد جربنا ذلك. جربناه في الحرب و في مختلف الأمور في شتى القطاعات. لو أردنا النظرة بتلك الرؤية الأولى لتصورنا الكثير من الأمور غير ممكنة، لكن حينما يدخل الإنسان دائرة العمل يجد أن الأمر ممكن. ليست هناك أموال و لا مصادر، بيد أن هناك قوة الإدارة و العقل و الاقتصاد و تشخيص الإمكانات و معرفتها هنا و هناك.
أحياناً تتوفر لديكم إمكانية لكنكم لا تتفطنون إليها و لا تنتفعون منها و إنما تستخدمون مصدراً آخر. و حينما ينتهي ذلك المصدر و تنظرون إلى أنفسكم و حواليكم تجدون تلك الإمكانية و المصدر أمام أعينكم. إذن، لا تدعوا هذه الحركة تتوقف. تابعوا العمل و الأمور، سواء هنا أو في الشمال أو في القطاعات المختلفة الأخرى.
التنسيق بين الأجهزة القريبة من بعضها في هذه الدائرة حالة ضرورية جداً. مثلاً التعاون مع وزارة الدفاع، و وزير الدفاع حاضر هنا، فلتلاحظ هذه النقطة. أحياناً يشتكون لدي من أن بعض الوعود المبرمة لا تنفذ في مواعيدها. قد يكون الأمر كذلك. يجب أن تتابعوا المسألة، و من ذلك التأخر الصناعي في مشروع »الموجة 2«. طبعاً قدم لنا الجيش مؤخراً اقتراحاً و قلنا فليدرس هذا الاقتراح لنرى ماذا يمكن فعله من أجل التعويض. أرسلت بعض المحركات للأورهال(1) و لم تعد - كما يقولون - و مثال ذلك المحركات الأصلية لطرادات نوع »پيكان«. ثمة شكاوى و عتاب من هذا القبيل. ينبغي عدم العتاب لأنكم لستم بعيدين عن بعضكم.. إنما أنتم مع بعضكم و تابعون لقطب واحد و متوجهون لهدف واحد.. تفاهموا و عالجوا المشكلات. و بالطبع لا بد للجنة المركزية أن تساعد على هذا التنسيق و التقريب.
أريد أن أوصي وصية: ينبغي استكمال هذا الإنجاز الصناعي المهم بإنتاج قطع الغيار اللازمة له. ربما سمعت خلال التقارير التي عرضت اليوم أن تصنيع قطع الغيار قد بدأ. على كل حال إذا لم يكن الأمر كذلك فأنا أوصي به و أوكد عليه. صناعة قطع الغيار مهمة جداً. يجب أن لا نتصرف بحيث نتوجه لقطع الغيار عند الحاجة أو حينما نكون قريبين من الحاجة، لا، منذ البداية يجب أن نتابع مسألة تصنيع قطع الغيار كعملية مستقلة، لهذا الشيء بحد ذاته فوائده و بركاته.
و أريد أن أوكد أيضاً على العوامات تحت المائية. يجب أن يكون أحد أهداف القوة البحرية و توجهاتها قضية العوامات تحت المائية. إذا كانت القوة البحرية اليوم كما سبق أن قلنا قوة استراتيجية - و هذا هو الحال - و هي من الخطوط المهمة جداً في الدفاع عن البلد، فعليكم الاهتمام بالعوامات تحت المائية للإمساك بزمام الأمور.
و من القضايا أيضاً قضية الحرب الالكترونية. لقد شددت عدة مرات خلال الأعوام الماضية، سواء في لقاءاتي بالقوة البحرية، أو في لقاءاتي بالقوة الجوية، على قضية الحرب الالكترونية، و أوكد عليها مرة أخرى. أعداؤكم يركزون على القدرات الالكترونية في الأسلحة و الحروب، و هم يعملون في هذا النطاق منذ سنوات. الدفاع الالكتروني مهم جداً بالنسبة لنا. اعملوا في مجال الالكترونيات. و لحسن الحظ تتوفر لدينا الأرضيات اللازمة لذلك: صناعاتنا الألكترونية جيدة، و لدينا علماء جيدون و ناشطون جيدون، و تتوفر عندنا أرصدة هائلة لا تنتهي هي شبابنا.
حفظكم الله تعالى جميعاً و أنا أدعو لكم و أتمنى أن تستطيعوا أنتم شباب القوة البحرية أن تبنوا بمشيئة الله قوة بحرية تليق بمكانة الشعب الإيراني.
قالوا إن بلدنا بلد بحري.. و هذا هو الواقع.. إنه مرتبط بالمحيط و البحر، و البحر هنا بحر له كل هذه الأهمية و الحساسية، سواء الخليج الفارسي أو بحر عمان و سائر الأجزاء و المواقع التي أضفت كل هذه الأهمية على هذه المنطقة. هذا البلد البحري يحتاج طبعاً إلى قوة بحرية مميزة جداً. و هذا ما سيتأتى بالتأكيد و الذي سيفعله هم أنتم الشباب الأعزاء.
حفظكم الله تعالى و شملكم بأدعية سيدنا الإمام المهدي المنتظر (أرواحنا فداه)، و دعت لكم أرواح الشهداء الطيبة و الروح المباركة لإمامنا الجليل في عوالم الملكوت إن شاء الله.
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.

الهوامش:
1 - إنزال المحرك لفحصه و تصليحه.