بسم الله الرحمن الرحيم
أولاً أرحب بكم جميعاً أيها الإخوة و الأخوات الذين تحملتم بهممكم العالية و اندفاعكم و شوقكم النابع من الإيمان كل هذا العناء و أقمتم السنة أيضاً هذا التجمع الحميم العذب و الزاخر بالحماس و الهياج فـي ذكرى التاسع عشر من دي . يوم التاسع عشر من دي من المحطات المهمة فـي التاريخ السياسي لشعبنا .
لو ألقى الإنسان نظرة ثاقبة بقدرة تحليلية على هذا الحدث لرأى أن التاسع عشر من دي مقطع تاريخي فـي الحياة السياسية لشعب إيران . و أبطال هذا الحدث هم أهالـي قم ... شبابهم المتحمس و الناس المؤمنون فـي هذه المدينة و حوزتها العلمية القديمة التـي عاودت شبابها و مارست دورها بالمعنى الحقيقي للكلمة فـي ذلك اليوم و ما تلاه من أيام .
خلاصة القضية هي أن الشعب الإيرانـي كان قد ضاق ذرعاً بدكتاتورية الشاه العميل من جهة ، و بضغوط الحياة من جهة ، و بالثقافة الفاسدة المفروضة من جهة ، و هيمنة الأجنبـي لاسيما العناصر الأمريكية من جهة . و قد استمد هذا الغضب و التوثب العام من الإيمان الدينـي للشعب الإيرانـي ما يروي ظمأه و يمنحه المعنى . لم يكن هذا الغضب العام غضباً أعمى ، و لم يكن تحفزاً غامضاً . أدرك الناس ما يريدون و ماذا يريدون أن يفعلوا . و كان هذا بفضل التعاليم الإسلامية . حركة طلبة الحوزة الشباب و الفضلاء المحترمين خلف القيادة الفذة لإمامنا الكبير طوال سنوات متمادية خلقت لدى الشعب الإيرانـي وعياً ذاتياً يقول له إن هذا الواقع وصمة عار فـي جبين الشعب و البلد ، و هو واقع ممكن التغيير ، و تغييره متاح على أيدي الجماهير فقط . لقد وعى الناس هذه الحقيقة جيداً . الغضب العام كان قد فشى فـي كل مكان من إيران ، ولكن ككل الأحداث الأخرى كان لابد من نقطة بداية . لابد من بطل ينزل إلى الساحة و يبدأ البطولة . وقد كان هذا البادئ أهالـي قم و الحوزة العلمية فـي قم . هنا تكمن أهمية المسألة . التحفز ، و الإسلام ، و الأهداف التـي رسمتها المعرفة الإيمانية و الإسلامية ، و الأمل بالدعم الإلهي ، و الاعتماد على طاقات الجهاد الوطنـي ، هذا هو مجمل ما أوجده الشعب الإيرانـي فـي نفسه سواء فـي التاسع عشر من دي أو فـي الأحداث التـي أعقبته و تكونت بفضله . أطلقت هذه الحادثةُ طوفاناً كان الهلاكُ فيه للقوى المعادية للحق و لقوى الطغيان و الشر أمراً أكيداً . ﴿ و لقد كتبنا فـي الزبور من بعد الذكر أن الأرض يرثها عبادي الصالحون ﴾ . هذا هو الوعد الإلهي . إذا لم يكن للحق من يؤازره و ينصره من الجماهير فسيبقى واقعاً ذهنياً و حقيقة معنوية لا يمكن التطلع لاستقراره و سيادته فـي مكان معين . ولكن حين تهب قوى الإيمان البشري وراء الحق ، فسوف يتحقق الحق ، و قد تحقق ، لأنه منسجم مع طبيعة الوجود . ولكن على امتداد التاريخ الطويل للأمة الإسلامية منذ القرون الأولى و لحد اليوم ، و منذ أن بدأ ضعف المسلمين ، نرى الحق مظلوماً و مقهوراً بسبب ذلك النقص ، أي إن القوى البشرية المؤمنة ألقت عن عواتقها أعباء الحق ولم ترفعه كالراية الخفاقة و لم تضرب أعمدته فـي أرض الحياة الإنسانية . لذلك حصل ما ترون . إنتهى أمر الأمة الإسلامية إلى هذا الواقع المتردي الذي نراه فـي العديد من بقاع الأرض . أما الشعب الإيرانـي فقد عمل بالقانون الإلهي ، أي إنه تحمل الحق و تقبلت عواتقه أعباء تحقيق الحقيقة الإلهية ، فنزل إلى الساحة و قد منَّ الله تعالى عليه بنصره كما وعد كراراً فـي القرآن . إنطلقت هذه المسيرة من قم و يجب أن تعدوا هذا اليوم يوماً مهماً . إنه محطة تاريخية . لابد من السعي و الجهاد للحفاظ عليه و تنمية المفاهيم الكامنة فـي هذا الحدث .
نزل أبناء الشعب الإيرانـي إلى الساحة و أزاحوا عن أنفسهم سلطة الدكتاتورية التابعة ، و عن بلادهم تواجد العدو الناهب . لقد طردوا العدو ، و بددوا النظام الثقافـي المغلوط و الهيمنة الثقافية المفروضة للأجنبـي بمقدار ما استطاعوا ، و سوّدوا تيار الحق و كرّسوه . غادر الطاغوت و تولت الأمور قوة تعتمد على الجماهير و تنبع من الإيمان الدينـي ، و تنزلت البركات الإلهية كما وعد الله ﴿ و لو أن أهل القرى آمنوا و اتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء و الأرض ﴾ . لقد وعد الله تعالى أنه لو توفر الإيمان و التقوى لتفتحت أبواب الرحمة و البركة ، و هذا ما حدث .
لو نظرتم للبلاد اليوم لوجدتم أنها لا تقبل المقارنة مع ما كانت عليه فـي عهد الطاغوت . فهي أكثر تقدماً على المستوى المادي ، و أكثر تنمية على مستوى التنمية . و من حيث المعنوية و الأخلاق فهي أرفع و أسمى بكثير من ذلك العهد . لقد كان هذا البلد بيد الأمريكيين تماماً يومذاك ، اقتصاده ، و سياسته ، و علاقاته الاجتماعية . كل الخطط و البرامج فـي هذا البلد كانت لصالح المهيمنين و المتنفذين الأجانب . لم يكن للشعب الإيرانـي حينذاك أي دور فـي انتخاب مدراء البلاد الكبار . لم يكن ثمة تفكير بالشعب على الإطلاق . لم تكن هناك أعمال تجري و لا أي اهتمام بشي ء . كان العلم فـي البلاد آنذاك فـي منتهى التخلف و التراجع . كل المواهب المتألقة فـي هذا البلد كانت راكدةً و معطلة . إذا استطاع شخص شق طريقه كان يتوجه لبلدان أخرى و يعمل لها ، و قد غادر الكثيرون فعلاً . كان الشعب الإيرانـي يومها بحاجة للأجانب حتى من أجل أصغر إنتاجاته . إما أن يستورد الشي ء أو إذا صنعه داخل البلاد فقد كان الأجنبـي يصنعه . كنا يومها نستورد من الخارج حتى الأسلاك الشائكة و مقبض المسحاة و ما شاكل ! تحرك البلد ببركة الثورة و انقلب رأساً على عقب . عدد الطلبة الجامعيين كان إذ ذاك قليلاً جداً قياساً لسكان البلد البالغين خمسة و ثلاثين أو أربعين مليوناً ، و قد ازداد عدد السكان عندنا اليوم إلى الضعف تقريباً ، بينما ازداد عدد طلبتنا الجامعيين إلى نحو خمسة عشر ضعفاً . و عدد الأساتذة و الجامعات أكثر من هذا بكثير . الصناعات التـي أنجزها الشعب الإيرانـي بنفسه لها بدورها حكاية مذهلة ، فـي حين كان يجب أن يأتي الأجانب يومذاك و يصنعوا لنا حتى أبسط الأشياء . يأخذون أموالنا و يهينوننا و يعطوننا النوعية الرديئة من البضاعة ! و اليوم ينتج شبابنا أعقد و أهم التقنيات و يعرضونها على الجميع و قد سمعتم و علمتم بنماذج من ذلك ، و المعروض أمام الرأي العام أقل بكثير من الواقع . إذا أرادوا فـي ذلك العهد بناء سد على نهر ، كان يجب أن يتوسلوا بأربعة بلدان و يعطونهم أموالاً باهضة ليأتوا و يبنوا سداً ، و كانت السدود غير مأمونة فـي بعض الحالات ! و اليوم يصنع شبابنا لا أقل من عشرة أضعاف ذلك ـ بل أكثر يقيناً ـ بأنفسهم . لقد شهد البلد نمواً أكيداً . علوم البلد تطورت ، و اقتصاده تطور كثيراً عما كان عليه آنذاك . تنمية البلد أكبر مما كانت عليه فـي ذلك الحين . و معنويات البلاد و أخلاقها مما لا يمكن مقارنته بذلك العهد . الثقة الوطنية بالذات أعظم اليوم مائة مرة مما كانت عليه إذ ذاك و الأهم من كل ذلك أن البلد حالياً مستقل . كل هذا الضجيج و سوء الأخلاق العالمي الذي ترونه سببه استقلالنا . جهاد الشعب هو الذي حقق هذا الاستقلال للبلد ، و لا عودة عن هذا الطريق . ليعلم العالم كله هذا . لن يسمح الشعب الإيرانـي للأمريكيين أن يتنفّذوا فـي البلد من جديد . منذ البداية كان ذلك النظام الناهب المسرف ـ نظام الولايات المتحدة الأمريكية ـ معادياً لإيران و لا يزال عداؤه مستمراً إلى اليوم و سيستمر . لم يؤثر هذا العداء شيئاً لحد الآن و لن يؤثر فـي المستقبل أيضاً بحول الله و قوته . طبعاً يتصور المحللون و الاستراتيجيون المستكبرون فـي العالم أنهم قد يستطيعون تكرار ما حدث فـي الثورة ـ حيث تمكن الشعب من اجتراح تحول كبير فـي البلاد و إرساء نظام سياسي جديد ـ ولكن بأهداف استكبار خبيثة هذه المرة . و هم يتشبثون بذا و ذاك من أجل تحقيق مآربهم . خلال العشر أو الخمس عشرة سنة الأخيرة حاولت أيادي التجسس الأمريكية و الصهيونية و منظومة الاستكبار العالمي مراراً أن تثير الجماهير فـي إيران أو تثير بعضهم باسمهم كلهم عسى أن يستطيعوا تقليد أحداث الثورة ، و هم لخفّة عقولهم لا يعلمون أن الثورة كانت حدثاً داخلياً نابعاً من الإيمان و معتمداً على قلب كل فرد من أفراد الشعب الإيرانـي . لم يكن شيئاً مفروضاً أو مدفوع الثمن . إذا كان مثل هذا الشيء ممكناً يوماً فسيُوجّه ضد نظام الولايات المتحدة نفسه أو المرتبطين به . النظام الإيمانـي المستقر و المتين و الضارب بأركانه فـي قلوب الناس لن يهتز أبداً لمثل هذه الرياح ، إلاّ أنهم يسعون سعيهم و على الشعب أن يبقى يقظاً .
أعزائي ، أقول لكم إن الإرادة و القدرة الإلهية أفصحت طوال هذه الخمسة و عشرين عاماً عن نفسها فـي يقظة الشعب و اتحاده و مشاركته فـي الوقت المناسب . إيمان الشباب و الحماس و الهياج الإيمانـي لدى رجالنا و نسائنا المؤمنين و الذي استطاع صيانة هذه الثورة و هذا البلد و إطلاق التنمية الوطنية الهائلة ، لا يزال على حاله . نعتقد أن الحق ـ أي النظام الإسلامي المرتكز إلى الإيمان ـ سينتصر على الباطل ، لكن شرط ذلك هو تواجد الجماهير و لاسيما الشباب فـي الساحة و رصدهم الأحداث بيقظة .
أنظروا أي واقع يعانـي منه العالم اليوم و هو فـي قبضة الاستكبار العالمي الدامية . إنها قصة الاستعمار تُستعاد اليوم بأسلوب جديد . ذات يوم كان الاستعمار القديم ـ الاستعمار الذي أطلقوا عليه بعد ذلك اسم الاستعمار القديم ـ أن يزحفوا و يهيمنوا على بلدان كالهند ، و الجزائر ، و كثير من البلدان الأخرى . و مع يقظة الشعوب انحسر هذا الاستعمار و لم يستطيعوا مواصلته . لكنهم خلال عهد الاستعمار عصروا الشعوب و امتصوها و قطّعوا أنفاسها فعلاً . لكن الاستعمار القديم ولّى على كل حال و ابتدعوا مكانه الاستعمار الحديث الذي لم يكن الأجانب فيه يتولون السلطة العليا فـي البلدان ، فالأمر لم يكن كما كان حصل فـي عهد الاستعمار القديم حيث يتوجه الحاكم الإنجليزي ليحكم بنفسه فـي الهند ، كلا ، ينصّبون أشخاصاً من نفس البلدان ، كما حصل فـي النظام الطاغوتي حين حكم رضاخان و ابنه و ككثير من الحكومات الأخرى فـي بلدان العالم الثالث ـ كما يسمونها هم ـ و منها البلدان الإسلامية . عصروا الشعوب و امتصوها سنوات طويلة ، و جاءوا بالمستبدين و الأنظمة الانقلابية إلى رأس السلطة و حالوا دون مساهمة الشعوب و تواجدها بأية طريقة أمكنتهم . و لاحظوا راهناً أن هذا أيضاً لم يعد مجدياً ، لذلك استخدموا طريقة جديدة للتسلط على البلدان و هي التغلغل داخل الشعوب . و هذا هو ما سميتُهُ قبل فترة الاستعمار ما بعد الحديث ، أي إنه أعلى حتى من الاستعمار الحديث . نوع آخر من الاستعمار . يبعثون عملاءهم للبلدان و يخدعون قطاعات من الشعب و يحركونهم عبر بذل الأموال و الدعاية و أنواع الترغيب و الإغراءات الملونة و تجميع الشخصيات المستكبرة الظالمة فـي العالم . هذا أيضاً لن ينفعهم طبعاً ، لأن وجه الاستعمار و الاستكبار أقبح من هذا بكثير ، و لن يستطيع إخفاء ظلمه و جوره و شروره . و مثال ذلك العراق . أنظروا ماذا يفعلون فـي العراق . تحولت راية حقوق الإنسان اليوم فـي يد أمريكا و بريطانيا و بلدان مماثلة إلى شيء مضحك ساخر ! قصة سجن أبـي غريب ، و سجن غوانتانامو الأمريكي ، و تعامل المسلحين و الجنود الأمريكيين و الإنجليز مع الشعوب ، أضحت اليوم قصة الشعوب الدائمة . قد لا تتظاهر الشعوب الآن ، غير أن هذه الأحداث تترك فـي قلوبهم آثاراً عميقة ستفصح عن نفسها يوماً . قلوب الشعوب المسلمة اليوم تطفح بالكراهية لأمريكا و المستكبرين . قلوب الشعوب تغلي منهم فـي البلدان التـي يبدو أنهم يسيطرون على حكّامها ، و الجماهير تنتظر اللحظة التـي تعبر فيها عن هذا . لقد انتهى عهد النظام الاستكباري المرتكز على ظلم الشعوب و السيطرة على أرواحها و أموالها و أعراضها و مصادرها . طبعاً قد تمر الشعوب بفترات عصيبة ، بيد أن عهد الغطرسة و منطق القوة قد انتهى فـي باطن الناس و باطن العالم ، و لن يستطيعوا الصبر أكثر من هذا . الشعب القادر على ممارسة دوره ، و الواصل إلى مرتبة الوعي الذاتي ، و المتحلي بالإرادة و الإيمان و اليقظة ، مثل هذا الشعب سينزل إلى الساحة و يسيطر عليها . السهم الأوفر لهذا كان من نصيب الشعب الإيرانـي ، فهو شعب موهوب و ذكي و مؤمن و صاحب تجربة . ليس للشعوب الأخرى تجارب شعبنا . بمستطاع شعبنا أن يكون محور تحرك عالمي عظيم ضد الظلم و النظام الاستكباري و نظام الأسياد و العبيد الجديد الذي يروم المستكبرون اليوم فرضه على العالم . لينتبه الشباب لهذه القضية . ضاعفوا ما استطعتم من تأهّبكم و عمقكم الفكري و مساهمتكم فـي الميادين السياسية و الاقتصادية . ليعلم طلبة الحوزة الشباب ، و الفضلاء الشباب ، و الطلبة الجامعيون الشباب ، و العمال الشباب ، و شباب الشرائح الجماهيرية المختلفة ـ بنين و بنات ـ أن عليهم ممارسة دور فـي مستقبل العالم . إرادة البشر و إيمانهم هما الذان سيرسمان الجغرافيا السياسية للعالم فـي المستقبل . هذه مسؤولية تقع على عواتقكم . و لا ريب أن مسؤولـي البلد ـ الثقافيين أو السياسيين أو المختصين بشؤون الشباب أو المسؤولين عن شؤون العلوم ـ يتحملون مسؤوليات كبيرة و ثقيلة . حين أشدد كل هذا التشديد على تطوير العلم فلأن التوفر على العلم و اكتساب التقنيات له دور كبير جداً فـي هذا المستقبل . المستقبل ملككم أيها الشباب و اعلموا أنكم ستشهدون أيام عزة الشعوب و عظمتها الحقيقية إن شاء الله ، و ستذوقون ثمرة هذا الصمود . بلادنا اليوم تتمتع و الحمد لله بالاتحاد ، و الإيمان ، و الوعي ، و الحماس . طبعاً هم يسعون لحرماننا من هذا . تتجلى فـي هذه الانتخابات مساهمة الجماهير بكل وضوح حيث يشاركون فيها بحماس و شعور و تحفز حقيقي . سترون على أعتاب الانتخابات ـ التـي شرع البعض يُهمهم حولها من الآن ـ كيف تبدأ همسات مقاطعة الانتخابات من أجل أن لا تنزل الجماهير إلى الساحة ، و لا تشارك و لا تنتخب فتُقصى عن المعادلات السياسية لإيران و نظام الجمهورية الإسلامية . تبتدئ هذه الهمسات من محافل التخطيط السياسي و رسم الاستراتيجيات فـي أمريكا و إسرائيل لتصل أخيراً إلى عدد من الأشخاص المغفلين هنا و ربما المأجورين و المنحطين أحياناً . سيقول البعض لنقاطع الانتخابات ، و يقول آخرون ، لكي يثبطوا الناس ، إنها ليست انتخابات حرة . و سيعمل البعض على تشويه سمعة المرشحين . كل فئة من هذه الفئات ستحاول إفشال الانتخابات بشكل من الأشكال . أؤكد هنا على كافة مسؤولـي البلاد و على كل فرد من أفراد الشعب أن يستعدوا للانتخابات إن شاء الله . مع أن زمناً طويلاً تقريباً يفصلنا عن إقامة الانتخابات و أمامنا خمسة أو ستة أشهر حتى ذلك الحين ، و لكن يجب جعل أجواء البلاد أجواء شوق و اندفاع نحو الانتخابات لكي يعلم الناس أنهم يريدون إنجاز مهمة كبرى و ينتخبوا حكومة تقطع خطوات واسعة للوصول إلى الأهداف . هذا هو أساس القضية . يجب على الشخصيات المختلفة التـي تدخل ساحة الانتخابات كمرشحين أن تلاحظ هذا الموضوع . الشعب متعطش للعمل .. العمل .. الأعمال غير المنجزة كثيرة ، و الساحة لإنجازها فـي بلادنا مفتوحة تماماً . ما يرغب فيه الناس و يحبونه هو أن يتولى رئاسة الجمهورية شخص يكون همه الأكبر العمل لهذا الشعب ... أن يعمل فـي المجالات الاقتصادية ، و البنى التحتية ، و الثقافية ، و العلمية ، و الأخلاقية ، و السياسة الخارجية و باقي المجالات ، و يتحلى بالتوثب و الحماس و الاندفاع للعمل . و هذا متاح بفضل الإيمان . ليلاحظ المرشحون للانتخابات هذه النقطة . يرغب الناس أن يسمعوا عن لسان المرشحين ما الذي يريدون أن يفعلوه . ليحدد المرشحون ما الذي يريدون فعله . ليذكروا للجماهير برامجهم و أهدافهم و استراتيجياتهم . هذا هو حماس الانتخابات ، مشاركةٌ قصوى ذكرتها للشعب الإيرانـي العزيز يوم عيد الفطر ، و يمكن أن تتحقق بهذه الطريقة . ليكن الشعب على استعداد و لينظروا من الذي يؤمن بأهدافهم و يستطيع العمل لصالح هذه الأهداف . و طبعاً سأطرح على شعب إيران إن شاء الله تفاصيل و خصائص أكثر حتى زمن الانتخابات . ما يتوجب على الجميع أن يلاحظوه الآن هو أن هذا البلد و هذا الشعب متعطش للعمل ، العمل باتجاه الأهداف السامية التـي ثار الشعب من أجلها ، و دافع عن حدوده من أجلها ، و صمد فـي مختلف السوح من أجلها و بذل كل هذه المساعي و اكتسب هذا التطور العلمي و الفكري من أجلها . يد القدرة الإلهية مع الشعب الإيرانـي طبعاً ، إننـي أرى هذا رأي العين . كان الإمام راقداً يوماً على فراش المرض و ذهبت لعيادته . قلت له جملة معينة و قال فـي جوابـي : ما رأيته فـي هذه الأعوام هو أن هناك قدرةً تعاضد يدها شعب إيران و تدبر له الأمور . و لقد رأيتُ هذه اليد طوال هذه الأعوام . كم خامرتهم أضغاث أحلام ضد هذا الشعب و كم حاكوا من مؤامرات ، و كم أنفق أعداء الشعب من الأموال ليبقوه متخلفاً و يخترقوا حدوده و يتسلطوا عليه . لكنهم أخفقوا بفضل همم هذا الشعب الذي تعاضده يد القدرة الإلهية ، و اعلموا أنهم سيخفقون فـي المستقبل أيضاً إن شاءالله .
نستمد العون و الهدى و الفضل من الله تعالى ، و نحيـّي الساحة المقدسة للولـي الأعظم سيدنا صاحب الزمان (أرواحنا فداه) و نسأل عونه و دعاءه و التفاته و لطفه و عنايته لكافة الشعب الإيرانـي و لكم أيها الأعزاء الحاضرون هنا .
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته .

1 9 كانون الثانى