الهدف من الحظر هو التضييق على إيران الإسلاميّة. يريدون جعل النظام الإسلاميّ للجمهورية في ضائقة، لِمَ؟ لكي يغدو تابعاً لمساراتهم الاستعماريّة والاستكباريّة، ويرضخ لمطالبهم المتغطرسة وأغراضهم السلطويّة، فيجعل سياساته تابعة لسياساتهم.
إنّ تأثير أنواع الحظر هذا بات يتراجع تدريجياً. لقد مارسوا الحظر أعواماً عدّة، ووجدوه غير مُجدٍ. تقول المصادر العالميّة الموثوقة إنّ الناتج المحلّي الإجمالي لإيران - على سبيل المثال - أكبر في هذا العام من العام السابق. لمَ هو أكبر؟ لأنّ الشعب يعمل أكثر وبنحوٍ أفضل، ولأنّ أنواع الحظر لا تُنهكهم، ولأنهم لا يُعلّقون الآمال على المساعدات من خارج البلاد والحدود.
يُقدم مستوطن بمساندة شرطة الكيان الصهيوني الخبيث على تسوية بستان فلسطيني ومزرعته ومنزله السكني بالأرض ليبني مستوطنة له على تلك الأرض، فهل الفلسطيني الذي يدافع عن أرضه ومنزله إرهابي؟! وهل جبهة المقاومة إرهابية؟!
الإرهابي هو مَن يقصفهم.
جميع الدول والشعوب، وجميع الثقافات على اختلافها في العالم لديها «يوم العمّال»؛ فيوم العامل هو لكلِّ العالم، لكن نظرة العالم المادي إلى العامل تختلف عن نظرة الإسلام إليه. نعم، فالعالم المادي أيضاً يرى أهميَّة للعامل، لكن لماذا؟ ذلك لأنَّ العامل أداةٌ؛ أداة إنتاج الثروة لصاحب العمل. إن نظرة العالم المادي تجاه العامل هي نظرة أداتية؛ مثل البرغي والصمولة، مثل الآلة نفسها.
«من يعمل يزدد قوَّةً»؛ فالمجتمع الذي يوجد فيه العمل، ويُنجز فيه العمل، تزداد قدرته وقوَّته، «ومن يُقصِّر في العمل يزدَد فترةً» ؛ وذاك المجتمع، وذاك الفرد الذي يُقصِّر في العمل، يزداد وهنه يوماً بعد يوم.
في هذه الحرب الاقتصادية التي نواجهها، الخطُّ الأمامي والجبهة المتقدِّمة على الخط، تعود للعامل ورائد الأعمال. ينبغي يا من تُحاربون أمريكا أن تقدِّروا قيمة عملكم. فبقدر ما تعملون بنحو جيِّد، بقدر ما يكون مؤثراً في هذه المعركة الاقتصادية.
نظرة الإسلام للعامل والقيمة التي يوليها له مستمدة من القيمة التي يوليها للعمل. العمل! العمل! الإسلام يولي قيمة ذاتية للعمل.