إنّ إحدى الجرائم العظيمة التي ارتكبها النظام الطاغوتي كانت قضيّة ١٧ دي. إزالة الحجاب، إزالة ذاك الحائل والفاصل بين الجنسين والذي تم تحديده من قبل الإسلام -وهو من أجل الحفاظ على سلامة المرأة والرجل؛ سلامة المجتمع- لكي ينزلوا بالمرأة الإيرانية المسلمة نفس البلاء الذي تمّ إنزاله بالمرأة في المجتمعات الغربيّة. نفّذ رضاخان حكمه هذا في البلاد بقوّة الهراوة. صمدت نسائنا المسلمات وقاومن الضغوطات القمعيّة رغم وجود التشديدات؛ تمّ هذا الأمر في زمان حكم رضاخان بصورة معيّنة، بعد رحيله بصورة مغايرة، وطوال فترة حكم الطاغوت بصورة أخرى. لذلك ففي شهر دي من العام ١٣٥٦ هجري شمسي، يوم السابع عشر من دي، انطلقت مسيرات ضخمة ضمّت النساء المسلمات ورفعت شعار “الحفاظ على الحجاب”. كنّا حينها في المنفى؛ سمعنا حينها خبر أن النساء المؤمنات والمسلمات قد قمن بهكذا حركة عظيمة. ٩/١/٢٠٠٨

ونساؤنا وبناتنا الرّياضيّات بنزولهنّ إلى الميادين بالحجاب، يقدّمن أمراً مهمّاً جدّاً. أنا لا أعلم إن كان لدى أولئك الذين يدرسون ويقيّمون أحداث البلد تقييمٌ صحيحٌ لهذه المسألة أم لا. لكنّ هذا أمرٌ استثنائيّ. ففي دولةٍ من دول أوروبا، يتمّ فيها التجرّؤ على امرأة بجرم أنّها محجّبة ويضربونها بالمطرقة حتى تُقتل وذلك في المحكمة وأمام عينّي القاضي، هذا يحدث. فهم لا يخجلون، يتعرّضون للنّساء المحجّبات، في الجامعة وفي المنتديات الرياضيّة وفي الحدائق العامّة وفي الشوارع تحت حجّة القانون الذي وضعوه بأنفسهم. هناك وفي هذه الأجواء وداخل هذه البلدان تأتي امرأةٌ محجّبة وفي مستوى البطولة وتقف على منصّة البطولة وتفرض على الجميع تكريمها وإجلالها، فهل هذا أمرٌ بسيط؟ إنّ هذا عملٌ عظيمٌ جدّاً. 11/3/2013

الحجاب مدعاة تميّز وحريّة المرأة؛ خلافاً لما تروّج له دعايات الماديّة السطحيّة والبلهاء، ليس الحجاب سجناً للمرأة. مع خلع المرأة لحجابها، مع تعرية ذاك الجزء الذي طلب منها الله تغطيته واقتضت الطبيعة ذلك، تقوم بتصغير نفسها، تُقلّل من شأنيتها وقيمتها.  الحجاب وقار، رزانة، حفاظ على قيمة المرأة، رجحان لكفّة ماء وجهها واحترامها؛ يجب معرفة قدر هذا الأمر كما يجب توجيه الشكر للإسلام لأجل قضية الحجاب؛ هذه من ضمن النعم الإلهية. ١٢/٥/٢٠١٢