و أكد قائد الثورة الإسلامية في بداية كلمته على أن اللقاءات الرمضانية السنوية بالطلبة الجامعيين هي حقاً طيبة و محببة، قائلاً: الآراء المتنوّعة و التصورات المختلفة التي طرحت في هذا اللقاء كانت حسنة و طيبة و تدل على ارتفاع مستوى التفكير و مطالبات شريحة الطلبة الجامعيين، و تشير إلى أن الدوافع الثورية و الأفكار النيّرة و الأدلة الرصينة تزداد ازدياداً ملحوظاً بين الطلبة الجامعيين مع مرور الوقت. 
و أوصى سماحته الطلبة الجامعيين بمصاحبة القرآن الكريم و الأدعية أكثر، مضيفاً: كلامي الأساسي مع الطلبة الجامعيين هو تقوية إيمانهم، لأنه بالإيمان القوي فقط يمكن مكافحة و مجاهدة المشكلات و الضغوط. 
و اعتبر قائد الثورة الإسلامية الأوضاع الحالية الخاصة و الحساسة شبيهة جداً بحرب الأحزاب في زمن الرسول الأكرم (صلى الله عليه و آله)، مضيفاً: اليوم أيضاً اصطف كل عبّاد الدنيا و عتاة العالم بوجه الجمهورية الإسلامية الإيرانية، و راحوا يهاجمونها من كل حدب و صوب. 
و لفت آية الله العظمى السيد الخامنئي: في مثل هذه الظروف، يبدي ضعاف الإيمان و من لديهم ربما ميول داخلية نحو العدو، يبدون اليأس و القنوط و عقدة الدونية و الحقارة، بينما الأفراد ذوو الإيمان المتين يصمدون بعزم و إرادة أقوى مهما اشتدت الظروف. 
و أكد قائد الثورة الإسلامية: إذا أردنا الوقوف بوجه جبهة الاستكبار، و تحقيق العزة و الشرف اللائق لنظام الجمهورية الإسلامية، فنحن بحاجة لصيانة و تكريس التقوى في سلوكياتنا الشخصية و العامة. 
و استشهد آية الله العظمى السيد الخامنئي بآيات قرآنية حول انحطاط أجيال لاحقة من شعوب كان لها إيمانها، موضحاً: التفريط في الصلاة، و اتباع الشهوات، عاملان أساسيان للانحطاط و زعزعة الصمود و الكفاح. 
و تابع سماحته: السبب في تأكيدي المكرر على المسؤولين بمنع إقامة المخيمات المختلطة للطلبة الجامعيين قائم على هذا الأساس، لأن عدم مراعاة الحدود و القيود الدينية يؤدي إلى حلحلة الإيمان الداخلي. 
و بعد بيانه لدور الإيمان في المقاومة و الصمود، أشار سماحته إلى الكفاح المصيري و الحتمي لشعب إيران ضد جبهة الاستكبار، قائلاً: كانت بداية هذا الكفاح عندما قرر شعب إيران أن يكون مستقلاً و متقدماً، و هذا ما لا ينسجم مع مصالح القوى العالمية المهيمنة. 
و أوضح الإمام السيد علي الخامنئي أن كلام بعض الأفراد بأن نظام الجمهورية الإسلامية يبحث عن ذرائع لمشاكسة القوى الكبرى، كلام سطحي و غير ناضج، مردفاً: لا حاجة لذرائع لهذا الكفاح، فطالما بقي الشعب الإيراني صامداً من منطلق غيرته و سوابقه الثورية و الإسلامية، سيبقى هذا الكفاح قائماً، و لا يمكن تصور نهاية له إلّا بطريقين: إما أن تصل الجمهورية الإسلامية إلى قوة و قدرة بحيث لا يتجرأ الطرف المقابل على التطاول عليها، أو تفقد الجمهورية الإسلامية هويتها الأصلية و لا يبقى منها إلّا مظاهر بلا روح.
و أكد سماحته على أن الطريق الأول، أي تحقيق الاقتدار الكامل، هو الذي يريده شعب إيران لإنهاء هذا الكفاح، مضيفاً: طبعاً ربما اقتضت سياسات أمريكا اليوم أن تميّز بين المسؤولين في النظام الإسلامي، و تصنفهم إلى مسؤولين جيدين و سيئين، و لكن إذا أتيح للأمريكان فسيعتبرون حتى ما يسمونهم بالمسؤولين الجيدين، سيئين. 
و عدّ آية الله العظمى السيد الخامنئي أن أصل النظام الإسلامي و هويته هو المستهدف الرئيسي بمجابهة الأعداء لشعب إيران، مردفاً: المقصود من النظام الإسلامي بنية النظام و قيمه و أهدافه من قبيل العدالة و التقدم العلمي و الأخلاق و الديمقراطية و سيادة الشعب، و الالتزام بالقانون و النزعة المبدئية. 
و أكد سماحته على وجود مشكلات كبيرة في هذا الكفاح يمكن تجاوزها بالصمود و التدبير، قائلاً: في هذا الكفاح و في مسيرة حل المشكلات، يتبوّأ الطلبة الجامعيون مكانة و دوراً خاصاً باعتبارهم عصارة قدرات الشعب. 
و اعتبر قائد الثورة الإسلامية مطالبات الطلبة الجامعيين و توقعاتهم حالة مهمة جداً مؤكداً: معالجة المشكلات العامة في البلاد تقع على عاتق المسؤولين الكبار، لكن مطالبات الطلبة الجامعيين إذا كانت مصحوبة بدراسة و معلومات دقيقة و صحيحة، فإنها تمهد الأرضية بالتأكيد لسعي المسؤولين أكثر لحل المشكلات. 
و أشار قائد الثورة الإسلامية إلى بعض طروحات الطلبة الجامعيين في هذا اللقاء، و من ذلك قضية العقود النفطية الجديدة، مردفاً: طالما لم تحصل الإصلاحات اللازمة في هذه العقود ضمن إطار مصالح البلاد، فإن هذه العقود لن تبرم بالتأكيد. 
و ألمح السيد القائد الخامنئي إلى جانب آخر من انتقادات الطلبة الجامعيين بخصوص القرارات الجارية في أجهزة البلاد قائلاً: على أساس القانون و المنطق لا يمكن للقائد أن يساهم في اتخاذ القرارات الجزئية و التنفيذية للمؤسسات و الأجهزة، و إذا وقع المسؤولون التنفيذيون في خطأ فعلى مجلس الشورى الإسلامي أن يستخدم آليات إشرافية مثل الاستيضاح، أو أن يمانع رئيسُ الجمهورية من تطبيق ذلك القرار الخاطئ. 
و أوضح آية الله العظمى السيد الخامنئي: طبعاً يجب على القيادة أن تتدخل في بعض الحالات التي تشعر فيها أن بعض الخطوات حتى لو كانت جزئية تؤدي إلى انحراف النظام عن مساره الأصلي، و تمنع تلك الأعمال. 
و أشار قائد الثورة الإسلامية إلى المشكلات الناجمة عن الكفاح و الصمود في مسيرة البلاد، قائلاً: في هذا الخصوص فإن بعض الأمور مثل تقوية الاقتصاد و زيادة القدرات الدفاعية تعتبر من موضوعات البلاد الكبرى التي يقع واجب تحقيقها و رفع مشكلاتها على عاتق المسؤولين. 
و أكد قائد الثورة الإسلامية: بعض المشكلات تتعلق بداخل البلاد، و على التنظيمات الطلابية أن يسارعوا لمساعدة المسؤولين في عرض الحلول لها. 
و أوضح الإمام الخامنئي أن تجنب اليأس و التعب من أسرار حل المشكلات، و قال مخاطباً التنظيمات الطلابية: إذا صمدتم و قاومتم، و حوّلتم المطالبات إلى خطاب عام عن طريق تعبئة أذهان المجتمع و الشعب، فإن المسؤولين سيضطرون إلى العمل بمطالباتكم. 
كما أشار آية الله العظمى السيد الخامنئي إلى كلام أحد الطلبة الجامعيين حول التبعات السلبية للكلام المخالف لكلام القيادة، موضحاً: لقد قلنا مراراً إن الكلام المخالف لكلام القيادة ليس بجريمة و لا يواجه معارضة. 
و تابع قائد الثورة الإسلامية حديثه معتبراً الطلبة الجامعيين في البلاد فرصة كبيرة و ثروة عظيمة و من نقاط قوة النظام الإسلامي، و أكد على ضرورة الاهتمام الخاص للمسؤولين بهذه الشريحة أثناء تخطيطاتهم و قراراتهم، مردفاً: الطلبة الجامعيون الحاليون بالمقارنة إلى الطلبة الجامعيين في بداية الثورة أرقى كمياً و نوعياً، و لديهم أفكار ثورية و إسلامية أعمق. 
و أضاف آية الله العظمى السيد الخامنئي: الكثير من الطلبة الجامعيين الثوريين المتحفزين في مستهل الثورة هم اليوم من ضمن الباحثين و العلماء في البلاد، و عليه لا يوجد أي تعارض بين الثورية و الدراسة و التحصيل العلمي. 
و أوصى سماحته الطلبة الجامعيين بالعكوف على الدراسة إلى جانب تقوية الإيمان و الروح المعنوية، قائلاً: يجب كذلك على الطلبة الجامعيين أن يتحلوا بالبصيرة، و ينظروا بأعين مفتوحة لبيئتهم الجامعية و قضايا و تطورات البلاد و المنطقة و العالم. 
و أكد قائد الثورة الإسلامية: إذا لم تتوفر الأعين المفتحة و البصيرة، فقد يقع الطالب الجامعي في أخطاء في تشخيصه للصديق و العدو أو في تحليله لقضايا المنطقة و العالم. 
و أوصى سماحته جميع الطلبة الجامعيين بإساءة الظن بالتيار الإعلامي للأعداء، مضيفاً: يطلق الأعداء و بتكاليف عالية تياراً إعلامياً معقداً و واسعاً ضد النظام الإسلامي، و الغاية الأساسية منه التغطية على نقاط قوة الجمهورية الإسلامية و تضخيم بعض النقاط السلبية لبث اليأس و القنوط لدى الشعب و الشباب. 
و عدّ قائد الثورة الإسلامية عدم الإشارة إلى المشاركة الواسعة و الملحمية للشعب في تظاهرات يوم القدس في وسائل الإعلام الأجنبية أو التقليل من أهميتها، نموذجاً لأداء السياق الإعلامي للعدو مؤكداً: تظاهرات يوم القدس في يوم الجمعة في جوّ حار جداً و الناس صيام هو بحق ظاهرة، لكن هذه الظاهرة النادرة لا تجد مكانها المناسب في وسائل الإعلام الأجنبية، بينما إذا كانت هناك نقطة سلبية يضخمونها مئات الأضعاف. 
و تابع قائد الثورة الإسلامية حديثه بالإشارة إلى أن مسؤولية الطلبة الجامعيين الأعضاء في التنظيمات الطلابية أوسع من واجبات باقي الطلبة الجامعيين، و ألمح إلى تعقد الأوضاع السياسية الحالية و تركيبها من طبقات متعددة، مردفاً: في العقد الأول من الثورة و خلال فترة الدفاع المقدس، كانت مواجهة العدو واجباً واضحاً و ممكن الفهم من قبل عموم الناس، أما في الوقت الراهن فإن تشابك شتى الأمور الثقافية و الاجتماعية و السياسية و الاقتصادية و الأمنية قد أوجد أوضاعاً معقدة تماماً، و أفرز واجبات أثقل بكثير، و ما يلزم لمواجهة هذه الظروف التوفر على أعين مفتحة و دقة و عقل و تدبير. 
و بعد أن أوضح سماحة الإمام الخامنئي تعقيد الأجواء الحالية و تعدد أبعادها، عرض 12 توصية بخصوص واجبات التنظيمات الطلابية في الجامعات. 
و كانت توصيته الأولى للطلبة الجامعيين الناشطين هي التواجد و المساهمة الفكرية في قضايا البلاد الأصلية و التواجد الجسماني و المادي في مواقع اللزوم. 
و أكد سماحته على أهمية إعلان مواقف التنظيمات الطلابية الجامعية حول القضايا الأساسية، مردفاً: إذا أعلنت هذه المواقف القوية و الأصيلة بنحو جيد و جليّ، فإن أصدقاء الثورة سوف يزدادون قوة و أعداء البلاد بمن فيهم أمريكا سيفهمون أنهم يجب أن لا يخدعوا أنفسهم بتقارير محرّفة و غير الواقعية حول الشباب الإيراني. 
و عدّ آية الله العظمى السيد الخامنئي الاتفاق النووي، و العلاقات مع أمريكا، و الاقتصاد المقاوم، و مستقبل البلاد، من جملة القضايا المهمة التي ينبغي على تنظيمات الطلبة الجامعيين باعتبارهم ضباط الحرب الناعمة اتخاذ و إعلان مواقف ثورية قوية و منطقية بشأنها. 
و أوضح سماحته أن المعلومات الدقيقة و الصحيحة و الأدلة المنطقية و المبادرة في الوقت المناسب من لوازم اتخاذ المواقف من قبل التنظيمات الطلابية، قائلاً: هذه المواقف يجب أن تنشر بنحو جيد في النشرات و الإصدارات الطلابية الجامعية، مضافاً إلى أنه يمكن بوسائل أخرى منها إلقاء ممثلي التنظيمات الطلابية كلمات قبل خطب صلوات الجمعة في المدن الكبيرة، إيصال هذه المواقف إلى أسماع المجتمع. 
و اعتبر قائد الثورة الإسلامية أن التجمع و المشاركة المادية الجسمانية للطلبة الجامعيين ضرورية هي الأخرى في بعض الأحيان، و لكن بأساليب صحيحة و قانونية. 
و أكد سماحته على معارضته الدائمية لإفشاء الفوضى في أي تجمّع أو جلسة، مضيفاً: هذه العملية مضرّة، أو هي عديمة الفائدة على الأقل، و ينبغي إيصال الرأي إلى أسماع الطلبة الجامعيين بتشكيل تجمعات و جلسات مقابل التجمعات المخالفة، لأن الطالب الجامعي يسعى لفهم الحقيقة. 
و في نفس هذا السياق دعا قائد الثورة الإسلامية المسؤولين في وزارتي التعليم العالي و الصحة و مسؤولي الجامعات إلى مساعدة التنظيمات الطلابية، ملفتاً: بالطبع كل التنظيمات الطلابية متساوية في تمتعها بالحقوق العامة، و لكن من الطبيعي و المنطقي أن يدافع المسؤولون الجامعيون عن التنظيمات الثورية و المتدينة و يدعموها، و يوفروا الأرضية لمشاركتها الأكثر فاعلية. 
و كان التبيين و إقناع القلوب التوصية الثانية التي أوصى بها قائد الثورة الإسلامية التنظيمات الطلابية الجامعية. 
و أكد سماحته قائلاً: الإقناع و جذب القلوب مبدأ مهم في الفكر الإسلامي، و على التنظيمات الطلابية الجامعية بما لها من أدلة رصينة واضحة تبيين مواقفها للطلبة الجامعيين و الشعب. 
و اعتبر الإمام الخامنئي موضوعات من قبيل الاقتصاد المقاوم، و التقدم العلمي، و أسلوب الحياة، و العلاقة مع أمريكا، من جملة الأمور التي تحتاج إلى إعلان الجماعات الطلابية الناشطة في الجامعات عن مواقفها بشأنها. 
و نبّه قائد الثورة الإسلامية بخصوص العلاقات مع أمريكا قائلاً: لتتأمل التنظيمات الطلابية الجامعية في بعض مواقف القيادة من قبيل «رفض العلاقة مع أمريكا و رفض التفاوض مع هذا البلد باستثناء حالات خاصة و معينة»، و لتبيّنها و تشرحها للمتلقين من الطلبة الجامعيين و غيرهم بفهم واضح للأدلة الرصينة المطروحة، و بأساليب متينة و استدلالية. 
و اعتبر سماحته استمرار مواقف التنظيمات الثورية للطلبة الجامعيين و التعبير عنها بشكل صريح و واضح و استدلالي، حالة مؤثرة و ضرورية في صياغة المطالبات العامة و حركة البلاد على المسار الصحيح. 
و كانت التوصية الثالثة التي قدمها قائد الثورة الإسلامية للتنظيمات الطلابية الجامعية رفع مستوى الوعي السياسي و الديني. 
كما عدّ آية الله العظمى السيد الخامنئي توسيع نطاق المتلقين من الطلبة الجامعيين من الوظائف الأخرى للتنظيمات و الجماعات الطلابية، مضيفاً: الأخلاق و الصبر و الحلم و تحمّل سماع كلام المخالف و التمكّن من الأفكار المعروضة، من الاحتياجات الأولية للعمل بهذه الوظيفة. 
و كانت توصية القائد الخامسة للطلاب الجامعيين هي الدفاع الصريح و بدون تقية عن النظام الإسلامي. 
و قال سماحته: يركّز العدو على النواقص و حالات القصور ليظهر الثورة قليلة الأهمية و القيمة، و يتجاهل حالات التقدم و النجاح، و من اللازم على التنظيمات الثورية قلب هذه اللامعادلة. 
و أضاف آية الله العظمى السيد الخامنئي: الصمود مقابل 37 سنة من العداء التام لجبهة هائلة من القوى المادية هو أهم نجاح للنظام الإسلامي الشريف المجيد، خصوصاً في ظروف يسبب فيها أدنى غضب من هذه القوى المادية إلى خضوع و استسلام الحكومة الملكية الفلانية الكثيرة التبجّح. 
و اعتبر سماحته الكمية و الكيفية المبهجة للطلبة الجامعيين دليلاً على حيوية الثورة الإسلامية و مواهبها و طاقاتها الذاتية، مردفاً: طبعاً المراد من الدفاع عن النظام ليست الدفاع عن القيادة، بل الدفاع عن مجموعة القيم المتناسجة التي تستمر الثورة الإسلامية في رشدها و نموها و حيويتها بالتوكّؤ عليها. 
و كان «استمرار و تنمية المخيمات الجهادية في القرى و المناطق الفقيرة» التوصية السادسة التي عرضها قائد الثورة الإسلامية في هذا اللقاء.
و استطرد قائلاً: المخيمات الجهادية تمثل بناءً للذات و خدمة و تعرفاً على أجواء البلاد الواقعية. 
و أشار سماحة آية الله العظمى إلى تنبيهاته المستمرة للحكومة الحالية و كل الحكومات السابقة بشأن خدمة القرى و الأرياف موضحاً: تحقيق هذه القضية له طرق واضحة منها إيجاد صناعات صغيرة و تبديلية، و طبعاً العمل بهذه التوصية الدائمية يحتاج إلى همّة. 
و كانت التوصيتان السابعة و الثامنة لقائد الثورة الإسلامية في هذا اللقاء بالطلبة الجامعيين «الاهتمام بأسلوب الحياة الإيراني الإسلامي في الفكر و العمل» و «تقوية الخطابات الرئيسة للثورة بما في ذلك العدالة و الاقتصاد العلمي المحور و المقاوم، و التقدم الإسلامي الإيراني، و السرعة العلمية». 
و أكد سماحته في هذا الصدد: إنني لا أوافق التنمية الغربية بحال من الأحوال، لأن أسسها خاطئة، و لهذا طرحنا خطاب التقدم الإسلامي الإيراني. 
و قال قائد الثورة الإسلامية حول الاقتصاد المقاوم: بناء على التقارير الواصلة ثمة أعمال جيدة تنجز شريطة أن تستمر. 
و دعا آية الله العظمى الإمام الخامنئي في توصيته التاسعة الجماعات الطلابية في الجامعات إلى «تشكيل جبهة واحدة مناهضة لأمريكا و الصهيونية على مستوى الطلبة الجامعيين في العالم الإسلامي. 
و استطرد قائلاً: يمكن بوسائل الاتصال المتطورة و الفضاء الافتراضي تأسيس مجاميع عامة للطلبة الجامعيين المسلمين من منطلق معارضتهم لسياسات أمريكا و الكيان الصهيوني، ليخلق ملايين الشباب من الطلبة الجامعيين المسلمين عند اللزوم و من خلال مواقفهم، تحركاً عظيماً في العالم الإسلامي. 
أما التوصية العاشرة التي أوصى بها الإمام الخامنئي الطلبة الجامعيين الإيرانيين في لقائه بهم فهي تحاشي اتهام الأفراد بعدم الثورية. 
و نبّه سماحته الطلبة الجامعيين بالقول: للثورية مراتب و معايير محددة و يجب عدم اتهام الذين تختلف وجهات نظرهم عنكم، لكن تلك المعايير تنطبق عليهم، بعدم الثورية. 
و كانت التوصية الحادية عشرة لقائد الثورة الإسلامية في هذا اللقاء «التعاضد و التكامل بين التنظيمات الثورية في الجامعات عن طريق اعتماد القواسم المشتركة». 
و شدد سماحته قائلاً: ينبغي أن لا تؤدي الاختلافات إلى نزاعات، و لتعمل التنظيمات الطلابية الثورية بحيث تشيع في الأجواء الجامعية حالات التسامح و تحمّل المخالف. 
و كانت التوصية الأخيرة التي قدمها آية الله العظمى السيد الخامنئي للمجاميع الطلابية الجامعية «النظرة الاستراتيجية للثورة و التفكير في المستقبل». 
فقال سماحته لطلاب الجامعات: رؤساء الجمهورية في العقود القادمة و نواب مجلس الشورى و مسؤولو البلاد المستقبليون سينتخبون من بينكم أيها الأعزاء، لذلك ارسموا بنظرة متفائلة و حيوية تماماً الصورة المثالية لمستقبل البلاد بعد عشرين و ثلاثين سنة، و نظموا حركتكم اليوم على أساس ذلك الأفق الساطع. 
و أشار قائد الثورة الإسلامية في الجانب الأخير من حديثه إلى نقاط حول الوضع الداخلي للبلاد. 
و انتقد سماحته أسلوب بعض الأفراد الذين يزعمون دعم النظام الإسلامي و الإمام الخميني و الثورة، لكنهم لا يفصحون عن موقفهم من الفتنة، مؤكداً: مواقفي حول فتنة سنة 88 صريحة تماماً، و أنا أشدد على هذا الموضوع، و الملاك هو عدم دعم الذين كانوا زعماء الفتنة أو عملوا على استغلالها، و لم يتبرّأوا لحد الآن. 
و أكد قائد الثورة الإسلامية على أن تقسيمات مثل المبدئيين و الإصلاحيين أو الإصلاحيين الحداثيين و الأصوليين التقليديين، ليست مهمة أبداً، و أضاف: القضية المهمة هي المحتوى. 
كما ألمح آية الله العظمى السيد الخامنئي إلى ما يطرح من كلام حول ضرورة العقلانية في البلاد، قائلاً: تطرح هذه الأيام الكثير من الآراء حول العقلانية و ضرورة الحوار بين عقلاء التيارات السياسية، و أصل موضوع العقلانية حسن جداً و مما يباركه الإسلام و القرآن، و الإمام الخميني (رحمه الله) أيضاً كان من كبار العقلاء في العالم. 
و اعتبر سماحته الثورة الإسلامية ثورة عقلائية مضيفاً: على أساس العقلانية يجب القول إن الذين يعتقدون بأنه ينبغي اللجوء إلى الغرب من أجل تقدم البلاد، قد خسروا عقولهم، لأن العقل يقول يجب الاستفادة من التجارب. 
و أشار قائد الثورة الإسلامية إلى التجارب المريرة جداً لشعب إيران مع الغرب، بما في ذلك فرض الدكتاتورية و الاستبداد البهلوي، و إسقاط الحكومة الوطنية، و تأسيس جهاز السافاك القمعي الفظيع، مردفاً: بعد انتصار الثورة الإسلامية أيضاً كان أول الحظر، و الخيانات، و التجسس، و الهجمات الإعلامية الواسعة، و دعم الجماعات المعادية للثورة، و فرض حرب الأعوام الثمانية، و الدعم الشامل لصدام، و إسقاط الطائرة المدنية، وصولاً إلى نكث العهود و اختلاق العراقيل في برجام (الاتفاق النووي)، كلها من فعل الغربيين و خصوصاً أمريكا. 
و ألمح سماحته إلى الأداء السيئ جداً للفرنسيين و الأمريكيين في قضية برجام، مضيفاً: لقد ثبت في قضية برجام (الاتفاق النووي) أن الأمريكيين سواء في الكونغرس أو الحكومة لا زالوا يعادون الشعب الإيراني.
و أكد قائد الثورة الإسلامية: تحكم العقلانية بأن يجري التصدي لمثل هذا العدو بعقل و تدبير و أن لا ننخدع به و لا ندخل في ما يرسمه من ساحات. 
و أشار آية الله العظمى السيد الخامنئي إلى ادعاء الأمريكيين برغبتهم في التفاوض و التنسيق مع إيران في خصوص قضايا المنطقة، بما في ذلك سورية، قائلاً: إننا لا نريد مثل هذا التنسيق لأن هدفه الرئيس إنهاء تواجد إيران في المنطقة. 
و أكد سماحته على أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية تطالب بعدم تواجد أمريكا و تدخلها في المنطقة، مضيفاً: مواقف النظام الإسلامي هذه في خصوص المنطقة تندرج داخل الإطار العقلاني. 
و أكد آية الله العظمى السيد الخامنئي: إنني من منطلق واجبي الديني و الشرعي و الأخلاقي، طالما بقيت روح في جسمي، سوف أبقى صامداً، و أنا أثق بالشعب، كما أنني على يقين من نتيجة الصمود، ألا و هي النصر. 
و لفت سماحته يقول: بين نخبة البلاد و خصوصاً من الجامعيين و طلبة الجامعات هناك الكثير جداً من العناصر المؤمنة و المعتقدة بالصمود، و هذه الحقيقة تمنح العزيمة لقلب أيّ فرد قليل العزيمة. 
في بداية هذا اللقاء تحدث ثمانية من ممثلي التنظيمات الطلابية في الجامعات لأكثر من ساعتين حول آراء و هموم الأوساط الطلابية. و في هذا اللقاء أدى الحاضرون صلاتي المغرب و العشاء بإمامة قائد الثورة الإسلامية و تناولوا معه طعام الإفطار.