وفي التفاصيل بالتزامن مع إرسال الجمهورية الإسلامية أولى بعثاتها لموسم الحج لهذا العام استضافت حسينية الإمام الخميني (رحمه الله) لقاء قائد الثورة الإسلامية الإمام الخامنئي بجمع من القائمين والمسؤولين على الحج في الجمهورية الإسلامية الإيرانية حيث استهل سماحته الكلمة التي ألقاها خلال اللقاء بالتأكيد على الأهمية التي يتمتّع بها موسم الحج والفرصة التي ينبغي لكل مسلم استغلالها خلال أيّام الحج حيث قال سماحته: يتمتّع الحج بأكبر طاقة اجتماعية. الحج مكانٌ لإظهار عقيدة الأمة الإسلامية.
وأشار سماحته إلى رفض مؤسس الجمهورية الإسلامية الإمام الخميني (رحمه الله) الحج المنفصل عن البراءة من الطواغيت وأضاف سماحته: تُطرح اليوم قضيّة المسجد الأقصى. لقد زادت صلافة الصهاينة وباتوا وقحين وجريئين ومنحوا الحقّ لأنفسهم بالتشديد على أصحاب المسجد الأقصى ومنعهم من دخوله. وتسآل سماحته: أين يوجد مكان أفضل من الحج يمكن فيه للأمّة الإسلامية الإعلان عن موقفها تجاه المسجد الأقصى؟ أي مكان هو الأنسب لاتّخاذ موقف تجاه التواجد الشرير لأمريكا في المنطقة؟ الحج هو أفضل الأماكن.
كما تناول قائد الثورة الإسلامية في كلمته مشاركة الجمهورية الإسلامية في موسم الحج لهذا العام بقوله: إنّ خبر نيل شعبنا توفيق المشاركة في الحج هذا العام جيّدٌ في حدّ ذاته. لقد قام المسؤولون في السلطات الثلاث بتحليل أبعاد القضيّة ورسى رأيهم على المشاركة في الحج هذا العام.
وأشار الإمام الخامنئي إلى فاجعة منى عام 2015 حيث قال سماحته: قضيّة تمتّع الحجّاج بالأمن هامّة؛ نحن لا ننسى أحداث الحج عام ٢٠١٥. مسؤولية أمن الحجاج تقع على عاتق البلد الذي يرعى أمور الحرمين الشريفين. على سائر الحكومات أيضاً المطالبة بأمن وسلامة الحجاج.
وأكد قائد الثورة الإسلامية على أهمية أن تحفظ وتصان أمورٌ كأمن وسلامة ورفاهية الحجاج وحذّر سماحته من مغبة أن تتكرّر أحداث منى والمسجد الحرام.
وحول مشاركة الجمهورية الإسلامية في مراسم الحج هذا العام قال قائد الثورة الإسلامية: كانت هناك بعض المخاوف بشأن حج هذا العام ولحسن الحظ فقد قرّر مسؤولو السلطات المحترمون والمجلس الأعلى للأمن القومي أن يشارك الحجاج الإيرانيون في موسم الحج.
وتوجّه قائد الثورة الإسلامية ببعض التوصيات للحجاج حيث أكد سماحته على أهمية الإعتناء بقضية الوحدة الإسلامية حيث قال سماحته: ينفق الأعداء اليوم المليارات لبثِّ الشقاق والاختلاف، لا ينبغي لأي أحد مساعدتهم لإيجاد هذه التفرقة، ومن ساعدهم على ذلك فقد شاركهم في ذنبهم.
وتوّجه الإمام الخامنئي بخطابه إلى الحجاج بقوله: فليشارك الحجّاج في صلوات الجماعة التي تقام أوّل الوقت في المسجد الحرام وفي المسجد النّبوي.
كما أوصى سماحته الحجاج بأن لا ينسوا تلاوة القرآن الكريم في الأيام التي يتشرّفون فيها بإحياء شعائر الحج. وأن يحرصوا على تأدية أعمال يوم عرفة.
وحذّر سماحته من قضاء الحجاج أوقاتهم الثمينة بالتسوق والانشغال عن الكعبة والمسجد الحرام والمسجد النّبوي حيث قال سماحته: فليجتنب الحجّاج الانشغال بالتسوّق؛ تتوفّر في طهران وسائر المدن أيضاً الأسواق وأنواع البضائع؛ ما لا يتوفّر في حياتكم اليوميّة هو الكعبة والمسجد الحرام والمسجد النّبوي.