و حول قضايا المنطقة، و المنطقة بدورها منطقة تضجّ بالقضايا حالياً. هنا أيضاً حينما ينظر المرء يجد أن لأمريكا دوراً. نعم، أنْ تقدم الحكومة السعودية على مغازلة الكيان الصهيوني علناً و تكون هناك بينهما زيارات فهذا خنجر في ظهر الأمة الإسلامية. لا شك في أن هذا الفعل الذي فعله السعوديون - العلاقات العلنية مع الكيان الصهيوني - هو حقاً خنجر تعطن به الأمة الإسلامية في ظهرها، إنه خيانة كبرى، و هؤلاء مذنبون عاصون، و لكن حتى هنا لليد الأمريكية دورها. لأن الحكومة السعودية تابعة لأمريكا و مسخّرة من قبل أمريكا، و لأن أعينها مسمّرة على ما تقوله أمريكا، فقد قامت بهذه الحماقة الكبيرة. لأمريكا دورها و يدها هنا أيضاً.
أو إذا كنتم ترون اليمن تقصف منذ قرابة السنة و نصف السنة، فهل هذه مزحة؟ و هو لا تقصف مواقعه العسكرية، بل أسواقه و مستشفياته و بيوت الناس و التجمعات و الميادين و المدارس، يأتون و يقصفون هكذا عشوائياً! فهذا ليس بالشيء الصغير، بل هو جريمة كبيرة. لا يفهمون شهر رمضان، و لا يفهمون شهراً حراماً، و لا يراعون طفلاً، يقتلون كل هؤلاء الأطفال، هذه جريمة كبيرة ارتكبتها الحكومة السعودية للأسف، لكن هذا أيضاً بدعم من أمريكا و بضوء أخضر من أمريكا، و بطائرات أمريكا و بأسلحة و عتاد مستورد من أمريكا. هم الذين يوفرون كل هذه القدرات و الإمكانيات. و حتى عندما تريد منظمة الأمم المتحدة أن تقول شيئاً في هذا الصدد - بعد عمر طويل أرادوا قول كلمة حق، و أن يشجبوا - يلجمون فمها بالمال و التهديد و الضغوط، و قد اعترف هذا الأمين العام للأمم المتحدة التعيس الأسود الوجه و قال إنهم ضغطوا عليّ! طيب، إذا كانوا قد ضغطوا عليك و لا تستطيع، فتنحّ جانباً! لماذا تبقى في مكانك و تخون البشرية؟ هذه خيانة للبشرية. هنا أيضاً لأمريكا يد في القضية.
و في قضية البحرين يحث يدخل جيش أجنبي إلى داخل البحرين من أجل الضغط على شعب البحرين، هنا أيضاً جاء الضوء الأخضر من أمريكا. هذه الحكومة السعودية حكومة تدار بأيدي الأطفال، أطفال لا يفقهون حقاً، إنها بأيديهم، لكن ما يدركه الإنسان بتحليل الأمور و مشاهدتها هو أن لأمريكا حقاً يدٌ في هذه الممارسات، و هي التي تدعم.
و كذا الحال بالنسبة للجماعات التكفيرية. و يدّعون الآن أنهم شكلوا تحالفاً ضد الجماعات التكفيرية - طبعاً الآن أيضاً لا يقومون بشيء صحيح ضدهم، بل طبقاً لتقارير تصلنا فإنهم يساعدونهم في بعض المواطن - لكن صناعة هذه الجماعات يعود إلى أمريكا حيث اعترف بعض المسؤولين الأمريكيين بهذا المعنى، اعترفوا و قالوا إننا نحن الذين ساعدنا داعش ليأتوا و يخلقوا خلافات و نزاعات داخل الأمة الإسلامية، و يروّجوا للإسلام الأموي و المرواني. هذا الإسلام الوهابي و التكفيري هو نفسه الإسلام الأموي و الإسلام المرواني. إسلام يختلف عن الإسلام الحقيقي بفراسخ. لقد شوّهوا سمعة الإسلام. و قد طالتهم النار الآن هم أيضاً. من المعروف في الفارسية أن «من يزرع الريح يحصد الطوفان»، و ها هم يحصدون الطوفان شيئاً فشيئاً. لكن الذنب ذنبهم و هم الذين قاموا بهذا العمل.
و كذا الحال في القضايا و الشؤون الأخرى أيضاً. يزعم الأمريكان أنهم يريدون حل مشكلات المنطقة، لكن الواقع هو عكس ذلك، فهم الذين يخلقون المشكلات أو يشددونها، و يمنعون حلها. لو كان الأمر بيد شعوب المنطقة نفسها فسوف تعالج الشعوب المشكلات. إننا ندعو الحكومات الإسلامية مرة أخرى، هذه الحكومات العربية التي حولنا، يجب أن يعلموا إن أمريكا لا يمكن الثقة بها، فهي تنظر لهم كأدوات و أشياء، أدوات لحفظ الكيان الصهيوني و حفظ الطباع و المصالح الاستكبارية لأمريكا نفسها في المنطقة. أمريكا في الواقع ليست لها أية رغبة فيهم، إنما تنتفع من أموالهم و قدراتهم لمقاصدها و لكي تبني سوراً تحمي به الكيان الصهيوني و تحرس أهدافها الاستكبارية في المنطقة. هذا ما يفعلونه الآن.

 

كلمة الإمام الخامنئي في لقائه مختلف شرائح الشعب الإيراني

1/8/2016