بسم الله الرحمن الرحيم
أنا مسرور و سعيد جداً لهذا اللقاء الحميم بكم أيها الشباب الأعزاء . الأجواء التـي تخلقونها بإخلاصكم و نقائكم أينما تحضرون أجواء طيبة و لطيفة جداً بالنسبة لـي . لاشك أن الشباب من الطلاب و الطلبة الجامعيين و طلبة العلوم الدينية هم زبدة الشباب فـي البلاد . كلما كان الشعور بالالتزام و المسؤولية و العمل أكثر فـي أوساط هذه الشريحة المليونية العظيمة كلما ارتقت قيمة الشباب أكثر ، و ينبغي عدم الشك فـي أن الاتحادات الإسلامية للطلبة من المنظمات المثابرة و الفاعلة و المؤمنة . لذلك أعتبر اللقاء بكم فرصة مغتنمة و أنظر لكم كعناصر جد عزيزة أعرف قدرها و أنمّي فـي قلبـي الأمل فـي أن يكون لكم فـي مستقبل هذه البلاد دور و نشاط بوسعه تحقيق الآمال الكبيرة لهذا الشعب إن شاء الله .
من أبرز الآمال التـي يحملها كل شاب فـي أعماركم ـ فتى كان أو فتاة ـ هو أن يعيش فـي بيئة و مجتمع يتسم بالخصائص التالية : أن يكون مجتمعه مجتمعاً متطوراً علمياً و مدنياً ، يتصف بالعدالة و العلاقات الاجتماعية و الأخلاقية الإنسانية ، و أن تكون الآفاق فيه مشرقة لجميع الأفراد و لاسيما الشباب . العمل العظيم الذي قام به شعبنا قبل ستة و عشرين عاماً ـ و أعنـي به تفجير الثورة الإسلامية ـ لو كان قد حدث قبل ذلك بخمسين عاماً أو حتى ثلاثين عاماً لكنا اليوم نتمتع بذلك المجتمع المثالـي فـي بلادنا . حينما قامت الثورة الدستورية (المشروطة) أو فـي سنوات ما بعد هذه الثورة ، لو استطاع الشعب الإيرانـي القيام بما قام به فـي الثورة الإسلامية ، لكنا قد انطلقنا فـي المسيرة منذ ذلك الزمن ، و كان لنا اليوم مجتمع يتحلى بالمعنوية و الإيمان ـ و هذا مهم جداً بالنسبة للشباب ـ لكنهم لم يسمحوا للشعب الإيرانـي بمثل هذا التحول حين كان ظامئاً إليه . و حين نقول لم يسمحوا له بذلك فهو قول يرتكز لحسابات علمية دقيقة جداً . لا أن الشعب الإيرانـي لم يشأ أو لم يكن مستعداً للتضحية . بلى ، لكنهم فـي ثورة الدستور انتهزوا قلة التجربة لدى الشعب و قادته ، و انحرفوا بالتحرك العظيم الذي شهده هذا البلد ضد استبداد الملوك الطويل ـ الذي كان مصدر كل المآسي و البؤس ـ و نخروه من الداخل و هدموه . قصة الثورة الدستورية من القصص المرة فـي تاريخنا المعاصر . نزل الشعب الإيرانـي إلى الساحة ، و استطاع القادة من رجال الدين و العلماء الكبار و مراجع الدين فـي النجف تعبئة الجماهير داخل البلد و قدّم الشعب أغلى التضحيات ، لكنه كان عديم التجربة لذلك استطاع الأعداء المندسون و السلطويون الأجانب هدم هذه الحركة من الداخل و إحباطها و القضاء عليها .
طبعاً ، كان العدو آنذاك هو الحكومة البريطانية على وجه التحديد ، إذ كانت تمارس فـي العالم ذات الدور الذي تلعبه أمريكا حالياً . كان هدفهم الهيمنة و التطاول و فتح البلدان و التدخل فـي شؤون الشعوب لامتصاص ثرواتها الوطنية و فرض التخلف عليها فـي آسيا و أفريقيا و أي مكان آخر . استخدموا منذ الأطوار الأولى أساليب معقدة و انحرفوا بالثورة الدستورية إلى غير الطريق الذي تحرك الشعب من أجله ، و هو الاستقلال و الحرية تحت ظل الإسلام . رشقوا بعض قادة الثورة الدستورية بالتهم ، و أعدموا البعض الآخر ، و اغتالوا آخرين ، و فرضوا على بعضهم التزام البيوت و العزلة ، و سيطروا على الأجواء و الساحة عبر عملائهم و غوغائهم . و بعد مضي عشرة أو خمسة عشر عاماً ، إلتفّ الإنجليز على حركة الشعب الإيرانـي البطولية العظيمة فـي ثورته الدستورية و جاءوا برضا خان بهلوي إلى الحكم . لم يكن للشعب تجربة . حتى القادة لم يكن لديهم تجربة ، لذلك استطاع العدو أن يفعل فعلته . و هكذا تأخرت بداية هذه الحركة العظيمة ثمانين أو تسعين سنة و قد فعلوا طوال هذا المدة كل ما استطاعوا بهذا البلد و الشعب المظلوم . جاءوا بالبهلويين إلى السلطة ليفرضوا هيمنة الأجانب ـ التـي تعد استكمالاً لمصير الشعب الأسود بعد الاستبداد الداخلي ـ على الشعب ، و لأنهم يعلمون أن الشعب مطلع على التطورات العالمية ، و لكي يسكتوا تطلعه الصادق للتقدم و الرقي شغلوه ببهارج الحضارة و سفاسفها ، و حرموه من حقيقة الحضارة الغربية ـ و هي العلم و التقدم ـ و ألهوه بالظواهر و القشور ، كالطفل الجائع الذي يحتاج طعاماً يأكله فيعطونه بدل الطعام المفيد ذي الپروتينات و الفيتامينات الكافية أطعمةً صناعية تقتل شهيته فلا يطالب بالطعام الحقيقي . هذا ما فعلوه بشعبنا .
قضى هذا الشعب سنوات طويلة تميزت بالعنت نتيجة هيمنة الأجنبـي ، إلى أن تمهدت الأرضية للثورة الإسلامية . ظهر بين الجماهير قائد حكيم قوي ذو إرادة و عزم راسخ و مكانة نافذة فـي جميع القلوب فنزل إلى الساحة و كان الشعب قد اكتسب التجربة اللازمة ، لذلك قامت الثورة الإسلامية و لم تنفع حيل الأعداء هذه المرة ، لأن الشعب و قادته كانوا قد توفروا على التجربة الكافية فـي الثورة الإسلامية . فـي عهد الثورة الدستورية لم يكن القادة و الشعب يعلمون مدى خطورة كمائن الأعداء المعدّة سلفاً ، لذلك هدموا أسوارهم و حصونهم و صاروا مكشوفين أمام هجمات الأعداء ، فتقدم العدو و فعل كل ما حلا له فـي هذا البلد . أما فـي الثورة الاسلامية فقد استفاد شعبنا و قادتنا العلماء و مستنيرونا الصادقون من تجربة الثورة الدستورية و أدركوا أن عليهم الحفاظ بقوة على السور المعنوي ـ سور الإيمان و القيم الثورية و اليقظة ـ مقابل مؤامرات الأعداء .
حين ترون أن شعبنا لم ينس شعار «الموت لأمريكا» حتى بعد ستة و عشرين عاماً ، فذلك لأن الغفلة عن مؤامرات الاستكبار العالمي تساوي الوقوع فـي فخ هذه المؤامرات . و الواقع أن شعار «الموت لأمريكا» الذي يردده شعبنا يشبه عبارة «أعوذ بالله من الشيطان الرجيم» التـي تقال فـي بداية كل سورة قرآنية قبل «بسم الله الرحمن الرحيم» . لماذا الاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم ؟ لكي لا ينسى الإنسان المؤمن وجود الشيطان حتى للحظة واحدة ، و لا ينسى حتى للحظة واحدة أن الشيطان متربص للهجوم عليه و تهديم أسواره المعنوية و الإيمانية . و «الموت لأمريكا» هو من أجل أن لا ينسى الشعب أن المهيمنين العالميين كان لهم مصالح جمة فـي هذا البلد و قد صُدّوا عن هذه المصالح . إنهم يعملون دوماً لاستعادة تلك المصالح فـي داخل البلاد فيضاعفوا بذلك من ثرواتهم و علومهم و تقنياتهم على حساب مواهب شبابنا و مستقبل بلادنا . إذن بدأ الشعب الإيرانـي متأخراً ، بدأ من الثورة الإسلامية .
من أجل تغيير الواقع الذي كان يعيشه الشعب إلى الوضع المنشود الذي شرحتُهُ فـي البداية لا تكفي سنة و سنتان و عشر سنين . إنها تغييرات اجتماعية عميقة هائلة يجب أن تتكون على مدى أجيال . لقد قطعنا لحد الآن مسافات طويلة من هذا الطريق . الذين هم فـي أعماركم أو أكبر منكم بقليل ممن شاركوا فـي الثورة الإسلامية و بذلوا قصارى جهدهم ، نهضوا بواجباتهم على خير وجه فـي ذلك الحين ، و الجيل الذي أعقبهم أيضاً بذل جهوداً مشكورة طوال ستة و عشرين عاماً .
حين تشاهدون اليوم أننا أحرزنا تقدماً فـي العلوم الذرية و فـي علم الخلايا الأساسية ـ و هو من العلوم النادرة جداً فـي العالم ـ و فـي كثير من الحقول الأخرى حتى أرغم أعداؤنا أيضاً على الاعتراف بذلك ، فما هذا إلاّ دليل أن البيئة التـي تسودها الثقة بالذات و يؤمن فيها الشعب بقدراته و يعمل بحرية بعيداً عن هيمنة الأجانب ، ستساعده على فتح كل القمم . بوسعنا أن نفتح قمم العلم و الأخلاق ـ لا العلم المنزوع عن الأخلاق أو الناقض للأخلاق مما يلاحظ اليوم فـي العالم الغربـي ـ و التقدم و العزة الحقيقية للإنسان فـي المجتمع ، و نكرس العدالة و العلاقات العادلة فـي بلادنا ، و نعمل بطريقة تجعل كل شاب إيرانـي حينما ينظر أمامه يجد الآفاق كلها مشرقة منيرة . العالم الغربـي اليوم يشعر بعجز فـي هذا الجانب . البلدان التـي تتبوأ قمة التقدم العلمي و الصناعي و المادي يشعر شبابها باليأس و عتمة المستقبل ، لذلك يزداد الانتحار و الجنوح بينهم . بمقدورنا نحن توفير البيئة المتفائلة الحماسية فـي البلاد إلى جانب التقدم المادي و المعنوي و العلاقات العادلة ، و لكن شريطة أن تعملوا أنتم الشباب بالطريقة الحرية بجيلكم فـي مثل هذه الفترة .
ألاحظ لحسن الحظ أن شبابنا واعون يقظون . و تواجد الاتحادات الاسلامية من المؤشرات على ذلك . تواجد الشباب ـ سواء الطلاب أو طلبة الجامعات أو طلبة العلوم الدينية ـ فـي الميادين الاجتماعية المختلفة ، و تفكيرهم و تخطيطهم للمستقبل ـ و هو ما ألاحظُ مؤشراته و علاماته ـ كلها دلائل على أن شبابنا ينشطون بصورة جيدة ، ولكن يجب أن يكونوا يقظين أيضاً . فـي ظروفنا الحالية لابد من اجتياز مسافة معينة للوصول إلى تلك القمة . لابد من اجتياز هذه المسافة . بالقعود و الركون إلى الراحة و الانشغال و التلهي بالأهواء و الألاعيب التـي يزرعها العدو فـي طريقنا و طريق شبابنا لن يتسنى اجتياز هذه المسافة . على هذا الجيل استكمال إنجازات الماضين و إتمامها . يجب أن تدرسوا بشكل جيد و تراعوا الأنضباط و النظام الاجتماعي بنحو دقيق . البيئة الصاخبة و البيئة التـي ينعدم فيها الأمل على الضد من التطور . لاحظوا أن أعداءنا الذين يئسوا من المواجهة المباشرة مع شعبنا ، و يريدون الآن التأثير عليه بطرق ملتوية ، لاحظوا أنهم يستخدمون هذه الأساليب ، أي يحاولون تصوير الآفاق على أنها حالكة و معتمة فيبثوا اليأس فـي نفوس الشباب و يشغلوهم بألعاب و تسليات شتى ، و يصدوهم عن طلب العلم و يحثوهم على الغوغائية و الفوضى . لذلك ينبغي التيقظ . ينبغي اجتياز هذه المسافات بالإخلاص فـي العمل و التضامن و بالسعي المتفائل المحموم ، و بالعمل المدروس الصحيح ، و فـي نفس الوقت بالتوكل على الله و الاستمداد من الخالق . على الشباب أن يأخذوا كل هذه الأمور بنظر الاعتبار .
يستطيع شبابنا اليوم التعرف على الشؤون السياسية و القضايا الكبرى فـي البلاد . فـي الماضي لم يكن الشباب فـي مثل أعماركم يدركون شيئاً عن قضايا البلد السياسية . تأتي الحكومات و تذهب و تتغير و تقام انتخابات صورية يبعثون من خلالها عدداً من الأشخاص طبقاً للائحة البلاط إلى ما يسمونه مجلس الشورى الوطنـي ، و لا يعلم بذلك أحد ! لم نكن نعرف حتى أسماء رؤساء الحكومات . لم يكن لأحد من الشباب مثل هذه الرغبة و الشوق . قنوات المعرفة السياسية كانت مغلقة . لكن الوضع ليس كذلك اليوم . شبابنا اليوم مطلعون على مخططات الاستكبار ، و يفهمون معنى تواجد الاستكبار فـي المنطقة بكامل عدّته السياسية و العسكرية . يفهمون دور أمريكا فـي فلسطين المحتلة . يعرفون القيمة و الأهمية البالغة للجهاد الفلسطينـي . حين كنا فـي أعماركم ربما لم نسمع حتى باسم فلسطين . و قد كان الكفاح جارياً آنذاك و كانت فلسطين مغتصبة ، لكن أحداً لا يعلم بذلك . أما اليوم فشبابنا يعلم كل هذا .
أنا من المؤيدين لاطلاع شبابنا على قضايا البلد السياسية و تحلّيهم بالقدرة على التحليل . طبعاً لا أرتضى للشباب ألاعيب السياسة و التحول إلى أداة بيد هذا الحزب أو ذاك . هذه الأمور لا تورث الشباب أي فخر أو اعتزاز ، أما أن يعلم الشاب أنه قادر على التأثير و ممارسة دور معين فلهذا قيمة كبيرة طبعاً . أدرك شبابنا فـي فترة الدفاع المقدس أنهم قادرون على ممارسة دورهم ، و قد مارسوا هذا الدور فعلاً . تقاطر الشباب ذوو الستة عشر و السبعة عشر عاماً على ساحة القتال و رابطوا أربع سنين ، و خمس سنين ، و ست سنين ، و ثمانـي سنين ـ على اختلاف الأشخاص ـ فـي ساحة القتال ثم تخرجوا من ساحة الحرب شخصياتٍ مميزة واعية قديرة كفوءة . التعبئة الشعبية العامة ـ التـي انطلقت يومئذ بأمر الإمام ـ جعلت شبابنا متمرسين و واعين بحيث لعبوا دورهم فـي الدفاع المقدس ، و فـي الميادين الأخرى أيضاً . و الحال كذلك اليوم أيضاً .
مشاركة الشباب فـي سوح الانتخابات الإيرانية كانت على امتداد الزمن مشاركة طيبة و مؤثرة و مصيرية . و يجب أن تكون كذلك الآن أيضاً . أمامنا انتخابات فـي مستقبل غير بعيد ، بعد نحو شهرين أو ثلاثة . على شبابنا أن ينظروا لقضية مثل قضية الانتخابات كعمل صالح و مهمة كبيرة . ذكر حضرة السيد علي أكبري فـي كلامه عبارة جيدة و هي أن الانتخابات بالنسبة لشبابنا الذين يشاركون فيها لأول مرة تعد فـي الواقع حفل تكليفهم السياسي . حفل التكليف العبادي يقام يوم يكلف الإنسان و يؤدي الصلاة . و حفل التكليف السياسي يقام يوم يذهب الشاب و يمارس دوره لأول مرة فـي انتخاب شخص معين إما كنائب فـي مجلس الشورى ، أو كنائب فـي المجلس البلدي ، أو كرئيس جمهورية . هذا شىء له قيمة عالية جداً .
الدراسة و النزاهة و اجتناب المتع الفارغة من واجبات الشباب . أنا طبعاً أؤيد تماماً تسلية الشباب و الترفيه عنهم و ابتهاجهم ، بيد أن بعض المتع و التسليات المنحرفة يقحمها أعداؤنا عامدين إلى مجتمعنا بهدف إغفالنا و إغفال شبابنا . و هذه حالة لا تختص بمجتمعنا . يفعلون هذا فـي كثير من البلدان الأخرى . توفرت لدينا خلال السنة أو السنتين الماضيتين العديد من الأخبار أنهم فـي بلدان آسيوية مختلفة ـ كماليزيا و الصين و ... ـ و حتى البلدان الأوربية جمعوا و أتلفوا الأقراص المضغوطة التـي دخلت بلدانهم عن طريق التهريب و وجدوا أنها ضارة و مُضلّة لشبابهم . و الواقع أنهم تصرفوا مع هذه الأقراص المضغوطة كالمخدرات التـي يحرم على الشباب الميل إليها . الذين يهرّبون هذه البضائع هم الصهاينة الخبثاء فـي الغالب . إنهم سبب ضلال الشباب و فسادهم فـي الكثير من البلدان لاسيما البلدان الإسلامية و خصوصاً إيران . لماذا ؟ لأنهم يخافون مستقبل إيران. لا يريدون أن يبلغ الشعب الإيرانـي التقدم العلمي و التقدم المدنـي و التقدم الاجتماعي فيكون نموذجاً لسائر البلدان الإسلامية . و الحركات الإسلامية فـي البلدان الأخرى تشير إلى أن الشعب الإيرانـي قد غدا نموذجاً بالفعل ، ولكن يوم تستطيعون فتح قمم العلم و الإيمان و التعايش الإنسانـي و الأخلاقي و تحقيق مجتمع متقدم عادل معنوي يتمتع بالماديات و المعنويات الكافية ، و حين تتمكنون من تكريس القيم الثورية ، سوف تعطب أسلحة العدو بالكامل . لذلك يريدون أن لا تبلغوا هذه المرحلة .
علي الاتحادات الإسلامية أن تقوي تنظيمها . هذه الأواصر القلبية و الإيمانية التـي تتبدى فـي الاتحادات الإسلامية حالة محبذة و مغتنمة جداً فحافظوا عليها و عززوها . المحافل التـي يكوّنها الاتحاد من مجاميع الطلاب و الشباب يجب أن تتشبع بالمعارف الأخلاقية و الدينية و السياسية . من حيث الدراسة يجب أن تكونوا نموذجاً لباقي الشباب ، و كذلك من حيث المساهمة فـي الميادين الاجتماعية و السياسية المختلفة . كونوا إشارة الطريق للشباب الذين ينظرون إليكم و يستلهمون الدروس منكم . و هذا طبعاً غير متاح بمجرد الادعاءات و الإكراه . ينبغي أن تبنوا أنفسكم بحيث يحترم الآخرون بشكل طبيعي نظرتكم ، و إشاراتكم ، و آراءكم و يعدونها قيّمة و ذات اعتبار و يستفيدون منها كدلائل و معالم فـي الطريق . هذا ما يجب أن تكون عليه أعمال الاتحادات الإسلامية و برامجها . وسّعوا من دائرة تأثيركم . إن جيل طلابنا الشباب اليوم جيل صالح جداً . عليكم أن تبنوا أنفسكم فـي فترة الدراسة و الثانوية بحيث لو انتقلتم غداً إلى الجامعة أو الحوزة العلمية إن شاء الله لاستطعتم أن تكونوا مأثرين هناك أيضاً . إجعلوا شخصياتكم متأهبة علمياً و أخلاقياً و من حيث السعي و النشاط و المثابرة فـي المجالات الاجتماعية و السياسية بحيث تشعّون كالمصباح فـي أي مكان تتواجدون فيه .
و أنا بدوري أدعو لكم جميعاً يا أبنائي الأعزاء ، و أطلب من الله أن يشملكم بلطفه و فيضه و هديه و رفقته ، و ستشملكم جميعاً إن شاء الله أدعية سيدنا بقية الله الأعظم (أرواحنا فداه) .
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته