الحجّ عبادةٌ زاخرةٌ بالأسرار والرموز، والبیت الشریف موضعٌ طافحٌ بالبرکات الإلهیة ومظهرٌ لآیات الحق تعالى وبیّناته. وللحجّ أن یرتقي بالعبد المؤمن الخاشع المتدبّر إلى الدرجات المعنویة، وأن یصنع منه إنساناً سامیاً نورانیاً، وأن يجعل منه عنصراً ذا بصیرة وشجاعة وإقدام ومجاهدة. کلا الجانبین: معنوياً وسیاسياً، أو فردياً واجتماعياً واضحان بارزان في هذه الفریضة المنقطعة النظیر، والمجتمع الاسلامي الیوم بأمسّ الحاجة لکلا الجانبین.

على أبواب حلول أيام الحج الإبراهيمي وبدء إرسال بعثات حجاج بيت الله الحرام إلى أرض الوحي والنبوّة؛ التقى صباح يوم الإثنين ١٦/٧/٢٠١٨ القائمون على شؤون الحج في الجمهورية الإسلامية بالإمام الخامنئي.

في ندائه لحجاج بيت الله الحرام في موسم حج عام 1435 هجري، تحدَّث قائد الثورة الإسلامية الإمام السيد علي الخامنئي في رسالته عن سعي جبهةِ الاستكبار والصهيونية إلى زرعِ التفرقة بين المسلمين، كما أشار الإمام الخامنئي إلى الجرائم التي ارتكبها العدو الصهيوني في حربِ الخمسينَ يوماً التي شنها على غزة، مؤكداً أن هذا العدو يقترب يوماً بعد يوم من الإضمحلال والفناء، كما شدَّد سماحته على ضرورة التمييز بين الإسلام المحمدي الأصيل والإسلام الأمريكي.  

بالتزامن مع ذكرى ميلاد الإمام علي بن موسى الرضا عليه السلام، التقى قائد الثورة الإسلامية مسؤولي ومشرفي الحج في الجمهورية الإسلامية. وخلال هذا اللقاء تحدَّث قائد الثورة الإسلامية عن الإمام الرضا (ع) وعن الحقبة السياسية الصعبة التي عاصرها عليه السلام، وكذلك تحدّث سماحته عن الحج والفرصة التي يتيحها للمسلمين من تلاقٍ وتآلفٍ وإزاحةٍ للخلافات من خلال الاجتماع والتآلف والوقوف على المشتركات الكثيرة الموجودة لدى المسلمين، كما شدّد سماحته على أهمية نبذِ الفتن التي يسعى أعداءُ الإسلام لإيجادها بين المسلمين عموماً وبينَ الشيعة والسنة خصوصاً.

بالتزامن مع تأدية ضيوف الرحمن مراسم الحج لهذا العام، وجّه قائد الثورة الإسلامية الإمام السيد علي الخامنئي نداءً إلى حجاج بيت الله الحرام، حيث قام حجة الإسلام الشيخ قاضي عسكر ممثل الولي الفقيه بقراءة هذا النداء خلال مراسم البراءة من المشركين في صحراء عرفات. وخلال هذا النداء اعتبر الإمام الخامنئي عصرنا الراهن هو عصر يقظة المسلمين وبحثهم عن هويتهم، كما أكد سماحته أن كل قول أو عمل يؤدي إلى إثارة نار الاختلاف بين المسلمين هو خدمة لمعسكر الكفر والشرك وخيانة للإسلام وحرام شرعاً.

بمناسبة قرب موسم أداء فريضة الحج، استقبل الإمام الخامنئي صباح يوم الأربعاء 11/9/2013 العاملين في بعثة الحج لهذه السنة، حيث أشار سماحته إلى أن الحجّ هو مصدر قوّة للأمّة الإسلامية، وأن التشيّع الذي سيُبث للعالم من أمريكا ومن لندن لا يفيد الشيعة، ومن ناحية أخرى أكد قائد الثورة الإسلامية على أن الأعداء إضافةً إلى الأعمال التي يقومون بها على صعيد إيجاد الاختلاف الفكري والروحي والعقائدي، يوقدون نار الفتنة من أجل أهدافهم السياسيّة ومصالحهم غير المشروعة.

إن أهم وأخطر ما جاء في نداء القائد، هو التحذير من التقاعس اليوم عن إجبار السعودية على القبول بإدارة إسلامية جامعة لشعائر الحج، لأنهم إن لم يفعلوا هذا اليوم فإننا سنواجه تحديات ومخاطر مستقبلية شديدةً جداً، ويكون حالنا، كحال الذي ترك المرض يتفشى دون علاج ليواجه مخاطر الموت أو البتر أو في أحسن الحالات العمليات الجراحية الخطرة، وهو ما سنكون مجبرين على مواجهته وتحمل تبعاته في المستقبل إن لم نضع حداً من اليوم لهذا الإجرام من قبل هذا النظام.

على المسلمين أن يفكروا تفكيراً جاداً بحلٍّ لإدارة الحرمين الشريفين وقضية الحج بسبب سلوك حكام السعودية عديمي الدين والضمير الذين تسببوا بفاجعة منى وانتهكوا، باسم خدمة الحرمين، حرمة الحرم الإلهي الآمن، وقتلوا ضيوف الرحمن

ينشر موقع KHAMENEI.IR الإعلامي العدد التجريبي الثالث من نشرة خط حزب الله. في هذا العدد تمّ التطرّق إلى نداء قائد الثورة الإسلامية إلى مسلمي العالم الذي جاء فيه مطالبة سماحته العالم الإسلامي بالالتفات إلى واجب إنقاذ فلسطين المحتوم والحذر من مؤامرات الصهاينة المحاكة في قلب العالم الإسلامي، كما جاء في هذا العدد سرد لأحداث إبادة صبرا وشاتيلا الجماعية ومواضيع دينية واجتماعية مختلفة من قبيل توصيات الإمام الخامنئي للسيدات فيما يخص تقدمهنّ في كافة المجالات.