وفي بداية كلمته أكد قائد الثورة الإسلامية على ضرورة تعميق وتحسين نوعية أنشطة مجلس الخبراء، وخلال إشارته إلى أمر الإمام علي (عليه السلام) لمالك الأشتر قال سماحته: في هذا المقطع من أمر أمير المؤمنين يؤكد عليه السلام على أن المسؤولين ينبغي عليهم امتلاك حجة ودليل لقيامهم بأي عمل أو نطقهم بأي كلمة أو حتى سكوتهم يمكنهم من خلالها الإجابة أمام الله والناس.
وأضاف سماحته: في كلام الإمام أمير المؤمنين تم الإشارة بشكل واضح إلى أن طريقة تعامل المسؤولين يجب أن تكون دافعاً لثقة ومحبة الناس لهم، ويجب أن تكون نتائج عملهم ملموسة على الأرض وقابلة للمشاهدة فضلاً عن وجوب امتلاكهم الحجة القاطعة أمام الله والناس.
وتعرض قائد الثورة الإسلامية خلال كلمته لوضع الاستثمارات الأجنبية بالذكر، حيث اعتبر سماحته جذب هذه الاستثمارات مبادرة إيجابية وقال سماحته: حتى الآن نُفِّذ مقدار ضئيل من الاتفاقيات المبرمة مع الدول الأجنبية، ولذلك لا ينبغي الجلوس وتعليق الآمال على هذه الاستثمارات وإنما يتوجب علينا أن نقوم نحن بالتصدي للقيام بكل عمل يمكننا القيام به.
ورأى الإمام الخامنئي في الاقتصاد المقاوم بما يتسم به من أسس فكرية ونظرية قوية، السبيل الوحيد لمعالجة مشاكل البلاد، لا بُدَّ من تطبيقه وتنفيذه، حيث قال سماحته: يجب أن يرى الناس آثار الاقتصاد المقاوم في حياتهم؛ الأمر الذي لم يتحقق بعد.
وفي إشارة منه إلى مزايا الاقتصاد المقاوم وفوائده قال السيد الخامنئي: لو كانت قد أُنجزت الأعمال الضرورية المتعلقة بموضوع الاقتصاد المقاوم، لكُّنا شهدنا اليوم اختلافاً ملموساً في أوضاع الناس الاقتصادية والمعيشية.
ولفت الإمام الخامنئي إلى ضرورة أن يرى الناس نتائج برامج وخطط الحكومة على أرض الواقع بقوله: قلت لرئيس الجمهورية المحترم أيضاً أن عرض المؤشرات العامة أمرٌ جيد –طبعاً إن كانت الإحصائيات دقيقة وغير قابلة للطعن- ولكنها على أي حال لا تترك أثرها في حياة الناس على المدى القريب والمتوسط.
وأضاف قائد الثورة الإسلامية: إن شكاوى الناس تصل إلينا، ويجب علينا أن نتعامل مع قضايا مثل الإنتاج، توفير فرص العمل، القضاء على الركود وغيرها بطريقة يشعر من خلالها الناس بتأثيرها في حياتهم بشكل واضح، الأمر الذي لم يحدث حتى الآن.
كما أكد سماحة الإمام الخامنئي على وجوب الإحساس بالمسؤولية بقوله: إذا لم يكن لدينا الإحساس بالمسؤولية فإننا خرجنا عن إطار الإسلام، إننا نتحمل مسؤولية كبرى تجاه القضايا الثقافية ومعيشة الناس، ولو أنّ شاباً مؤمناً واحداً انحرف عن الجادة بسبب أدائنا لا قدّر الله ، فمسؤولية هذه الأمر تقع على عاتقنا.
وتابع الإمام الخامنئي: لو كان الشعور بالمسؤولية لدى المسؤولين يدفعهم دوماً للعمل والسعي والجهاد، لدلَّ ذلك على أنهم يسيرون وفقاً للخطوط الأساسية للحكومة الإسلامية، أما لو كان طريقنا يدلُّ على خلاف ذلك، فلنعلم أننا خرجنا عن أطر الحكومة الإسلامية.
وفي جزء آخر من كلمته اعتبر السيد القائد "تحقق الأحكام الإسلامية ولو بشكل تدريجي"، "عدم التراجع عن مسير إجراء الأحكام الإسلامية"، "محاربة الإستكبار العالمي ومواجهة الاستبداد الدولي والتصدي لطلب تفوق الكافرين على المؤمنين" أحد أهم ثوابت النظام الإسلامي الغير قابلة للتشكيك.
وتابع الإمام الخامنئي كلمته بتأكيده على أن المواجهة لا تعني المواجهة العسكرية فقط بل إنها تتعداها لتشمل أبعاد وأشكال مختلفة منها الثقافية والفكرية والسياسية والأمنية.
وأضاف سماحته: على الرغم من الهجمة المتواصلة التي تشنها القوى الكبرى والإمبراطوريات الإعلامية الصهيونية، فقد تقدم الشعب الإيراني بعد انتصار الثورة الإسلامية في جميع المجالات... حتى أننا تقدمنا في المجال الثقافي والذي أُكن له أهمية وقلقاً كبيرين، وشباب اليوم مستعدون للدفاع والتضحية في جميع الميادين أكثر بكثير من الشباب في بداية الثورة.
كما تطرق قائد الثورة الإسلامية إلى أهم أسس النظام الإسلامي بقوله: "الشعبية والإتكال على الشعب"، "النزوع إلى العدالة"، "الوقوف في وجه الظلم والفساد"، "الثقة بالنفس والعزة الوطنية"، "الإحساس بالسيادة الثقافية" و"عدم الخضوع للثقافة الأجنبية" هي إحدى أهم أسس ومبادئ النظام الإسلامي وفي المجال الثقافي علينا أن لا نشعر بالضغف وأن لا نتراجع وإنما علينا أن نشعر دائماً بالتفوق الثقافي.
واعتبر سماحته سعي النظام الإسلامي لإقرار الإسلام المحمدي الأصيل وحركة الشعب الجهادية العظيمة لتحقيق المبادئ، هو سر عداء المستكبرين العميق والشامل للجمهورية الإسلامية الإيرانية وقال سماحته: إنهم لايعارضون حكومة علماء الدين التي تطبق ظاهر الأحكام الإسلامية ما دامت لاتصطدم مع مصالحهم ولهذا السبب نجد أنهم يقيمون علاقات حسنة مع بعض الدول التي تتميز بهذه الخصوصيات.
ورأى قائد الثورة الإسلامية في نجاة البلاد من التبعية للقوى المستكبرة وسد الطريق عليهم لسوء استغلالها واحدة من ثمار التطبيق التدريجي للإسلام الأصيل في إيران مشيراً إلى أنه لو قمنا الآن كما فعل نظام الشاه بالسماح للأمريكيين بالتدخل في جميع شوؤن إيران واعتمدنا عليهم فإننا لن نجد عقب ذلك مشكلة بإسم "الجمهورية الإسلامية".
كما تطرق السيد الخامنئي إلى وجود عدة مستويات للعداوة التي تكنها جبهة المتغطرسين للجمهورية الإسلامية مشيراً إلى أن عداء أمريكا والكيان الصهيوني هو عداء حاد وعملي ولكن البعض الآخر وحفاظاً على مصالحهم لا يظهرون عداءهم هذا بشكل واضح وصريح.
واعتبر قائد الثورة الإسلامية الاستناد إلى معلومات موثوقة، القضايا الأمنية والسياسية، ممارسة الضغط الاقتصادي الشديد والهجوم الشامل الخفي في المجال الثقافي من المحاور الرئيسية لمشاريع وعمليات جبهة الأعداء، قائلاً: إن الهدف الرئيس لهؤلاء هو جعل الشعب ييأس من النظام الإسلامي وسلب المسؤولين هذه الركيزة الاساسية في الوقوف في وجه العدو.
وأكد قائد الثورة الإسلامية في كلمته على ضرورة امتلاك الحالة الهجومية في مواجهة الغرب في جميع المجالات بما فيها حقوق الإنسان والإرهاب وجرائم الحرب.
ووجه الإمام الخامنئي انتقاده إلى النظام الأمريكي بقوله: الأمريكيون الذين تربطهم علاقات صداقة وتعاون مع أكثر أنظمة المنطقة خباثة ولاإنسانية والذين أطلقوا هذه الفضيحة الكبرى خلال انتخاباتهم الرئاسية الأخيرة، يقومون بمهاجمة انتخابات الشعب الإيراني.
واعتبر قائد الثورة الإسلامية العمق الإستراتيجي الواسع للجمهورية الإسلامية الإيرانية في العالم وخصوصاً في منطقة الشرق الأوسط أهم انجازات العقود الأربعة الماضية وأضاف سماحته: مناصرة الشعوب للنظام الإسلامي تمثل نقطة ارتكاز منيعة لنا، وهذه الحقيقة أثارت ثائرة الأمريكيين ودفعتهم للبحث عن سبيل لمواجهة نفوذ إيران المتزايد.