في ما يلي الترجمة العربية لنص بيان سماحة قائد الثورة الإسلامية بهذه المناسبة:
بسم الله الرحمن الرحيم
إنا لله و إنا إليه راجعون
الفاجعة الكارثية في منى اليوم، و التي فقد فيها عدد كبير من ضيوف الرحمن و المؤمنين المهاجرين إلى الله من بلدان شتى أرواحهم، تسببت في حزن كبير في العالم الإسلامي، و بدلت عيدهم عزاء. و في وطننا العزيز أيضاً ثمة عشرات العوائل كانت تنتظر أعزاءها الحجاج بكل شوق، و ها هي تقیم الآن المآتم و العزاء عليهم. إنني و بقلب طافح بالغمّ و المواساة للمصابين، أتقدم بالتعازي بمناسبة هذه الحادثة المحزنة للروح الطاهرة للرسول الأعظم (صلى الله عليه و آله) و للساحة المقدسة لوليّ الله الأعظم سيدنا صاحب الزمان المهدي المنتظر (أرواحنا فداه) و هو صاحب العزاء الأصلي، و لكل ذوي الضحايا و أصحاب العزاء في كل أرجاء العالم الإسلامي، و خصوصاً في إيران العزيزة ، و أسأل من ساحة عطف الله الغفور الرحيم الشكور رحمته الخاصة لضیوفه الکرام هؤلاء، و الشفاء العاجل للمصابين و المجروحين، و أنبّه إلى:
1 - ليواصل المسؤولون في ممثليتي و منظمة الحج مساعيهم المضنية في تشخيص القتلى و معالجة الجرحى و إعادتهم للبلاد و الإعلام السريع؛ المساعي التي كانوا مشغولين بها طوال هذا اليوم، و ليساعدهم كل القادرين على المساعدة.
2 - ليقدموا كل المساعدات الممكنة للحجاج من سائر البلدان أيضاً مؤدّين بذلك حق الأخوّة الإسلامية.
3 - من واجب الحكومة السعودية أن تتحمل مسؤوليتها الجسيمة في هذه الحادثة المريرة، و أن تعمل بلوازم و قواعد الحق و الإنصاف. الإدارة الخاطئة و الخطوات غير المناسبة التي تسببت في هذه الفاجعة يجب أن لا تغيب عن الأنظار.
4 - قتلى هذه الحادثة سيشملون إن شاء الله بهذا الكلام القرآني النیّر: «و من يخرج من بيته مهاجراً إلى الله و رسوله ثم يدركه الموت فقد وقع أجره على الله»، و هذا سلوان كبير لذوي القتلى. لقد سارعوا للقاء المعبود بعد أداء الطواف و السعي، و بعد ساعات عرفات و المشعر المباركة، و في حين أداء مناسك الحج، و سيشملهم إن شاء الله لطفُ الله الواحد و رحمته الخاصان. إنني إذ أعزّي أصحاب العزاء مرة أخرى، أعلن العزاء العام في البلاد لثلاثة أيام.
و السلام على عباد الله الصالحين
السيد علي الخامنئي
2/7/1394
24/9/2015