ينشر لأول مرة

السلام على جميع المؤمنين في شتى بقاع العالم ورحمة الله وبركاته.

إنَّ الحجَّ أيها الأخوة هو موسم ذكر الله تعالى والتوبة والاستغفار مما يُحقِّق التربية النفسية الفردية للإنسان، كما هو أيضاً موسمٌ لتحقِّق التحرك الجماعي نحو الأهداف الإسلامية العليا وتحقيق العزة الإسلامية وكشف أعداء هذه الأمة؛ ذلك في الواقع هو كل ما صنعه الحُجَّاج الإيرانيون وجمعٌ كثيرٌ من الحُجَّاج غير الإيرانيين الذين جذبتهم هذه الحركة الصحيحة والمتينة إليها خلال السنوات التي تلت نجاح الثورة الإسلامية.


وواقع الأمر أن الحُجّاج الإيرانيين ومنذ نجاح الثورة الإسلامية سعوا باستمرار للإستفادة الأفضل من الفرصة الكبرى التي يُوفِّرها الاجتماع العظيم للناس في تلك المراسم الفريدة من نوعها؛ بشكلٍ يُوضِّح عظمة الأهداف الإسلامية وعلاءها ويُحقِّقُ روح التضامن الإسلامي ويُوحِّدُ الصفوف أمام أعداء الأمة ويُعلن البراءة من الكفار والمشركين، وتلك هي الخصيصة الكبرى التي يتمتع بها بطبيعة الحال هذا الاجتماع السنوي لمسلمي العالم في مركزٍ عظيمٍ عند بيت الله الحرام بإعتبار ذلك أروع مصداقٍ لقوله تعالى "لِّيَشهَدُوا مَنَافِعَ لَهُم".


نعم لقد كان الحُجّاج الإيرانيون من خلال إعلانهم البراءة من المشركين واعتبارهم أمريكا وإسرائيل عدوين لدودين للأمة الإسلامية؛ كان هؤلاء الحُجّاج يعملون من خلال ذلك على تحويل الحجِّ لطبيعة اجتماعيةٍ من مجرد عبادةٍ فرديةٍ وطقوس يقوم بها أفرادٌ ولا يعلم أحدهم شيئاً عن الآخرين، كانوا يعملون على تحويل الحجِّ من هذا الشكل إلى عبادةٍ جماعية تعمل على تحقيق الأهداف الكبرى للأمة الإسلامية.