بسم الله الرحمن الرحيم
أبارك لكم جميعاً أيها الإخوة الأعزاء هذا العيد الكبير و الميلاد السعيد. كما أشكر كثيراً جميع الحاضرين المحترمين؛ خاصة الإخوة الأعزاء الذين قدموا برامجهم و مدائحهم؛ و مقدم البرنامج المحترم، و جميع المداحين الأعزاء و الشعراء الذين نظموا هذه الأشعار و شاعرنا العزيز. لقد نوّرتم محفلنا و قلوبنا بمناقب ابنة الرسول الأعظم و سيدة نساء العالمين على مر تاريخ البشرية.
هذه من معجزات الإسلام أن تتبوّأ فاطمة الزهراء ( سلام الله عليها ) مقاماً رفيعاً و تصبح سيدة نساء العالمين رغم عمرها القصير؛ أعني أنها أفضل من جميع النساء عظمة و قدسية على مر التاريخ. فما هو السبب و ما هي تلك الطاقة، و ما هي تلك القوة الباطنية العميقة المحوّلة التي تمكّنت خلال مدة قصيرة أن تجعل من هذا الإنسان محيطاً من المعرفة و العبودية و القدسية و الكمال المعنوي؟ هذه هي معجزة الإسلام.
البعد الآخر من هذه القضية، هو النسل المبارك لهذه السيدة العظيمة، و الذي يعتبر مصداقاً حقيقياً لانطباق سورة الكوثر على فاطمة الزهراء ( سلام الله عليها ) - و إن لم يذکر في تراثنا الحديثي - إنه تطبيق مصداقي صحيح انهمرت كل هذه البركات علی أهل بيت النبي و علی كل واحد من أئمة الهدى ( عليهم السلام )! العالم زاخر بالأنغام اللطيفة الفردية و الاجتماعية و الدنيوية و الأخروية التي أطلقتها الحناجر الطاهرة للحسين بن علي، و زينب الكبرى و الإمام الحسن المجتبى، و الإمام الصادق، و الإمام السجاد؛ و كل واحد من الأئمة. لاحظوا، يا له من دَويّ في عالم المعرفة و المعنوية و في طريق الهداية عمّ بواسطة أحاديث أولئك العظماء و دروسهم و معارفهم! فهذا هو نسل فاطمة الزهراء.
علينا أن نشكر الله كثيراً - و قد كان هذا المعنى أيضاً في الأشعار التي ألقاها الأصدقاء - نعمة ولاية فاطمة الزهراء الصديقة الكبرى ( سلام الله عليها ) نعمة عظيمة علينا. فعلينا أن نحمد الله على أننا عرفناها؛ و علينا أن نشكر الله على توسلنا بعنايتها و أن نشكره لأن جعلنا ممن يدرك قدر نعمة وجودها و توسلنا بها و استلهامنا المعرفة منها و حبنا لها. إنها نعمة إلهية عظيمة و علينا الحفاظ عليها.
حديثنا الثاني حول دوركم أيها المداحون الأعزاء. مع أن الدين أساسه العقلانية و الفلسفة و الاستدلال و لا شك في ذلك، فإنه لا يمكن لأي من المباني العقلانية و الفلسفية و الحكمية أن ينمو و يتأصل و يبقى في التاريخ من غير أن يرتوي من العاطفة و الإيمان القلبي. هذه هي ميزة الأديان التي تميّزها عن المدارس و الإيديولوجيات و الفلسفات الأخرى، حيث إنها تسدعي الإيمان. يختلف الإيمان عن العلم و الاستدلال و الفلسفة؛ فالإيمان أمر نابع من القلب. منزلة الإيمان هي نفس منزلة العاطفة و الإحساس. الإيمان يعني المحبة و الإخلاص و الحب. لذلك، هنا يتضح دور القلب؛ و تحافظ العواطف على منزلتها على مر تاريخ الأديان بهذا الشکل.
مع أنه ليست هناك فلسفة تتمكن من المقاومة أمام فلسفة الأديان و فلسفة التوحيد؛ خاصة فلسفة كالفسلفة الإسلامية المدوّنة؛ خلال تاريخ الصراعات الفلسفية، فإن هذه ليست القضية؛ هناك العديد ممن يعرفون الأسس و المفاهيم الإسلامية و يدركون الحقيقة أيضاً، لكنهم لم يطوّعوا لها قلوبهم. هل تعتقدون أن الذين سمعوا تلك الأحاديث من الرسول (ص) في صدر الإسلام عن علي بن أبي طالب، هل تعتقدون أنهم لم يعلموا أحقية علي بن أبي طالب؟ كانوا يعلمون. نحن قرأنا في الأخبار؛ إنهم سمعوا ذلک عن لسان الرسول و كانوا على علم به؛ لكن ما لم يكن موجوداً هو الإيمان بذلك المعلوم؛ أعني الإيمان بذلك العلم الذي توفر لهم: أي الحب. ما الذي يمنع الإيمان؟ إنه العديد من الأشياء و هذا باب واسع آخر. إن دور الفن و الشعر و الآداب و التواجد في الساحات العملية في تربية هذه الروح الإيمانية، من الأدوار البنّاءة المؤثرة جداً. عليكم أن تنظروا إلى منزلة المداحين و ذاكري أهل البيت في دورهم الذي يمارسونه؛ الدور الذي يقوي الإيمان و ينمّي الثقافة و يعزّز الأواصر العاطفية بين الأتباع و المحبوبين. هذا هو دورهم و هو دور مهم للغاية.
لقد ذكرت في كل سنة كلمة حول قضية المدح و المداحين و الذاكرين و غيرها خلال هذه السنوات التي أقمنا خلالها هذا الاجتماع - و استمر هذا على مدى أكثر من عشرين عاماًً و كان لدينا هذا الاجتماع في كل عام مع المداحين المحترمين؛ منذ فترة رئاستي للجمهورية؛ أي خلال الستينيات - و لا أريد أن أکرّر ذلک، بل أريد أن أقول بأن على الإخوة المداحين أن يدركوا أهمية هذا العمل. و عندما تتّضح الأهمية - و الأهمية توجب المسؤولية - عليهم أن يدركوا مسؤولية هذا العمل. و ماذا تعني المسؤولية؟ تعني بأننا سوف نُسأل. أنتم تقرأون في دعاء مكارم الأخلاق: و استعملني بما تسألني غداً عنه ؛ تسألني غداً؛ في يوم القيامة؛ اللهمّ! أعنّي على إعداد الإجابة في عملي اليوم لما تسألني عنه غداً. هذا هو معنى هذا الدعاء. إذن هناك مسؤولية تقع على عاتقكم. هذه المسؤولية معناها إنكم ستُسألون. علينا أن نعمل بشکل ٍ يکون عملنا فيه مجيباًً عن الأسئلة.
إذا اتضح هذا، نسأل الآن: ثم ماذا؟ فكل الأحاديث التي ذكرناها - أي تلک الأحاديث التي ذكرها المسؤولون الكبار و العلماء في مجتمع المداحين و عقدكم هذا الاجتماع و ذكر هذه المواضيع - كانت للإجابة عن هذا السؤال، و هو: ماذا نفعل؟ و ماذا نفعل کلمة واحدة، و جوابها کتاب كامل. و إذا أردنا ان نذكر ثلاث جمل من هذا الكتاب فإحدی هذه الجمل هي:
عندما نلقي الشعر، علينا أن نتذکر أن هذا الشعر يزيد من إيمان مخاطبينا. لذلك علينا أن لا نقرأ أي شعر و لا نختار أي إلقاء؛ علينا أن نلقي الأشعار بشكل يكون للشعر و اللحن و المعنى تأثيراتها. في أي مجال؟ في ازدياد إيمان المخاطبين. و هذا طبعاً بسيط بالکلام؛ حيث لا يمكن إصدار الأوامر من أعلى المنصة إلى البطل في وسط الساحة. فالعمل بهذا أمر عسير. لكنكم تستطيعون. صوتكم عذب و ذاكرتكم قوية و طاقاتكم و نشاطكم جيد؛ لهذا يمكنكم العمل بهذه الأمور التي أشرت إليها.
أوصي الشباب بألّا يتخلوا تماماً عن أساليب القدامی؛ أي ألا يهملوها. أنا أوافق على الإبداع؛ فلا بأس فيه؛ لكن إذا أردتم بلوغ الكمال في هذا الإبداع، يجب أن يكون امتداداً لطريقة الماضين.
العلى محظورة إلّا على من بنى فوق بناء السّلفى. لقد شيّدوا طبقة، فأضيفوا إليها طبقة أخرى؛ و يأتي شخص آخر ليضيف إلى طابقكم طبقة أخرى؛ عندئذ يرتفع البناء. فإذا ما دمّرتم الطبقة التي بناها أسلافكم، ثم يأتي من يدمّر ما قد صنعتم، و يشيّد طابقاً من جديد، فإن النتيجة ستكون طبقاً واحداً دائماً. تعلّموا محسنات الأساتذة و القدامى و أولئک الذين لهم خبرات أكثر من خبراتکم. ثم أضيفوا إليها شيئاً من عند أنفسكم. إن الأساليب الجديدة إذا أبدعت على هذا الأسلوب ستكون جيدة.
لقد سمعنا قديما من الموسيقيين المشهورين أنهم كانوا يقولون: أن مداحي اللطميات و التشابيه هم الذين حافظوا على الموسيقی الإيرانية الأصيلة؛ الموافق و المخالف و علي أكبر خان و قاسم خان، كانوا يعطون لكل منهم مقاماً لكي يقرأ في ذلك المقام. و أدى هذا إلى وصول الموسيقى الإيرانية التي لم تكن تدوّن - و لم تكن مدونة و لم تكن لها نوطة موسيقية - إلى أيدي الذين تمكّنوا من تدوين الموسيقی على النوطة و تسجيلها بأدواتهم الجديدة. و الآن يأتي شباب اليوم، سواء منشدو الإذاعة و التلفزيون - و مع الأسف فإن الوضع هناك ليس جيداً - أو المداحون و يقلدون فجأة الألحان الغربية بصورة غير صحيحة و من غير علم؛ ليس من المناسب أن نقتبس أو نقرأ بالأساليب التي قرأ بها المطرب الغربي الفلاني أو المقلد العربي لذلك المطرب الغربي! و للاسف قاموا بهذا العمل قبل انتصار الثورة. لقد عملوا علی تضييع الموسيقی الإيرانية الأصيلة التي كان من الممكن أن تشتمل على الموسيقى غير محرمة، طبعاً الموسيقى الأصيلة نوع منها محرّم؛ و لا فرق بين الموسيقی الإيرانية و غيرها. طبعاً بدأت الظروف تتحسن بعد انتصار الثورة؛ لكن الآن ليس من المناسب أن يقلد المداحون أو مغنونا في الإذاعة و التلفزيون الألحان الغربية، و ذلك بشکل خاطئ، و يكرروا الألحان المناسبة لمجالس اللهو في مجالس الإيمان و المعنوية، هذا خطأ. الإبداع أمر صحيح؛ و لكن ليس بهذا الشكل. هذا يتعلق باللحن. طبعاً يمكن أن يفسد الصوت الحسن مع اللحن القبيح؛ و أيضاً من الممكن تحسين الصوت المتوسّط باللحن الجميل. و اللحن هو موضوع بحد ذاته.
لنتناول مسألة عند الشعر و الكلام، فهي حکاية طويلة. أولاً يجب أن تكون ألفاظ الشعر ألفاظاً جيدة؛ لا يعرف الجميع الشعر الجيد. إن ما يعتبره شخص جاهل شعراً جيداً، لا يدل على جودته. يجب أن يصدِّق على جودة الشعر من يتمتع بخبرة في معرفة الشعر. فما هي فائدة الشعر الجيد؟ فائدته هو تأثيره الأكبر في المخاطب دون أن نعلم أو نشعر به، و هذه هي ميزة الفن. الفن البديع هو الفن الذي يکون تأثيره أعمق في المخاطب من الفن المبتذل العادي حتى و لو لم يعرف المخاطب بأنه بديع؛ هذه هي فائدة الفن الإبداعي. يجب أن تكون الألفاظ ألفاظاً جيدة قوية جميلة؛ و يجب أن تكون المضامين رائعة لطيفة جديدة و غير مكررة، و يجب أن يكون الموضوع - و هو الهدف الأصلي - موضوعاً تربوياً.
هناك مسألة هي مسألة الموضوع التي هي غير مسألة الألفاظ و المضامين اللفظية. أعني أن ما تريدون بيانه يجب أن يكون تربوياً. افترضوا الآن أن واعظاً يصعد المنبر و يتحدث من أول المجلس إلى نهايته دون أن يضيف شيئاً إلى معرفة الناس و بصيرتهم حول ذلك الموضوع. من الواضح أنه يضيّع وقته و وقت الآخرين. و هذا هو شأن المداحين. و ما تقرأونه من الأشعار حتى و لو كان اللفظ لفظاً جيداً و كان متعلقاً بالسيدة الزهراء ( سلام الله عليها )، إذا لم يتمكن المستمع من الاستفادة منه و لم يضف شيئاً إلى معرفته عن هذه السيدة العظيمة و لم يفهم شيئاً عن مقامها التوحيدي و جهادها و سلوكها و سجاياها التي هي دروس - لأنها معصومة، و أعمالها تعتبر درساً و نموذجاً للبشرية - فإن في ذلك إشكال و مؤاخذة.
إذن، أن مسؤوليتکم ليست سهلة أيها الأعزاء! فعملكم صعب جداً علی عکس ما يتصوره البعض حيث يظنون أننا نحفظ عدة كلمات و يكون صوتنا جميلاً و هذا يكفينا. يجب أن يكون العمل عملاً فنياً و مؤثراً و هادياً و مرشداً.
إننا نواجه اليوم مشاكل كبيرة؛ و ليست القضية قضية أمريكا و الطاقة النووية و حسب. صحيح أن هذه الأمور من القضايا المهمة جداً؛ بل إن كافة مراكز و أقطاب القوى الفكرية و الإعلام العالمي يخططون لاقتلاع هذه الجذور المتبقية العميقة التي امتدت في هذه الأرض و للقضاء على هذا الإيمان الإسلامي و الالتزام بالتعهد الإسلامي و القرآني و للقضاء على هذه القلوب المؤمنة. إنكم جالسون هنا و تتصورون أن عجلة الحياة تدور هکذا من تلقاء نفسها. كلّا سيدي! إن هناك اليوم حرب حقيقية بين هذا المجتمع و النظام و مفكريه و نشطائه على مختلف المستويات، و من جملتها أنتم المداحون في منظومة البلد و بين الذين يريدون اقتلاع جذور هذا الإيمان من هذا التراب المقدس و هذه القلوب الطاهرة؛ لأنهم أدرکوا أن هذا البناء الذي أقيم على هذا الأساس يتناقض مع مصالحهم المادية و السلطوية و التوسعية و أنه لن يستسلم في نهاية المطاف أمام سيطرة العالم الاستكباري؛ لقد أدركوا هذا. إنهم يريدون أن يسلبوا فکرة التوحيد و العقيدة الولائية و حب القرآن و أهل البيت، و الالتزام و الغيرة للمبادئ الدينية و الاعتقاد بمكافحة الظالم و تقبيح الرضوخ للظلم، يريدون سلبه من قلوب الناس، مستخدمين في ذلك مختلف أنواع الحيل. إنهم يفعلون شتى أنواع الحيل و يقرّون بذلك.
لقد أعلن البرلمان الأمريكي أنه ينفق ملايين الدولارات لأجل ترويج الديمقراطية في إيران! طبعاً يسمونها الديمقراطية! أجل، فليسمونها كما يحلو لهم؛ لكن الحقيقة واضحة. ما يرمون إليه هو القضاء على الأساس الفكري المتين الذي يسود هؤلاء الناس و هذه القلوب و الأرواح تماماً و يهديها إلی هذا الصراط المستقيم. هذا هو هدفهم و قصدهم.
يريدون أن ينفقوا هذه الأموال في هذا المجال. فهذه الأموال لا تنفق کلها في مجال القنابل و الرصاص و غيرها؛ بل تنفق بشكل أساسي علی النشاطات الإعلامية و الأعمال الثقافية بأشكال مختلفة. طبعاً تُلاحظ المقاومة و الهجوم من هذا الجانب أيضاً. لهذا فهي حرب حقيقية. و في هذه الحرب تبدو مسؤولية الذين يتعاملون مع إيمان الجماهير و قلوبهم و معارفهم و الأسماء المباركة للأئمة (عليهم السّلام ) و أهل البيت، تبدو کبيرة جداً. على الإخوة الأعزاء أن يعرفوا هذا الواجب بشكل صحيح؛ و يستفيدوا منه بصورة صحيحة.
يسمع الإنسان أشياء إيجابية عن بعض الأشخاص و الحمد لله؛ طبعاً هناك أحاديث في مختلف المجالات. إحدى الأمور التي أريد أن أؤکد عليها بصورة خاصة هي قضية الانسجام الإسلامي الذي سبق أن ذکرناه. الانسجام الإسلامي يعني عدم إثارة العصبية بين أتباع المذاهب الإسلامية. عليكم أن لا تعملوا بشكل يؤدي إلى إثارة عصبية غير الشيعة من المسلمين عليكم؛ و عليهم أيضاً أن لا يقوموا بعمل يؤدي إلى إثارة عصبيتكم و غيرتكم ضدهم. هذا ما يريده الأعداء. لاحظوا الآن إن هناك جماعتين في فلسطين بينهم صراع! فما هو أفضل من هذا لإسرائيل! إنهما يواجهان أحدهما الآخر بدلاً من توجيه نيران بنادقهم إلى إسرائيل! أجل، هذا أمر جيد جداًً بالنسبة لإسرائيل. إنها تنفق أموالاً كثيرة و من المناسب أن يكون هناك مثل هذا الوضع. افترضوا أن تظهر جماعة في لبنان و تواجه جماعة أخرى داخل لبنان. هل هناك نعمة أكبر من هذه لإسرائيل و أمريكا! هل هذا أفضل أم أن يكون هناك تنظيم مثل حزب الله يتقدم لهزيمة إسرائيل و من خلفه الجميع سواء منهم من ينبض قلبه بالإيمان، أو من يخاف الرأي العام؟ من الواضح أن الخلافات أفضل لهم. هذه هي القضية في العالم الإسلامي. فما هو الأفضل بالنسبة لأمريكا؟ أن تخرج الجماهير المسلمة من مصر و الأردن و العراق و باكستان و الهند و تركيا و الأماكن الأخرى و تطلق الشعارات لصالح الجمهورية الإسلامية أم أن تعمل أمريكا لإخماد هذه الشعوب و يعارض بعضها إيران الإسلامية إذا ما رفعت صوتاً في قضية فلانية؟ من الواضح أن أمريكا ترجّح الأمر الثاني. و كيف يتم ذلك؟ و كيف يمكن ذالك؟ إنه سهل جداً. يعملون علی إثارة الطائفية بين الشيعة و السنة. و يقولون لهم؛ هؤلاء هم شيعة؛ و إنهم يسبون الصحابة و يسخرون بمقدساتكم. إنهم يريدون بث الفرقة. إن من رفع نداء الوحدة بين الشيعة و السنة كان قد أخذ منذ بداية ظهور هذه الأفكار كل هذه الأمور بنظر الاعتبار. لماذا لا يدرك البعض ذلك؟ إن إمامنا العظيم الذي كان منادياًً بالوحدة بين المسلمين، كان إيمانه و حبه و ولاؤه لأهل البيت و للأئمة أشد من كل هؤلاء الذين يدّعون ذلك. هل كان هو الأعرف بالولاية أم الشخص الأمي الفلاني الذي يجترح السيئات باسم الولاية و ينطق بالکلام غير المرتبط ببعضه في المجالس العامة و الخاصة؟ عليكم أن تحافظوا على الوحدة.
إذا رأيتم أن هناك أشخاصاً في مجتمعكم يتصرفون في الاتجاه المعاكس لهذا، فعليكم طردهم؛ و اعربوا عن معارضتكم لهم؛ إنهم يوجهون الإساءة و الضرر. يوجهون الضربة للإسلام و التشيع و المجتمع الإسلامي. هذه من القضايا المهمة جداً.
الوحدة الإسلامية تصب اليوم في صالح النظام الإسلامي و الجمهورية الإسلامية. التحرك خلاف هذا الاتجاه يصب في صالح أمريكا و الصهاينة و العتاة في العالم الإسلامي الذين ملأوا جيوبهم من دولارات النفط و لا يرغبون أبداً في أن يكون هناك عنصر كالجمهورية الإسلامية و الشعب الإيراني. على كل حال نسأل الله أن يهدينا.
اللهمّ! اشمل هذه القلوب النيرة، و هذه الألسن المداحة و الذاكرة بلطفك و عنايتك. اللهمّ! بلغ السلام عنـّا و عن شهدائنا و أمواتنا و إمامنا العظيم إلى روح السيدة الطاهرة فاطمة الزهراء ( سلام الله عليها ). اللهم! أرض ذاتها المقدسة عنا؛ و أجعلنا من أنصارها. اللهمّ! تفضل على شعبنا بالمزيد من الرفعة؛ و اجعل القلب المقدس للإمام المهدي المنتظر راضياً عنا .
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.