تحدّث قائد الثورة الإسلامية، الإمام الخامنئي، خلال لقائه مع الرئيس الجديد لجامعة الشهيد مطهري ومديريها وجمعٍ من أساتذتها، بكلمة موجزة حول المرحلة الثانية من الدورة الرابعة عشرة لانتخابات الرئاسة في جمهوريّة إيران الإسلاميّة، وقال: «هذه الانتخابات مهمّة جدًّا، وعلى جميع المحبّين للإسلام والجمهوريّة الإسلاميّة، والراغبين في تقدّم البلاد وتحسّن أوضاعها ومعالجة نقاط الضعف فيها، أن يثبتوا ذلك يوم الجمعة عبر الإدلاء بأصواتهم». 
ولفتَ الإمام الخامنئي إلى أنّ نسبة المشاركة في المرحلة الأولى من الانتخابات لم تبلغ الحد المتوقّع، وأضاف: «كانت كلّ التخمينات أعلى ممّا حدث على أرض الواقع، ولهذا الأمر أسباب، يجب على مَن هم خبراء في السياسة، وفي القضايا ذات الصلة بعلم الاجتماع، أن يحلّلوها». 
وعدّ سماحته الظنّ بأن الأشخاص الذين لم يُدلوا بأصواتهم في المرحلة الأولى معارضون للنظام، استنتاجًا خاطئًا تمامًا، وتابع: «قد لا يُعجَب بعض الأشخاص بمسؤول معيّن، أو قد لا يُعجَب بعضهم بأساس النظام، وهؤلاء موجودون في البلاد، ويتحدّثون بحريّة أيضًا، لكن أن نضمّ كلّ مَن لم يقترع إلى هؤلاء، فهذا خطأ كبيرٌ جدًّا. كلّا، ربما هناك من لديه مأزق، أو معضلة، أو عمل، أو إنه ضجر، ولا وقت لديه؛ هناك أنواع وأشكال من الموانع أمام هذا الأمر».
وأكد قائد الثورة الإسلامية أنّ مشاركة الناس ركيزةٌ لنظام الجمهوريّة الإسلاميّة، ومدعاةٌ لمفخرة النظام وشموخه، وأضاف: «بقدر ما تكون مشاركة الناس أفضل وأكثر وضوحًا وسطوعًا، سيكتسب النظام القدرةَ على تحقيق رؤيته ومقاصده وأهدافه، سواء داخل البلاد، أو في نطاق الامتداد الاستراتيجي لها، وهذه فرصة كبيرة جدًّا للبلاد». 
وأعرب الإمام الخامنئي عن أمله في أن يوفّقَ الله الناس لاختيار الأفضل، وأن يحقق الرئيس المُنتخَب أهداف الشعب والنظام.  
وفي مستهلّ هذا اللقاء، وصف قائد الثورة الإسلامية خطط التحوّل في جامعة الشهيد مطهري بأنها خطوة ضرورية وصائبة، وقال: «يجب جعل الخطط مبنية على التحوّل، مع الحفاظ على الثوابت والمبادئ، وبما يتناسب مع احتياجات العصر، لأن الحوزات الدينية تحتاج حقًّا إلى نهضات جديدة». 
وشدد سماحته على مسألة الانضباط، وتفعيل الإشراف الإداري في الأنشطة، مضيفًا: «يمكن لجامعة الشهيد مطهري أن تغدو أنموذجًا لحوزة طهران، وإلى جانب كونها بيئة حوزوية وجامعية، يجب أن تعمل على تربية الأشخاص الذين يتمتعون بالتقوى والتزكية إلى جانب العلم».