بسم الله الرحمن الرحيم
أهلاً و مرحباً بكم كثيراً أيها الإخوة و الأخوات الأعزاء، و أشكركم فرداً فرداً على طيّكم هذا الطريق، و حضوركم في هذه الحسينية، و نشركم فيها أجواء‌ الصميمية و علامات الإخلاص و المحبة المعهودة‌ دوماً عن الإخوة و الأخوات من أهالي قم.
أشكر الله و أنا مسرور على أن هذا اللقاء‌ يقام بعد مدة قصيرة من زيارتي لقم، حيث أبدى أهالي قم الأعزاء و شباب قم و رجالها و نسائها في تلك الزيارة علامات الالتزام و الوفاء للإسلام و الدين و النظام الإسلامي، و أظهروا علامات البصيرة إلى درجة أن أعداء الشعب الإيراني أيضاً لم يستطيعوا التزام الصمت إزاء ذلك و اعترفوا به.
يمكن دائماً معرفة أهمية‌ الأعمال و الممارسات عن طريق ردود أفعال الأعداء. هذا من طرق معرفة أهمية الأمور و الخطوات و الموضوعات. لو افترضنا أن شخصاً أصابكم ببدنه قليلاً و أنتم تمشون في الشارع، فقد لا يصدر عنكم رد فعل، لكنه إذا اعتدى عليكم و هاجمكم بقبضته و يده و حرابه فسوف تصدر عنكم ردود أفعال و تحرك، و هذا دليل حدوث شيء ضدكم. و هذا الشيء في الحالة‌ الأولى شيء بسيط لا يجدر بالاهتمام، لكنه في الحالة‌ الثانية أمر مهم، و بالتالي فردود الأفعال بوسعها إجلاء عظمة الأمور أو عدم أهميتها.
يرى الإنسان هذه القاعدة سارية جارية في كل شؤون الثورة و أمورها سواء‌ الأمور الكبيرة أو الصغيرة و سواء الأحداث اليومية أو الأمور العامة المستمرة. ردود الأفعال التي صدرت في عالم الكفر و الاستكبار حيال الثورة و حيال تأسيس نظام الجمهورية الإسلامية مؤشر على عظمة الأمر.
حينما بادرت الأجهزة و الأنظمة التي تتوفر على القوة و القدرة‌ في العالم، و تمتلك المال و السلاح و الإعلام، و تسيطر على وسائل الإعلام، حينما بادرت بشكل متلاحم و واحد و منذ اليوم الأول لتأسيس الجمهورية الإسلامية إلى اتخاذ خطوات و ممارسات متنوعة ضد هذا النظام، فهذا دليل على أن الحدث الذي وقع يحظى بأهمية عظيمة لا تطاق بالنسبة لزعماء الظلم و الاستكبار في العالم. و هذا هو الواقع، فالإسلام دين العدل و الإنسانية و مجابهة الإجحاف و اللاعدالة و الظلم و غمط الحقوق. حسناً، الذين يستولي غمط الحقوق و الظلم على كل كيانهم، و يعتبر قمع البشر و عواطفهم و وجودهم مبرر ظهورهم الأساسي، سوف يرتعبون بلا شك من تواجد الإسلام في الساحة و يعمدون إلى مجابهته. و هذا هو السبب في مجابهتهم للجمهورية الإسلامية. طبعاً هم يختلقون الذرائع، في كل فترة من الفترات يختلقون ذريعة معينة، لكن حقيقة الأمر هي تلك.
عرض الإسلام و الجمهورية الإسلامية طريقاً جديداً على البشرية، و قدم للشعوب حركة‌ غير مسبوقة، و أثبت أن شعباً مع أنه لا يمتلك أسلحة تذكر و لا إمكانيات مادية تذكر بوسعه المقاومة أمام أعتى و أشرس الحكومات في العالم و عدم الخضوع لها و مواصلة‌ مسيرته و رفع راية العدل و الإنصاف و الإنسانية. هذا شيء جديد في العصر الحديث. هذا ما بدأتموه أنتم.. و كذا الحال بالنسبة لشتى قضايا الثورة.
و بخصوصكم أنتم تحديداً يا أهالي قم ثمة‌ حساسية شديدة جداً يبديها أعداء البلد و الثورة، فهم مستاؤون و سلبيون جداً من قم و القميين و الحوزة العلمية و شباب قم و معنويات أهالي قم، لماذا؟ لأنهم تلقوا صفعة من قم. الاستكبار و الجبهة المعادية للإسلام و الشعب الإيراني تلقت صفعة من قم. من الحالات و المصاديق التي تلقوا فيها الصفعة من قم هو يوم التاسع عشر من دي حيث شعر أهالي قم بالواجب و التكليف أسرع من الآخرين، و عرفوا الأوضاع و أدركوها و شعروا بالمسؤولية و نزلوا إلى‌الساحة. هذا شيء على جانب كبير من الأهمية. معرفة الأوضاع أمر مهم يحتاج إلى بصيرة و كذلك الشعور بالواجب و التكليف. لا بد من روح الالتزام و الإيمان لكي يشعر الإنسان بالتكليف و الواجب. البعض يرون الأحداث العظيمة المزلزلة و يرون مخططات الأعداء لكنهم لا يشعرون بالواجب و لا يتحركون. و البعض يرون أن العدو يصطف، و حين يصطف العدو فلا بد لنا بدورنا أن نشعر بالواجب في مقابله فهذا من لوازم الالتزام و الإيمان، لكن البعض لا ليس لديهم مثل هذا الشعور. طبعاً كانت مثل هذه الروح متوفرة لدى الشعب الإيراني العزيز و تعززت و تجذرت بالنهضة‌ و الحركة الإسلامية، و عبّرت عن نفسها في الثورة. لكن الأماكن كانت مختلفة. كان أهالي قم في الطليعة. و قد شعروا بالواجب في التاسع عشر من شهر دي و نزلوا إلى الساحة. و الساحة لم تكن ساحة سهلة بل كانت ساحة صعبة و ساحة مواجهة للرصاص و القمع العنيف الذي تمارسه أجهزة النظام الطاغوتي البوليسية و الأمنية حيث لا يرحمون أحداً. لكن القميين نزلوا مع ذلك إلى الساحة.
هذه البصيرة‌ و هذا الشعور بالواجب و هذا النزول إلى الساحة كان صفعة قوية للأعداء، و قد جاء التجاوب فجأة من تبريز، ثم من يزد ثم من المدن الأخرى، و هكذا ظهرت هذه الحركة الهائلة التي كان إمامنا الجليل قد مهّد أرضياتها منذ سنوات. كانت هذه صفعة. و حينما يتلقى العدو صفعة فسوف يحقد و يجابه. و إذا أردنا تقييم أنفسنا و محاسبتها فحينما يزداد تكشير العدو عن أنيابه أمامنا يجب أن نعلم أن قدراتنا كبيرة و بوسعنا توجيه ضربة لهذا العدو.
هذا التحرك الذي أبداه أهالي قم الأعزاء عند زيارتي - أنا العبد الضعيف - و أبدته الحوزة العلمية و العلماء و الشباب كان صفعة موجعة للعدو الذي بدت عليه الهشاشة مقابل هذا الاقتدار و هذه البصيرة و هذا التواجد الجماهيري الشامل. لقد كان هذا درساً لشعبنا الإيراني.
حيثما استطعنا أن نفهم الأمور و نشخصها بنحو صحيح - و هذه هي البصيرة - و نشعر تبعاً لذلك بالواجب و الالتزام و المسؤولية و ننزل إلى الساحة كانت الغلبة‌ لنا.. «فإذا دخلتموه فإنكم الغالبون» (1). عندما تدخلون الساحة بإيمان و بصيرة تكون الغلبة‌ و النصر لكم، لماذا؟ لأن الطرف الذي يواجهكم لا إيمان له و لا دين و لا محفزات معنوية عميقة، و عناصره الميدانيون مرتزقة و مخدوعون، و المخططون و المحرضون أنفسهم لا إيمان لهم. عندما تدخلون الساحة بإيمان فإنكم الغالبون. هذه تجربة بالنسبة للشعب الإيراني.
استطاع الشعب الإيراني على مدى إحدى و ثلاثين أو اثنتين و ثلاثين سنة إنجاز أعمال كبيرة على أساس هذه التجربة. استطاع الارتفاع بمستواه وفق المعايير المادية - هذا التقدم العلمي و التقني و العمل الدؤوب و المستمر في كل أنحاء البلد كلها علامات تقدم مادي - و كذلك استطاع الارتقاء‌ إلى مستوى عالٍ من الناحية‌ المعنوية. لقد شاهدنا الآيات الإلهية و علامات العون الإلهي. كنا في السابق نقرأ عن العون الإلهي و إمدادات يد القدرة‌ الإلهية في الكتب فقط، و اليوم نشعر بها في الساحة و نلمسها كما لمسها إمامنا الجليل و قال ذلك لي. كان قلبه قوياً لأنه يرى يد القدرة الإلهية.
لقد لمس الشعب الإيراني المعونات الإلهية و شعر بها في الميادين المختلفة. حينما يكون الشعب الإيراني في الساحة و مستعداً للجهاد فسوف يشعر بذلك في الحرب المفروضة بشكل، و في الأمور المختلفة بشكل، و في التحركات السياسية بشكل، و في الفتن بشكل. في فتنة عام 88 كانت هناك يد القدرة‌ الإلهية حيث تيقظ الناس و نزلوا إلى الساحة و أحبطوا تحركاً خطيراً.
لا يزال المجال كبيراً جداً لتحليل و شرح و إيضاح زوايا و أبعاد هذه الفتنة التي خطط لها العدو. كان الأعداء قد أعدّوا حسابات دقيقة جداً لكن حساباتهم كانت خاطئة فهم لم يعرفوا الشعب الإيراني بعد. كان العدو قد شاهد كل الأشياء وراء الكواليس. هؤلاء‌ الذين تسمونهم رؤوس الفتنة كانوا أشخاصاً دفعهم العدو إلى وسط الساحة. و قد ارتكبوا ذنباً بالطبع. يجب أن لا يكون الإنسان ألعوبة بيد الأعداء، بل عليه إدراك القضية و استيعابها فوراً. و إذا أصابته الغفلة في بداية المطاف و أدرك حقيقة الأمر بعد ذلك فيجب عليه تغيير مساره فوراً. لكنهم لم يفعلوا ذلك. العامل الأصلي كان آخرون خططوا للأمر و حسبوا حساباتهم كما يتصورون. توهموا أن الجمهورية الإسلامية ستسقط، و لن تبقى لا حقيقة الدين و لا حتى الشعارات الدينية. هذه كانت خطتهم. كان تخطيطهم أنهم إذا استطاعوا فسوف يرتبون وضع الحكومة‌ كما يحلو لهم، و كان واضحاً ماذا سيكون طريقهم بعد ذلك و ماذا سوف يفعلون . و إذا لم تترتب أوضاع الحكومة‌ و الدولة حسب ما يشتهون و لم يتيسر ذلك لهم فيشيعون الاضطرابات في البلد. و أرادوا حسب أوهامهم - و قد ذكرت هذا في حين - أن يختلقوا نموذجاً كاريكاتيراً للثورة الإسلامية - كالظلال التي تقلد حركات البطل و تتظاهر بأدائه - و يقلدوا إداء‌ الثورة. هذا كان مخططهم . لكن الشعب الإيراني صفعهم على أفواههم و قضى على مخططهم.
الثورة‌ اليوم و الجمهورية الإسلامية و الشعب الإيراني و الخط الديني الصحيح في البلاد أقوى و أوضح بكثير مما كان عليه قبل أحداث العام الماضي، و السبب هو أن الله تعالى كلما امتحن أعطى درجات. حينما ينجح الشخص أو الجماعة أو الشعب في الامتحان فسوف يعطيهم الله درجات، و درجاتهم هي أن يرفعهم. هكذا هي الامتحانات الإلهية. كما لو أسأنا التصرف في الامتحان و خسرنا الامتحان و منحنا الله درجة‌ رسوب و سقوط، و ذلك السقوط عبارة عن الهبوط و الانحطاط و أن يسوء وضع الإنسان أكثر مما كان عليه، كذلك لو نجحت الشعوب في الامتحانات فإن الله يرفعها.
في فترة من الفترات رسب الناس في أحد الامتحانات، و ضرجوا الإمام أمير المؤمنين بدمائه في محراب العبادة. كان امتحاناً ذا نتائج سيئة. لماذا يصل وضع المجتمع إلى حيث يتضرج مظهر العدالة و المعنوية‌ و التوحيد بالدماء‌ على يد أشقى الناس؟ كان ذلك مؤشر امتحان سيئ خاضه الناس. حينما دخلوا هذا الامتحان سقطوا، لذلك خفضهم الله و أسقطهم و وصل بهم الأمر إلى أن يُقتل الإمام الحسين بن علي أمام أعينهم!
حينما تنجحون في الامتحان يرفعكم الله. خط الإسلام اليوم و خط الإيمان بالله و خط الثورة في البلاد و بين الشعب أقوى و أعمق و أرفع بكثير مما كان عليه قبل الفتنة. لماذا؟ لأن الشعب نجح في الامتحان و هذه درجة إلهية. صار هذا بالنسبة لنا أمراً و دستوراً نعمل به. ينبغي العمل على هذه الشاكلة‌ في جميع القضايا. يجب النظر بصورة صحيحة و التقييم بصورة صحيحة و حساب الأمور بصورة صحيحة. و علينا الحذر من أن نخطأ في حساباتنا، و لا نخلط القضايا الأصلية بالقضايا الفرعية، فلا نرى الأحداث و الأمور الكبرى و المهمة صغيرة، و في المقابل لا نرى الأحداث الصغيرة كبيرة. يجب التشخيص بصورة صحيحة. هذه هي الخطوة الأولى و من ثم يجب الشعور بالمسؤولية. هذه هي الحياة الطيبة للشعب الحي. الحياة الطيبة التي وعد الله بها المؤمنين «و لنحيينه حياة طيبة» (2) معناها هذا.. معناها التقدم و النجاح يوماً بعد يوم في الامتحانات المختلفة. الذين يقضون نحبهم في هذا الطريق يحظون بلقاء الله و مراتب السعادة العليا، و الذين يبقون على قيد الحياة يتقدمون معنوياً و مادياً باستمرار، فهناك التقدم المادي أيضاً.
بدأ الشعب الإيراني طريقاً و انتصر في امتحانات عديدة. كان امتحان الحرب المفروضة امتحاناً كبيراً. و قد انتصر الشعب في هذا الامتحان. و لم يكن هناك الانتصار في الحرب فقط بل كان هناك أيضاً و الأهم من الانتصار الأول الانتصار في المعايير المعنوية و الإلهية. ذلك أن الشعب أبدى صبره و إيثاره و بصيرته و تضحياته و استعداده للتحرك في سبيل الله. و قد أخذ الله تعالى بيد هذا الشعب نحو الرقي و الرفعة لحد اليوم. و كذا سيكون الحال بعد اليوم أيضاً. الأعداء الذين يبرزون لشعب إيران لا يفهمون هذه الحقائق و لا يدركونها.
الشعب الإيراني اليوم مقتدر في سياساته الداخلية و في سياساته الخارجية و في تأثيره على المنطقة و على القضايا العالمية‌ المهمة. هذه حقائق.. و العدو يريد أن يسلك كل هذه الطرق ليشتبك مع شعب إيران و يختلق له العراقيل و العقبات، و سوف لن يستطيع بطبيعة الحال. العدو يروم خلق المشكلات للشعب على الصعيد الاقتصادي و إيجاد المتاعب للمسؤولين - هذا الحظر و الكلام الذي تسمعون به - لكنهم لم يستطيعوا. و على صعيد الشؤون الخارجية يحاولون إخافة البلدان و الحكومات و الدول و الشعوب من إيران. كل هذا الحجم الهائل من الإعلام الذي يجترحه الأمريكان و الصهاينة و الأوربيون التابعون لهم - و تتبعهم بعض الحكومات التافهة المسكينة - فيما يتعلق بحقوق الإنسان و بالطاقة النووية و بالقنبلة النووية الوهمية، كله من أجل تخريب ذهنية العالم و ذهنية المنطقة بخصوص إيران، لكنهم لم يستطيعوا ذلك. و السبب في أنهم لم يستطيعوا هو أن أمريكا هزمت حالياً في منطقتنا في ما يتصل بشؤون فلسطين و شؤون لبنان و قضايا أفغانستان و قضايا العراق. من هو الذي هزم أمريكا؟ هزمتهم سياسة الشعوب الصحيحة. إنهم يقولون إن إيران هي طرفنا المقابل في مختلف قضايا المنطقة. و طرفهم ليس إيران. تأثير الجمهورية الإسلامية‌ تأثير معنوي. نعم، اقتدار الجمهورية الإسلامية يوقظ الشعوب. لا شك في هذا. و ستكون النتيجة أن تتولى السلطة في العراق حكومة يبذل الأمريكان كل سعيهم لكي لا تتولى السلطة، لكنها تتولى السلطة بسبب هذه اليقظة‌ الجماهيرية. هكذا هو تأثير الجمهورية‌ الإسلامية. و كذا الحال في أماكن أخرى.
سوف نستمر في هذا الطريق. لقد عرفنا القمم و نعلم إلى إين نروم المسير.. «لتكونوا شهداء‌ على الناس» (3). هذا درب يجب أن يوصل شعبنا إلى الإسلام الأصيل الكامل، و في هذا خير الدنيا و الآخرة. الحياة الطيبة‌ في الدنيا و الآخرة‌ تكمن في الإسلام الكامل. و لا نزال بعدُ في بدايات الطريق. و لدينا الكثير من النواقص. و لا تزال هناك مسافات كبيرة‌ تفصلنا عن الإسلام الكامل. هذا هو طريقنا. و قد عرفنا هذه القمم. و قد دلنا الله تعالى و الحمد له على الطريق، و عزيمة الشعب و المسؤولين في البلاد و إرادتهم للمسير في هذا الطريق عزيمة‌ و إرادة جيدة.. إنها عزيمة قوية و إرادة صلبة.
طبعاً يجب أن نكون متيقظين. الجميع يجب أن يكونوا متيقظين. لا نريد أن نضع وسائد ناعمة‌ تحت رؤوسنا و يجب أن لا نفعل ذلك أو نهدهد أنفسنا و نقول دوماً إن العدو قد هزم و إنه ضعيف و إننا أقوياء. هذا الكلام يجب أن لا يدفعنا إلى النوم بل يجب أن نكون واعين صاحين، و كما قال الإمام أمير المؤمنين «و إن أخا الحرب الأرق و من نام لم يُنم عنه» (4). حينما يكون لكم صراعكم يجب أن تكونوا واعين يقظين، فالصراع ليس بيدي أو بأيديكم. العدو يريد هذا الصراع، سواء كان صراعاً سياسياً أو أمنياً أو اقتصادياً. و ليس الصراع كله صراعاً عسكرياً. حينما يكون ثمة‌ صراع يجب التيقظ. يجب على الشباب أن يكونوا يقظين صاحين، و رجال الدين يجب أن يكونوا صاحين، و الجامعات ينبغي أن تكون واعية يقظة، و مسؤولو البلاد ينبغي أن يتحلوا باليقظة، و يقظة المسؤولين في أن عليهم تقديم الخدمة‌ للجماهير ما استطاعوا إلى ذلك سبيلاً و الانهماك في العمل الدؤوب و الحفاظ على هذا التلاحم - الذين هو كالشوكة في عيون الأعداء - ما استطاعوا.
وفقكم الله و أيّدكم.. اللهم بمحمد و آل محمد أفض من معين لطف على هذا الشعب العزيز. ربنا ثبت أقدامنا على هذا الدرب. ربنا احشر أرواح الشهداء‌ الطيبة و الروح الطاهرة لإمامنا الجليل مع أوليائك.
و السلام عليكم و رحمة الله..

الهوامش:
1 - سورة المائدة، الآية 23 .
2 - سورة النحل، الآية 97 .
3 - سورة البقرة، الآية 143 .
4 - نهج البلاغة، الكتاب 62 .